رفحاء (واس) كشفت الدراسات الحقلية والبيانات الحديثة في محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية عن تحسن ملحوظ في الغطاء النباتي بالمحمية، ومنها العمود الفقري للغطاء النباتي مثل أشجار الطلح والأرطى والسدر والعاذر وغيرها التي تُعد ثروة وطنية، وإرثًا تاريخيًا يعكس جمال الصحراء وقوتها عبر العصور.
20 جمادى الآخرة 1446هـ 21 ديسمبر 2024م
وتعد شجرة الطلح رمزًا بيئيًا وثقافيًا، وتشتهر في شمال المملكة، وتنمو بشكل طبيعي في الصحارى والوديان، لتكون مصدرًا غنيًا للمراعي الطبيعية، والظل للكائنات البرية على مر التاريخ، ويشكل الطلح ثروة بيئية وجمالية لا تقدر بثمن، وهي رمزٌ للصمود في وجه التحديات المناخية؛ وقد ألهمت الشعراء والفنانين عبر الأزمان، وتوفر موائل حيوية للعديد من الكائنات المهددة بالانقراض، وتمثل مصدر غذاء أساسيًا للحيوانات العاشبة مثل الغزلان والمها العربي، ما يجعلها "الغذاء والمأوى" لتلك الكائنات، كما أن أزهارها تغذي النحل، ومنتجة لأحد أجود أنواع العسل في المملكة.
أما شجرة السدر فهي من الأشجار المُعمرة دائمة الخضرة، وتنتج ثمارًا حلوة المذاق وذات قيمة غذائية عالية، وتنبت أشجار السدر البري في الفياض والوديان والشعاب، ويُعرف عنها ارتباطها العريق بالعرب والمسلمين الذين استفادوا من ظلها وفوائدها العلاجية، وتُعد الشجرة جزءًا من التراث الثقافي والشعبي، إذ نسجت حولها العديد من الحكايات والأساطير، وتشتهر بإنتاج عسل السدر النادر عالي الجودة.
فيما يُعد شجر الأرطى من النباتات الصحراوية الرعوية المُعمّرة التي تؤدي وظيفةً مهمةً في الحفاظ على التوازن البيئي في صحراء الجزيرة العربية، وخاصة في مناطق الكثبان الرملية، وتُعد هذه الشجرة من ركائز الغطاء النباتي بفضل تحملها للظروف المناخية الصعبة وقدرتها على مقاومة التصحر، وله علاقة وثيقة بالحياة البرية، حيث تألفه الظباء والوضيحي، وللأرطى فوائد عديدة في حياة العرب قديمًا وحديثًا، حيث استُخدم في دباغة الجلود وتطييب الماء واللبن بنكهة مميزة.
ولا يُعد تحسن الغطاء النباتي في المحمية مجرد إنجاز بيئي؛ بل هو رسالة أمل تعكس قدرة الصحراء على الإزهار، حين تتضافر الجهود لتحقيق الاستدامة.
مواقع النشر