القاهرة (رويترز) - قال اللواء اسماعيل عتمان عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية يوم الثلاثاء انه يتوقع أن تتجاوز نسبة الاقبال على المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية 70 بالمئة. وتابع لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية "ليس هناك تقدير حقيقي أو ثابت استطيع أن أجزم به ولكن... هتطلع (النسبة) فوق 70 بالمئة دلوقتي. وأعتقد وأتمنى أنها تصل الى أكثر من 80 بالمئة بنهاية اليوم."
15_52_49.jpg
الاسلاميون بمصر يأملون أن تقربهم الانتخابات من السلطة
يدلي المصريون بأصواتهم يوم الثلاثاء في اليوم الثاني من انتخابات يأمل الاسلاميون في أن تقربهم الى السلطة.
ودحضت الانتخابات التشريعة -وهي الاولى منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط- المخاوف من حدوث أعمال عنف بعد أسبوع شهد اضطرابات خلفت 42 قتيلا.
وتأمل جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد مبارك لكن كانت السلطات تتغاضى عن نشاطها في أن يساعدها حزب الحرية والعدالة -ذراعها السياسية- في تمثيل برلماني قوي وان كان من غير الواضح مدى النفوذ الذي ستتمتع به البرلمان في ظل بقاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة في السلطة.
وقال مراقبون ان الاقبال على التصويت كان شديدا في اليوم الاول رغم أنه لم تعلن أرقام رسمية بعد. وتحدثوا عن عقبات تتمثل في تأخر وصول بعض المواد اللازمة للانتخاب وعن انتهاكات تمثلت في استمرار الحملات الدعائية في يوم الانتخاب لكنهم أكدوا عدم حدوث أحداث عنف خطيرة.
وفي مركز انتخابي بحي الزمالك الراقي في القاهرة قال قضاة ان نسبة الاقبال بين 50 و60 في المئة. وكان بين عشرات الناخبين المنتظرين لدورهم من عاد اليوم بعد أن أثنته الصفوف الطويلة عن التصويت أمس. وقال قضاة في أماكن أخرى ان نسبة التصويت كانت بين 30 و50 في المئة أمس.
وقال فتحي محمد (56 عاما) الذي يعمل في هيئة ميناء الاسكندرية "ترددت في التصويت أمس قلقا من العنف الذي كان يحدث في الانتخابات السابقة. لكن النظام والامن شجعاني على الخروج اليوم... أشعر بالتفاؤل في أن ينهض هذا البلد."
وسعى مندوبون لحزب الحرية والعدالة ولاحزاب اسلامية منافسة كانوا يحملون أجهزة كمبيوتر محمولة وأوراق دعاية لمساعدة الناخبين المتحيرين من نظام التصويت المعقد واستمالتهم لانتخاب مرشحيهم.
ويدير المجلس الاعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد ويحمل الصلاحيات الواسعة التي كانت لدى مبارك منذ اسقاطه في 11 فبراير شباط. ووعد المجلس بتسليم السلطة لرئيس منتخب في موعد أقصاه يوليو تموز لكن البعض يخشى أن يسعى للاحتفاظ بالسلطة ويمارس نفوذا من وراء الكواليس.
واذا سارت العملية الانتخابية بسلاسة خلال الاسابيع الستة القادمة فسيتمتع البرلمان الجديد بشرعية شعبية يفتقر لها المجلس العسكري. وقد يسعى هذا البرلمان لابراز صلاحياته بعد أن ظلت مهمته الرئيسية التصديق على قرارات مبارك طيلة 30 عاما.
وقال المحلل السياسي المصري ضياء رشوان "السياسة الفعلية ستكون في أيدي البرلمان."
وقد يتنافس البرلمان القادم على السلطة مع كمال الجنزوري الذي كلفه المجلس العسكري يوم الجمعة الماضي بتشكيل حكومة يأمل أن يعلنها يوم الخميس القادم. وشغل الجنزوري (78 عاما) منصب رئيس الوزراء في عهد مبارك خلال الفترة من 1996 الى 1999 .
وقالت الولايات المتحدة التي حثت الجيش المصري على تسريع نقل السلطة الى الحكم المدني ان التقارير المبدئية عن اليوم الاول من الانتخابات كانت "ايجابية الى حد بعيد."
وكان كثيرون يخشون حدوث أعمال عنف خلال الانتخابات بعد سقوط قتلى ومصابين الاسبوع الماضي حين تزايد الاحباط من حكم المجلس العسكري واشتباك قوات الامن مع المحتجين في ميدان التحرير وحوله.
وفي مركز اقتراع بحي مدينة نصر بالقاهرة احتارت سيدتان مسنتان في أمرهمها وسط العدد الكبير من المرشحين المتنافسين وسألتا شبانا بالقرب منهما "من هم شباب الثورة حتى يمكننا أن نعطيهم صوتنا.. ربنا يحميهم."
ويتوق بعض المصريين للعودة للاستقرار قلقا من أن تؤثر الاضطرابات السياسية على اقتصاد يتجه صوب أزمة من شأنها أن تزيد من الصعوبات التي يعاني منها الملايين من محدودي الدخل.
ويخشى اخرون أن تهيمن أحزاب اسلامية على الساحة السياسية وأن تصيغ دستور مصر القادم وتهدد الحريات الاجتماعية في بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة يمثل الاقباط الذين يشكون من التمييز عشرة في المئة منهم.
ومع استئناف التصويت في مدينة دمياط الساحلية وسط أجواء باردة وممطرة قال سيد ابراهيم (30 عاما) انه أيد حزب الوفد الليبرالي دون حزب النور السلفي منافسه الرئيسي في المنطقة.
وقال "أعطيت صوتي للوفد لاني لا أريد حزبا دينيا متشددا يستبعد الاراء الاخرى."
وأضاف "هذه أول مرة أشعر أن الانتخابات نزيهة. في العام الماضي كانت نزيهة بنسبة عشرة في المئة على الارجح ومزورة بنسبة 90 في المئة. كانت بلطجة" مشيرا الى انتخابات جرت العام الماضي قبل رحيل مبارك. وقال "الجيش يؤدي الان عمله بشكل جيد."
ويتوقع الاسلاميون أن يحققوا نتائج طيبة في الانتخابات لكن يصعب التكهن بالنتيجة النهائية في ظل نظام انتخابي معقد يشمل قوائم حزبية ومرشحين فرديين. ولن تظهر النتائج كاملة قبل يناير كانون الثاني.
وسيؤثر التغيير السياسي في مصر -أكبر الدول العربية سكانا- في منطقة الشرق الاوسط كلها حيث يطالب الجيل الجديد بالتغيير الديمقراطي الذي أسقط زعماء دول بالمنطقة وتحدى زعماء دول أخرى.
وقالت سارة فكري (29 عاما) وهي مندوبة دعاية أدلت بصوتها في الزمالك "من المهم أن يصوت كل مواطن حتى يمثل هذا البرلمان الشعب ويصل صوته للحكومة."
لكن هويدا حسين وهي مدرسة عمرها 40 عاما قالت بعد أن ألقت بصوتها انها لاتزال تخشى أن يتدخل الجيش في نتيجة الانتخاب.
وأضافت "قد يحاولون لكنهم لن ينجحوا لان الشعب المصري واع جدا."
وساعدت سلاسة الانتخابات مؤشر سوق المال المصري على الصعود بنسبة خمسة في المئة وهي أقصى حركة يسمح بها خلال التداول اليومي.
وقال أسامة مراد من أراب فاينانس للسمسرة قبل فتح السوق "ينظر الناس للاقبال على التصويت أمس بنظرة ايجابية. لقد فاق التوقعات بكثير."
مواقع النشر