أبها (واس) تحتل "الصحفة" وجمعها "صحاف" مكانة هامة على السفرة الشعبية في منطقة عسير، حيث تضيف لمسة جمالية على المائدة، وتتميز بشكل وحضور انيق، مما جعلها تحتل مكانة عريقة لدى الأهالي في المنطقة، وترتبط بالطبيعة والعادات التقليدية القديمة في تحضير الموائد للمناسبات الرسمية.


15 صفر 1446هـ 19 أغسطس 2024م

وتُعد "الصحفة" من أهم الأواني الخشبية المصنوعة من شجرة "الغَرَبْ" أو ما يسمى بالدلب (Platanus occidentalis)، وهي إحدى الأشجار المعمرة التي يتراوح عمرها بين الخمسين والسبعين عاماً، وتعود صناعة (الصِحاف) إلى عصور قديمة، حيث تجسد علاقة الإنسان بالطبيعة، وتُعد بديلاً صحياً وآمناً في استخدام الأواني التقليدية.



وتحدث لهيئة وكالة الأنباء السعودية (واس) أحد المهتمين بصناعة وتجهيز الصحاف وهو المواطن حسن بن عبد الله الأسمري، الذي أكد أهمية توثيق هذا الموروث الأصيل والمحافظة على أساليبه والتعريف به للأجيال القادمة.



وأشار الأسمري إلى أن صناعة الصحاف تبدأ في البحث عن الشجرة المملوكة بمستندات شرعية أو عرفية يتم الاتفاق والمفاوضة على سعرها مع الشخص المسؤول عنها أو الأسرة التي تعود ملكيتها لها، ثم يحدد موعد الاستفادة منها وتجزّأ إلى أجزاء متفرقة (شرائح)، حيث تسمى كل قطعة منها بـ "اليزمة" وهي قطعة خشبية تتراوح أبعادها من 70 إلى 90 سنتيمتراً ارتفاعاً، وعرضها بين 35 إلى 50 سنتيمتراً، ليتم نقلها وحفظها وتخزينها في مخازن مغلقة لمدة عام في ظل ظروف مناخية خاصة، بحيث لا تتعرض للتيارات الهوائية وأشعة الشمس خلال مدة الحفظ، حتى تكتسب خصائصها المعروفة بالصلابة وخفة الوزن؛



يلي ذلك البدء في تحديد قطرها وتخطيطها ثم فصلها إلى قسمين باتجاه عمودي، ثم تحدد الدائرة المستخدمة بأداة الرسم المعروفة "فرجار" من داخل الصحفة وخارجها، يلي ذلك تنظيف أطرافها الزائدة لتأخذ الشكل الدائري والنهائي لها، ثم تبدأ مرحلة الحفر التي يستخدم فيها الفأس، ليتم تصنيعها ونقشها وتعميقها باستخدام ما يسمى بـ"القدوم" وهي تشذيب الصحفة وتهذيبها حتى تتكون الدائرة النهائية للصحفة، ثم تأتي مرحلة الصنفرة وتركيب "الحيل" وهي الأيادي المستخدمة في حملها وتثبت في طرفين أو ثلاثة وتصل إلى أربعة حسب حجم وقطر الصحفة.



وأبان الأسمري أنه يتم زخرفة "الصحفة" بأشكال مختلفة، منها: إضافة مسامير ذهبية أو فضية، أو إضافة قواعد توضع حسب طلب العميل، مشيراً إلى أنها تستخدم لتقديم الأكلات الشعبية للضيوف في المناسبات العامة، وأصبحت أيقونة فارقة في السفرة الجنوبية بما تمتاز به من أشكال زخرفية، وإضفاء جماليات على السفرة، حيث يقدّم فيها بعض الأكلات الشعبية الشهيرة مثل: "معصوبة" و"مشغوثة" و"مصبعة "ولحوم.



و‏تحمل "الصحفة" ذكرى قديمة تجعل أهالي المنطقة يحافظون عليها لسنوات طويلة يرفضون التفريط بها، حيث يتم توارثها من جيل إلى آخر وتعد من المقتنيات النادرة التي يجب المحافظة عليها، ويسعى من يقتنيها بالمحافظة عليها وتنظيفها بطرق خاصة ودهنها بالزيوت الحيوانية والنباتية لتحافظ على لونها ونكهتها.



وتتراوح أسعارها من ألف ريال إلى 25 ألف ريال، ويختلف سعرها حسب نوع الخشب المصنوعة منه وتاريخ صناعتها وأشكالها الزخرفية الفريدة التي تعكس تراث وثقافة المنطقة، فهي من الأواني المضادة للبكتيريا لـ(العثة)، وتعمل على عزل الحرارة مما يجعل التعامل معها آمناً ويقلل من خطر الحروق.



وتسهم صناعة الصحاف في المحافظة على التراث الثقافي للمناطق الجنوبية وتتناقله الأجيال حيث تدعم صناعتها الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وتسويق للمنتجات الحرفية والمشاركة بها في المحافل والمعارض الدولية.







تم تصويب (23) خطأ، منها:
(الأنيق ، مما) و(عبدالله) و("الصحفة ") و(" الصحفة") إلى
(الأنيق، مما) و(عبد الله) و("الصحفة") و("الصحفة")



إضافة إضافة إضافة إضافة إضافة