صنعاء/عدن - محمد الغباري ومحمد مخشف (رويترز) - أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عن تفجيرات انتحارية خلال صلاة الجمعة في مسجدين يرتادهما أنصار الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء مما أدى إلى مقتل 137 شخصا على الأقل.
والهجمات هي الأعنف للمتشددين منذ أعوام في اليمن حيث تشن واشنطن حملة بطائرات بدون طيار على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فرع القاعدة باليمن.
وتفاقمت الاضطرابات الطائفية في الآونة الأخيرة بعدما بسط الحوثيون سيطرتهم على العاصمة صنعاء العام الماضي.
وفجر أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم مستهدفين المصلين داخل وخارج المسجدين المكتظين. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الخاضعة لسيطرة الحوثيين إن عدد القتلى بلغ 137 إضافة إلى 357 مصابا.
واطلقت المستشفيات التي اكتظت بالقتلى والجرحى في صنعاء نداءات تدعو المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ العدد الكبير من المصابين.
ويتهم تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية -الذي خرج من عباءة القاعدة- الشيعة بالكفر.
وتعهد تنظيم الدولة الإسلامية الذي اعلن مسؤوليته عن الهجمات أيضا بشن المزيد من الهجمات ضد الحوثيين.
وقال التنظيم في بيان نشره أنصاره على موقع تويتر "وليعلم الحوثة المشركون أن جنود الدّولة الإسلامية لن يقرّ لهم قرار ولن يهنأ لهم بال حتى يستأصلوا شأفتهم ويردوا عاديتهم ويقطعوا ذراع المشروع الصفوي في اليمن بحول الله وقوته."
وأضاف البيان "ما هذه العملية إلا غيض من فيض قادم إن شاء الله."
وقال تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين إن المفكر الزيدي البارز المرتضى المحطوري الذي يعمل استاذا أيضا بجامعة صنعاء كان بين القتلى.
وعرضت لقطات تلفزيونية شبانا يرتدون الزي اليمني التقليدي وهم يحملون جثثا تقطر منها الدماء خارج المسجد.
وقال أحد السكان إنه سمع دوي انفجارين متعاقبين في أحد المسجدين وهو مسجد بدر الذي يقع في حي مزدحم بوسط صنعاء.
وأضاف قائلا لرويترز "كنت ذاهبا لأصلي في المسجد ثم سمعت دوي الانفجار الأول وبعد ثانية واحدة سمعت دوي انفجار آخر."
واستهدف انتحاريان مسجد بدر بينما استهدف انتحاريان آخران المسجد الثاني. وقال مصدر أمني لرويترز إن انتحاريا ثالثا حاول أن يفجر نفسه في أحد المساجد الرئيسية في محافظة صعدة وهي معقل للحوثيين لكن القنبلة انفجرت قبل أوانها مما أدى إلى مقتل الانتحاري نفسه.
محقق يفحص منطقة في أحد المسجدين في صنعاء يوم الجمعة - رويترز.
وفي واشنطن أدان البيت الأبيض التفجيرات وقال إنه لا يمكنه تأكيد انتماء منفذي الهجمات للدولة الإسلامية.
* الانزلاق نحو الحرب الأهلية
وينزلق اليمن نحو الحرب الأهلية منذ العام الماضي عندما سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على معظم شمال البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وفر الرئيس عبد ربه منصور هادي حليف الولايات المتحدة من العاصمة في فبراير شباط بعدما احتجزه الحوثيون لمدة شهر رهن الإقامة الجبرية. وأقام هادي قاعدة للسلطة في مدينة عدن بجنوب البلاد.
ووقعت التفجيرات في صنعاء فيما هاجمت طائرات حربية مجهولة القصر الرئاسي في مدينة عدن بجنوب البلاد لليوم الثاني.
وأطلقت مدافع مضادة للطائرات النار على طائرتين أسقطتا قنابل على منطقة تشمل مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقالت مصادر في الرئاسة إنه لم يصب بأذى.
وفي العام الماضي اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق واعلن قيام خلافة في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق وأعلن متشددون في دول أخرى مبايعتهم للتنظيم المتشدد على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان يصدر لهم التعليمات بالفعل.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه لا توجد علاقة واضحة بين الأشخاص الذين نفذوا هجمات اليوم ومتشددي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "الهجمات الإرهابية" في اليمن ودعا كل الأطراف إلى "وقف كل الأعمال العدائية على الفور والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس".
ويشهد اليمن اضطرابات منذ إسقاط الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في 2011. ويعتقد الآن أن صالح تحالف مع الحوثيين الذين حاول سحقهم عندما كان رئيسا للبلاد.
ويحاول هادي تعزيز قبضته على السلطة في تحد لطموحات الحوثيين السيطرة على البلاد بأكملها.
مواقع النشر