الدوحة - الأناضول : قالت سهير الأتاسي، نائبة رئيس ائتلاف المعارضة السورية، إن الحكومة المؤقتة، التي بدأ غسان هيتو مشاورات تشكيلها مؤخرًا، ستكون "حكومة تكنوقراط تضم 12 حقيبة". وفي حوار مع مراسلة وكالة الأناضول للأنباء أشارت الأتاسي إلى أن الحكومة "ستعتمد على الكفاءات لا المحاصصة"، منوهة إلى أن "الحكومة ستعمل في المناطق المحررة بشكل علني وكذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد (رئيس النظام السوري بشار الأسد)، ولكن بطريقة أخرى (لم توضحها)".
وأوضحت الأتاسي، التي كانت تتحدث من مقر أول سفارة للائتلاف السوري بالخارج في الدوحة، أن "الخطوة المقبلة بعد الحصول على مقعد سوريا في الجامعة العربية هي الحصول على المقعد بالأمم المتحدة"، لافتة إلى أن "عددًا من الدول العربية وعدت الائتلاف بدعم هذه الخطوة".
وشددت نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض، على أن جميع أعضاء الائتلاف "يرفضون" استقالة معاذ الخطيب، ويتمسكون ببقائه في منصبه كرئيس للائتلاف، داعية في الوقت نفسه إلى "تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية عبر رئاسة الأركان على نحو منتظم ومستمر".
وفيما يلي نص الحوار
*بداية كيف تنظرين إلى افتتاح الائتلاف أول سفارة له بالخارج في الدوحة؟
هناك عدد من الدول وقفت بجوار الثورة السورية منذ اليوم الأول وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية، وهؤلاء الأصدقاء يستحقون مشاركتنا النصر والفرح في ذلك اليوم العظيم بعد كل الدعم الذى قدموه لنا وهذه السفارة ترجمة لدعم الثورة السورية.
والخطوة التالية السعي كي يكون التحرك السياسي مواكبًا للعمليات الميدانية التي تجرى على الأرض، ونسعى قريبًا للحصول على مقعد سوريا فى الأمم المتحدة، فما يحدث الآن هو الترجمة الحقيقية للاعتراف بالائتلاف السوري، ونتمنى أن يكتمل التحرك نحو تفعيل الإجراءات الدبلوماسية وإصدار وثائق السفر للسوريين وتسهيل أمورهم خاصة مع تزايد أعداد المهاجرين.
*هل تتوقعون افتتاح سفارات للائتلاف في دول عربية أخرى خلال الفترة القادمة؟
تحدثنا فى هذا الموضوع مع عدد من القادة العرب الذين وعدونا بذلك، كما سيكون هناك دعم عربي للحصول على مقعد سوريا أيضًا في الأمم المتحدة.
*وما هي آليات التحرك للحصول علي مقعد سوريا بالأمم المتحدة؟
نتابع مع أصدقائنا العرب وتركيا وعدد من الدول آليات التحرك، وبالفعل بدأنا التحرك نحو الإجراءات القانونية للحصول على المقعد، وتشكيل حكومة مؤقتة يأتي في هذا السياق، لتوفير الكيان القانوني الذي له حق التحرك نحو هذا الأمر.
*ما هي ملامح تشكيل الحكومة المؤقتة؟ وكيف ستتحرك على الأرض في ظل وجود حكومة أخرى تابعة للنظام؟
يسعى غسان هيتو إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، وعندما ذهب إلى سوريا طالب كل أبناء الشعب تقديم ترشيحاتهم لأسماء يمكن أن تتولى مناصب وزارية، والحقائب الوزارية ستكون بين 9-12 حقيبة فقط، على أن تكون وزارات فاعلة أكثر ونسعى لاتجاه الكفاءة لا المحسوبيات السياسية ولا المحاصصة.
كما أن الحكومة الجديدة لن تمارس مهامها في المناطق المحررة فقط ولكن في كافة أرجاء سوريا، ولا توجد حكومتان بل حكومة واحدة هي الحكومة المؤقتة إلى أن يأتي اليوم الذى سيسقط فيه بشار الأسد وأعوانه، ثم يعقب ذلك عقد مؤتمر وطني عام وينتخب رئيس سوري حر.
