• ▲ درة الإقتصادية

    قِسم الإقتصاد فوز 2030 عالمي
  • تطور إنتاج الحبوب في الصين

    لي قوه ون - الصين اليوم : في مدينة فوتشو بمقاطعة جيانغشي، شرقي الصين، حقل أرز مساحته 5ر1 مو (الهكتار يساوي 15 مو). في هذه المدينة فلاح اسمه وانغ هوه جين، عمره ثمانون سنة. يتذكر الجد وانغ أن هذا الحقل كان يُزرع موسما واحدا سنة 1949 وأن إنتاجه السنوي من الأرز كان 200 كيلوجرام. في سنة 2009، زُرع نفس الحقل أرزا موسمين وبلغ إنتاجه في الأول 750 كيلوجراما وفي الثاني 800 كيلوجرام.


    فلاحون شبان يعملون في المناطق الساحلية

    تقاول شركة جيوييوان المحدودة لتنمية العلوم والتكنولوجيا الزراعية بفوتشو هذا الحقل حاليا. يقول يو بو فا، مدير عام هذه الشركة، إن شركته من خلال تطوير طرق الري والزراعة استطاعت زيادة إنتاجية هذه الأرض من الحبوب. تقاول الشركة حقولا مساحتها 3000 مو في بلدة تشانغكاي بمدينة فوتشو.

    إعادة توزيع الأرض
    بعد تأسيس الصين الجديدة، بدأت الصين الإصلاح الزراعي، أي إعادة توزيع الأرض الزراعية، حيث وزعت الحكومة الأراضي الزراعية على الفلاحين فصاروا ملاكا لها وزادت همتهم وحماستهم للزراعة.

    في سنة 1952، بدأت مدينة فوتشو الإصلاح الزراعي، فحصل الفلاح وانغ يو شنغ، على قطعة أرض مساحتها 5ر1 مو استطاع بها حل مشكلة الغذاء والكساء لعائلته. ولكن في سنة 1958، بدأت حركة الكومونات الشعبية في الريف والتي قامت على الزراعة الجماعية للأرض، ففقد وانغ يو شنغ حقله لصالح الكومونة. كان يحصد من هذا الحقل منذ عشرين سنة من تسليمه للكومونة ما بين 150 و200 كيلوجرام من الأرز لكل مو سنويا.


    موسم شتل الأرز

    المقاولة العائلية
    في نهاية سنة 1978، نفذت قرية شياوقانغ بمحافظة فنغيانغ بمقاطعة آنهوي نظام مسؤولية الإنتاج التعاقدية المرتبطة بمردود الإنتاج. وبحلول سنة 1983 كان 93% من الريف الصيني يطبق هذا النظام الذي تتعهد بمقتضاه الأسرة بزراعة مساحة معينة من الأرض حسب عدد أفرادها ويكون عائدها مرتبطا بما تحققه من إنتاج. وهكذا صار الفلاح هو المسؤول عن إدارة أرضه التي ظلت ملكيتها جماعية.

    في بداية سنة 1980 طبقت قرية دونغهو بمحافظة تشانغكاي نظام مسؤولية الإنتاج التعاقدية المرتبطة بمردود الإنتاج، وكان نصيب كل فرد بالقرية 5ر1 مو من الأرض الزراعية له حق إدارتها بنفسه. قال وانغ هوه جين إن إنتاج الأرز في حقل وانغ يوي تشيوان الذي كان يملكه زاد في السنوات الأخيرة حتى وصل 500 كيلوجرام في موسم واحد.


    يو بو فا مدير عام شركة جيوييوان

    في الفترة من سنة 1980 إلى سنة 2000، أعيد توزيع الأرض الزراعية على الفلاحين أكثر من مرة. كان الفلاحون يعيشون على هذه الأرض، ولكنهم لم يحققوا الثراء فشرع بعض الفلاحين الشبان يذهبون إلى المدن الساحلية المفتوحة للعمل. وحسب إحصاءات وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية، بلغ عدد الفلاحين الذين هجروا قراهم إلى المدن للعمل 225 مليونا في نهاية سنة 2008.

    أبناء هؤلاء الفلاحين الذين صاروا عمالا في المناطق الساحلية المفتوحة، يبقون في المدن للعمل. يقول يو بو فا إن الزراعة شيء غريب بالنسبة لأبناء العمال الفلاحين، وحاليا معظم الذين يعملون بالزراعة في الريف تجاوزوا سن الخمسين.

    أرض الفلاحين الذين هجروا قراهم مازالت مملوكة لهم، فيؤجرونها لأقاربهم وجيرانهم. يقول تسو مان شوي، وهو موظف بالمكتب الزراعي لحي لينتشوان بمدينة فوتشو، إن الفلاحين كانوا يعطون هذه الأرض مجانا لأقاربهم وجيرانهم ولكنهم كانوا يدفعون الضريبة الزراعية، باعتبارهم أصحاب الأرض. وكان الفلاحون الذين يزرعون الأرض مشغولون للغاية لدرجة أنهم كانوا يزرعون الأرز في موسم واحد وليس موسمين.


    لي جين فا في حقله

    نقل حق الانتفاع
    منذ سنة 2000، يزرع وانغ شيون شيانغ الحقل الذي كان يملكه وانغ هوه جين. وانغ شيون شيانغ عجوز عمره 70 سنة لديه ولدان يعملان بالتجارة في مقاطعة أخرى، ولذا أجر أرضه لوانغ ده لونغ، الفلاح بقريته مقابل أكثر من خمسين كيلوجراما من الأرز سنويا. قيمة هذه الكمية من الأرز حوالي 100 يوان (الدولار الأمريكي يساوي 82ر6 يوانات تقريبا) فقط.

    وانغ ده لونغ يزرع أرضا مساحتها 40 مو تنتج له 35 ألف كيلوجراما من الأرز سنويا ويبلغ ربحه الصافي منها أكثر من 20 ألف يوان. ألغت الصين الضريبة الزراعية اعتبارا من أول يناير سنة 2006، وفي نفس الوقت، زادت معونات الحكومة المالية للمزارعين. في سنة 2009، بلغت مساحة الأرض التي نُقل حق الانتفاع بها في حي لينتشوان بمدينة فوتشو 218 ألف مو، أي 28% من مساحة الأرض الزراعية بهذا الحي. تتعهد 165 أسرة في هذا الحي بزراعة مائة مو أو أكثر، أي أن الإجمالي حوالي 30 ألف مو، بما يعادل 4% من الأرض الزراعية في حي لينتشوان. وبالنسبة للأسر التي تزرع أرضا مساحتها مائة مو أو أكثر، منحتها حكومة حي لينتشوان معونة مالية قدرها 16 يوانا لكل مو.

    حققت أسرة لي جيان فا الثراء بفضل الزراعة في مدينة فوتشو. لي جيان فا متخصص في الزراعة، وبدأ زراعة الأرز سنة 2007. يقول: "أختار الحقل الذي مساحته بين مائة وخمسمائة مو. زادت قيمة الإيجار السنوي للأرض في السنوات الأخيرة، حتى وصلت 130 يوانا لكل مو في سنة 2009."

    في سنة 2009، استأجر لي جيان فا مع صديقين حوالي ألف مو من حقول الأرز. يمتلك الثلاثة حصادة والآلتين الزراعيتين، ويعتمدون على التقنيات الحديثة في الزراعة. وفي نفس الوقت، يهتمون بحساب تكاليف الزراعة. في سنة 2009 بلغ العائد الذي حققوه أكثر من 300 ألف يوان.


    فلاحون يزرعون في حقل مستأجر

    تشغيل رأس المال
    يعتقد معظم الفلاحين أنه لا سبيل لتحقيق الثراء من الزراعة، ولكن النجاح الذي حققته الأسر التي تزرع مساحات كبيرة غير آراءهم.

    يو بو فا الذي عمل سنوات عديدة في المدن لاحت له فرصة الزراعة، فعاد إلى مسقط رأسه وأسس شركة جيوييوان المحدودة لتنمية العلوم والتكنولوجيا الزراعية، وقاول أكثر من ثلاثة آلاف مو من الأرض الزراعية في بداية سنة 2009، وأسس أكبر قاعدة لزراعة الحبوب في فوتشو.


    حصادة تابعة لشركة جيوييوان تحصد الأرز في يوليو 2009

    استأجرت شركة جيوييوان الحقل الذي كان يملكه وانغ هوه جين ومساحته 5ر1 مو مقابل 310 يوانات في السنة. وقد بلغ إنتاج هذه الأرض أكثر من 1500 كيلوجرام من الأرز في موسمي الزراعة سنة 2009، وبلغت الأرباح الصافية لهذه الأرض 450 يوانا.

    شركة جيوييوان لها ثلاث قواعد إنتاج، وفي كل قاعدة متخصص زراعي ومحاسب. بالإضافة إلى القيمة الإيجارية، وهي أكثر من 600 ألف يوان، اشترت شركة جيوييوان حوالي 50 آلة زراعية لتحقيق الميكنة الزراعية، من شتل الأرز إلى حصاده. بالإضافة إلى زراعة الأرز في مساحة ثلاثة آلاف مو، تؤجر شركة جيوييوان الآلات الزراعية وتقدم خدمات إدارة الري والأسمدة ومكافحة الأمراض والآفات الحشرية.

    تواجه شركة جيوييوان مشاكل في زراعة الحبوب، وأبرزها مشكلة قصر مدة الإيجار، فعقد نقل حقل الانتفاع بالأرض مدته سنة، وعقد الإيجار للشركة مدته ثلاث سنوات فقط، وهذا لا يناسب استثمار الشركة في الزراعة ومعالجة الحقول الصغيرة. المشكلة الثانية هي الكوارث الطبيعية التي تؤثر تأثيرا بالغ السوء على زراعة الحبوب، فوقوع كارثة يعني أن تتعرض الشركة لخسائر جسمية، خاصة وأن الصين تفتقر إلى التأمين الزراعي الأساسي.

    الحكومة، على كافة المستويات، تشجع على نقل حق الانتفاع بالأرض. يقول نائب رئيس حي لينتشوان، دوان يوان لونغ، إن حكومة الحي أنشأت هيئة لإدارة أعمال وتقديم خدمات نقل حق الانتفاع بالأرض الزراعية، وتقوم في هذا الصدد بتقديم المعلومات ذات العلاقة للفلاحين، بل تذهب إلى بيوت الفلاحين. كما تقوم بوساطة النزاعات التي تنشب أثناء نقل حق الانتفاع بالأرض وتضمن أن يكون نقل حق الانتفاع قانونيا وإراديا وبقيمة ايجارية معقولة.

    الزراعة بأسلوب استثمار رأس المال توجه جديد في الصين ومازالت في مرحلة البحث والتجربة، ولكن يو بو فا يثق بأن هذا الأسلوب سوف يتحسن ويتطور يوما بعد يوم.

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : تطور إنتاج الحبوب في الصين كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ ثقافة اتقان عصر جديد

  • ▲ لن ينجو أياً كان

  • جمعية الاقتصاد السعودية

  • مركز خدمة المطورين

  • طاقات

  • □ اقتصاد + اعمال


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا