الجزيرة نت : قال صحفي بريطاني مرموق من صحيفة الإندبندنت بعد زيارة لدمشق إن الأزمة في سوريا باتت صراعا متعدد الجوانب والأطراف الداخلية والخارجية وأشار إلى أن من سماهم "المتمردين" يحرزون بعض التقدم على الأرض، لكن البلاد في مجملها تواجه مأزقا سياسيا وعسكريا.
وأضاف باتريك كوكبيرن -العائد لتوه من دمشق إلى بيروت- أن هجمات "المتمردين" على مدينتي حلب ودمشق تعثرت، غير أن القوات الحكومية ليست من القوة بحيث تستطيع طردهم من المعاقل التي استولوا عليها.
ومع ذلك أقر كوكبيرن في مقال بصحيفة الإندبندنت أون سانداي بأن "المتمردين" يحققون تقدما في شمال البلاد ولا سيما في أرياف حماة وإدلب وحلب، لكن تقدمهم لا يزال يتسم بالبطء.
ويقول الصحفي البريطاني "خارج سوريا، هناك تكهنات تتردد في وسائل الإعلام والدوائر الدبلوماسية بأن المتمردين سيحرزون نصرا وشيكا ويلحقون الهزيمة ببشار الأسد. ثمة نقطة هامة تجاهلتها هذه التكهنات وهي أن قوات الأسد ما برحت ممسكة بزمام الأمور في كل المدن والبلدات السورية الرئيسية سواء كليا أو على أجزاء كبيرة منها".
ولاحظ الكاتب أثناء زيارته لدمشق وجود عدد قليل من الصحفيين الأجانب في دمشق نظرا لصعوبة الحصول على تأشيرات دخول، مشيرا إلى أنه على النقيض تماما فإن لمن يسميهم المتمردين آلة إعلامية غاية في التعقيد -بعضها متمركز في الخارج- وكلها تنقل تفاصيل كل حدث مدعومة بأفلام مثيرة، وإن كانت انتقائية، على يوتيوب.
وأوضح أن رواية المتمردين للأحداث شديدة الانحياز لجانبهم وتصور الحكومة السورية على أنها شيطان، وهذا أمر مفهوم، على حد تعبيره.
وأردف قائلا "إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو استعداد أجهزة الإعلام الدولية -التي يتركز أغلبها في بيروت وبعضها في لندن ونيويورك- على ترديد ما يعد بالضرورة نوعا من الدعاية الجيدة النوعية دون أن يخالجها في ذلك شكوك كثيرة"، في إشارة إلى روايات الثوار بشأن ما يجري في سوريا.
صحيح أن دوي المدافع يسمع في دمشق، لكن المدينة تبقى غير محاصرة، كما أن الطرق المتجهة شمالا إلى حمص وجنوبا إلى درعة سالكة وكذلك الطريق المؤدية إلى بيروت. وعندما يستولي على منطقة فإن المدفعية الحكومية تدكها فتقتل البعض وتجبر البعض الآخر على الفرار.
حرب أهلية
ومضى كوكبيرن إلى القول إن الثورة انقلبت إلى حرب أهلية، وإن انتفاضة السوريين على نظام بوليسي وحشي، والتي اندلعت في مارس/آذار 2011، تبدو يوما بعد يوم للعلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى حملة طائفية ترمي إلى استئصالهم.
وفوق هذا وذاك، ينتاب شرائح من الطبقة الوسطى الحضرية في سوريا خوف من حدوث فوضى بعدما رأت حلب تتعرض للدمار، وتخشى من حدوث الشيء نفسه لدمشق.
وخلص المقال إلى أن المشكلة التي تواجه سوريا في ظل هذه الأزمة تكمن في أنها صراع ينطوي على عدة صراعات. ومما زاد الأزمة تعقيدا أنها باتت في قلب صراعين إقليميين طويلي الأمد، أحدهما المواجهات المتزايدة بين السنة والشيعة في أرجاء العالم الإسلامي، والثاني ذلك الصراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وحلفائهم من جهة، وإيران وأصدقائها القليلين من جهة أخرى.
وختم كوكبيرن مقاله بالتأكيد على أن التوصل إلى تسوية للصراع السوري عبر الحوار أضحى أمرا حتميا، رغم أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا حتى يصبح ماثلا، شريطة استبعاد تدخل أجنبي واسع النطاق.
وأضاف باتريك كوكبيرن -العائد لتوه من دمشق إلى بيروت- أن هجمات "المتمردين" على مدينتي حلب ودمشق تعثرت، غير أن القوات الحكومية ليست من القوة بحيث تستطيع طردهم من المعاقل التي استولوا عليها.
ومع ذلك أقر كوكبيرن في مقال بصحيفة الإندبندنت أون سانداي بأن "المتمردين" يحققون تقدما في شمال البلاد ولا سيما في أرياف حماة وإدلب وحلب، لكن تقدمهم لا يزال يتسم بالبطء.
ويقول الصحفي البريطاني "خارج سوريا، هناك تكهنات تتردد في وسائل الإعلام والدوائر الدبلوماسية بأن المتمردين سيحرزون نصرا وشيكا ويلحقون الهزيمة ببشار الأسد. ثمة نقطة هامة تجاهلتها هذه التكهنات وهي أن قوات الأسد ما برحت ممسكة بزمام الأمور في كل المدن والبلدات السورية الرئيسية سواء كليا أو على أجزاء كبيرة منها".
ولاحظ الكاتب أثناء زيارته لدمشق وجود عدد قليل من الصحفيين الأجانب في دمشق نظرا لصعوبة الحصول على تأشيرات دخول، مشيرا إلى أنه على النقيض تماما فإن لمن يسميهم المتمردين آلة إعلامية غاية في التعقيد -بعضها متمركز في الخارج- وكلها تنقل تفاصيل كل حدث مدعومة بأفلام مثيرة، وإن كانت انتقائية، على يوتيوب.
وأوضح أن رواية المتمردين للأحداث شديدة الانحياز لجانبهم وتصور الحكومة السورية على أنها شيطان، وهذا أمر مفهوم، على حد تعبيره.
وأردف قائلا "إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو استعداد أجهزة الإعلام الدولية -التي يتركز أغلبها في بيروت وبعضها في لندن ونيويورك- على ترديد ما يعد بالضرورة نوعا من الدعاية الجيدة النوعية دون أن يخالجها في ذلك شكوك كثيرة"، في إشارة إلى روايات الثوار بشأن ما يجري في سوريا.
صحيح أن دوي المدافع يسمع في دمشق، لكن المدينة تبقى غير محاصرة، كما أن الطرق المتجهة شمالا إلى حمص وجنوبا إلى درعة سالكة وكذلك الطريق المؤدية إلى بيروت. وعندما يستولي على منطقة فإن المدفعية الحكومية تدكها فتقتل البعض وتجبر البعض الآخر على الفرار.
حرب أهلية
ومضى كوكبيرن إلى القول إن الثورة انقلبت إلى حرب أهلية، وإن انتفاضة السوريين على نظام بوليسي وحشي، والتي اندلعت في مارس/آذار 2011، تبدو يوما بعد يوم للعلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى حملة طائفية ترمي إلى استئصالهم.
وفوق هذا وذاك، ينتاب شرائح من الطبقة الوسطى الحضرية في سوريا خوف من حدوث فوضى بعدما رأت حلب تتعرض للدمار، وتخشى من حدوث الشيء نفسه لدمشق.
وخلص المقال إلى أن المشكلة التي تواجه سوريا في ظل هذه الأزمة تكمن في أنها صراع ينطوي على عدة صراعات. ومما زاد الأزمة تعقيدا أنها باتت في قلب صراعين إقليميين طويلي الأمد، أحدهما المواجهات المتزايدة بين السنة والشيعة في أرجاء العالم الإسلامي، والثاني ذلك الصراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وحلفائهم من جهة، وإيران وأصدقائها القليلين من جهة أخرى.
وختم كوكبيرن مقاله بالتأكيد على أن التوصل إلى تسوية للصراع السوري عبر الحوار أضحى أمرا حتميا، رغم أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا حتى يصبح ماثلا، شريطة استبعاد تدخل أجنبي واسع النطاق.
المصدر:إندبندنت
آثار غارة شنتها طائرات قوات النظام السوري على مدينة كرناز (الجزيرة)