*وكيف يمكن القول بأنه لا توجد حكومتان ونظام بشار يتحكم في العديد من المدن السورية حتى الآن؟
الواقع يؤكد أن نظام بشار الأسد لا يُحكم السيطرة على سوريا، صحيح أننا لا نستطيع أن نقول إنها مناطق محررة بالمطلق لأن هناك دائمًا كر وفر إلى جانب إطلاق صواريخ سكود والطائرات على المناطق المحررة، ولكن في المقابل فنظام الأسد لا يستطيع التحرك ولا حتى في دمشق.. وبعد الحصول على مقعد سوريا في الجامعة العربية تحول نظام الأسد إلى نظام مارق وعصابة مارقة ليس لها شرعية.. الآن لم يعد هناك نظام اسمه بشار الأسد.
*لكن مازالت هناك إشكالية قانونية تواجه الائتلاف.. فكيف ستتعاملون معها؟
الحكومة المؤقتة ستكون جواز المرور للشرعية وحينها ستكون كافة الأمور تسير بشكل قانوني.. والحقيقة أن الحكومة المؤقتة ستمارس عملها في المناطق المحررة بشكل علني وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام بشكل آخر لحين تحرير كافة الأراضي السورية، ونحن الآن نطالب بتمكين الشعب السوري للدفاع عن نفسه ولا نطالب بتدخل خارجي.. فلدينا رجال ومقاتلون ولكن نريد تمكين الشعب السوري من خلال دعم الثوار بالسلاح.
*القمة العربية قررت تسليح الجيش الحر.. فما هي أهم مطالب الجيش الحر من الدول العربية؟
بالطبع الجيش الحر يحتاج إلى توفير أسلحة نوعية والاستمرار في تقديم الدعم، بمعنى أنه في بعض الأحيان يكون الانتصار ممكنًا وقريبًا وقد يمتد ولكن بسبب نقص الأسلحة يحدث تراجع لذلك فإننا نطالب بالالتزام بإرسال السلاح عن طريق هيئة واحدة فقط هي هيئة الأركان، وأن يكون ذلك بشكل منتظم ومستمر.
*تتمسكون بحل سياسي للأزمة السورية ثم تدعون لدعم عسكري.. ألا ترون أن هناك تضاربًا في مواقف الائتلاف؟ فهل هذا تراجع عن الحل السياسي؟
نحن ندعو للحل السياسي بيد سورية - سورية، والحل السياسي الذي يريده الشعب لا يتضمن وجود بشار الأسد، ولن نصل إلى مرحلة مناقشة تفاصيل الحل السياسي قبل تغيير موازين القوى على الأرض.. ولا نتحدث بالضرورة عن حسم عسكري فالثورة بدأت سلمية ونظام بشار هو من أطلق النار، والآن نحلم أن تكون محاكمة الأسد على أرض سوريا، ونطالب اليوم بتمكين الشعب السوري للدفاع لا نطالب بتدخل خارجي.. فلدينا رجال ومقاتلون ولا تسوية مع عصابة قاتلة.
* هل تعتقدين أن تحويل الائتلاف إلى هيئة سيسهم في نقله إلى مرحلة العمل المؤسسي؟
المؤكد أنه لم يعد ممكنًا أن يكمل الائتلاف بهذه الطريقة.. فالثورة السورية تستحق أكثر، وأصبح من المهم أن تتحول إلى مؤسسة حقيقية وجهاز من أجل صنع القرار وسرعة التحرك، والأمر المشجع الآن أن أصبح لدينا حكومة مؤقتة تنفيذية قيد التشكيل، وهذه الحكومة سوف تأخذ الكثير عن كاهل الائتلاف، والآن على الائتلاف أن ينظم أموره بشكل أكثر لأنه هو من سيتحمل الأعباء دائمًا بوصفه الجسد التشريعي والسياسي للثورة.
*ماذا عن مصير الاستقالة التي تقدم بها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب؟
نحن مصرون علي بقاء معاذ الخطيب، هذا العقل الناضج، والاستقالة حتى الآن لم تُقبل ولن تُقبل، ومن المقرر حسم الأمر خلال اجتماعات الهيئة التنفيذية للائتلاف بشكل نهائي.
مواقع النشر