• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • قصة كتابة القرآن الكريم (3) من (8)

    تجويد الخط - جاء في الفهرست : أنَّ أول مَن كتب المصاحف في الصدر الأول، ووصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج وكان كاتباً للوليد بن عبد الملك 86 - 89 هـ الموافق705 - 708م كتب له المصاحف والأشعارَ والأخبار وهو الذي كتب في قِبلة المسجد النبوي بالذهب من (والشمس وضحاها) إلى آخر القرآن - وكان عمر بن عبد العزيز مِمن اطّلع على خطّه وأعجب به، وطلب منه أن يكتب له مصحفًا تفنّن في خطه فقلَّبه عمر واستحسنه إلا أنه استكثر ثمنه فرده عليه.



    ثم جاء بعده مالك بن دينار وهو مولى لأسامة بن لؤي بن غالب ويكنّى بأبي يحيى واشتهر بتجويد الخط وكتب المصاحف مقابل أجر كان يتقاضاه.

    وممن اشتهر بتجويد الخط في العصر الأموي قطبة المحرِّر وهو من كتَّاب الدولة يقول عنه ابن النديم : استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض وكان قطبة من أكتب الناس على الأرض بالعربية وإليه ينسب تحويل الخط العربي من الكوفي إلى الخط الذي هو عليه الآن.

    في العصر العباسي في خلافة أبي العباس السفاح 132 - 136هـ الموافق 749 - 754م انتهت جودة الخط إلى الضحاك بن عجلان يقول ابن النديم : فزاد على قطبة فكان بعده أكتب الخلق وممن جوَّد الخطَ في عهدي المنصور 136 - 158 هـ الموافق 754 - 775م والمهدي 158 - 169 هـ الموافق 775 - 785م إسحاق بن حمَّاد الذي زاد في تجويده على الضحاك بن عجلان.



    وظل الخط العربي يرقى ويتنوع حتى وصل إلى عشرين نوعًا على رأس المائة الثالثة من الهجرة عندما انتهت رئاسة الخط إلى الوزير أبي علي محمد بن علي بن مقلة وأخيه أبي عبد الله الحسن بن علي.

    يقول ابن النديم : وهذان رجلان لم يُرَ مثلهما في الماضي إلى وقتنا هذا وعلى خط أبيهما مقلة كتبا وقد كتب في زمانهما جماعة وبعدهما من أهلهما وأولادهما فلم يقاربوهما وإنما يندر للواحد منهما الحرف بعد الحرف والكلمة بعد الكلمة وإنما الكمال،، كان لأبي علي وأبي عبدالله ورأيت مصحفًا بخط جدهما مقلة.

    قام الوزير ابن مقلة بحصر الأنواع التي وصل إليها الخطُّ العربي في عصره إلى ستة أنواع هي:


    الثلث
    النسخ
    التوقيع
    الريحان
    المحقق
    الرقاع


    وهو الذي أكمل ما بدأه قطبة المحرِّر من تحويل الخط الكوفي إلى الشكل الذي هو عليه الآن وأول من قدَّر مقاييس وأبعاد النقط وأحكم ضبطها وهندسها.

    ومع نهاية القرن الرابع الهجري وبداية القرن الخامس الهجري انتقلت رئاسة الخط العربي إلى أبي الحسن علي بن هلال الكاتب البغدادي المعروف بابن البواب أو بابن الستري.



    كان حافظًا للقرآن وكان يقال له: الناقل الأول لأنه هذب وعظَّم وصحَّح خطوط ابن مقلة في النسخ والثلث اللذين قلبهما من الخط الكوفي واخترع ابن البواب عدَّة أقلام وبلغ في جودة الخط مبلغًا عظيمًا لم يبلغه أحد مثله.

    وفي القرن السابع الهجري انتهت رئاسة الخط إلى عدد من الخطاطين منهم :

    ياقوت بن عبد الله الموصلي
    أمين الدين الملكي المتوفى سنة 618 هـ‍
    كاتب السلطان ملكشاه 465 - 485 هـ‍ الموافق 1072 - 1092م


    وقد أخذ الخط عن الشيخة المحدِّثة الكاتبة شهدة بنت أحمد الإبَري الدينوري المتوفاة ببغداد سنة 574 هـ‍، وهي ممن أخذ الخط عن ابن البواب وكان ياقوت الموصلي مولعًا بنسخ معجم (الصحاح) للجوهري وكتب منه نسخًا كثيرة، باع النسخة بمائة دينار.

    ومنهم: ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي - شهاب الدين المتوفى سنة 626هـ‍ صاحب كتاب (معجم البلدان) وكتاب (معجم الأدباء).

    ومنهم: ياقوت بن عبد الله الرومي المُستَعْصِمي المتوفى ببغداد سنة 698 هـ وهو من أشهر من جوَّد الخط في زمنه قلَّد ابن مقلة وابن البواب كان أديبًا شاعرًا خازنًا بدار الكتب المستنصرية يقول عنه طاش كبري زاده : وهو الذي طبق الأرض شرقًا وغربًا اسمه وسار ذكره مسير الأمطار في الأمصار وأذعن لصنعته الكل واعترفوا بالعجز عن مداناة رتبته فضلا عن الوصول إليها لأنه سحر في الكتابة سحرًا لو رآه السامري لقال: إن هذا سحر حلال.



    كان ياقوت المستعصمي يمثل نهاية الاحتكار العراقي للخط المجوَّد المنسوب بعده أخذت المراكز الثقافية الأخرى في العالم الإسلامي تنافس بغداد في الاهتمام بالخط وتجويده

    في مصر عُرف تجويد الخط منذ عصر الدولة الطولونية 254 - 292 هـ‍ الموفق 868-905م

    في العصر الفاطمي 358 - 567 هـ‍ الموافق 968 - 1171م وصلت إلى مستوى المنافسة مع بغداد عاصمة العباسيين واستمرت كذلك في عصر الأيوبيين 569 - 650 هـ الموافق 1174 - 1252م إلى أن جاء العصر المملوكي.

    في العصر المملوكي 648 - 932 هـ‍ الموافق 1220-1517م حيث بلغت مركز الصدارة وظهرت فيها كتبٌ تناولت نظريات فن الخط وتعليمه مثل: مقدمة ابن خلدون وصبح الأعشى للقلقشندي.

    في شمال الشام تطور فنُّ الخط منذ أواخر القرن الخامس الهجري وأجاد السوريون الشماليون خط النسخ وخطَّ الطومار ومشتقاته



    في تركيا حيث قامت الدولة العثمانية 699 - 1341 هـ‍ الموافق 1299 - 1922م بلغت العناية بتجويد الخط حدًّا بعيدًا وأنشئت في الآستانة سنة 1326 هـ‍ أول مدرسة خاصة لتعليم الخط والنقش والتذهيب وطوَّروا ما أخذوه من مدارس سبقتهم في تجويد الخط مثل: قلم الثلث والثلثين اللذين أخذوهما من المدرسة المصرية وخط النسخ من السلاجقة بل وزادوا على ذلك أقلامًا جديدة مثل: الرقعة، والديواني، وجلي الديواني وتفردوا بخط الطغراء وهو في أصله توقيع سلطاني وخط الإجازة وهو يجمع بين النسخ والثلث والهمايوني وهو خط مُوَلّد عن الديواني.

    لم يتفوق عثمانيو الأتراك في الخط فقط بل وفي تذهيب المصاحف وزخرفتها.

    وواصلوا تفوقهم في تطوير الخط العربي حتى سنة 1342 هـ‍ إلى أن استبدلوا الحرف العربي بالحرفَ اللاتيني حيث استعادت مصر قيادة التفوق الخطي.

    الملك فؤاد 1335 - 1355 هـ‍ الموافق 1917-1936م استقدم في سنة 1921م أشهر الخطاطين في الآستانة وهو الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي فكتب له مصحفًا في ستة شهور وذهّبه وزخرفه في ثمانية شهور.



    في منتصف أكتوبر سنة 1922م فُتحت مدرسةٌ لتعليم الخطوط العربية كان في مقدمة أساتذتها الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي وقد تخرجت أول دفعة في هذه المدرسة في يونيو سنة 1925م بعد فترة ألحق بها قسم في فن الزخرفة والتذهيب.

    استقطبت مصر عددًا من الخطاطين الأتراك منهم عبد الله بك الزهدي خطاط المسجد النبوي المتوفى بمصر سنة 1296 هـ ومحمد عبد العزيز الرفاعي وأحمد كامل، تخرج على أيديهم عدد من الخطاطين المصريين وغيرهم من مختلف البلاد الإسلامية.

    في إيران لم تكن العناية بالخط العربي وكتابة المصاحف أقل منها في تركيا ونبغ الإيرانيون في مجال التذهيب حتى تفوقوا على الأتراك في هذا الفن كما عرفوا خطوطًا خاصة بهم منها خط الشكسته أقدم خط عرفه الفرس وخط التعليق وهو خط فارسي ظهر في أواخر القرن السابع الهجري وخط النسخ تعليق يجمع بين خطي النسخ والتعليق الذي ظهر في القرن التاسع الهجري.



    وفي الوقت الذي أخذ فيه الأتراك عن الفرس خط التعليق وبرعوا فيه.

    فإن الفرس لم ينجحوا في إجادة الخط الديواني الذي أخذوه من الأتراك أما شمال إفريقيا فقد انتقل الخط إليها عن طريق المدينة المنورة ثم الشام فعُرف الخط المغربي وانتشر في شمال إفريقيا ووسطها وغربها وفي الأندلس.

    من الخطوط التي ظهرت في هذا الجزء من العالم الإسلامي خط القيروان الذي اتخذ الخط الكوفي أساسًا له وخط المهدية وخط الأندلس الذي احتل المكانة الأولى في كل شمال إفريقية في أواخر عهد الموحدين 524 - 668 هـ‍ الموافق 1130 - 1269م

    ثم ظهر الخط الفاسي ثم ظهر الخط السوداني الذي عرف اعتبارًا من القرن السابع الهجري وفي الجناح الشرقي من البلاد الإسلامية كان الغزنويون وكان السلاجقة العظام لا يقلون اهتمامًا بالخط عن نظرائهم في البلاد الإسلامية الأخرى ومثلهم في ذلك الإيلخانيون والتيموريون والجلائرون في القرنين السابع والثامن الهجريين.

    الموضوع الرباع، عن ( أدوات الكتابة )

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : قصة كتابة القرآن الكريم كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا