انخفاض الحرارة يمكن تعريفه كانخفاض حرارة لب الجسم core temperature أو الحرارة الداخلية للجسم لتكون أقل من 35 درجة مئوية, والروايات المأساوية للأشخاص الذين يسقطون في بحيرات جليدية هي أمثلة مؤلمة لانخفاض الحرارة, وأي شخص يتعرض لدرجات حرارة منخفضة أثناء العمل أو الاستجمام والتسلية, من الممكن أن يكون معرض لخطر انخفاض الحرارة.
وقد كان انخفاض الحرارة أحد المشاكل العسكرية منذ أن فقد هانيبال نصف جنوده أثناء عبور الجبال الشاهقة بين أسبانيا وفرنسا سنة 218 قبل الميلاد, وقد تكررت الكوارث بسبب انخفاض الحرارة في الحملات العسكرية بعد ذلك خلال الحربين العالميتين, وخلال الحرب الكورية.
واليوم مع انتشار وشعبية رياضات فصل الشتاء, وزيادة تعرض المدنيين لخطر انخفاض الحرارة, أصبحت المشكلة تشكل أهمية لسلامة وصحة الأشخاص.
حرارة الجسم الطبيعية تعكس التوازن بين اكتساب الجسم للحرارة وفقدانه للحرارة, والعديد من التفاعلات الكيميائية الضرورية لحياة الإنسان من الممكن أن تحدث فقط في معدلات معينة للحرارة.
Hypothermia02.jpg
المخ له القدرة على الاحتفاظ بحرارة الجسم في المعدل الطبيعي من خلال العديد من الآليات, وعندما تغمر هذه الآليات فإن فقدان الحرارة من الجسم يكون أسرع من إنتاج الحرارة مما ينشأ عنه نقص الحرارة.
أحيانا يتأثر التحكم في الحرارة بأمراض, وفي هذه الحالة فإن حرارة لب الجسم من الممكن أن تنقص في أي أجواء, وهذه الحالة تسمى بانخفاض الحرارة الثانوي.
Hypothermia03.jpg
الجسم يفقد الحرارة بعدة طرق, فحوالي 55–65% من حرارة الجسم تفقد بالإشعاع radiation, وفي وجود الجفاف يفقد 2–3% من حرارة الجسم عن طريق التوصيل conduction, ولكن عندما يغمر الجسم في الماء البارد فإن فقدان الحرارة بالتوصيل يصل إلى 50%, وفقدان الجسم للحرارة عن طريق تيارات الحمل convection يمثل 10% بينما 2–9% من حرارة الجسم يفقد لتدفئة الهواء المستنشق, ونحو 20–27% يفقد عن طريق التبخر من الجلد والرئتين, والأطفال تنخفض حرارة أجسامهم أسرع من الكبار بسبب كبر مساحة سطح الجسم بالنسبة لكتلة الجسم.
Hypothermia04.jpg
للجسم العديد من الوسائل لزيادة إنتاج الحرارة, ولكن عند معدلات معينة منخفضة لا يستطيع الاستمرار في إنتاج الحرارة, وتنقص الحرارة الداخلية للجسم بسرعة, ومن 37–32 درجة مئوية يبدأ الجسم في الارتعاد shivering, والأوعية الدموية في التقلص, والهرمونات في توليد الحرارة.
الارتعاد يستطيع مضاعفة توليد الحرارة, ويستطيع ذلك الاستمرار لساعات قليلة, وأخيرا يحل التعب, ويستنفذ الجسم مخازن وقوده.
الأوعية الدموية بالذراعين والساقين تتقلص ويحدث بها تضيق, ويسمح ذلك للدم بالبقاء داخل الجسم, ويوفر ذلك حماية للجسم من فقد الحرارة عن طريق الجلد إلى درجات الحرارة الباردة التي يتعرض لها الجلد.
الهرمونات والبروتينات الصغيرة الأخرى تنطلق لزيادة سرعة معدل الاستقلاب الأساسي basal metabolic rate, وبذلك يستخدم الجسم مخازن الوقود لإنتاج الحرارة.
Hypothermia05.jpg
عند درجة الحرارة 32-24 مئوية, يتوقف الجسم عن الارتعاد, والاستقلاب الأساسي يزداد انخفاضه, وعند درجة حرارة أقل من 24 درجة مئوية, تصبح كل آليات حفظ الحرارة غير نشطة, وتستمر حرارة الجسم الداخلية في الهبوط.
في الانخفاض الأولى للحرارة يكون الجسم غير قادر على توليد الحرارة بسرعة تكفي لتعويض فقدان الحرارة المستمر, و يعتبر ذلك بالدرجة الأولى مرض ينشأ بسبب التعرض للبرودة الشديدة.
بصفة عامة أتناء البرد, والجفاف, تنقص الحرارة على مدى ساعات, وفي الماء البارد فإن حرارة الجسم من الممكن أن تهبط لمستوى منخفض خلال دقائق.
Hypothermia06.gif
بسبب قدرة كبار السن الضعيفة على إنتاج الحرارة والاحتفاظ بها, قد تنقص حرارة أجسامهم على مدى أيام أثناء وجودهم داخل بيوتهم, وضمن درجات الحرارة التي يعتبرها غيرهم مريحة.
المشردين, وشاربي الكحوليات, والمرضى العقليين mentally ill هم عرضة لانخفاض الحرارة بسبب عدم وجود المأوى المناسب, أو عدم القدرة على معرفة الوقت المناسب للذهاب بعيدا عن البرد.
في حالات فقدان الحرارة الثانوي, يوجد خلل في آليات تنظيم حرارة الجسم, وذلك في حالات مثل السكتات الدماغية stroke, وإصابات النخاع الشوكي, ونقص مستوى السكر بالدم, وفي العديد من الاضطرابات الجلدية التي يحدث فيها انخفاض لحرارة المريض في وجود انخفاض طفيف للحرارة بالبيئة المحيطة بالجسم.
مواقع النشر