القدس - رويترز : قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في حديث نشر يوم الاثنين إن إسرائيل يجب ان تنسحب منفردة من جانب كبير من الضفة الغربية المحتلة اذا ظل التوصل إلى اتفاق للسلام مع الفلسطينيين أمرا بعيد المنال. وفي رد فعل سريع رفض نائب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقتراح باراك الذي يرأس حزبا سياسيا صغيرا تشير استطلاعات الرأي الى انه قد لا يفوز بأي مقعد في البرلمان (الكنيست) في اي انتخابات جديدة.



وقال باراك لصحيفة إسرائيل هايوم وهي صحيفة يمينية مؤيدة لنتنياهو "سيكون من الافضل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ولكن إذا تعذر ذلك فيتعين اتخاذ اجراءات عملية لبدء فك الارتباط." وانهارت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

ويقضي اقتراح بارك باخلاء عشرات المستوطنات الصغيرة المنتشرة في مناطق واسعة من الضفة الغربية بصورة منفردة مع تقديم تعويضات مالية لساكنيها ومنازل جديدة في مستوطنات أخرى أو في داخل إسرائيل.

كما يقضي ببقاء الكتل الاستيطانية الكبيرة تحت السيطرة الإسرائيلية وهي الكتل التي يعيش فيها معظم مستوطني الضفة وعددهم 350 الفا ومقامة على مساحات ضيقة من الاراضي بالقرب من إسرائيل. وقد طرحت حكومات إسرائيلية سابقة هذه الفكرة ورفضها الزعماء الفلسطينيون.

وقال باراك "حان الوقت لاتخاذ قرار لا ينبع فحسب من العقيدة والمشاعر العميقة ولكن ايضا من قراءة متأنية للواقع."

وعلق نائب رئيس الوزراء دان ميريدور على اقتراح باراك قائلا إن "من المحال" ان تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية التي اقامت فيها 120 مستوطنة دون اتفاق للسلام.

وقال ميريدور "لا يمكن ان نحول رام الله إلى غزة... هذا سيعني حربا فورية واراقة دماء. يجب ان يبقى الجيش هناك لحين التوصل إلى اتفاق."

ويقول نتنياهو ان إسرائيل مستعدة لتقديم "تنازلات مؤلمة" من أجل السلام تتطلب التخلي عن "اجزاء من ارض الاجداد اليهود".

لكن نتنياهو شأنه شأن باراك يرفض العودة إلى الحدود التي كانت قائمة قبل حرب 1967 وهو ما يستبعد الانسحاب من جميع اراضي الضفة الغربية التي يعيش فيها 2.5 مليون فلسطيني.

وكان نتنياهو من أشد المنتقدين للانسحاب الإسرائيلي المنفرد من قطاع غزة عام 2005.

وكزعيم لحزب العمل كان باراك يتخذ عادة نهجا أخف حدة من نتنياهو في قضايا السلام. ويرأس باراك الان حزب الاستقلال الصغير المشارك في ائتلاف نتنياهو الحاكم المؤيد للاستيطان.

ولحزب الاستقلال خمسة مقاعد في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا. وأثار تراجعه في استطلاعات الرأي التكهنات بأن باراك قد يطلق مبادرات لتعزيز صورة حزبه ومحاولة كسب تأييد الناخبين الوسطيين.

وأدت الخلافات داخل ائتلاف نتنياهو حول ميزانية الدولة التي يجب اقرارها بحلول مارس اذار إلى تكهنات بأن الانتخابات القادمة المقررة في اكتوبر تشرين الاول 2013 قد تجرى في وقت مبكر عن موعدها.