الرياض (واس) بلوحات فنية نحتتها الطبيعة عبر الزمن يظهر التنوع التضاريسي في محمية الملك خالد الملكية عبر تشكّلات صخرية مختلفة تعود إلى آلاف السنين.


18 شعبان 1446هـ 17 فبراير 2025م

وأسهمت عوامل التعرية الطبيعية والظروف المناخية المتغيرة في تشكل تلك التضاريس المتنوعة لمحمية الملك خالد الملكية التي تعد واحدة من أبرز المحميات الطبيعية في المملكة.



وتصنّف جبال العرمة الممتدة لمسافة 700 كيلومترٍ من أم الجماجم شمالًا إلى البياض جنوبًا من أبرز المعالم التضاريسية في المحمية، إذ تحتضن صخورًا متميزة بأشكالها الفريدة.



ويظهر التنوع التضاريسي في المحمية من خلال التشكّلات الصخرية المختلفة، حيث يمكن العثور على صخور ضخمة منحوتة بعوامل التعرية وكهوف طبيعية وأعمدة صخرية وجسور حجرية طبيعية؛ مما يجعلها مقصدًا لعشاق التصوير والمغامرة.



وهذه الصخور ليست مجرد مشهد جمالي فحسب، بل تحمل بين طبقاتها سجلًا تضاريسياً يدل على التحولات البيئية والمناخية التي مرت بها المنطقة على مدار العصور.



ورغبة من هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية في تثقيف الزوار حول أهمية الحفاظ على التشكّلات الصخرية عبر الالتزام بالمسارات المحددة، وتجنب الإضرار بالغطاء النباتي، أطلقت الدليل الإرشادي للتنزه "المسؤول"، إضافة إلى تدريب المرشدين السياحيين البيئيين؛ ليكونوا قادرين على تقديم تجربة تعليمية غنية تشمل تعريف الزوار بأهمية التشكّلات الصخرية وخصائص الصخور المحلية والتاريخ التضاريسي للمنطقة.



وتتحوّل المحمية مع فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى وجهة مثالية لمحبي السياحة البيئية والمغامرات الخارجية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتنزه بين الصخور العملاقة والانطلاق في رحلات المشي الخلوي وركوب الدراجات الهوائية عبر المسارات الطبيعية والتأمل في النجوم في الليالي الصافية، كما توفر المنطقة بيئة مثالية للرصد الفلكي وفرص اكتشاف التشكّلات الصخرية -عن قرب- والتعرف على تفاصيلها التضاريسية.



ويمثل الحفاظ على هذه التشكّلات الصخرية جزءًا من الجهود الرامية إلى حماية التنوع التضاريسي، وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال تبني ممارسات مسؤولة تُسهم في صون المعالم الطبيعية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، كما يتيح ذلك فرصة فريدة للاستمتاع بجمال التضاريس والتعرف على التاريخ التضاريسي للمنطقة في بيئة طبيعية خلابة تجمع بين المغامرة والاستكشاف.



يذكر أن هيئة تطوير محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية أطلقت موسم شتاء العرمة في الموسم الماضي؛ مسميةً موسمها على أحد أهم التضاريس الطبيعية في محمية الملك خالد الملكية، واتخاذها اسم العرمة علامةً تجاريةً مسجلةً في الهيئة السعودية للملكية الفكرية؛ نظرًا لوجود أجمل تفاصيله في نطاق المحمية، ولأنه ذو ثقل تضاريسي وتحتفظ صخوره بقصص تاريخية ونقوش حجرية مضت عليها آلاف السنوات.

تم تصويب (12) خطأ، منها:
(جيولوجيا) و(عبدالعزيز) إلى
(تضاريس) و(عبد العزيز)