أيضا،، اود أن أنقل لكم -
مارك ويمبردج - لندن: على الرغم من التقنية الحديثة التي تم عرضها والتفاؤل الذي ساد المنتدى العالمي لخدمات التليفزيون عبر بروتوكول الإنترنت الذي أقيم في لندن الأسبوع الماضي، إلا أنه كان هناك شكل من أشكال التخوف الملموس، ويكمن هذا التخوف الذي يسيطر على مصنعي أجهزة فك تشفير التليفزيون في شكل لاسلكي وفي الإنترنت.
وبازدياد توفر نسبة كبيرة من محتوى التلفزيون عبر الإنترنت، تُثار العديد من التساؤلات حول مستقبل السوق بالنسبة لمصنعي أجهزة فك تشفير التليفزيون مثل شركة فيرجن ميديا المصنعة لجهاز تيفو وشركة سكاي المصنعة لجهازبلس.
فلماذا يدفع المستخدم أموال الاشتراكات بغية استخدام أجهزة فك التشفير في الوقت الذي تتيح فيه ''التلفزيونات الذكية'' الوصول إلى هذا المحتوى بشكل مباشر ومجاني على شبكة الإنترنت فيما يعرف بخدمات ''فوق القمة'' OTT.
ومن الجدير بالذكر أن السوق تعاني في الوقت الحالي من بعض الصعوبات بسبب اتجاه المستخدمين إلى تحميل البرامج التليفزيونية ومقاطع الفيديو من على شبكة الإنترنت من خلال بعض الشركات مثل لوف فيلم وجوجل ونت فليكس، فضلاً عن توافر المحتوى المجاني من خلال بعض الخدمات مثل خدمة ''آي بلاير'' التي تقدمها هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' وخدمة ''حسب الطلب'' التي تقدمها القناة الرابعة وخدمة ''أي تي في بلاير''.
وعلاوة على ذلك، فإن خدمة ''تلفزيون حسب الطلب آي بلاير'' التي تقدمها هيئة الإذاعة البريطانية أصبحت متوفرة أخيراً في كافة أنظمة الألعاب الكبرى في المملكة المتحدة ومنها نظام إكس بوكس 360.
ويوصف الاتجاه نحو ''تلفزيون الإنترنت'' بأنه القاتل المحتمل للشركات المصنعة لأجهزة فك التشفير مثل شركة باس Pace والتي تعد كبرى الشركات المصنعة لهذه الأجهزة في العالم ومقرها مقاطعة يوركشاير، وشركة إيم تريدد أمينو تكنولوجيزAim-traded Amino Technologies.
يذكر أن هذه المخاوف قد أخذت شكلاً ملموساً في كانون الثاني (يناير) عندما أشهرت شركة آي بي فيجن IP Vision المصنعة لجهاز فيتش Fetch إفلاسها.
وعلي الرغم من أن شركة أمينو تعد أصغر كثيراً من شركة باس، إلا أنها تتميز عنها بالدعم الذي تتلقاه من شركة إنيل Intel المصنعة للرقائق الإلكترونية، كما أنها استغلت منتدى خدمات التلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت لكشف النقاب عن أحدث أجهزتها والمعروف بـ ''بوابة الإعلام المباشر للحرية''.
وأكد دونالد ماك جارفا، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة أمينو أن ''أجهزة فك التشفير لا تزال الطريقة المثلى لتحسين الأداء الوظيفي وضمان الأمن''.
وأضاف ''لا تزال المنافسة بين هذه الأجهزة وخدمات فوق القمة في بدايتها، فلن يكون هناك نتيجة مزدوجة بفوز أحدهما وخسارة الآخر''.
كما أعرب مايك بولي، الرئيس التنفيذي لشركة باس، عن ثقته مؤكداً أن ''هذا النظام ما هو إلا آلية جديدة لتقديم المحتوى، وأنهم يعتبرون ''تلفزيون الإنترنت'' خدمة تكميلية وليس خدمة بديلة''.
وطبقاً لما صرح به المحلل التكنولوجي أندرو دارلي، فإن ''مفتاح فهم استخدام التلفزيون يكمن في التفرقة بين استخدامه كخدمة واستخدامه كمنتج، فباستخدامه كمنتج فإنك تقوم بشرائه في اللحظة التي تعيشها، أما عن المحتوى، فبإمكانك اختيار مزود الخدمة، ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال يمكنك الاختيار ما بين الخدمة العامة (هيئة الإذاعة البريطانية) أو مزود الخدمة الخاص (سكاي أو فيرجن ميديا).
ولكن التحدي الآخر الذي يواجه الشركات المصنعة لأجهزة فك التشفير هو استخدام تقنية ''
الحوسبة السحابية'' حيث يمكن الوصول إلى المحتوى من خلال الإنترنت.
وأكد جيلز كوتل، أحد كبار المحللين بأكاديمية انفورما، أنه ''على الرغم من أن خدمات ''فوق القمة'' قد تفتقر إلى المحتوى، إلا أنها قد كشفت التلفزيون المدفوع من حيث واجهة المستخدم والخبرة، كما أن التحول إلى تقنية ''
الحوسبة السحابية'' قد يمكن الجهات المُشغلة من المنافسة في هذه المناطق بشكل أكثر فعالية.
ومع اقتراب انطلاق جهاز ''يو فيو'' YouView الذي طال انتظاره والذي يعد في حقيقة الأمر ترقية لجهاز ''فري فيو'' Freeview وبعض الخدمات المشابهة لخدمة ''حسب الطلب'' وآي بلاير، يمكن القول إن المنافسة ستحتدم على تقديم خدمات التليفزيون.
ويرغب المستخدمون في الحصول على محتوى ذي جودة أعلى بأشكال مختلفة (التليفزيون، الهاتف المحمول، وأجهزة الحواسيب الشخصية)، وأحدث أجهزة فك التشفير مثل تلك التي أطلقتها أمينو، فضلاً عن خدمات ''حسب الطلب'' وخدمات الإنترنت المفتوح.
وأردف ماك جارفا ''لا أمتلك كرة بلورية، فأنا لا أعلم ما الذي سيحدث على مدار 20 عاماً، ولكن على الرغم من التوقعات التي كانت تتنبأ باختفاء أجهزة فك التشفير في الوقت الحالي، إلا أن هذه الأجهزة لا تزال موجودة بقوة حتى الآن''.
مواقع النشر