أمور يؤسف لها، تهريب مدخرات الأوطان من الآثار، أكثرها من مصر، ومن ثم نليها اليمن، حضارة سبأ، إلا أن تغير الحكام في بلاد العرب شجع مسألة الإتجار بهذه المسألة، مسألة تعالي زوجات الحكام وأتباعهم في تسريب ما قل وزنه وارتفع ثمنه،
ومما درسناه إبان اقتحام جيشو العراق في الكويت، كانت الكويت قد حسبت لهذه المسألة ألف وألف حساب، حيث كام ثلثي محتويات متحف الكويت الوطني من الكزيفات، وقد حافظو على الأصول ضمن مخزون الجزيرة العربية تحت بهو جامعة الملك سعود بالرياض، ومن الطبيعي ان تلك كانت ضمن احتياطات إدارات الآثار من أجل تلاقي أقل الخسائر - مثل لو حصل حريق ،،، مثلا.
من المصاحف النادرة تعطي فكرة عن مراحل تطور المخطوطات ومدى تقدم المسلمين في فنون المخطوطات من حيث الزخارف المتنوعة نباتية وهندسية وتوريقية (الأرابيسك) وغيرها، والتذهيب بالذهب الخالص والخطوط العربية التي تسر الناظرين وأهمها الكوفي بأنواعه والثلث وتفرعاته، والنسخ، والنستعليق، والديواني، وغيرهم، وكذلك الصور والرسوم والخرائط والمنمنمات والتخطيطات وغيرها؛ ومن أروعها المخطوطات الخزائنية التي تدل على العناية الفائقة التي أولاها المسلمين للكتب والمخطوطات، بعض هذة المخطوطات كتب بخط المؤلف وبعضها الآخر أملاه المؤلف على خطاطين متخصصين في الخط والكتابة، مع عرض تاريخي للتسلسل الزمني الذي يعطي فكرة عن تطور المخطوطات المفرد والمجاميع بلغات مختلفة ومن أماكن مختلفة تغطي كافة بقاع العالم الإسلامي من الصين إلى الأندلس ، وبعضها باللغات المعروفة في هذا العالم الكبير كالتركية والفارسية والسريانية والحبشية ، وهي متعددة ومتنوعة من حيث الأشكال والإحجام وأنواع الجلود المستخدمة للكتابة. جامعة الملك سعود
باحثون: لغز مخطوطات البحر الميت التي تضم أقدم النصوص التوراتية قابل للحل بالتقنيات الحديثة
برلين - أكد علماء ألمان إمكانية حل لغز ما عرف بمخطوطات البحر الميت التي يقدر عمرها بنحو ألفي عام والتي تعرف أيضا بمخطوطات وادي قمران والحصول منها على المزيد من الأسرار بفضل التقنيات الحديثة مثل تقنية التحليل بأشعة اكس ومن خلال إسقاط الدراسات الخاصة بصفات المواد على هذه المخطوطات. جامعة الملك سعود
معرض «عبقرية الشرق» يكشف أهم الآثار الفنية الإسلامية في فرنسا
خبراء: الآثار السورية في خطر
عرفت سوريا الحضارة منذ آلاف السنين، لذلك تعتبر آثارها شاهدا على تطور البشرية. ويخشى الخبراء أن يحل بها ما حل في العراق حين نهبت من متاحفه آلاف القطع الأثرية، لذلك يدقون ناقوس الخطر ويطالبون اليونسكو بحماية آثار سورية.
طالب معارضون سوريون في الشهر الماضي منظمة اليونسكو بحماية الآثار التي قالوا إن قوات النظام السوري تستهدفها. وكان بيان لتيار التغيير الوطني السوري المعارض قد أشار في بيان له إلى أن "نظام الأسد الوحشي الذي يدمر الحياة الإنسانية، يدمر معها أيضا التراث الإنساني، من خلال قصفه لمساجد وكنائس وقلاع وخرائب وحتى منازل تاريخية، هي جزء لا يتجزأ من تراث حضاري يمتد عمره أكثر من ستة آلاف سنة".
كما حذر خبراء الآثار من مخاطر التدمير والنهب المحدقة بالكنوز الأثرية في سوريا، بما فيها آثار مدينة تدمر والآثار اليونانية والرومانية. وأكثر الآثار تعرضا للخطر، هي تلك الواقعة في مناطق ساخنة خرجت من سيطرة القوات النظامية ونشطت فيها حركة سرقة القطع الأثرية من المتاحف ومواقع الحفريات. وفي حديث مع وكالة فرانس برس تقول مديرة المتاحف في سوريا هبة السخل "في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب".
وتضيف "في أفاميا، لدينا مقطع مصور يظهر لصوصا ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب.. وفي تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي". وتقول إنه على الرغم من أن سرقة الآثار أمر موجود في سوريا منذ سنوات، إلا أن وتيرتها ارتفعت بسبب الاضطرابات التي حرمت بعض المواقع التاريخية من الحماية اللازمة.
والجيش يقصف أيضا
تمثالان لملكين من سوريا يعودان إلى النصف الأول للألفية الثانية قبل الميلاد
من جهة أخرى، يقول الناشطون المعارضون مستندين إلى مقاطع فيديو مصورة، إن الجيش السوري قصف عدة مواقع أثرية من بينها قلعة المضيق في ريف حماة ودمر مسجد السرجاوي الأثري في حماة، خلال عملياته لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقد كان متحف مدينة حماة في وسط البلاد فريسة للصوص الآثار، بما في ذلك الأسلحة القديمة المعروضة فيه وتمثال يعود إلى العصر الآرامي.
وتقول هبة السخل "أعتقد أن الذين ينهبون الآثار هم من السكان المحليين أنفسهم، يفعلون ذلك بدافع التكسب ولا يدركون أهمية هذه الآثار التي يعثرون عليها". وإلى شمال غرب مدينة حماة، أصيبت قلعة شيزر المطلة على نهر العاصي بأضرار، وسرق تمثال روماني من الرخام من متحف أفاميا، وعمل لصوص الآثار على التنقيب والحفر وسرقة الآثار في مواقع عدة في البلاد.
كما تعرضت للنهب مدينة ايبلا الأثرية الواقعة في محافظة إدلب، التي تركزت فيها العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها في الأسابيع الماضية. وتقول هبة السخل إن مسلحين احتلوا قلعة الحصن، التي بناها الصليبيون والتي كانت من أهم الوجهات السياحية في سوريا قبل الأزمة، وأخرجوا الحراس منها.
ويقول مدير الحفريات الأثرية في سوريا ميشال مقدسي إن أكثر المواقع عرضة للخطر هي المناطق الواقعة إلى شمال الهضبة الكلسية والتي تضم مئات الأديرة والكنائس القديمة، شمال غرب البلاد. ويقول "برأيي هذه المنطقة هي الأكثر عرضة للخطر الآن، لأنها ليست تحت الإشراف المباشر لدائرة الآثار".
تدمير المواقع الأثرية "جريمة"
قوس النصر والقلعة في مدينة تدمر التاريخية
وحضت منظمة اليونسكو الشهر الماضي الدول الأعضاء والهيئات الدولية إلى حماية التراث الثقافي الغني في سوريا وضمان عدم تعرضه للسرقة والتهريب من البلاد. وقالت اليونسكو في بيان "إن الإضرار بتراث بلد هو إضرار بروح الشعب وهويته".
وكان معارضون سوريون طالبوا منظمة اليونسكو بـ "التحرك الفوري" من أجل وقف "تدمير المعالم الأثرية" في سوريا، متهمين النظام السوري بأنه "يستهدفها" أثناء عملياته العسكرية، ومطالبين بإضافة عمليات التدمير هذه إلى قائمة "جرائم النظام". وكانت اليونسكو أدرجت ستة مواقع على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق
القديمة وحلب القديمة وقلعة المضيق وقلعة الحصن ومدينة بصرى القديمة ومدينة تدمر والقرى الأثرية شمال سوريا. ويرى رئيس قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت مارك غريشماير أن الآثار السورية تكتسب أهمية استثنائية من حيث أنها شاهدة على التطور البشري. ويقول "الأمر الرائع في سوريا هو أنها تشهد على نشوء القرى الأولى في التاريخ".
عن سي إن إن CNN : لطالما عرفت سوريا بأنها موطن لبعض أعظم معالم الحضارة والثقافة في العالم، حيث تضم الكثير من الآثار القديمة، ولكن الآن، وبعد 19 شهراً من القتال، يقول صندوق التراث العالمي إن الكثير من الكنوز التاريخية في هذا البلد دمرت.
ومما درسناه إبان اقتحام جيشو العراق في الكويت، كانت الكويت قد حسبت لهذه المسألة ألف وألف حساب، حيث كام ثلثي محتويات متحف الكويت الوطني من الكزيفات، وقد حافظو على الأصول ضمن مخزون الجزيرة العربية تحت بهو جامعة الملك سعود بالرياض، ومن الطبيعي ان تلك كانت ضمن احتياطات إدارات الآثار من أجل تلاقي أقل الخسائر - مثل لو حصل حريق ،،، مثلا.
من المصاحف النادرة تعطي فكرة عن مراحل تطور المخطوطات ومدى تقدم المسلمين في فنون المخطوطات من حيث الزخارف المتنوعة نباتية وهندسية وتوريقية (الأرابيسك) وغيرها، والتذهيب بالذهب الخالص والخطوط العربية التي تسر الناظرين وأهمها الكوفي بأنواعه والثلث وتفرعاته، والنسخ، والنستعليق، والديواني، وغيرهم، وكذلك الصور والرسوم والخرائط والمنمنمات والتخطيطات وغيرها؛ ومن أروعها المخطوطات الخزائنية التي تدل على العناية الفائقة التي أولاها المسلمين للكتب والمخطوطات، بعض هذة المخطوطات كتب بخط المؤلف وبعضها الآخر أملاه المؤلف على خطاطين متخصصين في الخط والكتابة، مع عرض تاريخي للتسلسل الزمني الذي يعطي فكرة عن تطور المخطوطات المفرد والمجاميع بلغات مختلفة ومن أماكن مختلفة تغطي كافة بقاع العالم الإسلامي من الصين إلى الأندلس ، وبعضها باللغات المعروفة في هذا العالم الكبير كالتركية والفارسية والسريانية والحبشية ، وهي متعددة ومتنوعة من حيث الأشكال والإحجام وأنواع الجلود المستخدمة للكتابة. جامعة الملك سعود
باحثون: لغز مخطوطات البحر الميت التي تضم أقدم النصوص التوراتية قابل للحل بالتقنيات الحديثة
برلين - أكد علماء ألمان إمكانية حل لغز ما عرف بمخطوطات البحر الميت التي يقدر عمرها بنحو ألفي عام والتي تعرف أيضا بمخطوطات وادي قمران والحصول منها على المزيد من الأسرار بفضل التقنيات الحديثة مثل تقنية التحليل بأشعة اكس ومن خلال إسقاط الدراسات الخاصة بصفات المواد على هذه المخطوطات. جامعة الملك سعود
معرض «عبقرية الشرق» يكشف أهم الآثار الفنية الإسلامية في فرنسا
ليون - سيمون نصار : يعود الاهتمام الأوروبي بالحضارة العربية والإسلامية (المشرقية) إلى قرون كثيرة انقضت. تروى قصص كثيرة، حول هذا الاهتمام، والتصميم على فهم الأبعاد الحضارية الغنية، للحضارة العربية والإسلامية التي انتمت إلى منطقة من العالم لا تزال حتى هذا اليوم، عصية، ولو بقدر معين، على الاكتشاف. لكن هذا مثار عمل البحاثة والمؤرخين، الذين يذوبون أعمارهم في فهم ومن ثم شرح أشياء ومسائل ليست هي كل الحقيقة، كما أنها لا تهم سوى أقلية من الناس.
مع ذلك، فعلاقة الغرب بالحضارة العربية والإسلامية، كانت على الدوام علاقة ملتبسة، وزاد هذا الالتباس في الفترة التي تلت الحروب الصليبية، وهو الالتباس الذي حمل بعض الجامعات في الغرب على تخصيص أقسام متخصصة لدراسة هذه الحضارة الغامضة.
غير أن هذه العلاقة، تسببت من ضمن ما تسببت فيه، في خلق حالة من الشغف النخبوي، تجلت فعليا لدى جزء قليل من الطبقة الأرستقراطية، التي تحول جزء آخر منها بعد الثورة الصناعية إلى البرجوازية – الأرستقراطية التي لا تملك المال فقط، بل تملك المال والثقافة معا.
يذكر أن هذا الشغف كان قد وصل إلى ذروته في الفترة التي تلت الحملة الفرنسية على مصر، التي فتحت الباب، بسبب طموحات نابليون بونابرت، أمام اكتشاف بعض الجوانب المخفية من الشرق، وأهمها الفن والعمارة، وأصبح من الممكن، بسهولة اليوم، لأي باحث أو دارس أو هاوٍ، زيارة المتاحف الأوروبية، ليطلع، ولو بشكل سريع، على عظمة هذه الحضارة وما تركته، ولا تزال تتركه، للإنسانية المكبرة والمزنرة بحدود تجاوزت هذا الشرق.
غير أن الغرب، بكل ما يملكه من إمكانات، لم يكن في ذلك الزمن بقادر على الإحاطة بكنوز الشرق التي من نافلة القول أنها كثيرة وكثيرة جدا. لذلك، فربما وجدت الآثار الشرقية (العربية والإسلامية) بشكل خاص، وبفضل عقلية الفترة الكولونيالية، مكانا لها، بين مكانين، إما جشع الدول التي رأت في هذه الحضارة منافسا قويا مستقبلا، فسعت إلى غزوها لتحقيق أهداف كثيرة، كان من ضمنها الاستيلاء على أكبر قدر من الكنوز التراثية والحضارية التي تتسم بها هذه الحضارات، خاصة العربية والإسلامية. أما الجانب الآخر فتمثل في بعض الأثرياء الذين وجدوا في هذه الكنوز والتحف مادة لزيادة ثرواتهم من جهة، ولزيادة ارتباطهم بالثقافة من جهة أخرى.
في متحف الفنون الجميلة في مدينة ليون، يقام معرض يعتبر من المعارض الفريدة من نوعها على مستوى العالم؛ إذ يروي العلاقة الحقيقية بين المدينة (ثاني أكبر مدن فرنسا بعد باريس) والفنون العربية والإسلامية بدءا من القرن التاسع عشر.
والحق أن ثمة مدنا كثيرة في الغرب تحتوي على الكثير من الكنوز العربية والإسلامية، وهي مدن كان لها، فيما مضى، عز استعماري وتجاري وصناعي. لكن أن نكتشف أن مدينة ليون، وحدها، تملك أكثر بكثير من العاصمة الفرنسية، كنوزا وتحفا وآثارا عربية وإسلامية، فهذا كثير. ذلك أن المدينة عاشت منذ القرون الوسطى وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية طفرة مالية واقتصادية في مجالات مختلفة، كان أهمها على الإطلاق صناعة الحرير التي أنتجت طبقة من الملاك والاقتصاديين، كان للحرير دور مهم في أن يربطهم بالشرق، وأن يفتح لهم أبواب مدنه المغلقة على السحر الكامل للفنون، وعلى حضارات لم تزل حتى يومنا هذا مثار الإعجاب.
تقول الجهة المنظمة لهذا المعرض الاستثنائي، إن قصر الحمراء الذي بني في القرن الثالث عشر ميلادي، وانتهى العمل في بعض أجزائه في نهاية القرن الرابع عشر، كان له بالغ الأثر على جمع كبير من المتمولين والمصرفيين الذين يهوون جمع التحف القديمة لتزيين بيوتهم، وإضفاء بعض الجمال على جدرانها، والكثير من الغنى الثقافي فيها.
وعلى هذا، فإن بعض التحف المعروضة اليوم تعود ملكيتها لعدد كبير من رجال المال في ذلك الزمان، من الذين كانوا على معرفة بقيمة هذه القطع الفنية ماديا وثقافيا؛ إذ تعود بعض القطع، ومنها إناء نحاسي يرجع تاريخه للقرن العاشر الميلادي وصنع في تركيا، لألبير غوبيل أحد كبار التجار في المدينة، الذي قام بعرضه في مبنى البلدية في عام ، وبيع في مزاد علني، إلى جانب عدد كبير من القطع، منها سترة حريرية كانت للرسام الإسباني المستشرق ماريا فورتوني، الذي كان مهووسا بالشرق الإسلامي. وفي ذلك الزمن كان نصيب المتحف عددا كبيرا من هذه القطع، لا تزال إلى هذا اليوم محفوظة في أقبية المتحف، الذي ارتأت إدارته عرضها في هذا الوقت، أي بعد نحو قرن ونيف على امتلاكها.
وإلى جانب هذه القطع، يمتلئ المعرض بلوحات استشراقية لفورتوني نفسه، الذي يمثل أحد أهم فناني القرن التاسع عشر، الذين شغفهم الشرق، وتحديدا العمارة العربية الإسلامية. ومثلما شغف هذا الفنان شغف كثيرون غيره. فأهمية هذا المعرض تكمن في رؤية الأوروبيين للحضارة العربية والإسلامية، وليس فقط قيمة المعروضات من ناحية التاريخ أو الجماليات الفنية.
من نافلة القول أن الاهتمام الأوروبي بالفن العربي والإسلامي جاء صدفة؛ فالفترة الزمنية التي يشير المعرض إليها، تتناول في جانب خفي منها الفترة التي دخلت فيها فرنسا على الشرق من بوابتها المصرية الواسعة. فنهايات القرن الثامن عشر شهدت، من ضمن ما شهدته، الحملة الفرنسية على مصر التي قادها نابليون بونابرت، واستمرت لسنوات ثلاث، كانت كافية لنهب غالبية ما كان قد اكتشف من آثار فرعونية، لتمتلئ بها قاعات المتاحف الأوروبية، ولتصبح فيما بعد علما يدرس في الجامعات. لم يتم الاكتفاء بذلك، فقد اصطحب بونابرت معه رسامين محترفين لرسم كل الآثار الفرعونية التي يصعب نقلها أو إزاحتها من أمكنتها. في تلك الفترة، زاد الاهتمام كثيرا بالآثار العربية والإسلامية، ويعود تاريخ الحصول على معظم القطع إلى تلك الفترة تحديدا.
يمثل قسم الزخرفة الإسلامية على الأطباق والأواني وحتى السجاد، أحد أجمل وأهم أقسام هذا المعرض الفريد؛ إذ ينتمي هذا الفن ليس فقط إلى فن صناعة الزجاج والسيراميك فقط، بل إلى العمارة التي أثرت كثيرا في العمارة الفرنسية تحديدا، وغني عن القول أن جاذبية العاصمة الفرنسية تكمن في أبنيتها التي طبق فيها نمط العمارة التركية الإسلامية، وفي ليون نفسها (المدينة صاحبة المعرض) تعد الأبنية المشيدة وفق هذه الطريقة الأبنية الأكثر جاذبية والأغلى ثمنا.
أما القسم الآخر الذي يمثل فن المنمنمات الإسلامية، ومعظمه تركي – فارسي، فيمثل القيمة الأغنى للناحية الثقافية والفنية التي اتسمت بها الحضارة الإسلامية، وهو الفن الذي أثر أيما تأثير في مسار الفن التشكيلي الغربي، من خلال الدراسات التي أجراها ديلاكروا، وذلك المسار الاستثنائي الذي نحاه ماتيس وبول كلي في إدخالهما عناصر من الفن الإسلامي (المنمنمات) إلى الفن الأوروبي في القرن العشرين.
يمكن اعتبار هذا المعرض، من أكثر المعارض جاذبية في فرنسا، ليس لأنه يتناول الحضارة العربية والإسلامية فقط، بل لأنه مؤشر على أن العلاقة الثقافية بين فرنسا وهاتين الحضارتين المتداخلتين في بعضهما، ليست علاقة عابرة تسيجها المصالح السياسية، بل علاقة راسخة في الوجدان الجمعي للفرنسيين.
____________مع ذلك، فعلاقة الغرب بالحضارة العربية والإسلامية، كانت على الدوام علاقة ملتبسة، وزاد هذا الالتباس في الفترة التي تلت الحروب الصليبية، وهو الالتباس الذي حمل بعض الجامعات في الغرب على تخصيص أقسام متخصصة لدراسة هذه الحضارة الغامضة.
غير أن هذه العلاقة، تسببت من ضمن ما تسببت فيه، في خلق حالة من الشغف النخبوي، تجلت فعليا لدى جزء قليل من الطبقة الأرستقراطية، التي تحول جزء آخر منها بعد الثورة الصناعية إلى البرجوازية – الأرستقراطية التي لا تملك المال فقط، بل تملك المال والثقافة معا.
يذكر أن هذا الشغف كان قد وصل إلى ذروته في الفترة التي تلت الحملة الفرنسية على مصر، التي فتحت الباب، بسبب طموحات نابليون بونابرت، أمام اكتشاف بعض الجوانب المخفية من الشرق، وأهمها الفن والعمارة، وأصبح من الممكن، بسهولة اليوم، لأي باحث أو دارس أو هاوٍ، زيارة المتاحف الأوروبية، ليطلع، ولو بشكل سريع، على عظمة هذه الحضارة وما تركته، ولا تزال تتركه، للإنسانية المكبرة والمزنرة بحدود تجاوزت هذا الشرق.
غير أن الغرب، بكل ما يملكه من إمكانات، لم يكن في ذلك الزمن بقادر على الإحاطة بكنوز الشرق التي من نافلة القول أنها كثيرة وكثيرة جدا. لذلك، فربما وجدت الآثار الشرقية (العربية والإسلامية) بشكل خاص، وبفضل عقلية الفترة الكولونيالية، مكانا لها، بين مكانين، إما جشع الدول التي رأت في هذه الحضارة منافسا قويا مستقبلا، فسعت إلى غزوها لتحقيق أهداف كثيرة، كان من ضمنها الاستيلاء على أكبر قدر من الكنوز التراثية والحضارية التي تتسم بها هذه الحضارات، خاصة العربية والإسلامية. أما الجانب الآخر فتمثل في بعض الأثرياء الذين وجدوا في هذه الكنوز والتحف مادة لزيادة ثرواتهم من جهة، ولزيادة ارتباطهم بالثقافة من جهة أخرى.
في متحف الفنون الجميلة في مدينة ليون، يقام معرض يعتبر من المعارض الفريدة من نوعها على مستوى العالم؛ إذ يروي العلاقة الحقيقية بين المدينة (ثاني أكبر مدن فرنسا بعد باريس) والفنون العربية والإسلامية بدءا من القرن التاسع عشر.
والحق أن ثمة مدنا كثيرة في الغرب تحتوي على الكثير من الكنوز العربية والإسلامية، وهي مدن كان لها، فيما مضى، عز استعماري وتجاري وصناعي. لكن أن نكتشف أن مدينة ليون، وحدها، تملك أكثر بكثير من العاصمة الفرنسية، كنوزا وتحفا وآثارا عربية وإسلامية، فهذا كثير. ذلك أن المدينة عاشت منذ القرون الوسطى وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية طفرة مالية واقتصادية في مجالات مختلفة، كان أهمها على الإطلاق صناعة الحرير التي أنتجت طبقة من الملاك والاقتصاديين، كان للحرير دور مهم في أن يربطهم بالشرق، وأن يفتح لهم أبواب مدنه المغلقة على السحر الكامل للفنون، وعلى حضارات لم تزل حتى يومنا هذا مثار الإعجاب.
تقول الجهة المنظمة لهذا المعرض الاستثنائي، إن قصر الحمراء الذي بني في القرن الثالث عشر ميلادي، وانتهى العمل في بعض أجزائه في نهاية القرن الرابع عشر، كان له بالغ الأثر على جمع كبير من المتمولين والمصرفيين الذين يهوون جمع التحف القديمة لتزيين بيوتهم، وإضفاء بعض الجمال على جدرانها، والكثير من الغنى الثقافي فيها.
وعلى هذا، فإن بعض التحف المعروضة اليوم تعود ملكيتها لعدد كبير من رجال المال في ذلك الزمان، من الذين كانوا على معرفة بقيمة هذه القطع الفنية ماديا وثقافيا؛ إذ تعود بعض القطع، ومنها إناء نحاسي يرجع تاريخه للقرن العاشر الميلادي وصنع في تركيا، لألبير غوبيل أحد كبار التجار في المدينة، الذي قام بعرضه في مبنى البلدية في عام ، وبيع في مزاد علني، إلى جانب عدد كبير من القطع، منها سترة حريرية كانت للرسام الإسباني المستشرق ماريا فورتوني، الذي كان مهووسا بالشرق الإسلامي. وفي ذلك الزمن كان نصيب المتحف عددا كبيرا من هذه القطع، لا تزال إلى هذا اليوم محفوظة في أقبية المتحف، الذي ارتأت إدارته عرضها في هذا الوقت، أي بعد نحو قرن ونيف على امتلاكها.
وإلى جانب هذه القطع، يمتلئ المعرض بلوحات استشراقية لفورتوني نفسه، الذي يمثل أحد أهم فناني القرن التاسع عشر، الذين شغفهم الشرق، وتحديدا العمارة العربية الإسلامية. ومثلما شغف هذا الفنان شغف كثيرون غيره. فأهمية هذا المعرض تكمن في رؤية الأوروبيين للحضارة العربية والإسلامية، وليس فقط قيمة المعروضات من ناحية التاريخ أو الجماليات الفنية.
من نافلة القول أن الاهتمام الأوروبي بالفن العربي والإسلامي جاء صدفة؛ فالفترة الزمنية التي يشير المعرض إليها، تتناول في جانب خفي منها الفترة التي دخلت فيها فرنسا على الشرق من بوابتها المصرية الواسعة. فنهايات القرن الثامن عشر شهدت، من ضمن ما شهدته، الحملة الفرنسية على مصر التي قادها نابليون بونابرت، واستمرت لسنوات ثلاث، كانت كافية لنهب غالبية ما كان قد اكتشف من آثار فرعونية، لتمتلئ بها قاعات المتاحف الأوروبية، ولتصبح فيما بعد علما يدرس في الجامعات. لم يتم الاكتفاء بذلك، فقد اصطحب بونابرت معه رسامين محترفين لرسم كل الآثار الفرعونية التي يصعب نقلها أو إزاحتها من أمكنتها. في تلك الفترة، زاد الاهتمام كثيرا بالآثار العربية والإسلامية، ويعود تاريخ الحصول على معظم القطع إلى تلك الفترة تحديدا.
يمثل قسم الزخرفة الإسلامية على الأطباق والأواني وحتى السجاد، أحد أجمل وأهم أقسام هذا المعرض الفريد؛ إذ ينتمي هذا الفن ليس فقط إلى فن صناعة الزجاج والسيراميك فقط، بل إلى العمارة التي أثرت كثيرا في العمارة الفرنسية تحديدا، وغني عن القول أن جاذبية العاصمة الفرنسية تكمن في أبنيتها التي طبق فيها نمط العمارة التركية الإسلامية، وفي ليون نفسها (المدينة صاحبة المعرض) تعد الأبنية المشيدة وفق هذه الطريقة الأبنية الأكثر جاذبية والأغلى ثمنا.
أما القسم الآخر الذي يمثل فن المنمنمات الإسلامية، ومعظمه تركي – فارسي، فيمثل القيمة الأغنى للناحية الثقافية والفنية التي اتسمت بها الحضارة الإسلامية، وهو الفن الذي أثر أيما تأثير في مسار الفن التشكيلي الغربي، من خلال الدراسات التي أجراها ديلاكروا، وذلك المسار الاستثنائي الذي نحاه ماتيس وبول كلي في إدخالهما عناصر من الفن الإسلامي (المنمنمات) إلى الفن الأوروبي في القرن العشرين.
يمكن اعتبار هذا المعرض، من أكثر المعارض جاذبية في فرنسا، ليس لأنه يتناول الحضارة العربية والإسلامية فقط، بل لأنه مؤشر على أن العلاقة الثقافية بين فرنسا وهاتين الحضارتين المتداخلتين في بعضهما، ليست علاقة عابرة تسيجها المصالح السياسية، بل علاقة راسخة في الوجدان الجمعي للفرنسيين.
خبراء: الآثار السورية في خطر
عرفت سوريا الحضارة منذ آلاف السنين، لذلك تعتبر آثارها شاهدا على تطور البشرية. ويخشى الخبراء أن يحل بها ما حل في العراق حين نهبت من متاحفه آلاف القطع الأثرية، لذلك يدقون ناقوس الخطر ويطالبون اليونسكو بحماية آثار سورية.
طالب معارضون سوريون في الشهر الماضي منظمة اليونسكو بحماية الآثار التي قالوا إن قوات النظام السوري تستهدفها. وكان بيان لتيار التغيير الوطني السوري المعارض قد أشار في بيان له إلى أن "نظام الأسد الوحشي الذي يدمر الحياة الإنسانية، يدمر معها أيضا التراث الإنساني، من خلال قصفه لمساجد وكنائس وقلاع وخرائب وحتى منازل تاريخية، هي جزء لا يتجزأ من تراث حضاري يمتد عمره أكثر من ستة آلاف سنة".
كما حذر خبراء الآثار من مخاطر التدمير والنهب المحدقة بالكنوز الأثرية في سوريا، بما فيها آثار مدينة تدمر والآثار اليونانية والرومانية. وأكثر الآثار تعرضا للخطر، هي تلك الواقعة في مناطق ساخنة خرجت من سيطرة القوات النظامية ونشطت فيها حركة سرقة القطع الأثرية من المتاحف ومواقع الحفريات. وفي حديث مع وكالة فرانس برس تقول مديرة المتاحف في سوريا هبة السخل "في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب".
وتضيف "في أفاميا، لدينا مقطع مصور يظهر لصوصا ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب.. وفي تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي". وتقول إنه على الرغم من أن سرقة الآثار أمر موجود في سوريا منذ سنوات، إلا أن وتيرتها ارتفعت بسبب الاضطرابات التي حرمت بعض المواقع التاريخية من الحماية اللازمة.
والجيش يقصف أيضا
تمثالان لملكين من سوريا يعودان إلى النصف الأول للألفية الثانية قبل الميلاد
من جهة أخرى، يقول الناشطون المعارضون مستندين إلى مقاطع فيديو مصورة، إن الجيش السوري قصف عدة مواقع أثرية من بينها قلعة المضيق في ريف حماة ودمر مسجد السرجاوي الأثري في حماة، خلال عملياته لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقد كان متحف مدينة حماة في وسط البلاد فريسة للصوص الآثار، بما في ذلك الأسلحة القديمة المعروضة فيه وتمثال يعود إلى العصر الآرامي.
وتقول هبة السخل "أعتقد أن الذين ينهبون الآثار هم من السكان المحليين أنفسهم، يفعلون ذلك بدافع التكسب ولا يدركون أهمية هذه الآثار التي يعثرون عليها". وإلى شمال غرب مدينة حماة، أصيبت قلعة شيزر المطلة على نهر العاصي بأضرار، وسرق تمثال روماني من الرخام من متحف أفاميا، وعمل لصوص الآثار على التنقيب والحفر وسرقة الآثار في مواقع عدة في البلاد.
كما تعرضت للنهب مدينة ايبلا الأثرية الواقعة في محافظة إدلب، التي تركزت فيها العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها في الأسابيع الماضية. وتقول هبة السخل إن مسلحين احتلوا قلعة الحصن، التي بناها الصليبيون والتي كانت من أهم الوجهات السياحية في سوريا قبل الأزمة، وأخرجوا الحراس منها.
ويقول مدير الحفريات الأثرية في سوريا ميشال مقدسي إن أكثر المواقع عرضة للخطر هي المناطق الواقعة إلى شمال الهضبة الكلسية والتي تضم مئات الأديرة والكنائس القديمة، شمال غرب البلاد. ويقول "برأيي هذه المنطقة هي الأكثر عرضة للخطر الآن، لأنها ليست تحت الإشراف المباشر لدائرة الآثار".
تدمير المواقع الأثرية "جريمة"
قوس النصر والقلعة في مدينة تدمر التاريخية
وحضت منظمة اليونسكو الشهر الماضي الدول الأعضاء والهيئات الدولية إلى حماية التراث الثقافي الغني في سوريا وضمان عدم تعرضه للسرقة والتهريب من البلاد. وقالت اليونسكو في بيان "إن الإضرار بتراث بلد هو إضرار بروح الشعب وهويته".
وكان معارضون سوريون طالبوا منظمة اليونسكو بـ "التحرك الفوري" من أجل وقف "تدمير المعالم الأثرية" في سوريا، متهمين النظام السوري بأنه "يستهدفها" أثناء عملياته العسكرية، ومطالبين بإضافة عمليات التدمير هذه إلى قائمة "جرائم النظام". وكانت اليونسكو أدرجت ستة مواقع على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق
القديمة وحلب القديمة وقلعة المضيق وقلعة الحصن ومدينة بصرى القديمة ومدينة تدمر والقرى الأثرية شمال سوريا. ويرى رئيس قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت مارك غريشماير أن الآثار السورية تكتسب أهمية استثنائية من حيث أنها شاهدة على التطور البشري. ويقول "الأمر الرائع في سوريا هو أنها تشهد على نشوء القرى الأولى في التاريخ".
عن سي إن إن CNN : لطالما عرفت سوريا بأنها موطن لبعض أعظم معالم الحضارة والثقافة في العالم، حيث تضم الكثير من الآثار القديمة، ولكن الآن، وبعد 19 شهراً من القتال، يقول صندوق التراث العالمي إن الكثير من الكنوز التاريخية في هذا البلد دمرت.