لندن (العربية.نت) : تقاطر ملايين المستخدمين حول العالم على تطبيقات التراسل الفوري البديلة عن "واتساب" بعد أن أعلن الأخير تحديثاً في سياسة الخصوصية تتيح لإدارة الشركة الوصول لمزيد من معلومات المستخدمين ومضامين هواتفهم، وهو ما أشعل موجة من المخاوف بشأن ما تقوم به شبكات التواصل الاجتماعي في هذا المجال.
وقام ملايين المستخدمين في العالم بتثبيت تطبيقي "سيجنال" و"تيلغرام" على هواتفهم خلال الأيام القليلة الماضية، وهما تطبيقان غير مملوكين لأية شركة أميركية، ويروجان إلى أنهما الأكثر حفاظاً على أمن المستخدمين وخصوصيتهم وسريتهم، وأنهما لا يشاركان البيانات مع أحد ولديهما تحصينات تجعل من الصعب على المخترقين قرصنتهما.
وقال تقرير لشبكة "سي أن بي سي" الأميركية، اطلعت عليه "العربية.نت" إن المستخدمين تدفقوا على هذين التطبيقين خلال الأيام القليلة الماضية مع زيادة البحث عن بدائل تحل مكان تطبيق "واتساب" الأشهر عالمياً والأوسع انتشاراً في مختلف أنحاء العالم، والمملوك لشركة "فيسبوك" الأميركية.
وتأتي الزيادة في تثبيت تطبيقي "سيغنال" و"تيليغرام" بعد أن قامت إدارة تطبيق "واتساب" بتحديث شروط اتفاقية الخدمة التي يبدو أنها تمنح المستخدمين القليل من الخيارات لإلغاء الاشتراك في مشاركة البيانات مع الشركة الأم "فيسبوك".
وتدعي الشركة المالكة لتطبيق (Signal) أن لديها "أحدث وسائل التشفير من طرف إلى طرف" كجزء من خدمتها، مما يمنع قراءة الرسائل من قبل أولئك غير المستلمين المقصودين.
وشهدت عمليات تحميل وتثبيت تطبيق "سيغنال" ما يقرب من 7.5 مليون عملية تثبيت على مستوى العالم من خلال متجر تطبيقات "أبل" ومتجر "غوغل بلاي" في الفترة من 6 إلى 10 يناير الحالي، أي خلال أربعة أيام فقط، وذلك بحسب الرصد الذي نشره موقع "سينسر تاور".
وقال التقرير إن "هذا يشكل 43 ضعف الرقم مقارنة بعمليات التحميل التي تمت للتطبيق الأسبوع الماضي. إنه أعلى رقم تثبيت شهري أو أسبوعي لتطبيق سيغنال منذ ظهوره".
وفي الوقت نفسه، شهد تطبيق "تيليغرام" مليون عملية تنزيل على مستوى العالم خلال الفترة من يوم الأربعاء إلى الأحد الماضي، بحسب ما أورد تقرير "سي أن بي سي".
واعتباراً من من 8 فبراير المقبل، سيُطلب من مستخدمي "واتساب" قبول الشروط المحدثة من أجل الاستمرار في استخدامه، فيما سيرى المستخدمون في أوروبا وبريطانيا رسالة مختلفة بسبب قواعد حماية البيانات في هذه الدول والتي لا تتيح هذا الحجم من المشاركة.
وتتضمن المعلومات التي سيتم مشاركتها بيانات تسجيل الحساب مثل رقم هاتفك وبيانات المعاملة والمعلومات المتعلقة بالخدمة ومعلومات حول كيفية تفاعلك مع الآخرين، بما في ذلك الشركات عند استخدام الخدمة ومعلومات الجهاز المحمول.
واضطرت شركة "واتساب" إلى إصدار بيان يوضح السياسة الجديدة بعد الجدل الذي أثارته على مستوى العالم، حيث قالت "إن هذا التحديث لا يؤثر على خصوصية الرسائل المرسلة إلى الأصدقاء والعائلة". وأوضحت أن التحديث سيشمل "التغييرات المتعلقة بمراسلة الشركة على واتساب، وهو أمر اختياري، ويوفر مزيداً من الشفافية حول كيفية جمع البيانات واستخدامها".
وبعد الإعلان عن السياسة الجديدة للخصوصية، حث الملياردير المعروف والرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" إيلون ماسك متابعيه على "تويتر" الأسبوع الماضي على استخدام تطبيق "سيغنال" على اعتبار أنه أكثر أماناً وأكثر توفيراً للخصوصية.
مواقع النشر