[align=center]بســم الله الـرحمــن الرحيــم[/align]
[align=right]
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته
[/align]
من يملأ عقلك بالقناعات ؟
كل منا لديه مجموعة قناعات في أمور السياسة ، وأنا إلى الآن هنا لا أريد أن أكون مع أو ضد ، ولكن مجرد طرح أفكار لتحريك العقول الراكدة أو المجمدة وليست الجامدة .
هل ما يعج به عقلك هو نتاج بحثك أم أنه نتاج بحث الآخرين ؟
هل تحكم في الأمور الكتاب والسنة أم أنك تحكم من يفسّر لك الكتاب والسنة ؟
كيف تتخذ موقفا من أمر اختلف فيه العلماء في خارج الدولة ، واتفق فيه كثير من العلماء داخل الدولة ؟
وعلى الجانب السياسي :
هل تجد أن كل دعاوى الدول الأخرى حول السياسة خاطئة ؟
لا ننس التاريخ الذي صنف المختار الثقفي عند البعض بأنه مدع للنبوة أراد الفرقة للمسلمين ، وبين المختار الثقفي عند البعض الذي أراد إرجاع الأمة إلى الخلافة الراشدة ، وهذا الحال كان عند الخوارج أيضا .
التاريخ الذي نقرأ مليء بالمغالطات ، ووجهات نظر المستفيدين من تقليبه حسب المراد إدخاله في عقول الآخرين ممن يتبعونه ، ولو جعل مشروعه السياسي بصبغة الدين حتى لايستطيع أحد أن يتكلم عنه أو يناقشه وإلا فإنه يشكك في الدين ويخرج عنه ، وفهناك من جعل الصحابي الجليل عبدالله ابن الزبير خارجيا ، وهناك من جعل التابعي الفضيل سعيد ابن جبير صاحب الدعوة التي لاترد خارجيا ، وهناك من جعل ابن الزبير رضي الله عنه داع إلى طريق الخلافة الراشدة ، وهناك من جعل ابن جبير قائل كلمة حق .
التاريخ يصنعه الأقوى ، ولكن هل يفعل ذلك في الدين ويجعل السياسة الخاصة به تلبس ثوب أنه هو الدين ، وهنا لا أقصد والعياذ بالله أن الدين ليس له علاقة بالسياسة بل الدين له علاقة بكل شيء ، ولكن أن يكيف الدين حسب من يريد المصلحة من خلاله ولو لوى عنق تعاليمه فهنا لنا وقفه وعلينا ألا نسلم عقولنا لكل من أراد أن يشكلها بما يريد ، وكذلك السياسة ، فليس من الضروري أن تكون النظرة السياسية لفلان أو علان هي ما يجب علينا اتباعه ، لم لانفكر ونحلل بعقولنا ونعرض الأمر قبل كل شيء على ميزان الشرع دون تطرف إلى جهة ما .
يجب أن تكون موقفنا مبنية على قناعات قوية ربما من خلال البحث بعد سنين نكتشف أن بعضها غير صحيح ولكن أن نغير بعض قناعاتنا بين يوم وليلة أو حتى أيا وليال هنا يجب على الفرد منا أن يقف أمام نفسه وينظر هل ما يقوم به تجاه نفسه من ( ابتلاع) القناعات هو أمر يتطابق مع الشخصية المسلمة الرزينة المستقلة التي تتبع الحق ولاتتبع الهوى ، أو أهواء الآخرين المتلبسة بلباس الدين .
مع احترامي للناضجين
أبو فيصل إبراهيم
مواقع النشر