السعودية (اهلا وسهلا) مع قدوم فصل الصيف، تُنير الباحة سماءها بشعار "صيّف في الباحة ترها أروق"، حيث تنطلق فعاليات مهرجان صيف الباحة هذا العام بمجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح المجتمع. تزين هذه الفعاليات الفريدة، التي تبلغ نحو 500 فعالية، أنحاء المدينة بعد عيد الأضحى مباشرة، ملبيةً طموحات المصطافين والزوار على حد سواء. تتنوع الفعاليات لتشمل حفلات غنائية، ومسرحيات، وفعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية، ومغامرات، بالإضافة إلى أركان تسويقية ومعارض، ما يجعل الباحة وجهةً متكاملة للترويح والترفيه.



يعزز تنظيم فعاليات صيف الباحة، وغيره من المهرجانات الأخرى، من صورة المملكة بوصفها وجهة سياحية مميزة على الخريطة العالمية، حيث تسهم هذه الفعاليات في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ما يزيد من التفاعل الثقافي ويسهم في تعزيز التفاهم الدولي. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع الفعاليات يسهم في تلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع، ما يستحدث تجارب مميزة للمواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء.



تلعب السياحة دورًا محوريًا في الاقتصاد السعودي، إذ تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار وتستحدث وظائف للكفاءات الوطنية، ما يعزز من الاستقرار الاقتصادي ويزيد من الإنفاق السياحي. كما أن مثل هذه الفعاليات السياحية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي. فمن خلال المعارض الكبرى والمهرجانات التي تشتهر بها المنطقة، يجري تسليط الضوء على التراث المحلي وتعزيز قيمه، ما يعمق الانتماء ويزيد من الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة.



إن تطوير البنية التحتية السياحية وتوفير فرص عمل مستدامة للمواطنين يسهم في تحسين جودة الحياة، ويدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى صقل الأفكار وتعزيز الاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، تحمي هذه الفعاليات البيئة وتعزز من مفهوم الاستدامة، بما يضمن الحفاظ على المواقع التراثية للأجيال القادمة.



لا يشكل موسم صيف الباحة محض احتفالات وأنشطة فحسب، بل هو خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية، ويمثل نموذجًا مميزًا للتكامل بين الترفيه والتنمية الاقتصادية والثقافية. يدفع مثل هذا الزخم السياحي من عجلة الاقتصاد المحلي، حيث تزداد الأنشطة التجارية والخدماتية في الباحة خلال مدة الفعاليات، ما يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ويحفز على استحداث مشاريع جديدة.



يعكس نجاح فعاليات صيف الباحة وأنشطته مدى التزام المملكة بتطوير قطاع السياحة بوصفه ركيزة أساسية للتنمية الشاملة، ويبرز الجهود المبذولة لتعزيز جودة الحياة وتحقيق الازدهار الاقتصادي. فمع كل فعالية، تتزايد فرص الاستثمار وتتعمق العلاقات الثقافية، ما يجعل من المملكة العربية السعودية وجهة سياحية رائدة تجمع بين الأصالة والحداثة.