الرياض - واس : انطلقت اليوم جلسات (مؤتمر النصيحة: المنطلقات والأبعاد) الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- والذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بكلية الدعوة والإعلام، حيث ترأس معالي نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور زيد بن عبدالمحسن الحسين الجلسة الأولى من الجلسات التي أقيمت في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات والتي كان عنوانها (مفهوم النصيحة وصلته ببعض المصطلحات).
وقدم الدكتور أشرف محمود بني كنانة من جامعة اليرموك بالأردن بحثًا حول (الفرق بين النصيحة والحسبة دراسة فقهية تأصيلية)، استعرض من خلاله الفروق العلمية بين النصيحة والحسبة باعتبارهما مصطلحان يرميان إلى نفس الهدف من جهة إصلاح المخَاطَب بهما ولما بينهما من عموم وخصوص من جهة المعنى والوظيفة، وبين الآثار المترتبة على التفريق بين النصيحة والحسبة وقواعد وضوابط التفريق والتداخل بينهما.
ثم أوضح الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي في بحثه (النصيحة والحسبة: والمفاهيم والعلاقات) المفاهيم الخاصة من النصيحة والحسبة وبيان العلاقة المشتركة بينهما, وأشار إلى أن النصيحة والحسبة تحقق وظائف إيجابية في المجتمعات ويأتي ذلك من خلال استجابة الأفراد للخير والبعد عن الشر، مشيرًا إلى أن الحسبة هي محاولة تقويم السلوك الاجتماعي والارتقاء به إلى معالي الدرجات.
فيما بين الدكتور محمد بلبشير من جامعة تلمسان أن الإمام الحافظ بن رجب الحنبلي من العلماء الذين كرسوا حياتهم للبحث في أسرار القرآن الكريم من أجل تكوين جيل قرآني يحقق للأمة الإسلامية آمالها.
من جهته، أوضح الدكتور سند أحمد عبد الفتاح العوامل المشتركة والمفترقة حول النصيحة والحسبة في ضوء المصادر الإسلامية واستجلاء غوامضهما من خلال المصادر الإسلامية المتنوعة التي تناولت ذلك الموضوع، كما تطرق إلى مهام واختصاصات المحتسب في الإسلام وفقهاء الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم تناول الأستاذ الدكتور علي خدري في بحثه (النصيحة وحقوق الإنسان) حق الإنسان أن يعيش وفق توازن شرعي ومنطقي وقانوني على أساس عقيدة موضوعية جامعة إنسانية عالمية تتوحد فيها وحدة القيم الأساسية والأخوة الإنسانية والتعاون على البر والتقوى، وأشار إلى أن الدعوة إلى وحدة الإنسانية ووحدة المصير كانت هي جوهر النصيحة في الإسلام القائم على التشاور والتناصح من أجل تشييد عالم مستقر آمن يسوده الاحترام المتبادل والعدل والنظام لدرجة أن جعل الله الدين قائما على النصيحة.
وبين الدكتور زكريا علي محمود الخضر أن بحثه هدف إلى بيان بعض الحقوق الإنسانية التي اهتمت بالنصيحة في القرآن والسنة بمراعاتها وقد شملت الحقوق الفكرية والاقتصادية والاجتماعية الإنسانية، كما أوضح فيها البعد الإنساني الذي أبرزته النصيحة في القرآن والسنة فيما يتعلق بالحقوق الإنسانية وأثر النصيحة في الرقي الإنساني على مستوى الأفراد والمجتمع.
وخلص الدكتور الخضر إلى أن البحث توصل إلى نتائج من أبرزها: تقدير النصيحة في القرآن والسنة للمستويات العقلية والفكرية لدى الإنسان، وملاحظة الملكات النفسيّة والمستويات العلمية والنفسيّة والاستعدادات والملكات المتوفّرة لديه من استعداد فطري وعلمي وكمالات نفسيّة، وانبثاق النصيحة في القرآن والسنة من الواقع العملي ومعرفة الذات، واهتمام النصيحة في القرآن والسنة بحقوق الأفراد والمجتمع، وتبصّر النصيحةُ المنصوح بحقوق الآخرين وأنها من الأمور المحترمة التي يُتوقف عندها وترشد إلى عدم الاعتداء على الحقوق وترشد إلى التلطف في التعاملات الإنسانية.
وفي ختام الجلسة استقبل المشاركون والمشاركات مداخلات الحضور.
وفي الوقت ذاته عقدت الجلسة التي رأسها معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع وعنوانها (مفهوم النصيحة وصلته ببعض المصطلحات)، وبدأت الجلسة ببحث للدكتور أحمد محمد شعبان من جامعة طيبة بعنوان (مفهوم النصيحة في القرآن الكريم) تطرق فيه إلى مفهوم النصيحة وأشار إلى أن المفاهيم لا تزال بحاجة إلى بيان مفهومها الصحيح حيث تتداخل في كثير من الأحيان مع مفاهيم أخرى بل ربما تغيب فيها أو تتوحد معها عند كثير ممن لا يمعن النظر في مدلولاتها، وأضاف: ندرك هذا جيداً من خلال كلام كثير من العلماء عن النصيحة في معرض حديثه عن الموعظة وعن الدعوة في معرض حديثه عن النصيحة إلى غير ذلك من التداخلات التي توحي بعدم انضباط هذا المفهوم لديهم ومعرفة مواضع الاجتماع والافتراق فيما بينه وبين غيره من المفاهيم.
ثم بينت هيفاء ركا كرار محمد في بحثها (مفهوم النصيحة) أن معنى النصيحة في الشرع هي الدعاء إلى ما فيه الصلاح والنهي عما فيه الفساد وإخلاص المحبة للغير بإظهار ما فيه صلاحه، وأشارت إلى أن النصيحة من صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام وأن أول وأولى ما يُنصح به: الدعوة إلى توحيد الله عزّ وجلّ، ونبذ الشرك، والدعوة إلى اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
كما أوضحت هيفاء أن من النصيحة: الصبر على أذى المنصوح وإعراضه ويلزم من ذلك العزم على تجديد النصح وتكراره، وعدم اليأس وذلك لأن قلب الناصح يعلم من رحمة الله ومغفرته ما لا يعلم غيره، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الدين النصيحة أي أنها تَشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل وسمى ذلك كله دينا، وأن النصيحة تكون: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، ونوهت إلى أن النصيحة حق لكل مسلم، فلا تختص بصنف من الناس دون غيرهم.
بعد ذلك قدمت الدكتورة فاطمة بنت سعود الكحيلي من جامعة طيبة بحثًا عنوانه (الفروق اللفظية والمعنوية بين مفهوم النصيحة ومفهوم الدعوة، والحسبة، والستر، وحقوق الإنسان.. وأثر ذلك في العمل الدعوي) أوضحت فيه أن من خصائص وسمات الشريعة الإسلامية تميزها بفرائض من أداها أفلح ونجح ومن قصر فيها فله من الأجر بقدر ما عمل ومن هذه الفرائض: فريضة النصيحة، وفريضة الدعوة إلى الله، وفريضة الحسبة والاحتساب، وفريضة الستر، وفريضة أداء الحقوق لأصحابها، مشيرةً إلى أن جملة الفرائض السابقة تمثل صمام أمان للمجتمع وحماية له من التمزق والانقسام وإبقاء له على وشائج الألفة والرحمة والتعاون على البر والتقوى.
وبينت الدكتورة فاطمة أن تلك العبادات واقع ملموس ومشاهد لا بد أن يقوم بها أفراد على درجة من العلم والفقه في الدين فيفرقون بين النصيحة وآدابها والدعوة وأحكامها والحسبة وشروطها، ونوهت إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت بحدود ومصطلحات جعلت لها معاني خاصة بها لا يصح ديانة تجاوزها بتغيير معناها أو تفسير مدلولاتها بما لا يتفق من القواعد الكلية لهذه الشريعة .
وبين الدكتور بيان صالح حسن الباحث في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في بحثه (العلاقة بين النصيحة والدعوة) أن مصطلحي النصيحة والدعوة مختلفان فلم يرد في تعريفهما ما يجعلهما مترادفين وإن كانت هناك مساحة يلتقيان فيها، وأشار إلى أن النصيحة كلمة تعبر عن جملة من حيازة الخير للمنصوح له بكل ما تعنيه كلمة الخير، والدعوة إمالة الناس إلى الإسلام بكل ما يحمله من الخير.
من جانبه عدّ الدكتور بدر الدين مصطفى زواقة في بحثه (مناهج الدعوة وتطبيقاتها على النصيحة الشرعية) أن النصيحة فريضة ومقصداً إنسانياً وبعداً اجتماعياً ومسلكاً حضارياً ووسيلة دعوية وآلية اتصالية بامتياز تتعلق بالاتصال الإنساني وأشكاله، وأشار إلى أن النصيحة الشرعية تعدّ فريضة شرعية لأداء دعوي وضرورة حضارية تتعلق بالأمة الإسلامية وخصوصيتها وما يلزمها من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما عدّت الدكتورة عائشة بنت مرشود الحربي من جامعة طيبة في بحثها (النصيحة وصلتها بالحسبة) الحسبة من أهم أبواب النصيحة وذلك لأنها تمثل الأمر بالمعروف إذا ظهر وتركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله، وأشارت إلى أن نصيحة المحتسب لن تؤتي ثمارها إلا إذا اتصف المحتسب بصفات عدة تؤهله لذلك ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم خير قدوة في الصفات والعمل.
وتناولت الدكتورة آمال السيد أبو يوسف في بحثها (مفهوم النصيحة وصلتها ببعض المصطلحات دراسة تحليلية) النصيحة وأنها دعامة من دعامات الإسلام كما أن للنصيحة في ديننا مكانة سامية ومنزلة عالية وتنطلق أساسًا من حُب الناصح لمن حوله وشفقته عليهم ورغبته في إيصال الخير إليهم ودفع الشر والمكروه عنهم، كما أشارت إلى أن النصيحة هي صمام الأمان من الوقوع في الشرور والمفاسد وهي وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وركنًا من أركانه.
وفي الختام أجاب المشاركون والمشاركات على أسئلة الحاضرين والحاضرات المتعلقة بمحور الجلسة.
وعقدت الجلسة الثانية من جلسات مؤتمر "النصيحة:المنطلقات والأبعاد" في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري والتي كان محورها الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها، التي ترأسها عميد كلية أصول الدين بالجامعة الدكتور عبدالعزيز الهليل ، قدم خلالها الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ بحثاً عنوانه (الأحكام الفقهية المتعلقة بالنصيحة ونوازلها المعاصرة) أشار فيه إلى أن النصيحة جعلها الله هي الدين، قال النَّبِىَّ صلى الله عليه و سلم «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا لِمَنْ، قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»، وأكد على أهمية النصيحة في حياة المسلم؛ لذا جاء ذكرها كثيراً على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أن المؤتمر يؤكد أهمية النصيحة وأنها شاملة لجميع أمور الحياة الدينية والدنيوية.
واستعرض الدكتور عبدالملك بن محمد السبيل بحثًا بعنوان (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها) وتناول فيه بَيَانُ مَعْنَى النَّصِيحَةِ، وَتَعْرِيفِهَا، وفيه أوضح الباحث أن المراد بالنصيحة في هذا البحث: قول يراد به الخير للمنصوح، ثم استعرض الْفُرُوقُ بَيْنَ مُصْطَلَحِ «النَّصِيحَةِ» الألفاظ الْمُشَابِهَةِ، مثل: الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، الإنكار، وَالتَّأْنِيبِ والتَّعْيِيِرِ، والغيبة، والوصية، كما تناول حُكْمُ النَّصِيحَةِ، وأهميتها فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، ومُسَوِّغَاتُها وَدَوَاعِيهَا، وهي: إبراءُ الذمة، وحماية جناب الشريعة، وحفظ الضروريات الشرعية، و الرحمة بالمنصوح، كما تطرق الباحث إلى ضَوَابِطُ النَّصِيحَةِ وَشُرُوطُهَا، ومن أهم ذلك: إخلاص النية، أن لا يحدث بنصيحته، وأن تكون بالسر وبالأخص للسلطان، والتأكد من صحة ما ينصح به، وأن تكون نصيحته على طريق الإشارة لا التصريح، وأن لا يكرر نصيحته للعالم، ومراعاة الأسلوب الحسن، واختيار الوقت المناسب للنصح، وقبول اعتذار المنصوح، والفرح إذا وجد له عذرا، ومراعاة الأولويات في النصح، ثم تطرق إلى أَنْوَاعُ النَّصِيحَةِ بِاعْتِبَارِ النَّاصِحِ والْمَنْصُوحِ والْمَوضُوعِ والطَّرِيقَةِ.
من جانبه تناول الدكتور أيمن محمد طعمه الذيابات في بحثه (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها) تعريف النصيحة لغة واصطلاحا وبين الباحث أن مفهوم النصيحة هي الإخلاص فيما تقدمه من إرادة الخير للمنصوح له وبذل الوسع في تقديم المشورة لسد الخلل وإصلاحه ثم تناول أهمية النصيحة في الكتاب والسنة , وأشار إلى أنها وظيفةٌ من وظائف الأنبياء والمرسلين ووظيفة أتباعهم من بعدهم, ثم تطرق إلى مسوغات النصيحة ودواعيها: إذ بين الباحث أن مسوغات النصيحة ودواعيها تكمن في كونها من أبواب إصلاح المجتمعات, وهي مظهر من مظاهر المجتمع الإسلامي فهي تؤدي إلى تكامل ووحدة المجتمع، كما استعرض الباحث شروط النصيحة وضوابطها ثم أنواعها، واختتم بحثه بالتوصيات والنتائج.
إثر ذلك أكّدت الدكتورة زينب بنت عبدالله الراجحي في بحثها (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها) أننا في عصر كثرت فيه الفتن، واشرأبت فيه أعناق الدعاة إلى الضلالة، فكان لزاماً على كل غيور أن يقدم ما يجب عليه من النصيحة، رغبة فيما عند الله من الأجر والمثوبة، وحباً للمنصوح في استقامة حاله، وأملاً في إيجاد مجتمع صالح يسوده الحب والتكاتف والتعاون.
ثم أشارت الدكتورة ابتسام بنت عويد المطرفي في بحثٍ بعنوان (حكم النصيحة) إلى أن النصيحة من الدين بمنزلة عالية القدر جمة المعاني وقالت إنه من هذا المنطلق سعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لإقامة المؤتمر الدولي "النصيحة: المنطلقات والأبعاد"، تحقيقاً لرسالتها الدينية والوطنية وأهدافها في البحث العلمي وخدمة المجتمع وامتدادا لعنايتها العلمية بأمور الدعوة إلى الله تعالى وإسهاما منهاً في نشر ثقافة النصيحة على أسس شرعية صحيحة قائمة على محبة الخير للناس والحرص على صلاح حالهم الدينية والدنيوية وفق منهج عدل بعيد عن الأهواء الشخصية والنزعات الذاتية والتوجهات المنحرفة والأهداف الفاسدة.
وقدّم الدكتور عبدالفتاح محمد خضر بحثاً بعنوان (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها)، أشار من خلاله إلى أن من أهم مبادئ دين الإسلام التعاون على البر والتقوى، وذكر أن من التعاون على البر والتقوى التناصح بين المسلمين، الذي يقوم على سدّ الخل وتقويم الاعوجاج وتنشيط الاستقامة وهو سر بقاء المجتمع المسلم ورقيه، لأن النصيحة الحقة مستمدة من تعاليم القرآن والسنة، والقرآن والسنة هما العصمة من الزلل، ثم تطرق إلى أدب النصيحة ومسوّغاتها وأنواعها وضوابطُها وشروطُها.
وتزامن مع عقد الجلسة الثانية جلسة ترأسها عميد المعهد العالي للقضاء الدكتور عبدالرحمن السند عنوانها " الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها " وبدأ بالحديث الدكتور أحمد إبراهيم عطية محمد دهشان حول (النصيحة،حكمها،أهميتها،دواعيها،شروطها) ذكر أن النصيحة في دين الله تعالى من ألزم واجبات الدعاة إلى الله تعالى،ولم يستغن عنها نبي من الأنبياء أو داعية من الدعاة.
واستعرض الباحث حكم النصيحة وأهمية النصيحة في الكتاب والسنة، وأنواع النصيحة بحسب الناصح والمنصوح والطريقة والموضوع، وشروط النصيحة وآدابها.
بعد ذالك قدم الدكتور عبد القادر سليماني بحثًا بعنوان (النصيحة وأهميتها في إصلاح الفرد والمجتمع قراءة تحليلية على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية) مبيناً أن النصيحة بمفهومها الشامل هي أساس مقوِّمات إصلاح الفرد والمجتمعات، وهي تمثّل المنطلق الحقيقي في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، مشيراً إلى أن ذلك يعد منهج أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم، مع أممهم مَبْنِياًّ على النصح لهم والشفقة عليهم.
ثم تحدثت الدكتورة وفاء غنيمي محمد عن (النصيحة الطبية من المنظور الإسلامي)، وبينت أن النصيحة الصادقة، والاستشارة المخلصة هي مفتاح طريق الخير في كل المجالات وفي كل العصور، وأكدت أنه مبدأ إسلامي لو طبق على الوجه النبوي السليم، لكان علاجا اجتماعيا فعالا لكثير من المشكلات.
وأشارت إلى أنها اهتمت بموضوع النصيحة الطبية لما يواجه الطبيب من دواعي مصلحة المريض والستر عليه، والبوح بسره، ومن جانب آخر ما تفرضه مصلحته أو مصلحة العمل ويتعارض مع تلك النصيحة، ومقدار ما يبذله المريض من أموال طائلة وسفر، وترحال للأخذ بتلك النصيحة، ومدى التزام المريض بتلك النصيحة واختلاف حال النصيحة بين أن تكون نصيحة واجبة كالنصيحة المتعلقة بحفظ النفس، ونصيحة استشارية كالنصيحة المقدمة لراغبي الزواج، ونصيحة طبية قضائية كنصيحة الطبيب الشرعي، كما يحدث في مصلحة الطب الشرعي.
ثم تحدث الباحث الدكتور إكرام الحق محمود الأزهري في بحثه (أهمية النصيحة في الكتاب والسنة) الذي تمحور حول النصيحة التي هي مبدأ اجتماعي مهم، وبين أنها كلمة تدل إن أُدِيتْ بصورة مناسبة علي سلامة نفس الناصح و حبه للخير، كما تطرق الباحث إلى بيان أبرز موارد لفظ النصيحة في السنة النبوية، خاصة في صحيحي البخاري ومسلم.
ثم تحدث الدكتور أنور محمود خطاب عن (أهمية النصيحة في ضوء القرآن الكريم) وبين أن لأسلوب النصيحة أثر بارز في الدعوة، وفي التأثير على المنصوح، لذلك حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم الأمة عامة والدعاة إلى الله خاصة، بل جعلها جزءاً هامّاً في هذا الدين.
وأخيراً تحدثت الدكتورة أميرة عبدالرحمن عمار حول (حكم النصيحة) وبينت أن هناك إشارات عظيمة صدرت من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبين مدى تلك المكانة العليا التي تبوأتها النصيحة في الشريعة الإسلامية، واستعرضت الباحثة الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها.
وقدم الدكتور أشرف محمود بني كنانة من جامعة اليرموك بالأردن بحثًا حول (الفرق بين النصيحة والحسبة دراسة فقهية تأصيلية)، استعرض من خلاله الفروق العلمية بين النصيحة والحسبة باعتبارهما مصطلحان يرميان إلى نفس الهدف من جهة إصلاح المخَاطَب بهما ولما بينهما من عموم وخصوص من جهة المعنى والوظيفة، وبين الآثار المترتبة على التفريق بين النصيحة والحسبة وقواعد وضوابط التفريق والتداخل بينهما.
ثم أوضح الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي في بحثه (النصيحة والحسبة: والمفاهيم والعلاقات) المفاهيم الخاصة من النصيحة والحسبة وبيان العلاقة المشتركة بينهما, وأشار إلى أن النصيحة والحسبة تحقق وظائف إيجابية في المجتمعات ويأتي ذلك من خلال استجابة الأفراد للخير والبعد عن الشر، مشيرًا إلى أن الحسبة هي محاولة تقويم السلوك الاجتماعي والارتقاء به إلى معالي الدرجات.
فيما بين الدكتور محمد بلبشير من جامعة تلمسان أن الإمام الحافظ بن رجب الحنبلي من العلماء الذين كرسوا حياتهم للبحث في أسرار القرآن الكريم من أجل تكوين جيل قرآني يحقق للأمة الإسلامية آمالها.
من جهته، أوضح الدكتور سند أحمد عبد الفتاح العوامل المشتركة والمفترقة حول النصيحة والحسبة في ضوء المصادر الإسلامية واستجلاء غوامضهما من خلال المصادر الإسلامية المتنوعة التي تناولت ذلك الموضوع، كما تطرق إلى مهام واختصاصات المحتسب في الإسلام وفقهاء الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم تناول الأستاذ الدكتور علي خدري في بحثه (النصيحة وحقوق الإنسان) حق الإنسان أن يعيش وفق توازن شرعي ومنطقي وقانوني على أساس عقيدة موضوعية جامعة إنسانية عالمية تتوحد فيها وحدة القيم الأساسية والأخوة الإنسانية والتعاون على البر والتقوى، وأشار إلى أن الدعوة إلى وحدة الإنسانية ووحدة المصير كانت هي جوهر النصيحة في الإسلام القائم على التشاور والتناصح من أجل تشييد عالم مستقر آمن يسوده الاحترام المتبادل والعدل والنظام لدرجة أن جعل الله الدين قائما على النصيحة.
وبين الدكتور زكريا علي محمود الخضر أن بحثه هدف إلى بيان بعض الحقوق الإنسانية التي اهتمت بالنصيحة في القرآن والسنة بمراعاتها وقد شملت الحقوق الفكرية والاقتصادية والاجتماعية الإنسانية، كما أوضح فيها البعد الإنساني الذي أبرزته النصيحة في القرآن والسنة فيما يتعلق بالحقوق الإنسانية وأثر النصيحة في الرقي الإنساني على مستوى الأفراد والمجتمع.
وخلص الدكتور الخضر إلى أن البحث توصل إلى نتائج من أبرزها: تقدير النصيحة في القرآن والسنة للمستويات العقلية والفكرية لدى الإنسان، وملاحظة الملكات النفسيّة والمستويات العلمية والنفسيّة والاستعدادات والملكات المتوفّرة لديه من استعداد فطري وعلمي وكمالات نفسيّة، وانبثاق النصيحة في القرآن والسنة من الواقع العملي ومعرفة الذات، واهتمام النصيحة في القرآن والسنة بحقوق الأفراد والمجتمع، وتبصّر النصيحةُ المنصوح بحقوق الآخرين وأنها من الأمور المحترمة التي يُتوقف عندها وترشد إلى عدم الاعتداء على الحقوق وترشد إلى التلطف في التعاملات الإنسانية.
وفي ختام الجلسة استقبل المشاركون والمشاركات مداخلات الحضور.
وفي الوقت ذاته عقدت الجلسة التي رأسها معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع وعنوانها (مفهوم النصيحة وصلته ببعض المصطلحات)، وبدأت الجلسة ببحث للدكتور أحمد محمد شعبان من جامعة طيبة بعنوان (مفهوم النصيحة في القرآن الكريم) تطرق فيه إلى مفهوم النصيحة وأشار إلى أن المفاهيم لا تزال بحاجة إلى بيان مفهومها الصحيح حيث تتداخل في كثير من الأحيان مع مفاهيم أخرى بل ربما تغيب فيها أو تتوحد معها عند كثير ممن لا يمعن النظر في مدلولاتها، وأضاف: ندرك هذا جيداً من خلال كلام كثير من العلماء عن النصيحة في معرض حديثه عن الموعظة وعن الدعوة في معرض حديثه عن النصيحة إلى غير ذلك من التداخلات التي توحي بعدم انضباط هذا المفهوم لديهم ومعرفة مواضع الاجتماع والافتراق فيما بينه وبين غيره من المفاهيم.
ثم بينت هيفاء ركا كرار محمد في بحثها (مفهوم النصيحة) أن معنى النصيحة في الشرع هي الدعاء إلى ما فيه الصلاح والنهي عما فيه الفساد وإخلاص المحبة للغير بإظهار ما فيه صلاحه، وأشارت إلى أن النصيحة من صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام وأن أول وأولى ما يُنصح به: الدعوة إلى توحيد الله عزّ وجلّ، ونبذ الشرك، والدعوة إلى اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
كما أوضحت هيفاء أن من النصيحة: الصبر على أذى المنصوح وإعراضه ويلزم من ذلك العزم على تجديد النصح وتكراره، وعدم اليأس وذلك لأن قلب الناصح يعلم من رحمة الله ومغفرته ما لا يعلم غيره، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الدين النصيحة أي أنها تَشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل وسمى ذلك كله دينا، وأن النصيحة تكون: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، ونوهت إلى أن النصيحة حق لكل مسلم، فلا تختص بصنف من الناس دون غيرهم.
بعد ذلك قدمت الدكتورة فاطمة بنت سعود الكحيلي من جامعة طيبة بحثًا عنوانه (الفروق اللفظية والمعنوية بين مفهوم النصيحة ومفهوم الدعوة، والحسبة، والستر، وحقوق الإنسان.. وأثر ذلك في العمل الدعوي) أوضحت فيه أن من خصائص وسمات الشريعة الإسلامية تميزها بفرائض من أداها أفلح ونجح ومن قصر فيها فله من الأجر بقدر ما عمل ومن هذه الفرائض: فريضة النصيحة، وفريضة الدعوة إلى الله، وفريضة الحسبة والاحتساب، وفريضة الستر، وفريضة أداء الحقوق لأصحابها، مشيرةً إلى أن جملة الفرائض السابقة تمثل صمام أمان للمجتمع وحماية له من التمزق والانقسام وإبقاء له على وشائج الألفة والرحمة والتعاون على البر والتقوى.
وبينت الدكتورة فاطمة أن تلك العبادات واقع ملموس ومشاهد لا بد أن يقوم بها أفراد على درجة من العلم والفقه في الدين فيفرقون بين النصيحة وآدابها والدعوة وأحكامها والحسبة وشروطها، ونوهت إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت بحدود ومصطلحات جعلت لها معاني خاصة بها لا يصح ديانة تجاوزها بتغيير معناها أو تفسير مدلولاتها بما لا يتفق من القواعد الكلية لهذه الشريعة .
وبين الدكتور بيان صالح حسن الباحث في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في بحثه (العلاقة بين النصيحة والدعوة) أن مصطلحي النصيحة والدعوة مختلفان فلم يرد في تعريفهما ما يجعلهما مترادفين وإن كانت هناك مساحة يلتقيان فيها، وأشار إلى أن النصيحة كلمة تعبر عن جملة من حيازة الخير للمنصوح له بكل ما تعنيه كلمة الخير، والدعوة إمالة الناس إلى الإسلام بكل ما يحمله من الخير.
من جانبه عدّ الدكتور بدر الدين مصطفى زواقة في بحثه (مناهج الدعوة وتطبيقاتها على النصيحة الشرعية) أن النصيحة فريضة ومقصداً إنسانياً وبعداً اجتماعياً ومسلكاً حضارياً ووسيلة دعوية وآلية اتصالية بامتياز تتعلق بالاتصال الإنساني وأشكاله، وأشار إلى أن النصيحة الشرعية تعدّ فريضة شرعية لأداء دعوي وضرورة حضارية تتعلق بالأمة الإسلامية وخصوصيتها وما يلزمها من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما عدّت الدكتورة عائشة بنت مرشود الحربي من جامعة طيبة في بحثها (النصيحة وصلتها بالحسبة) الحسبة من أهم أبواب النصيحة وذلك لأنها تمثل الأمر بالمعروف إذا ظهر وتركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله، وأشارت إلى أن نصيحة المحتسب لن تؤتي ثمارها إلا إذا اتصف المحتسب بصفات عدة تؤهله لذلك ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم خير قدوة في الصفات والعمل.
وتناولت الدكتورة آمال السيد أبو يوسف في بحثها (مفهوم النصيحة وصلتها ببعض المصطلحات دراسة تحليلية) النصيحة وأنها دعامة من دعامات الإسلام كما أن للنصيحة في ديننا مكانة سامية ومنزلة عالية وتنطلق أساسًا من حُب الناصح لمن حوله وشفقته عليهم ورغبته في إيصال الخير إليهم ودفع الشر والمكروه عنهم، كما أشارت إلى أن النصيحة هي صمام الأمان من الوقوع في الشرور والمفاسد وهي وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وركنًا من أركانه.
وفي الختام أجاب المشاركون والمشاركات على أسئلة الحاضرين والحاضرات المتعلقة بمحور الجلسة.
وعقدت الجلسة الثانية من جلسات مؤتمر "النصيحة:المنطلقات والأبعاد" في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري والتي كان محورها الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها، التي ترأسها عميد كلية أصول الدين بالجامعة الدكتور عبدالعزيز الهليل ، قدم خلالها الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ بحثاً عنوانه (الأحكام الفقهية المتعلقة بالنصيحة ونوازلها المعاصرة) أشار فيه إلى أن النصيحة جعلها الله هي الدين، قال النَّبِىَّ صلى الله عليه و سلم «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا لِمَنْ، قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»، وأكد على أهمية النصيحة في حياة المسلم؛ لذا جاء ذكرها كثيراً على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أن المؤتمر يؤكد أهمية النصيحة وأنها شاملة لجميع أمور الحياة الدينية والدنيوية.
واستعرض الدكتور عبدالملك بن محمد السبيل بحثًا بعنوان (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها) وتناول فيه بَيَانُ مَعْنَى النَّصِيحَةِ، وَتَعْرِيفِهَا، وفيه أوضح الباحث أن المراد بالنصيحة في هذا البحث: قول يراد به الخير للمنصوح، ثم استعرض الْفُرُوقُ بَيْنَ مُصْطَلَحِ «النَّصِيحَةِ» الألفاظ الْمُشَابِهَةِ، مثل: الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، الإنكار، وَالتَّأْنِيبِ والتَّعْيِيِرِ، والغيبة، والوصية، كما تناول حُكْمُ النَّصِيحَةِ، وأهميتها فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، ومُسَوِّغَاتُها وَدَوَاعِيهَا، وهي: إبراءُ الذمة، وحماية جناب الشريعة، وحفظ الضروريات الشرعية، و الرحمة بالمنصوح، كما تطرق الباحث إلى ضَوَابِطُ النَّصِيحَةِ وَشُرُوطُهَا، ومن أهم ذلك: إخلاص النية، أن لا يحدث بنصيحته، وأن تكون بالسر وبالأخص للسلطان، والتأكد من صحة ما ينصح به، وأن تكون نصيحته على طريق الإشارة لا التصريح، وأن لا يكرر نصيحته للعالم، ومراعاة الأسلوب الحسن، واختيار الوقت المناسب للنصح، وقبول اعتذار المنصوح، والفرح إذا وجد له عذرا، ومراعاة الأولويات في النصح، ثم تطرق إلى أَنْوَاعُ النَّصِيحَةِ بِاعْتِبَارِ النَّاصِحِ والْمَنْصُوحِ والْمَوضُوعِ والطَّرِيقَةِ.
من جانبه تناول الدكتور أيمن محمد طعمه الذيابات في بحثه (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها) تعريف النصيحة لغة واصطلاحا وبين الباحث أن مفهوم النصيحة هي الإخلاص فيما تقدمه من إرادة الخير للمنصوح له وبذل الوسع في تقديم المشورة لسد الخلل وإصلاحه ثم تناول أهمية النصيحة في الكتاب والسنة , وأشار إلى أنها وظيفةٌ من وظائف الأنبياء والمرسلين ووظيفة أتباعهم من بعدهم, ثم تطرق إلى مسوغات النصيحة ودواعيها: إذ بين الباحث أن مسوغات النصيحة ودواعيها تكمن في كونها من أبواب إصلاح المجتمعات, وهي مظهر من مظاهر المجتمع الإسلامي فهي تؤدي إلى تكامل ووحدة المجتمع، كما استعرض الباحث شروط النصيحة وضوابطها ثم أنواعها، واختتم بحثه بالتوصيات والنتائج.
إثر ذلك أكّدت الدكتورة زينب بنت عبدالله الراجحي في بحثها (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها) أننا في عصر كثرت فيه الفتن، واشرأبت فيه أعناق الدعاة إلى الضلالة، فكان لزاماً على كل غيور أن يقدم ما يجب عليه من النصيحة، رغبة فيما عند الله من الأجر والمثوبة، وحباً للمنصوح في استقامة حاله، وأملاً في إيجاد مجتمع صالح يسوده الحب والتكاتف والتعاون.
ثم أشارت الدكتورة ابتسام بنت عويد المطرفي في بحثٍ بعنوان (حكم النصيحة) إلى أن النصيحة من الدين بمنزلة عالية القدر جمة المعاني وقالت إنه من هذا المنطلق سعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لإقامة المؤتمر الدولي "النصيحة: المنطلقات والأبعاد"، تحقيقاً لرسالتها الدينية والوطنية وأهدافها في البحث العلمي وخدمة المجتمع وامتدادا لعنايتها العلمية بأمور الدعوة إلى الله تعالى وإسهاما منهاً في نشر ثقافة النصيحة على أسس شرعية صحيحة قائمة على محبة الخير للناس والحرص على صلاح حالهم الدينية والدنيوية وفق منهج عدل بعيد عن الأهواء الشخصية والنزعات الذاتية والتوجهات المنحرفة والأهداف الفاسدة.
وقدّم الدكتور عبدالفتاح محمد خضر بحثاً بعنوان (الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها)، أشار من خلاله إلى أن من أهم مبادئ دين الإسلام التعاون على البر والتقوى، وذكر أن من التعاون على البر والتقوى التناصح بين المسلمين، الذي يقوم على سدّ الخل وتقويم الاعوجاج وتنشيط الاستقامة وهو سر بقاء المجتمع المسلم ورقيه، لأن النصيحة الحقة مستمدة من تعاليم القرآن والسنة، والقرآن والسنة هما العصمة من الزلل، ثم تطرق إلى أدب النصيحة ومسوّغاتها وأنواعها وضوابطُها وشروطُها.
وتزامن مع عقد الجلسة الثانية جلسة ترأسها عميد المعهد العالي للقضاء الدكتور عبدالرحمن السند عنوانها " الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها " وبدأ بالحديث الدكتور أحمد إبراهيم عطية محمد دهشان حول (النصيحة،حكمها،أهميتها،دواعيها،شروطها) ذكر أن النصيحة في دين الله تعالى من ألزم واجبات الدعاة إلى الله تعالى،ولم يستغن عنها نبي من الأنبياء أو داعية من الدعاة.
واستعرض الباحث حكم النصيحة وأهمية النصيحة في الكتاب والسنة، وأنواع النصيحة بحسب الناصح والمنصوح والطريقة والموضوع، وشروط النصيحة وآدابها.
بعد ذالك قدم الدكتور عبد القادر سليماني بحثًا بعنوان (النصيحة وأهميتها في إصلاح الفرد والمجتمع قراءة تحليلية على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية) مبيناً أن النصيحة بمفهومها الشامل هي أساس مقوِّمات إصلاح الفرد والمجتمعات، وهي تمثّل المنطلق الحقيقي في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، مشيراً إلى أن ذلك يعد منهج أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم، مع أممهم مَبْنِياًّ على النصح لهم والشفقة عليهم.
ثم تحدثت الدكتورة وفاء غنيمي محمد عن (النصيحة الطبية من المنظور الإسلامي)، وبينت أن النصيحة الصادقة، والاستشارة المخلصة هي مفتاح طريق الخير في كل المجالات وفي كل العصور، وأكدت أنه مبدأ إسلامي لو طبق على الوجه النبوي السليم، لكان علاجا اجتماعيا فعالا لكثير من المشكلات.
وأشارت إلى أنها اهتمت بموضوع النصيحة الطبية لما يواجه الطبيب من دواعي مصلحة المريض والستر عليه، والبوح بسره، ومن جانب آخر ما تفرضه مصلحته أو مصلحة العمل ويتعارض مع تلك النصيحة، ومقدار ما يبذله المريض من أموال طائلة وسفر، وترحال للأخذ بتلك النصيحة، ومدى التزام المريض بتلك النصيحة واختلاف حال النصيحة بين أن تكون نصيحة واجبة كالنصيحة المتعلقة بحفظ النفس، ونصيحة استشارية كالنصيحة المقدمة لراغبي الزواج، ونصيحة طبية قضائية كنصيحة الطبيب الشرعي، كما يحدث في مصلحة الطب الشرعي.
ثم تحدث الباحث الدكتور إكرام الحق محمود الأزهري في بحثه (أهمية النصيحة في الكتاب والسنة) الذي تمحور حول النصيحة التي هي مبدأ اجتماعي مهم، وبين أنها كلمة تدل إن أُدِيتْ بصورة مناسبة علي سلامة نفس الناصح و حبه للخير، كما تطرق الباحث إلى بيان أبرز موارد لفظ النصيحة في السنة النبوية، خاصة في صحيحي البخاري ومسلم.
ثم تحدث الدكتور أنور محمود خطاب عن (أهمية النصيحة في ضوء القرآن الكريم) وبين أن لأسلوب النصيحة أثر بارز في الدعوة، وفي التأثير على المنصوح، لذلك حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم الأمة عامة والدعاة إلى الله خاصة، بل جعلها جزءاً هامّاً في هذا الدين.
وأخيراً تحدثت الدكتورة أميرة عبدالرحمن عمار حول (حكم النصيحة) وبينت أن هناك إشارات عظيمة صدرت من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبين مدى تلك المكانة العليا التي تبوأتها النصيحة في الشريعة الإسلامية، واستعرضت الباحثة الحكم الشرعي للنصيحة وضوابطها وشروطها.