أيوب
(12)
(الصابر)
صبر أيوب
من سلالة إبراهيم
(أيوب) يعني الإياب
الإياب عكس الذهاب
والأوبة تعني العودة إلى الله تعالى
عاش 93 سنة
دفن جوار زوجته
في قرية الشيخ سعد
قرب (دمشق)
كان من الأنبياء الموحى إليهم
كان عليه السلام ذا مال وأولاد
ابتلاه الله في ثلاث: (ماله) و(اولاده) و(صحته)
زال ماله ومات ولده وتآذا في جسده بأنواع البلاء
استمر مرضه 13 عاماً ،، وقيل 18 عاما
فاعتزله الناس إلا امرأته التي صبرت عليه ومعه وله
أخلفه الله تعالى في كل ما ابتلِي فيه
أصبح مضرب الأمثال:
(صبر أيوب)
صبره في بلائه ،، روي أن الله تعالى
يوم القيامة يحتج على أهل البلاء بصبر أيوب
ضربت الأمثال في صبر هذا النبي
فكلما ابتلي إنسانا ذكروه بصبر أيوب
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب
"إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ"
كان دائم العودة إلى الله بالذكر وبالشكر وبالصبر
صبره كان سبب نجاته وسِرّ ثناء الله عليه
ولم يحدد القرآن نوع مرض أيوب عليه السلام
أساطير وحكايات وروايات مرضه مختلفة
للإسرائيليات دخل في اختلاف هذه الروايات
هجره القريب والبعيد إلا (زوجته) و(رجلين) من إخوانه
صبرت وعملت لتوفر قوتهما اليومي حتى عافاه الله
كانت زوجته تخدم الناس بالأجر لتحضير الطعام
ولكن توقف الناس عن استخدامها خوفا من العدوى
لعلمهم أنها امرأة أيوب وخوفا أن ينالهم من بلائه
أو أن تعديهم بمخالطته ،، بعدها
عندما لم تجد أحداً يستخدمها
باعت لبعض بنات السادة
إحدى ضفيرتيها مقابل طعام طيب وكثير
فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره،
فقالت: خدمت مقابله أناساً،
فلما كان الغد لم تجد أحداً،
فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً،
وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟
فكشفت الخمار عن رأسها، فرأى رأسها محلوقاً،
قال في دعائه:
"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" الأنبياء 82
وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى
وقِيل: عن المائة سوط كانت أن امرأة أيوب
أخبرت أيوب أنها لقيت طبيبا في الطريق
عرض أن يداوي أيوب ويعالجه إذا رضي
أن يقول (أنت شفيتني) ،،
عرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس
فغضب وحلف أن يضربها مئة ضربة إذا شفى
أما ما كان من أمر صاحبي أيوب
فقد كانا يغدوان إليه ويروحان
قال أحدهما للآخر:
لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء
فذكره الآخر لأيوب, فحزن ودعا الله
ثم خرج لحاجته
فأمسكت امرأته بيده
فلما فرغ أبطأت عليه
فأوحى الله إليه أن اركل برجلك
فضرب برجله الأرض
فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا
فجاءت امرأته فلم تعرفه
فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو
وكان له أندران: أحدهما: (للقمح) والآخر: (للشعير)
فبعث الله له (سحابة) فأفرغت في أندر القمح (الذهب) حتى فاض
وفي أندر الشعير (الفضة) حتى فاض
وفي الصحيح أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك"،، (رجل جراد) أي جماعة جراد
يُقال: فلما شُفِي،،
أمره الله أن يأخذ عرجون (قنا نخل)
فيه مئة شمراخ (شماريخ) فروع القنيان
فيضربها ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه
وبذلك يكون قد بر في قسمه
ثم جزى الله عز وجل أيوب عليه السلام
على صبره بأن آتاه أهله ،، قيل: أحيى الله أبناءه
وقيل: آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بغيرهم
وجمع له شملهم في الدار الآخرة
وذكر بعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها
حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا
هذه أشهر رواية عن فتنة أيوب وصبره
ولم يذكر فيها أي شيء عن تساقط لحمه
وأنه لم يبقى منه إلا العظم والعصب
يُقال: إننا نستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مشوها
كما تقول أساطير القدماء
نستبعد ذلك لتنافيه مع منصب النبوة
ويجدر التنبيه بأن دعاء أيوب ربه
"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ"
قد يكون القصد منه شكوى أيوب عليه السلام لربه
جرأة الشيطان عليه ،، وتصوره أنه يستطيع أن يغويه
ولا يعتقد أيوب أن ما به من مرض قد جاء بسبب الشيطان
هذا هو الفهم الذي يليق بعصمة الأنبياء وكمالهم
وروى الطبري أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة
فعلى هذا فيكون عاش بعد أن عوفي عشر سنين ،، والله أعلم
وأنه أوصى إلى ولده حومل،
وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب،
وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل فالله أعلم
مواقع النشر