• ◘ الدولية

  • الأهواز في إيران.. لازالت القضية منسيّة ،،

    الجديدة : لازالت قضية الشعب العربي في الأهواز تعاني من الإهمال والتجاهل سواء من المجتمع الدولي أو من قبل الدول العربية التي من المفترض أن تقف إلى هذه الشعب وقضيته العادلة في مواجهة الاحتلال الإيراني الذي طال..



    لكن مع بروز المطالبات الشعبية في العالم العربي والثورة على أنظمة الحكم الديكتاتورية برزت القضية إلى مقدمة الاهتمام مع حلول “الربيع العربي..

    ونحن في الجديدة نلقي الضوء مجددا على هذا الملف.. لكن ننبه إلى ضرورة أن تحذر القوى الأحوازية من تكرار التجارب السابقة المحبطة عند إجراء أية تحالفات، بالتأكيد على هويتها العربية دون الاصطفاف مع طرف ضد طرف آخر..

    “الجديدة”
    يتطرق هذا الملف إلى مسألة الأهواز، والجذور التاريخية للقضية الأهوازية وخارطتها الراهنة وأحزابها المعبرة عنها، في ظل الإهمال الدولي والعربي لهذه القضية المستمرة قبل تسعة عقود هذا الإقليم الواقع جنوب غرب إيران، على رأس الخليج العربي بمحاذاة العراق وتقطنه أغلبية عربية قوامها ‏5‏ ملايين نسمة.

    وكانت الدولة الصفوية قد أطلقت على الإقليم قبل ‏5 ‏قرون اسم عربستان غير أن السلطات غيرت الاسم إلى خوزستان‏، ‏كما غيرت الأسماء العربية لمدن الإقليم إلى أخرى فارسية منذ عام ‏1936 ‏في عهد الشاه رضا بهلوي الذي خلع حاكمه الشيخ خزعل الكعبي وفرض السيطرة الإيرانية على الإقليم منذ عام 1925‏. ‏

    ويضم الأهواز نحو ‏85‏% من البترول والغاز الإيراني‏، و 35 بالمائة من المياه في إيران ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، وتعود أصول عرب الأهواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد.

    كما تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط كما تجري هناك ‏3‏ أنهار كبيرة هي كارون والكرخة والجراحي وتتهم المعارضة العربية الأحوازية حكومة طهران بحرمان السكان العرب من هذه الخيرات الطبيعية، مما يجعل البعض يصف الشعب الأحوازي بأنه أفقر شعب يسكن أغنى الأرض خصوبة وخيرا‏.

    ورغم نضال امتد لأكثر من تسعة عقود لازالت الحكومات الإيرانية تمارس أعتى ألوان القمع لهذا الشعب بمختلف تنوعاته، من تجفيف الروافد وغلق المراكز الثقافية وعدم تدريس اللغة العربية، حتى الإعدام للنشطاء كما حدث العام 2008 وفي 18 يونيو هذا العام 2012 حيث تم إعدام ثلاثة نشطاء من العرب الأهوازيين- من بين خمسة محكومة عليهم بالإعدام رغم المناشدات الدولية الرافضة لذلك من قبل حكومة طهران!

    الجذور التاريخية
    يمر الشعب العربي في الأهواز – أو عربستان – بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، نتيجة وقوعه تحت اضطهاد قومي حاد قل نظيره، منذ أن حلت به النكبة الكبرى نيسان/ أبريل عام 1925، والمتمثلة في انهيار الحكم العربي في البلاد، وابتلاء الوطن بحكم إيراني عنصري مستبد بقيادة رضا خان البهلوي الذي التقت نزعاته الشوفينية وطموحاته الاستعلائية الجامحة مع مآرب الدول الاستعمارية الغربية ومصالحها في المنطقة، بعد قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، في نقطة استراتيجية بالغة الأهمية والخصوصية، وهي إقامة دولة إيرانية قوية تشكل سدا منيعا أمام التغلغل الشيوعي إلى المياه الدافئة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.



    وكان ذلك بداية مرحلة مأساوية لم تكتف إيران البهلوي خلالها بضم الأهواز إلى سيادتها قسرا، وبمعزل عن إرادة جماهيرنا، فحسب، بل بذلت كل ما بوسعها لانتزاع هويته القومية وإلغاء خصوصياته الثقافية وصهر عروبته في بوتقة قومية فارسية مشبعة بتعصب بغيض ضد كل ما هو عربي، وتحويل أبنائه إلى مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، معتمدة على أساليب الترغيب تارة، والترهيب والتهديد، واستخدام سلاح القهر والبطش تارة أخرى.

    وهكذا فقد تبخرت آنذاك آمال وطموحاته المشروعة في تقرير مصيره بنفسه، بل فُرضت عليه مواجهة غير متكافئة وصراع مرير من أجل الحفاظ على الوجود. وكان من أبرز سمات هذا الصراع تعمد الحكم البهلوي طمس معالم العروبة في الأهواز، من استبدال الأسماء العربية التاريخية للمدن والقرى والشوارع بأسماء فارسية مختلقة، إلى منع التحدث باللغة العربية في المدارس والدوائر الحكومية، بل تجاوز ذلك كله إلى التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي العربية وزرعها بمستوطنات فارسية، على غرار المستوطنات الاستعمارية المعروفة عبر التاريخ.

    وكانت الحصيلة النهائية لتلك السياسات العنصرية والممارسات التعسفية تخلفا وتأخرا شديدا في الوطن الأهوازي على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، على الرغم مما تحتويه أرضنا من مصادر طبيعية، وثروة نفطية هائلة تشكل نحو تسعين في المائة من صادرات إيران البترولية!، وبروز أزمة هوية لدى قطاعات كبيرة من شعبنا ظلت تضغط بآثارها السلبية على أوضاعنا الداخلية حتى يومنا هذا.

    وفي غياب أي اعتراف أو دعم دولي أو عربي حقيقي للقضية الاهوازية العادلة، فقد وجد الشعب الاهوازي نفسه مضطرا لخوض نضاله المرير بأبسط الوسائل المتاحة، خاصة وأنه كان خلال تلك المرحلة الحالكة من تاريخنا يفتقد إلى تنظيمات سياسية ذات تأثير بالغ على مجرى الأحداث. وإلى ذلك فقد أخفقت جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن، في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، على رغم كل ما قدمته من تضحيات جسام.

    وللأسباب ذاتها لم تتمكن التنظيمات السياسة الأهوازية المناضلة التي أنشئت منذ خمسينيات القرن الماضي من تغيير الواقع السياسي المأساوي في الوطن، أو جعل القضية رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران أو المنطقة، برغم أنها لم تتوان في سبيل أهدافها الوطنية عن تقديم قوافل من الشهداء والسجناء.

    ولكن مع ذلك فإنها قد ساهمت بدور أساسي في كسر حاجز الخوف، ورفع مستوى الوعي السياسي والقومي لدى الجماهير، كما أنها نجحت رغم كل ما كانت تواجهه من ظروف وأوضاع سياسية وأمنية قاسية، في تحقيق أحد أهم أهدافها المرحلية، إلا وهو إبقاء شعلة النضال الوطني متوهجة، وتسليم راية الكفاح الوطني إلى الأجيال الصاعدة من المناضلين.

    أما بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 فإن سياسات حكام طهران تجاه شعبنا العربي لم تتغير في جوهرها ومراميها، على الرغم من مساهمة شعبنا الفاعلة في تفجير تلك الثورة وانتصارها، وبرغم كل ما كان يرفعه قادة الثورة ورموزها من شعارات إسلامية ثورية حول الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتمييز، والدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين، والقضايا العادلة في العالم.

    فما إن رفع الشعب الأهوازي صوته مطالبا ببعض من أبسط حقوقه الطبيعية المعترف بها إسلاميا ودوليا، والتي طالما عمد نظام الشاه البائد إلى سحقها، حتى سقط القناع المصطنع من الدين والأخوة الإسلامية عن وجوه الحكام الجدد، حيث أنكروا أيا من تلك الحقوق والمطالب العادلة، وأسرعوا باستخدام سلاح التهديد والقمع، والذي بلغ ذروته خلال المجزرة البشعة التي أرتكبها نظام الخميني في مدينة المحمرة، في يونيو/ حزيران عام 1979، والتي شكلت بداية مرحلة جديدة من نضال مرير فرض على الشعب الاهوازي الذي أبدى كعادته صمودا ومقاومة وبطولة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، و لم يتقاعس عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل أهدافه الوطنية ومطالبه العادلة.

    وهكذا لم تفشل الثورة الإيرانية في ردم الهوة الواسعة التي تفصل الشعب الأهوازي عن الدولة الإيرانية فحسب، بل قضت على جميع الفرص لبناء جسور بين الجانبين، مما دفع الأمور نحو مقاطعة تامة بين الجماهير الأهوازية ونظام ولاية الفقيه، خصوصا بعد أن شروع النظام في تنفيذ ما يسمى بمشروع قصب السكر الذي جرى استخدامه كغطاء لاغتصاب أراض عربية شاسعة، ضمن مخطط توسعي بالغ الخطورة والطموح يقضي بإقامة مستوطنات فارسية على أراض انتزعت من أصحابها العرب كتلك التي أنشأها نظام الشاه السابق بالقرب من مدينة الحويزة، وأطلق عليها اسم (يزد نو).

    وفي السياق ذاته فلا بد من الإشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية التي استطاع راكبو موجة الثورة من خلالها طرد منافسيهم من دائرة الحكم، والاستئثار بالنفوذ والسلطة في البلاد. فعلى الساحة الأهوازية استخدم النظام الإيراني الحرب وما رافقها من ظروف وأوضاع استثنائية لفرض أجواء بوليسية، وتصعيد العمليات التعسفية ضد حركات المقاومة في الوطن. كما استغل ويلات الحرب ونتائجها المدمرة لتنفيذ عمليات تهجير جماعي للعرب خارج الوطن، ومصادرة المزيد من الأراضي العربية، غير أن كل ذلك لم يزد شعبنا إلا إصرارا على مواصلة التحدي والصمود، خاصة وأن تبعات الحرب قد ساهمت بدور كبير في تنوير المجتمع الأهوازي سياسيا وقوميا، ومما عزز هذا التوجه الجماهيري الطفرة النوعية التي حققها الشباب العربي الأهوازي في مجال التعليم العالي خلال السنوات العشر التي تلت نهاية الحرب المذكورة.

    أما بخصوص الحصيلة النهائية للحرب، وتبعاتها، فكان من الطبيعي أن يؤدي اضطرار نظام ولاية الفقيه لإنهائها، وفشله الذريع في تحقيق مشروعه التوسعي البالغ الطموح والمتمثل في ما يسمى بـ (تصدير الثورة إلى الخارج)، إلى فتح الباب أمام تنامي تطلعات شعبنا إلى تغيير واقعه المأساوي، خاصة بعد التطورات العاصفة التي جدت على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانتهاء الحرب الباردة الذي أدى إلى تغيير جذري في الخارطة السياسية للعالم.

    ومما ساعد هذه النهضة على تعاظم بأسها واتساع دائرة نفوذها، الظروف الموضوعية التي جاءت بها تطورات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية طرأت على الساحة الإيرانية بصفة عامة، والساحة الأهوازية بوجه خاص، خلال السنوات القليلة الماضية، وأهمها إيرانيا تفاقم الصراع على السلطة في طهران، وفشل نظام ولاية الفقيه في تحقيق معظم شعاراته ومشاريعه الطموحة، واستفحال الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية، وارتخاء هيمنة الدولة وتراجع المناعة الأمنية للنظام وتصاعد المد القومي لدى الشعوب غير الفارسية.

    أهوازيا تدنى مستوى الخدمات إلى حد مريع في الإقليم، وتفشى الفقر وارتفاع معدل البطالة إلى أرقام قياسية، وانتشار ظاهرة إدمان المخدرات وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو فظيع للغاية، وقيام نظام الملالي بوضع مخطط قصب السكر الاستيطاني موضع التنفيذ في المنطقة، وتحول المثقف العربي الملتزم إلى قوة فاعلة في المجتمع، من خلال ما يقوم به من دور مهم ومؤثر في تعميق الوعي الجماهيري حول الثقافة العربية، وتاريخ الأهواز العريق، وتفعيل الدور السياسي والاجتماعي للمجتمع الأهوازي.

    وإلى ذلك، فقد تحولت هذه اليقظة القومية وما جسدته من قيم وآراء ومواقف سياسية واجتماعية إلى مرجعية مشتركة للشعب باتت تمهد الطريق نحو تصعيد النضال الوطني، وتطويره إلى مستوى يتصف بالقوة والتماسك والنضوج.

    ولابد من الاستدراك هنا بأن المعطيات الإيجابية والمتغيرات الجذرية هذه برغم كل ما تحمله من أهمية بالغة، لا تشكل بالضرورة ضمانا لتحقيق مطالب شعبنا العادلة، وتطلعاته المشروعة إلى غد أفضل، طالما ظلت حركتنا الوطنية تفتقد للأدوات الضرورية لتحقيق أهدافه المنشودة، وأهمها تنظيمات سياسية بالغة التأثير في مجرى الأحداث على الساحة الداخلية، والتي سبب غيابها فراغا سياسيا هائلا ظلت القضية الأهوازية تعاني من تبعاتها على جميع الأصعدة طوال العقود الثمانية الماضية .

    الشيخ خزعل والشاه
    كانت الإطاحة بشيخ خزعل الكعبي آخر حاكم عربي للأهواز، بداية للسيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية، على شعبنا العربي في عربستان، حيث فرضت قوات رضا شاه سيطرتها، عندما أفاق أنصار الشيخ خزعل وحاشيته من صدمتهم، ووجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها، بدون زعيم والسلطات العسكرية الإيرانية تستبيح حرماتهم، وتعتدي على أعراضهم، تجمعوا في تموز من عام 1925، وثاروا ضد التواجد البهلوي في عربستان، وقد عرفت هذه الانتفاضة بانتفاضة الغلمان، نسبة إلى غلمان الشيخ وحراسه وحاشيته و المقربين منه، وخلالها هاجم المنتفضون حاميات الجيش الإيراني، واستمرت هذه الانتفاضة عدة أيام، و حظيت بدعم الفئات الشعبية، وهذا ما أكده الحاج صالح الساجت المعاصر للشيخ خزعل، في مذكراته اليومية عن هذه الانتفاضة، إلا أن انتفاضتهم باءت بالفشل، وقمعت من قبل القوات الغازية بقسوة، وأعقبتها وفي عام 1928انتفاضة أخرى، قادها الشيخ محيي الزيبق الشريفي، رئيس قبائل الشرفاء في منطقة الحويز إحدى المناطق الاهوازية، وقد جاءت هذه الانتفاضة، بعد ضغوط الحكومة الإيرانية المتزايد ، من أجل نزع سلاح المواطنين العرب، وقد سيطرة المنتفضون في حينها على مدينة الحويزة، وبعض القرى المحيطة بها ، كزين العابدين، ومنطقة الشرفة، والرفيع ، لمدة تزيد على ستة شهور، وقد لجأت السلطات البهلوية، إلى استخدام الطائرات، في إخماد هذه الانتفاضة، وفي نفس العام وقعت انتفاضة بني طرف، وأثناءها قام الجيش البهلوي، باستخدام كافة أسلحته لإخماد انتفاضتهم، ولم يكتف بذلك، بل قام بأبعاد قسم من وجهاءهم وزعمائهم، يرافقهم الأطفال والنساء والشيوخ وساقهم مشيا على الأقدام بالضد من رغبتهم إلى طهران، ومن ثم أسكنهم في المناطق الشمالية من إيران، وخاصة في محافظة مازندران، مطبقين خطة القومي الفارسي المتطرف الدكتور افشار التي يقول: “إن الخطر الذي يمكن أن يحدق بإيران، هو ذا ما تأججت القومية العربية في خوزستان هو عن طريق الحدود العراقية” كما اقترح افشار على حكومته، خططا منها إلغاء وتقليص اللغة العربية كلغة متكلم بها في عربستان، إعادة تنظيم المحافظات بحيث يمكن إخفاء المعالم العربية في عربستان، ونقل بعض القبائل العربية إلى مناطق أخرى من إيران، وبذلك تحققت تنبأت الشيخ خزعل عندما خاطب رؤساء العشائر والقبائل وهو يحثهم للتصدي لمخططات رضا شاه قائلا :



    إن نيات هذا الرجل الشريرة بعد الاستيلاء على المنطقة، هو مصادرة أراضيها وأملاكها الزراعية، وتغيير نسيجها السكاني والثقافي وإذا لم نواجه هذا الهجوم ، ونتصدى له ستذهب جميع آمالنا إدراج الرياح.

    وفي عام 1930 انتفضت قبيلة كعب الدبيس بزعامة حيدر الطليل، ولم تفلح انتفاضتهم، فأعدم بعض رموز هذه الانتفاضة وهم حيدر الطليل، ومهدي بن علي، وداوود بن حمود، وكوكز بن حمد، وبريج الخزرجي .

    ولم تتوقف نضالات الشعب الأهوازي عند هذا الحد، بل استمرت دون توقف وسكينة وفي عام 1932 حدثت انتفاضة الغجرية، وقد التفت بعض الزعامات العشائرية حول الشيخ كاسب بن الشيخ خزعل، وتمكنوا من دخول مدينة الاهواز، إلا أن تخاذل البعض، والتفوق العسكري الإيراني أفشل هذه الانتفاضة، وقد عرفت هذه الانتفاضة بانتفاضة الغجرية، نسبة إلى مدينة الغجرية التي تقع في الجنوب من الأهواز. وأعقبت هذه الانتفاضة، تمرد واسع النطاق قامت به عشائر الأنصار بقيادة الشيخ مذخور وذلك عام 1946 وقد استخدم الجيش الإيراني الدبابات لإخماد هذا التمرد .

    مع اكتشاف البترول في عربستان، توجه البريطانيون لبناء مصافاة للبترول في منطقة عبادان وذلك عام 1908 ومقارنة مع ذلك تكونت النواة الأولى للطبقة العاملة بالإضافة إلى جمهرة من الموظفين والمستخدمين العرب وبلغ عددهم في عام 1920 ما يقارب الـ 20000 عامل، كما نشطت حركة التبادل التجاري وفي عام 1912 ظهرت أول مطالبة من قبل العاملين في الحقول والمنشآت البترولية لتشكيل تنظيم نقابي لهم من أجل تحسين أوضاعهم المادية، وظروفهم المعيشية وتحديد ساعات العمل، وزيادة الأجور وتحسين، أوضاع السكن وعندما اضرب العاملين توجه القنصل البريطاني من مدينة بوشهر ببارجة حربية، على رأس ثلة من الجنود الهنود إلى مدينة عبادان للقضاء على الإضراب.

    في عام 1946 دعي الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل إلى تشكيل لجنة الدفاع عن عربستان، وكان من بين أهدافها، جذب اهتمام الرأي العام والمحافل الدولية إلى قضية عربستان، كما تشكل في نفس العام حزب عربي أطلق على نفسه اسم حزب السعادة، نشاطا بين أوساط المثقفين والعمال والكسبة والتجار، وبين أوساط العشائر داعيا إلى قيام حكم ذاتي في الأهواز، والمحافظة على الهوية العربية للشعب الأهوازي.

    وحسب بعض المراقبين شكل حزب السعادة الأهوازي له فروعا، في أهم المناطق العربية، من ضمنها منطقة دشت ميشان ذات الكثافة السكانية العربية، وفي تقرير رفعه مدير الشرطة العام إلى وزارة الداخلية، مؤرخ في 29 حزيران/ يونيو 1946 وزارة الداخلية برقم 1|3495|5234 أن عددا من مشايخ بني طرف وزعمائهم ذهبوا إلى مدينة المحمرة (خرمشهر) بغية تشكيل حزب للعشائر في مدينة الخفاجية (سوسنكرد)، وقد رجعوا وهم الآن ينون تشكيل حزب السعادة العشائري (حزب عشائري سعادت ).

    ورغم هذه المساعي الكبيرة إلا أن الحزب، لم يحقق النجاح في مسعاه، ومقارنة مع ذلك في تموز من عام 1946ظهر( اتحاد المزارعين العرب) الذي فير اسمه فيما بعد إلى (الاتحاد العربي)، وهو ما يواجه الباحث في القضية الأهوازية مشكلة كبيرة في الحصول على تفاصيل برامجها ورؤاها.

    يمكن القول إن السبب الرئيسي وراء إخفاق هذه الانتفاضات، (باستثناء لجنة العمل النقابي وحزب السعادة) هو محدوديتها وطابعها العفوي والعشائري، وفقدانها للعمل السياسي المنظم.

    إن هذه الانتفاضات الأهوازية – رغم اخفافاتها – إلا أنها مثلت الرفض الكامل لسلطة دولة الشاه البهلوي، وتفسر لنا التناقض الأساسي بين السلطة المركزية الوافدة، وبين أهل الوطن الأصليين في الأهواز.

    ومثلت جسد المقاومة ضد السياسات الجديدة لإيران الشاه، من قبيل مصادرة الأراضي الزراعية هي ملك للدولة، وهذا يعني تجريد المواطنين العرب رعية وشيوخا، من أراضيهم، كما قامت بتشكيل جهاز سياسي وإداري و تعليمي جديد، لا يعبر عن مصالح الجماهير الشعبية العربية، و يتعارض تراث وثقافة المواطنين العرب في الأهواز، من قبيل الإجراءات التالية:


    1ـ حرمان المواطنين من ارتداء زيهم الوطني.
    2ـ إجبارهم على ارتداء الزى الأوروبي، والذي يطلق عليه محليا الزى البهلوي.
    3ـ منعهم من التعليم بلغتهم القومية، من خلال فرض التدريس باللغة الفارسية.
    4ـ فرض التجنيس، والتجنيد الإجباري، وإبعادهم عن إشغال المناصب الرفيعة،في جهاز الدولة.
    5ـ القبضة البوليسية والأمنية على الشعب الأهوازي ومنعه من المشاركة في حكم بلاده.


    إذا أردنا البحث في مسببات انتفاضات الشعب العربي لا نرى أسبابا أكثر مصداقية من هذه الأسباب، لذلك كانت فترة حكم رضا شاه والتي استمرت عشرين 1921-1941 من أحلك الفترات ظلمة في تاريخ شعبنا المعاصر.

    ولا يفوتنا القول أن انتفاضات شعبنا ليست هي الوحيدة التي لم تتمكن من تحقيق أهدافها وإنما هذا المصير كان نصيب بالانتفاضات والثورات التي حدثت في عموم إيران بدءا من ثورة غيلان بقيادة كوجك خان، التي استمرت من عام 1915 إلى عام 1921 وانتهاء بإعلان جمهورية أذربيجان عام1944 بقيادة السيد جعفر بيشهوري، وجمهورية مهاباد عام 1946 بقياد قاضي محمد.

    لقد فشلت هذه الثورات لأسباب عدة، منها فقدان النضوج السياسي وخاصة لدى الفلاحين الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان، وانحصار هذه الثورات في مكان واحد، وغياب الطبقة العاملة ، وفقدان الدعم الخارجي.

    وعندما خلع رضا شاه وطرد من البلاد، وتولى ابنه محمد رضا شاه السلطة من بعده، تحركت الجماهير الشعبية العربية، لتنتقم لكرامتها وحرياتها، التي صادرتهما الحكومة البهلوية، فلا غرابة أن نرى أن الغالبية العظمى من الانتفاضات العربية ، قد وقعت في السنوات الأولى، التي أعقبت تسلم محمد رضا السلطة ولكن ووجهت بقمع شديد أمام بطش الدولة القومية الفارسية التي مكنت لسياسات التمييز والقمع ضد الأقليات فيها، حتى يجوز تشبيهها بالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، في اعتمادها على الأسطورة وتزوير التاريخ والتغني بأمجاد شاهات إيران القدماء، وتمجيد العرق الآري، رغم ما شهده عهده من تحول إيران من التبعية لبريطانيا إلى التبعية للولايات المتحدة التي كانت تعول عليه كثيرا سواء كحليف استراتيجي أو كبلد غني بثرواته لاسيما النفطية منها، تستطيع الولايات من خلال تسليحه أن تجعل منه سدا منيعا لصد رياح الاشتراكية السوفيتية نحو المياه الدافئة.

    أول تنظيم سياسي أهوازي
    بعد عودة الشاه من منفاه والهجمة الشرسة التي تعرضت لها القوى الوطنية والديمقراطية في إيران عموما، وفي الأهواز خاصة اختفت وتراخت التنظيمات والأحزاب التي كانت تعمل في الأربعينات وحتى أوائل الخمسينات، ونشأ عن ذلك ما يمكن تسميته بالفراغ السياسي، فأخذت نخبة من المخلصون من أبناء شعبنا العربي، والذين كانوا يحتلون مواقع متميزة في عملهم، وفي الوسط الاجتماعي، وسبق وأن عايشوا الأحداث السياسية، بالتفكير الجدي لتأسيس تنظيم سياسي، ذي أهداف وتوجهات سياسية، وأسفرت جهودهم في عام 1958 عن تشكيل تنظيم سياسي، أطلقوا عليه اسم “اللجنة القومية العليا” للدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الأهوازي، وهو ما وجد حماسا واستحسانا كبيرا من أبناء الشعب العربي في الأهواز.

    ولكن كان لاتساع هذا اللجان مشكلة أخرى، حيث تضخمت قواعده مما جعل القيادة غير قادرة على توجيهه، الأمر الذي سهل عملية انضمام العناصر الانتهازية إلى مكانات عليا في هيكله التنظيمي، واكتشافه من قبل السافاك، فألقي القبض على قادته وعناصره البارزين، ليعدم بعضهم ويحبس بعض آخر بينما يلوذ بعض ثالث بالهروب خارج البلاد.

    ومن أبرز أسماء رعيله الأول محي الدين حميدان آل ناصر وعيسى المذخور، ودهراب اشميل، الذين أعدموا يوم الأحد الموافق 11/6/1963، بينما حكم على كل من سيد كاظم السيد موسى وعبد الزهرا السلامي بالأعمال الشاقة والسجن المؤبد، وأما جليل المالكي، الحاج جبار البوغبيش، والسيد حيدر السيد طالب وسيد نور بن سيد طالب حكموا خمسة عشر عاما وأما سيد هادي الموسوي وراضي الحمداني ورضا محمدي وعلي الرملى وعبود حرداني فقد صدر بحق كل منهما ثلاث سنوات سجن.

    وأما الباقون فقد أطلق سراحهم، لعدم ثبوت الأدلة ضدهم، وكان من بين اللذين اعتقلوا هناك عناصر تسلقت التنظيم ووصلت إلى درجات متقدمة فيه ولكنها كانت تعمل لصالح السافاك وشهود زور في المحاكم الصورية الإيرانية أثناء محاكمة تنظيم اللجنة، وقد ثبتت إدانتهم من قبل الله والشعب (لمزيد من المعلومات يمكن مراجعة “تاريخ خوزستان ازدوره افشاريه تادوره معاصر” تأليف الأستاذ موسى سيادت ص 885 ج2.

    ربما كانت واحدة من أهم أخطاء اللجنة أول تنظيم سياسي للعرب الأهواز هو التركيز على أسلوب واحد للنضال، وهو الانتفاضة الشعبية المسلحة، ولم تركز على أساليب النضال الأخرى، خاصة الأساليب السياسية والمطلبية كالإضرابات والمظاهرات، ولم تولي الجانب الأيدولوجي والتثقيفي أهمية، ولم تحاول إيجاد تحالفات مع القوى الديمقراطية والتقدمية الإيرانية الأخرى، رغم عظيم دورها في استعادة الروح الوطنية والقومية الأهوازية في نفوس الشعب الأهوازي.

    وبالقضاء على اللجنة القومية العليا لم يسد الصمت والهدوء السياسي، منطقة الأهواز العربية وحسب، وإنما ساد عموم إيران وأجهزت السلطات الأمنية على كل بادرة أمل لدى الشعب، وامتلأت السجون بالمناضلين، وأصبح التعبير عن الرأي، في ظل نظام الشاه شبه مستحيل أو ضربا من الخيال.

    من هنا لم يكن أمام التيارات الجديدة من الأجيال السياسية الإيرانية من وسيلة غير الكفاح المسلح، وأخذت تخطط لاستخدام السلاح، ولعل أبرز تعبيراته اللاحقة ظهور منظمتي “فدائي الشعب الإيراني” ومنظمة مجاهدي خلق الإيراني” اللتين انتهجتا أسلوب الكفاح المسلح، لإسقاط النظام الشاهنشاهي ولكنهما ليسا موضوع حديثنا هنا.

    أهوازيا ظهرت تنظيمات أخرى بعد اللجنة القومية العليا كان من أهمها في فترة الستينات جبهة تحرير عربستان، وجبهة التحرير الأهوازية وغيرها من الجبهات.

    وفي السبعينات، وإثر اشتداد الخلافات بين العراق وإيران تأسست جبهة جديد’ أطلق عليها اسم الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز وأثناء تواجدها في الخارج نسجت الجبهة ولأول مرة في تاريخ العمل الوطني الأهوازي علاقات تعاون مشتركة مع بعض التيارات الايرانية كمنظمة فدائي الشعب الايراني والجبهة الشعبية لتحرير بلوجستان الغربية، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وحركة المثقفين الأتراك، ومع الأحزاب والحركات الوطنية والعربية ومع المنظمات الفلسطينية، وحضرت العديد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية، وقد اعتبرت الجبهة ومن خلال برنامجها السياسي ونظامها الداخلي، على أنها جبهة تستوعب فصائل ثورية، تهدف إلى تحقيق حق تقرير المصير للشعب العربي في الأهواز وتؤمن بإسقاط النظام الشاهنشاهي في إيران، وإقامة نظام ديمقراطي، يعطي للشعوب الإيرانية كالعرب في الأهواز، والبلوش في بلوشستان والأكراد في كردستان، والترك في أذربيجان، وساير الأقليات في إيران، حقوقها القومية بما فيه حقها في تقرير مصيرها بنفسها، وقد رفعت الجبهة راية الكفاح المسلح من أجل تحقيق أهدافها، وقدمت في هذا المجال الكثير من الشهداء والسجناء، وقد استطاع الجناح التقدمي في هذه الجبهة أن يطور نفسه باستمرار وأن يناضل من اجل التحرر القومي، والنضال من أجل التحرر الاجتماعي والسياسي، ومن هنا اعتبر نضاله جزءا لا يتجزأ من نضال الشعوب الإيرانية الأخرى.

    جاء سقوط حكم الشاه نتيجة لنضال الشعوب الإيرانية المستمر بعد عدة عقود من الزمن، وحلما راودهم جميعا، ولكن بعد إمساك رجال الدين بالسلطة، وإقامة جمهورية رجال الدين الإسلامية، أخذت الأمور تسير بالاتجاه المعاكس لرغبات الشعوب، فلم تمض إلا شهور حتى ظهرت بوادر الالتفاف على الثورة، وانتهج الحكام الجدد تجاهها أساليب أكثر وحشية وأكثر قمعا من نظام الشاه السابق، فحدثت مذبحة الشعب التركماني، وتلتها مذبحة الشعب الكردي، ومذبحة الشعب العربي، ومطاردة الشعب البلوشي، ومن ثم التوجه إلى العمق الإيراني، لضرب القوى الوطنية والديمقراطية الإيرانية كافة.

    معارضة الأهواز والثورة الإيرانية
    كان الشعب العربي الأهوازي ينتظر سقوط النظام الشاهنشاهي الدكتاتوري، وإقامة نظام ديمقراطي في إيران، وقدمت في سبيل ذلك الكثير من الشهداء والجرحى والمعوقين، وقد أعربت عن تأييدها لتوجهات النظام الجديد، وعن حسن نواياها حينما أعلنت أن النضال السلمي الديمقراطي هو خيارها الوحيد لتحقيق أهدافها .

    وعندما استقر الأمر، وتشكلت أول حكومة مؤقتة، في مرحلة ما بعد الشاه، برئاسة السيد مهدي بازركان، شاركتها الحركة الوطنية الأهوازية مختلف الفعاليات السياسية، والاجتماعية كما جرت اتصالات بين الزعيم الروحي للشعب العربي آية الله الشيخ الشبير الخاقاني، والسلطة المركزية في إيران، خاصة وقد قاد المقاومة ضد الشاه في الأهواز، وأدار شئونها بعد انهيار مؤسسات الدولة من خلال الجماعات العربية التي كانت تعمل وفق توجيهاته، حول حقوق ومطاليب الشعب العربي، وعرض مظلومياته من العهد السابق وسائر الشعوب الإيرانية الأخرى.

    وفي أعقاب المظاهرات المتتالية التي قام بها الشعب العربي للمطالبة بحقوقه، طلب الشيخ الشبير من الحكومة المركزية، إرسال من ينوب عنها إلى المنطقة ليطمئن الشعب العربي على حقوقه، خاصة بعدما صدرت تصريحات من لدن بعض أصحاب القرار في طهران، تعتبر منافية لتطلعات شعبنا لا بل تجاهلا متعمدا لوجوده في إيران، وهو ما استجابت له الحكومة فيما بعد.

    ونظرا لحساسية الموقف، قدم إلى المنطقة رئيس الحكومة المؤقتة السيد مهدي بازركان في مارس عام 1979، وتوجه على الفور إلى مدينة المحمرة للقاء الشبير في منزله، وقد ترافقت زيارة بازركان، مع مظاهرات عارمة اشترك فيها أكثر من نصف مليون عربي، مطالبين بالاعتراف بحقوق الشعب العربي، وعدم تجاهل حقوقه القومية المشروعة، إلا أن بازركان صدم هؤلاء حيث توجه على الفور بعد لقائه بالشبير، إلى إستاد عبادان الرياضي، وألقى خطابا تجاهل فيه حقوق الشعب العربي، ورفض فيه الإفصاح عن عما دار بينه وبين الشيخ الشبير، في الوقت الذي أعلن فيه الشيخ الشبير أنه اتفق مع بازركان على إرسال وفد إلى طهران، يحمل مطاليب الشعب العربي ومن أجل التفاوض حولها، وكيفية التعاطي معها، والعمل على تلبيتها.

    وعلى ضوء ذلك، بدأ الشبير لقاءاته التشاورية مع الفعاليات السياسية والثقافية العربستانية، من أجل الاتفاق معهم حول قائمة مطالب الشعب العربي التي سترفع للحكومة، وكانت وجهة نظر الشيخ الشبير أن سقف هذه المطالب يجب أن لا يتجاوز ما يهدد وحدة الأراضي الإيرانية وسيادتها الوطنية في إطار نظامها الإسلامي الجمهوري.

    وبعد عدة أيام (في 9 مارس1979)، اكتملت مطالب الشعب العربي، وصاغها المثقف الأهوازي السيد يوسف عزيزي بني طرف، وبعدها تقرر سفر وفد بها إلى طهران، حاملا معه مذكرة تحتوي على اثني عشر فقرة وهي مطالب الشعب العربي وفي جملتها لا ترتقي حتى لأبسط مقومات الحكم الذاتي.

    وفي سبيل إضفاء الشرعية على هذه المطالب، وكإعلان عن حسن النوايا سافر الشيخ الشبير إلى مدينة الأهواز والتقى بجماهير الشعب العربي في إستاد المدينة الرياضي وفي خطابه الموجه للشعب العربي، أكد الشيخ الشبير على حقوق الشعب العربي، ومعربا عن تأييده لتوجهات النظام الجديد، ومؤكدا على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية الإيرانية، طارحا موضوع سفر الوفد العربي إلى طهران.

    ومقارنة مع ذلك اصدر المثقفون العرب الأهوازيون، وبعد اجتماع لهم في مدينة الأهواز أصدروا بيانا عاما يطالبون فيه النظام الجديد الاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية و ختموا بيانهم بثلاث نقاط رئيسية، جاءت على النحو التالي:


    1ـ الاعتراف بالحقوق الثقافية والقومية للشعب العربي الأهوازي .
    2ـ مشاركة الشعب العربي في المجلس التأسيسي بنسبة تناسب عدد السكان فيه.
    3ـ الديمقراطية للجميع، بما فيهم الشعب العربي (الإيراني) الأهوازي .


    ونهاية الجلسة طالب الحضور من وسائل الإعلام، استخدام لفظ الشعب العربي، بدلا من العشائر العربية، وقد نشرت هذه المطاليب في جريدة كيهان اليومية في 14/12/1358 تقويم إيراني (1979)، وفي غيرها من وسائل الإعلام الإيرانية.

    وفي أواخر نيسان من عام 1979 سافر وفد مكون من ثلاثين عضوا، يمثلون كافة الفعاليات السياسية والثقافية العربية من الأهواز إلى طهران، يحملون المطالب الآتية للشعب العربي في الأهواز:


    1ـ الاعتراف بقومية الشعب العربي، ووضع ذلك في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
    2ـ تشكيل مجلس للحكم الذاتي في الأهواز، ومشاركة الشعب العربي في إيران في المجلس التأسيسي، والمجلس الوطني وكذلك مشاركته في مجلس الوزراء للحكومة المركزية بما يناسب عدد سكانه.
    3ـ تشكيل محاكم عربية من أجل حل مشكلات الشعب العربي في الأهواز.
    4ـ اللغة العربية تكون اللغة الرسمية في منطقة الحكم الذاتي، مع التأكيد بأن اللغة الفارسية، هي اللغة الرسمية لعموم إيران.
    6ـ تأسيس مؤسسات تعليمية وجامعية باللغة العربية في الأهواز والاستفادة من البعثات الدراسية للحكومة.
    7ـ التأكيد على حرية التعبير والنشر والإعلام ورفض الرقابة.
    7ـ حل مشاكل التوظيف وسائر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعب الأهوازي عبر تخصيص قدر كاف من عائدات البترول في أرضه لتنميتها.
    8ـ تعريب جميع أسماء المدن العربية والمناطق التاريخية في الأهواز، بعد أن غيرت في العصر البهلوي.
    9ـ مشاركة أبناء الشعب العربي في حكم بلادهم، بعد أن تم حرمانهم من تولى المناصب العليا في عهد الشاه.
    12ـ إعادة النظر في قانون الإصلاح الزراعي، وتقسيم الأراضي على الفلاحين، استنادا إلى قوانين الجمهورية الإسلامية.

    ……………….

    من إعداد الباحث موسى شريفي
    معهد العربية للدراسات والتدريب

    أكنال الموضوع من المصدر

    الأحواز (عربستان).. قضية عربية منسية
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : الأهواز في إيران.. لازالت القضية منسيّة ،، كتبت بواسطة بريق امل مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ الهيئة العامة للترفيه


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا