القاهرة- الأناضول : يتوقع سينمائيون ونقاد غربيون فوز الفيلم الأمريكي "Zero Dark Thirty" ، الذي يتناول قصة مقتل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن"، بواحدة أو اثنتين من جوائز الأوسكار التي ستعلن 24 فبراير/شباط الجاري.
سينمائيون ونقاد غربيون يتوقعون فوز الفيلم الأمريكي "Zero Dark Thirty" ، بواحدة أو اثنتين من جوائز الأوسكار التي ستعلن 24 فبراير/شباط الجاري.
ورشُح الفيلم، الذي أخرجته الأمريكية كاثرين بيجلو، لخمس جوائز من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو للشاشة، وفاز الفيلم نفسه بجوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج في مسابقة جمعية نقاد نيويورك 2013.
وفازت المخرجة بيجلو بجائزة أحسن مخرج عن نفس الفيلم في مسابقة الجولدن غلوب 2013 وهي المسابقة التي يعتبرها المتابعون "النبوءة" المؤكدة للفوز بالأوسكار أرفع جائزة سينمائية في العالم.
و"Zero Dark Thirty"، هو مصطلح عسكري يعني "الساعة 12 ونصف بعد منتصف الليل" وهي أحلك لحظات الظلام.
ورغم المستوى الفني "العادي" للفيلم إلا أن المؤسسة السينمائية في هوليوود تؤكد سنويًا إخلاصها لمنطق الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتعاطفها مع القوات الأمريكية.
الأمر الذي تأكد عبر انشغالها بالهموم والضغوط النفسية الشديدة التي يتعرض لها الجندي الأمريكي في فيلم المخرجة كاثرين بيجلو السابق "خزانة الألم" The Hurt Locker – وفازت عنه بالأوسكار عام 2009 أيضًا – وتدور أحداثه في العراق مستعرضًا هموم الجنود الأمريكيين في العراق ومخاوفهم.
لكن الفارق بين العملين هو عدم اللجوء في الأول إلي التبرير، بينما جاء فيلم "Zero Dark Thirty" مبررًا وطالبًا من المشاهد التعاطف مع الضباط الأمريكيين أثناء عمليات تعذيب المشتبه فيهم بتهم الإرهاب.
قليل من النقاد الغربيين قاموا بالتركيز علي الجانب السينمائي في الفيلم الذي يستمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة، مستعرضًا تفاصيل كان يمكن اختصار ثلثها علي الأقل وبناء درامي ضعيف لا يبرر سلوك أبطاله.
وركزت معظم الأقلام على ما أحاط العمل الفني من أبعاد سياسية، لا سيما عزم مجلس الشيوخ الأمريكي استعراض الاتصالات بين المخابرات الأمريكية CIA وصناع الفيلم لمعرفة ما إذا كان صناع الفيلم حصلوا علي معلومات عن عملية الاغتيال بطريقة غير مناسبة أم لا.
وهي ليست المرة الأولي فقد طلب عضو الكونغرس "بيتر كيتنج" بالفعل من وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية بحث الأمر نفسه وكان الرد "الحفاظ على قدرتنا على مكافحة الإرهاب بشكل فعال هو العامل الحاسم في تحديد الكيفية التي نتعامل بها مع السينما والإعلام".
وهو ما لا يعني النفي ولا التأكيد لكنه يشير في الوقت نفسه إلى احتمالات قوية لتورط هوليوود مع البنتاغون ومع الـCIA أيضا.
يرصد الفيلم قصة مطاردة زعيم القاعدة الراحل "أسامة بن لادن" من قبل المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 2001 وحتي قتله في 2 مايو/أيار 2011، عبر "مايا " ضابطة الـCIA التي قضت وقتًا طويلاً في تتبع الدائرة الضيقة من الأشخاص المحيطين بـ "بن لادن".
وتدور أحداث الفيلم بين ولاية "فرجينيا"، وهي مقر المخابرات المركزية الأمريكية، ومعسكر "شابمان" بدولة باكستان ومناطق في أفغانستان، فضلاً عن سجون سرية للمخابرات الأمريكية في بعض بلدان أوروبا.
وتستعرض "كاثرين بيجلو" في الثلث الأول من الفيلم طرق التعذيب الأمريكية للمشتبه في ارتباطهم بأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ويطلق عليها "أساليب الاستجواب المعززة".
ولا تبدو الحيرة علي أبطال الفيلم تجاه القضية الأخلاقية المرتبطة بتعذيب المعتقلين ولكنهم فقط مشغولون بالإرهاق النفسي والجسدي الذي يتعرضون له من جراء الاستجوابات، فضلا عن التغيرات التي توقعوا أن يحدثها تولي باراك أوباما الرئاسة واحتمال تعرضهم للمحاكمة جراء استخدام أساليب غير قانونية في عمليات الاستجواب".
ولكن أيا من ذلك لم يحدث.. ورغم الاشمئزاز الذي أبدته الضابطة في بداية مشاهدتها للتعذيب إلا أنها اضطرت لاستخدامه حتي تصل إلي هدفها، كما يصور الفيلم.
لكن "مايا" فيما يبدو اعتبرت الأمر شخصيًّا حتى أنها بعد انتهاء المهمة بقتل بن لادن أجهشت بالبكاء وهي تأخذ مكانها في الطائرة عائدة إلي الولايات المتحدة.
و"مايا" ليست ضابطة ميدانية لكنها تتعامل مع المنطقة والبشر والمباني والمعاني عبر وسائل الاتصال وقد ظلت تتابع المواقع المحتملة لـ "بن لادن" من خلال برنامج "جوجل إيرث" الذي يجسد الخرائط بمظهر ثلاثي الأبعاد.
وهي هنا تؤكد أنها لا تتعامل مع بشر بقدر ما تتعامل مع "أشياء" لا روح فيها وبالتالي فإن عمليات القتل التي تأمر أو تتسبب أو حتي تقوم بها لا يتبعها أي ألم أو شعور بالذنب.
والمدهش أن القضية التي أثارها الفيلم في الولايات المتحدة لم تكن التعذيب بقدر ما ثار الجدل حول كيفية وصول معلومات سرية بشأن عملية تفجير قتل خلالها ستة من ضباط المخابرات الأمريكية من جدل، بحسب أحداث الفيلم.
وهوليوود، التي بدأت أسطورة بن لادن، شاءت ألا أن تنهيها أيضا حيث كانت البداية بمشهد في فيلم "صمت الحملان" الذي أنتج عام 1993 أي قبل تفجيرات سبتمبر/أيلول بنحو ثماني سنوات وفيه يبحث المجرم - والذي قام بدوره أنطوني هوبكنز - عن اسمه علي شبكة الإنترنت ليجد نفسه المطلوب رقم اثنين في العالم .. أما رقم واحد فكان أسامة بن لادن.
سينمائيون ونقاد غربيون يتوقعون فوز الفيلم الأمريكي "Zero Dark Thirty" ، بواحدة أو اثنتين من جوائز الأوسكار التي ستعلن 24 فبراير/شباط الجاري.
ورشُح الفيلم، الذي أخرجته الأمريكية كاثرين بيجلو، لخمس جوائز من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو للشاشة، وفاز الفيلم نفسه بجوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج في مسابقة جمعية نقاد نيويورك 2013.
وفازت المخرجة بيجلو بجائزة أحسن مخرج عن نفس الفيلم في مسابقة الجولدن غلوب 2013 وهي المسابقة التي يعتبرها المتابعون "النبوءة" المؤكدة للفوز بالأوسكار أرفع جائزة سينمائية في العالم.
و"Zero Dark Thirty"، هو مصطلح عسكري يعني "الساعة 12 ونصف بعد منتصف الليل" وهي أحلك لحظات الظلام.
ورغم المستوى الفني "العادي" للفيلم إلا أن المؤسسة السينمائية في هوليوود تؤكد سنويًا إخلاصها لمنطق الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتعاطفها مع القوات الأمريكية.
الأمر الذي تأكد عبر انشغالها بالهموم والضغوط النفسية الشديدة التي يتعرض لها الجندي الأمريكي في فيلم المخرجة كاثرين بيجلو السابق "خزانة الألم" The Hurt Locker – وفازت عنه بالأوسكار عام 2009 أيضًا – وتدور أحداثه في العراق مستعرضًا هموم الجنود الأمريكيين في العراق ومخاوفهم.
لكن الفارق بين العملين هو عدم اللجوء في الأول إلي التبرير، بينما جاء فيلم "Zero Dark Thirty" مبررًا وطالبًا من المشاهد التعاطف مع الضباط الأمريكيين أثناء عمليات تعذيب المشتبه فيهم بتهم الإرهاب.
قليل من النقاد الغربيين قاموا بالتركيز علي الجانب السينمائي في الفيلم الذي يستمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة، مستعرضًا تفاصيل كان يمكن اختصار ثلثها علي الأقل وبناء درامي ضعيف لا يبرر سلوك أبطاله.
وركزت معظم الأقلام على ما أحاط العمل الفني من أبعاد سياسية، لا سيما عزم مجلس الشيوخ الأمريكي استعراض الاتصالات بين المخابرات الأمريكية CIA وصناع الفيلم لمعرفة ما إذا كان صناع الفيلم حصلوا علي معلومات عن عملية الاغتيال بطريقة غير مناسبة أم لا.
وهي ليست المرة الأولي فقد طلب عضو الكونغرس "بيتر كيتنج" بالفعل من وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية بحث الأمر نفسه وكان الرد "الحفاظ على قدرتنا على مكافحة الإرهاب بشكل فعال هو العامل الحاسم في تحديد الكيفية التي نتعامل بها مع السينما والإعلام".
وهو ما لا يعني النفي ولا التأكيد لكنه يشير في الوقت نفسه إلى احتمالات قوية لتورط هوليوود مع البنتاغون ومع الـCIA أيضا.
يرصد الفيلم قصة مطاردة زعيم القاعدة الراحل "أسامة بن لادن" من قبل المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 2001 وحتي قتله في 2 مايو/أيار 2011، عبر "مايا " ضابطة الـCIA التي قضت وقتًا طويلاً في تتبع الدائرة الضيقة من الأشخاص المحيطين بـ "بن لادن".
وتدور أحداث الفيلم بين ولاية "فرجينيا"، وهي مقر المخابرات المركزية الأمريكية، ومعسكر "شابمان" بدولة باكستان ومناطق في أفغانستان، فضلاً عن سجون سرية للمخابرات الأمريكية في بعض بلدان أوروبا.
وتستعرض "كاثرين بيجلو" في الثلث الأول من الفيلم طرق التعذيب الأمريكية للمشتبه في ارتباطهم بأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ويطلق عليها "أساليب الاستجواب المعززة".
ولا تبدو الحيرة علي أبطال الفيلم تجاه القضية الأخلاقية المرتبطة بتعذيب المعتقلين ولكنهم فقط مشغولون بالإرهاق النفسي والجسدي الذي يتعرضون له من جراء الاستجوابات، فضلا عن التغيرات التي توقعوا أن يحدثها تولي باراك أوباما الرئاسة واحتمال تعرضهم للمحاكمة جراء استخدام أساليب غير قانونية في عمليات الاستجواب".
ولكن أيا من ذلك لم يحدث.. ورغم الاشمئزاز الذي أبدته الضابطة في بداية مشاهدتها للتعذيب إلا أنها اضطرت لاستخدامه حتي تصل إلي هدفها، كما يصور الفيلم.
لكن "مايا" فيما يبدو اعتبرت الأمر شخصيًّا حتى أنها بعد انتهاء المهمة بقتل بن لادن أجهشت بالبكاء وهي تأخذ مكانها في الطائرة عائدة إلي الولايات المتحدة.
و"مايا" ليست ضابطة ميدانية لكنها تتعامل مع المنطقة والبشر والمباني والمعاني عبر وسائل الاتصال وقد ظلت تتابع المواقع المحتملة لـ "بن لادن" من خلال برنامج "جوجل إيرث" الذي يجسد الخرائط بمظهر ثلاثي الأبعاد.
وهي هنا تؤكد أنها لا تتعامل مع بشر بقدر ما تتعامل مع "أشياء" لا روح فيها وبالتالي فإن عمليات القتل التي تأمر أو تتسبب أو حتي تقوم بها لا يتبعها أي ألم أو شعور بالذنب.
والمدهش أن القضية التي أثارها الفيلم في الولايات المتحدة لم تكن التعذيب بقدر ما ثار الجدل حول كيفية وصول معلومات سرية بشأن عملية تفجير قتل خلالها ستة من ضباط المخابرات الأمريكية من جدل، بحسب أحداث الفيلم.
وهوليوود، التي بدأت أسطورة بن لادن، شاءت ألا أن تنهيها أيضا حيث كانت البداية بمشهد في فيلم "صمت الحملان" الذي أنتج عام 1993 أي قبل تفجيرات سبتمبر/أيلول بنحو ثماني سنوات وفيه يبحث المجرم - والذي قام بدوره أنطوني هوبكنز - عن اسمه علي شبكة الإنترنت ليجد نفسه المطلوب رقم اثنين في العالم .. أما رقم واحد فكان أسامة بن لادن.