اهــــ(الأحداث)ــــم

• طلب الكثير من الأعضاء إعادة تنشيط صندوق المحادثات • • تداول خسارة 27.67 نقطة عند 12,103.16 • • دونالد ترامب رئيساً • وعد انهاء ازمة أوكرانيا • وعد انهاء ازمة فلسطين • وعد نزع اسلحة احزاب ايران
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ميعاد

العرض المتطور

  1. #1
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ميعاد

    [align=justify]كان يحدثني مبتسما وهو يهز رأسه متكئا بمرفقيه الي مسند الكنبة ودون ان ينظر الي، كأنما يسترجع لنفسه لايحكي لي ، قال لي كنت قد أخذت في ا لكتـًاب : ( والشمس وضحاها ) ورجعت يومها من عند الشيخ مشدوها منبهرا وكأني لم أكن أعرف الشمس من قبل ، صوت شيخنا كان عريضا قويا ويبزغ من خفوت كبزوغ الشمس وقت الفجر، هكذا كان أبي يقول، آه لو كنت سمعته حين يقول( والشمس وضحاها) .
    رجعت إلي البيت رسمت علي لوحي الإردواز شمسا كبيرة بالطبشور وكتبت إسمي في منتصفها ( حسين )
    صعدت إلي سطح الدار ليلا وانا مصمم أن أراها كيف تولد من قلب الليل كما يقوم صوت شيخنا من خفوت ، ماكنت شاهدت بزوغ الفجر من قبل ، كان مثيرا لي ان اري كيف يولد الصبح واين يفر الليل
    قاومت النوم طويلا بأن ارش وجهي كل حين بماء ، ولكن نسمة الهواء الليلية غلبتني ومسحت علي خشمي مع رائحة النعناع والريحان وغيرها من زروع حولنا يسمر زهرها ليلا وسحبتني جميعا للنوم ، ماأيقظني إلا صوت أبي وقت الظهيرة
    : أأنت هنا ونحن قلبنا عليك البلد ؟!
    سحبني من يدي إلي أسفل بغلظة وانا نزلت معه في صمت ووجل ، ومعصمي ضائع في كفه الغليظ الموشوم ، وفي منتصف اليوم كانت هناك غضبة أخري أ شد علي لوحي الإردواز الذي ضاع ،لااذكر إلا أن آخر ماسطرت ورسمت عليه هو إسمي داخل قرص الشمس .. ولا أعرف أين نسيته .
    وضحك ضحكة صافية وطويلة حتي بدا وكأن آخرها موشي بنبرة بكاء ، وشرد وكأنه لم يعد معي ….
    تذكرت هذا الحديث الطفولي الباسم الشجي وأنا اليوم علي نفس السطح ، تحت تكعيبة عتيقة تآكل خشبها ، وربما هي التي آوي اليها يوم ضيع لوحه الإردواز، بيت مهيب مبني في منتصف القرن التاسع عشر ، تستمع لصرير ابوابه الضخمة ، فيخيل لك أن ستشهد خلف الأبواب المغلقة رجا ل لهم سحنات وملابس مختلفة يتحدثون عن الوالي وا لفيضان وعفاريت البلدة وشجرة العائلة ، عصر آخر خلف الأبواب ، والسطح ايضا مهيب ، كانه مهبط لآرواح تتدلي رويدا رويدا من السماء الزرقاء ، وبقية فرن الخبز الشمسي بالناحية الأخري من السطح وعن يساره قليلا أطلال عشة للدواجن ، ويرن في اذني نداءا لآمرأة ماتت منذ اعوام طويلة تزعق علي ابنها ليشتري لها الخميرة من اجل عجين الخبز الشمسي ، واذا طللت للقرية وجدت عالما سابحا في ظلام الليل .
    علي موعد أنا في الصباح مع زيارة هامة، تذكرت حديثه ، ولم يكن هذا الجو الذي تحل فيه أطياف الجدود والجدات ليسمح بالنوم السريع .
    شدني إحساس داخلي وحنين نبع في قلبي وسيرني كالمنوم ان أعبث بعصا في هذا الشق ما بين حائطين منخفضين عند التكعيبة ، كانا بداية لبناء لم يكتمل ، لامست العصا شيئا ما ، أخذت أعالجه حتي أصبح قريبا ، وبعد جهد سحبت الخبيئة ، لوح إردواز عليه شمس وضيئة وكلمة حسين ، لان قلبي كقطة في يدي صاحبها ، تحفة أن تجد شيئا كهذا ، سطح اللوح يعلوه بعض الغبار والتآكل وبعض الحفر .. ابتسمت واستسلمت للنوم العميق .. والنعناع والريحان يهدهداني سويا .
    في الصباح نزلت إلي الطريق إخترقت حقول السمسم وفي يدي الخبيئة ، انظر للشمس التي لم تتغير ومرت عليها ملايين الوجوه ، وصلت إلي آخر الحقول حيث كرم النخيل وزراعات صبار ، وصوت خريرالمياه والأوز والأطفال يأتيني من بعيد محتفلا بالحياة .
    الان أنا اخترق المقابر في تهيب ، وصلت أخيرا ، رميت عليه السلام وفردت يدي أرِيه ما معي ، وابتسمت له
    : ها قد وجدت لوحك الإردواز ....... وشمسك
    نظرت للوحة الرخامية البسيطة ( الحاج حسين إبراهيم 1904-2004) ووجدت سربا من اليمام يودع الحقول الخضراء ويذهب بعيدا في الأفق ، ارتعش جسدي ، ودعته مبتسما ودامعا ، سرت في طريق العودة وأشعر أن عيني طفل في السابعة تودعني مبتسمة من عند المقبرة ، وكلما التفت غاب بين مشاهد القبور،كطفل شقي ظريف ، فشعرت بألفة مقلقة ، فوسعت خطواتي دون الهرولة ،لأهرب بكبرياء ، لااعرف إن كان هو جدي ... ام هو انا ، لاأعرف إن كان يودعني للأبد أم ينتظرني لميعاد محتوم[/align]

  2. #2
    إداري ومراقب
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    929
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الله

    ما أجمل السفر ..

    بين حقول الحروف المُثقلة بالأدب ..

    المرتوية بدِلاء النقاء ..

    المثيرة لرائحة الاصالة ..

    في الجسم الغض .

    سافرت بمعيتك سيدي ..

    الى حيث الكُتّاب ..

    وشاهدتُ الشيخ بعينيك ..

    وسمعتُ صوته بأذنيك ..

    فيالجمال اللوحة ..

    آية ..

    وقلب طفل ..

    وشمس شارقه ..

    وألف ألف بارقه .



    اسعدني الرد عليك سيدي .

  3. #3

    افتراضي

    كلمات راائعه
    تلامس الوجدان
    سلمتِ و سلم احسااسك العذب
    تقبل
    غراااام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا