الموضوع هذا ليس عن دورة حياة النبات - والكل يرى أن الأصل هو بذرة - عكس طريقة التعقيل أو التغريس ،، وغيره - حتى البذرة فهى نتاج لبذرة تحمل صفات البذرة الام و ذلك بعملية تسمى التكاثر او الانتاج. المهم أن داخل كل بذرة يوجد كائن صغير يسمى الجنين و عند امداد هذا الجنين بالهواء و الماء و الدفىء اللازميين يكبر و يكون حياة خارج النبتة تسمى هذه العملية بالانبات او الانشاء و حتى ذلك الوقت يكون الجنين ساكن و يتغذى على مخزون مؤقت يغلفه يمده بالطعام.
يقول الأستاذ جون سيمونز في مجلة عالم النبات بأنه: ".. يوجد على ظهر البسيطة أكثر من 600 آلف نوع من النباتات منتشرة في أرجاء هذا العالم، وضعت لتصنيفها المجاميع، وأقدمها تلك النباتات ذات الخلية الواحدة التي ظهرت على وجه البسيطة منذ أكثر من 2000 مليون عام، بل ذكروا بأن هنالك من النباتات من يعمر مدة أطول كثيراً من الإنسان أو الحيوان، ومن أطول هذه الأشجار عمراً ذلك الصنوبر المخروط الشعيري الذي يعيش في الجبال البيضاء بكاليفورنيا، ويقدر عمر أقدم هذه الأشجار بحوالي 4،900 سنة، كما يوجد أيضاً بهذه الولاية الأمريكية أكبر الأشجار حجماً وارتفاعاً، إذ يبلغ ارتفاع شجرة (الجنرال شيرمان) (وهي أسماء مشاهير العظماء التي تطلق على أضخم الأشجار) 83 متراً (272 قدم) ومحيطها 30 متراً (101 قدم)عند قاعدة الجذع..).. ديوان العرب هنا تكملة بعد التقرير المصور ...
أسرار مغيبة في بطون الشجر
أرشيف الشجر - يختبئ أرشيف الأشجار بجذوعها، إذ تصمم الأشجار حلقات جذعها سنوياً منبأة إيانا بالظروف الجوية في ذلك العام من حياتها كدرجة حرارة الجو ورطوبة التربة.
تغيرات سنوية - كلما كان الجو أكثر نقاءا، كلما كبرت المسافة بين حلقات الشجر وازدادت عمقاً. فمثلاً في الصورة المقابلة نرى أن طفولة الشجرة كانت مزدهرة أكثر من شبابها.
أسرار في الألواح أيضاً - الشجر ليس العلامة الوحيدة الدالة على تغيرات جوية، فألواح خشب هذا المنزل السويسري في جبال الألب تحمل العديد من الأنباء الجوية.
قطعة من التاريخ - لدراسة حلقات الشجرة يقتطع الخبراء شريحة لا يتجاوز طولها قلم رصاص من منبت الجذع. وبالطبع فإن أقرب الحلقات إلى المركز تدل على الظروف البيئية لطفولة الشجرة.
دراسة الأرشيف - دندروكرونولجي أو علم دراسة حلقات الشجر عو علم دقيق للغاية، فعلماؤه يمضون ساعات طويلة في دراسة كنه هذه الحلقات ليتمكنوا في نهاية الأمر من استخلاص ظروف حياة هذه الشجرة وتاريخها.
دلائل متناهية في الصغر - ليس من السهل قراءة الدلائل الجوية التي تحملها في طياتها، إذ يتطلب الأمر فهماً عميقاً لعلوم الإحصاء والأحياء والجو.
قياسات دقيقة - تظهر أشعة الإكس راي سماكة خلايا الخشب والتالي أيضاً الظروف المتعلقة بنموه كدرجة الحرارة.
خريطة جوية - يصمم العلماء بناءاً على عينات الشجر رسماً بيانياً للجو متخذين نمطاً محدداً للدلالة على الجفاف أو البرودة أو الحرارة، لتخدم في نهاية الأمر رسم خريطة الجو على مر العصور.
الثورة الصناعية السبب في ذلك؟ - تظهر نتائج أبحاث علماء جذوع الشجر ارتفاعاً في درجة حرارة سطح الأرض ابتداءً من عام 1900، إذ إن عالمنا اليوم أدفئ من عالم الرومان بست درجات مئوية. الكاتب: تقى هلال/ فابيان شميت | المحرر: هبة الله إسماعيل انتهى
يقول الأستاذ جون سيمونز في مجلة عالم النبات بأنه: ".. يوجد على ظهر البسيطة أكثر من 600 آلف نوع من النباتات منتشرة في أرجاء هذا العالم، وضعت لتصنيفها المجاميع، وأقدمها تلك النباتات ذات الخلية الواحدة التي ظهرت على وجه البسيطة منذ أكثر من 2000 مليون عام، بل ذكروا بأن هنالك من النباتات من يعمر مدة أطول كثيراً من الإنسان أو الحيوان، ومن أطول هذه الأشجار عمراً ذلك الصنوبر المخروط الشعيري الذي يعيش في الجبال البيضاء بكاليفورنيا، ويقدر عمر أقدم هذه الأشجار بحوالي 4،900 سنة، كما يوجد أيضاً بهذه الولاية الأمريكية أكبر الأشجار حجماً وارتفاعاً، إذ يبلغ ارتفاع شجرة (الجنرال شيرمان) (وهي أسماء مشاهير العظماء التي تطلق على أضخم الأشجار) 83 متراً (272 قدم) ومحيطها 30 متراً (101 قدم)عند قاعدة الجذع..).. ديوان العرب هنا تكملة بعد التقرير المصور ...
أسرار مغيبة في بطون الشجر
أرشيف الشجر - يختبئ أرشيف الأشجار بجذوعها، إذ تصمم الأشجار حلقات جذعها سنوياً منبأة إيانا بالظروف الجوية في ذلك العام من حياتها كدرجة حرارة الجو ورطوبة التربة.
تغيرات سنوية - كلما كان الجو أكثر نقاءا، كلما كبرت المسافة بين حلقات الشجر وازدادت عمقاً. فمثلاً في الصورة المقابلة نرى أن طفولة الشجرة كانت مزدهرة أكثر من شبابها.
أسرار في الألواح أيضاً - الشجر ليس العلامة الوحيدة الدالة على تغيرات جوية، فألواح خشب هذا المنزل السويسري في جبال الألب تحمل العديد من الأنباء الجوية.
قطعة من التاريخ - لدراسة حلقات الشجرة يقتطع الخبراء شريحة لا يتجاوز طولها قلم رصاص من منبت الجذع. وبالطبع فإن أقرب الحلقات إلى المركز تدل على الظروف البيئية لطفولة الشجرة.
دراسة الأرشيف - دندروكرونولجي أو علم دراسة حلقات الشجر عو علم دقيق للغاية، فعلماؤه يمضون ساعات طويلة في دراسة كنه هذه الحلقات ليتمكنوا في نهاية الأمر من استخلاص ظروف حياة هذه الشجرة وتاريخها.
دلائل متناهية في الصغر - ليس من السهل قراءة الدلائل الجوية التي تحملها في طياتها، إذ يتطلب الأمر فهماً عميقاً لعلوم الإحصاء والأحياء والجو.
قياسات دقيقة - تظهر أشعة الإكس راي سماكة خلايا الخشب والتالي أيضاً الظروف المتعلقة بنموه كدرجة الحرارة.
خريطة جوية - يصمم العلماء بناءاً على عينات الشجر رسماً بيانياً للجو متخذين نمطاً محدداً للدلالة على الجفاف أو البرودة أو الحرارة، لتخدم في نهاية الأمر رسم خريطة الجو على مر العصور.
الثورة الصناعية السبب في ذلك؟ - تظهر نتائج أبحاث علماء جذوع الشجر ارتفاعاً في درجة حرارة سطح الأرض ابتداءً من عام 1900، إذ إن عالمنا اليوم أدفئ من عالم الرومان بست درجات مئوية. الكاتب: تقى هلال/ فابيان شميت | المحرر: هبة الله إسماعيل انتهى
تكماة الموضوع الفقرة الأولى :
هذا وقد صنّف هؤلاء العلماء نباتات الأرض لدراستها علمياً إلى سبعة أقسام رئيسية هي: 1-البكتيريا 2- الطحالب الزرق/ خضراء 3- الطحالب الأخرى بحرية / بنية 4- الفطريات 5- الحزازيات 6- السراخس 7- النباتات البذرية..
وأن هذه الأقسام لا تختلف إلا اختلافاً بسيطاً في الحجم أو الشكل، تماماً مثلي ومثلك، كما أنها منتشرة في العالم بأسره من خط الاستواء حتى القطبين، بمثل انتشارنا، وتعيش في أماكن متعددة مختلفة، وقد يكون مسكنها رطباً أو جافاً، حاراً أو بارداً، كما أنها تتأثر بتغير الفصول، كذلك قد تتباين أنواع التربة التي تعيش فيها، فقد تكون التربة مثلاً رملية أو جيرية، صخرية أو طينية..
كما أن النباتات تتكاثر جنسياً، وهذا يعني اتحاد جزء (مذكر) من الزهرة مع جزء (مؤنث) منها، وبعض النباتات تحمـل الأجزاء المذكرة والمؤنثة معاً في كل زهرة، وحتى الأعضاء التناسلية في أيٍ منهما أشبه ما تكون بتلك التي لدى الحيوان والإنسان، (فالخيط والمتك يشبهان القضيب والخصية)، (والقلم والجسم الكروي اللزج الذي يعرف بالميسم– يشبهان البويضة وقناة فالوب)، والجنين هو جزء البذرة الذي ينمو ليكوِّن النبات الجديد الذي يحتاج بدوره إلى فترة (كمون) حتى تتوافر الظروف الملائمة للإنبات، وهذا الجنين مزود بـ (مخزن) للغذاء داخل البذرة ويحميه غلاف البذرة الخارجي، وقبل أن ينبت الجنين يجب أن يتوافر قدر مناسب من الحرارة والرطوبة، ويختلف هذا القدر باختلاف النبات، وتوجد داخل كل بذرة منظمات تمنع الإنبات حتى تتوافر الظروف الملائمة، فمثلاً لا تنبت بذور المناطق الباردة إلا عندما يحل دفء الربيع، أما الصحارى فلا تنبت البذور إلا إذا أغرقتها مياه الأمطار..
كما أن النباتات ترث (الصفات) من الأبوين، يوجد في هذا المثال نباتان من نباتات تسمى (حنك السبع) أحدهما أحمر والآخر أبيض، أنتجا عند تهجينهما نباتاً وردي اللون، وهو لون ينتج عند امتزاج اللونين الأحمر والأبيض، وهما لونا الأبوين، وإذا لقح النبات الوردي بنبات آخر وردي اللون مثله تنعزل الصفتان الأحمر والأبيض مرة أخرى وتنتج نباتات حمراء وبيضاء..
وهكذا نعلم بأن لهذا النبات (حجر أساس) يقود إلى دراسة علم الوراثة الذي هو عبارة عن الطريقة التي تنتقل بها الصفات من جيل إلى جيل..
ونحن نرى أن جذور النبات عادة تنمو إلى أسفل، أي نحو (الظلام) بحثاً عن الماء، بينما تنمو السيقان صاعدةً إلى أعلى بحثاً عن (النور)، ويفعل النبات ذلك كي يصل إلى الماء والغذاء الموجودين في أسفل التربة، والحصول على ضوء الشمس يمنحه الطاقة، وإذا وضعت بذرة في أنبوبة ذات جو رطب بحيث يسقط الضوء عليها فإنك تشاهد جذورها متجهة إلى أسفل والساق إلى أعلى..
والملاحظة الجديرة بالاهتمام هنا هي أننا نجد أن سيقان أشجار(النخيل) لا يحدث فيها تغلظ ثانوي، وهي رغم أنها تزداد في الارتفاع وتنتج أوراقاً جديدة كل سنة فإن أوراقها القديمة إما أنها تذوي، أو تسقط كلية، حتى إن عدد الأوراق يبقى ثابتاً تقريباً، الأمر الذي يجنب الساق خطر الانضغاط، والضغط الذي يحدثه الساق أو الجذر أثناء نموه ضغط هائل، فورقة شجرة الموز قادرة على اختراق سقف بيت زجاجي، كما يمكن لجذور شجرة صنوبر أن تشق قطعة من الصلب سمكها 1 سم!!..
وتنمو الأوراق والبراعم والأزهار في نبات لطراز خاص، فتنمو الأوراق بحيث تحصل كل ورقة على بعض الضوء، وإذا جُرِح نبات فإن جروحه تلتئم، والنباتات بصفة عامة تختلف عن الحيوانات في أنها قادرة على تعويض الأجزاء التي تفقد منها!!..
وقد يعتمد نباتان مختلفان على بعضهما دون الإضرار بأيٍ منهما، وتُعرف مثل هذه العلاقة التي يفيد منها النباتان بـ (التكافل)، فـ (الأشنة) في الحقيقة عبارة عن نباتين أحدهما فطر ولآخر طحلب، فالفطر يجهز نوعاً واحداً من الغذاء ويجهز الطحلب نوعاً آخر مما يمكنهما من النجاح في الحياة معاً، وتعرف هذه الظاهرة بالتكافل، ويكون اتحادهما ببعضهما قوياً بحيث يبدوان كما لو كانـا نباتاً واحداً يمكنه أن يعيش حتى على الصخر العاري..
وهنالك قسم من النباتات التي تتغذى بطريقة شاذة جداً هي النباتات المعروفة باسم النباتات آكلة اللحوم، فهذه النباتات لا تتوافر لها كل المواد الخام التي تحتاج إليها في صنع الغذاء، فهي تقتنص الحشرات وتعتصر من أجسادها المواد الخام التي تحتاجها، وهي المواد النتروجينية!!..
أما عن (البرسيم) فانه يساعد في الاحتفاظ بخصوبة الأرض، إذ توجد على جذوره عقد صغيرة تحتوي على بكتيريا تأخذ النتروجين من الجو، ويمتص البرسيم النتروجين من هذه العقد، وعندما يحرث مع الأرض ثانية فإنه يعيد إليها النتروجين لتستفيد به النباتات الأخرى!!..
بل هنالك بعض النباتات التي تنتج (الحليب)، وأن من أحسن هذه الأنواع التي تنتج حليباً يحتوي على المطاط هي شجرة (مطاط بارا)، ولاستخراج الحليب من الشجرة يُقطع جزء رقيق من القلف في منطقة الجذع، ويجمع الحليب الذي يسيل من القطع، فالأحذية المطاطية واللادن مصنوعة من الحليب النباتي، كما توجد بعض المواد المفيدة في هذا القلف كسموم أو كعقاقير، فالكينين الذي يستخدم في علاج الملاريا يأتي من قلف شجرة (السنكونا).. كما أن نخيل (كارنوبا) الذي ينمو في شمال شرق البرازيل أوراقه مغطاة بطبقة شمعية، ينزع هذا الشمع من الأوراق المسنّة بالدق ويستخدم في صنع الورنيشات والأقلام وورق الكربون..
كما توجد أشجار نخيل جوز الهند في المناطق الاستوائية، ويوجد بداخل كل ثمرة سائل حليبي يمكن شربه، كذلك يمكن أكل لحم الثمرة أو عصره لاستخراج الزيت الذي يستخدم في صنع كثير من الأشياء كالصابون والمسلي النباتي، ويعرف الجزء الشعري من الثمرة بالليف الذي يمكن نسجه في هيئة حصير خشن.. كما ذكروا بأنه توجد في غرب إفريقيا شجرة صغيرة تدعى سنسيبالم ذات ثمار عجيبة، فعندما يأكلها الإنسان يصبح طعم كل شيء بعد ذلك حلواً، والسبب في ذلك هو وجود مادة في الثمرة تؤثر في الحلمات الذوقية باللسان، وحتى الليمونة يصبح طعمها حلواً، غير أن تأثير هذه الثمار يزول بعد فترة.. وقيل– أيضاً– بأن الأعشاب البحرية البدائية نشأت في العصر الديفوني (منذ 350– 400 مليون سنة) وفي هذه الأثناء كانت النباتات الأرضية الأولى ذات السيقان قد بدأت هي الأخرى في الظهور، ولم تكن قد تكونت لهذه النباتات أية أوراق أو جذور حقيقية، وقد بدأت أولى الحيوانات البرمائية في الظهور أثناء العصر الديفوني..
كما قيل بأن العصر الكربوني قد استمر وشغل الحقبة منذ 310 إلى 340، وفي أثناء هذه الحقبة كانت توجد نباتات شبه سرخسية ذات أوراق حقيقية، وفي نهاية هذه الحقبة أنتجت بعض هذه النباتات السراخس البذرية، أولى البذور، والبقايا الحفرية لنباتات العصر الكربوني هي التي كونت الفحم الذي نستخرجه من باطن الأرض إلى يومنا هذا..
هذا ويقدر عمر الأرض بحوالي 4500 مليون سنة، وقد أثبت علماء النباتات أن الطحالب والبكتريا قد وجدت منذ 200 مليون سنة على الأقل، وكانت هذه النباتات هي التي ساعدت في إيجاد الأوكسجين في الجو فمهدت الجو لظهور النباتات الأرضية والحيوانات التي تتنفس الهواء.. ومن هذه النباتات الأولى انقضت– كما ذكروا– حوالي 1600 مليون سنة قبل ظهور أولى النباتات الأرضية ذات السيقان، ومنذ ذلك التاريخ نشأت ومازالت تنشأ طرز نباتية متعددة مختلفة، وما زلنا في حاجة إلى معرفة الكثير عن النشأة المعقدة للنباتات عبر ملايين السنين التي وجدت فيها.. كما أضافوا بأنه وفي نهاية العصر الجليدي بدأت النباتات التي نجحت في البقاء في المناطق الدافئة في الانتشار في الأماكن العارية التي انحسر عنها الجليد، وفي أميركا الشمالية تحركت النباتات شمالاً بحذاء الحزام الجبلي الذي يتجه من الشمال إلى الجنوب، أما في أوربا فالجبال تمتد من الشرق إلى الغرب وتكوِّن حاجزاً لم تتمكن كثيرة من اجتيازه، لهذا السبب لم تتمكن نباتات كثيرة من العودة تاركة شمال أوربا وبه عدد يقل عما هو موجود في آسيا وأميركا..
ولعل هنالك سؤالاً ربما يتبادر إلى الذهن ألا وهو: كيف بدأت الفلاحة؟! يقال إن قبائل العصر الحجري الحديث هم أول من زرع الأرض من البشر، ومن المعلوم أن الناس لم تزرع الأرض في كل وقت، إذ أنهم كانوا في البداية يصطادون الحيوانات البرية ويجمعون النباتات البرية لغذائهم وكانوا مضطرين إلى التنقل كثيراً مما لم يتح لهم الفرصة لتكوين المهارات المختلفة..
وقد ظهر الفلاحون الأوائل في الشرق الأوسط في أيام العصر الحجري الحديث، وبدأوا يرعون الحيوانات ويزرعون المحاصيل، ولقد ساعدهم ذلك على الاستقرار في مكان واحد وأتاح لهم الفرصة لظهور مختلف المهارات، وقد أدى الاستقرار في الحياة والانتظام في الغذاء إلى زيادة في عدد السكان، حتى انتهى الأمر بالبعض إلى الهجرة إلى أراضي جديدة آخذين مهاراتهم معهم، واقتطعت الأشجار من مساحات كبيرة من أراضي الغابات، وزرعت المحاصيل، كما تعلم المزارعون ري الأراضي بحفر الآبار وشق الترع، وعندما كانت المحاصيل تفيض عن حاجتهم كانوا يبادلون بها أشياء لأخرى، ومن هنا نشأت التجارة وتطورت..
هذا ويبدو فعلاً أن نباتات الدنيا وحيواناتها تعيش معاً في توازنٍ دقيق معقد!!..)
هذا وقد صنّف هؤلاء العلماء نباتات الأرض لدراستها علمياً إلى سبعة أقسام رئيسية هي: 1-البكتيريا 2- الطحالب الزرق/ خضراء 3- الطحالب الأخرى بحرية / بنية 4- الفطريات 5- الحزازيات 6- السراخس 7- النباتات البذرية..
وأن هذه الأقسام لا تختلف إلا اختلافاً بسيطاً في الحجم أو الشكل، تماماً مثلي ومثلك، كما أنها منتشرة في العالم بأسره من خط الاستواء حتى القطبين، بمثل انتشارنا، وتعيش في أماكن متعددة مختلفة، وقد يكون مسكنها رطباً أو جافاً، حاراً أو بارداً، كما أنها تتأثر بتغير الفصول، كذلك قد تتباين أنواع التربة التي تعيش فيها، فقد تكون التربة مثلاً رملية أو جيرية، صخرية أو طينية..
كما أن النباتات تتكاثر جنسياً، وهذا يعني اتحاد جزء (مذكر) من الزهرة مع جزء (مؤنث) منها، وبعض النباتات تحمـل الأجزاء المذكرة والمؤنثة معاً في كل زهرة، وحتى الأعضاء التناسلية في أيٍ منهما أشبه ما تكون بتلك التي لدى الحيوان والإنسان، (فالخيط والمتك يشبهان القضيب والخصية)، (والقلم والجسم الكروي اللزج الذي يعرف بالميسم– يشبهان البويضة وقناة فالوب)، والجنين هو جزء البذرة الذي ينمو ليكوِّن النبات الجديد الذي يحتاج بدوره إلى فترة (كمون) حتى تتوافر الظروف الملائمة للإنبات، وهذا الجنين مزود بـ (مخزن) للغذاء داخل البذرة ويحميه غلاف البذرة الخارجي، وقبل أن ينبت الجنين يجب أن يتوافر قدر مناسب من الحرارة والرطوبة، ويختلف هذا القدر باختلاف النبات، وتوجد داخل كل بذرة منظمات تمنع الإنبات حتى تتوافر الظروف الملائمة، فمثلاً لا تنبت بذور المناطق الباردة إلا عندما يحل دفء الربيع، أما الصحارى فلا تنبت البذور إلا إذا أغرقتها مياه الأمطار..
كما أن النباتات ترث (الصفات) من الأبوين، يوجد في هذا المثال نباتان من نباتات تسمى (حنك السبع) أحدهما أحمر والآخر أبيض، أنتجا عند تهجينهما نباتاً وردي اللون، وهو لون ينتج عند امتزاج اللونين الأحمر والأبيض، وهما لونا الأبوين، وإذا لقح النبات الوردي بنبات آخر وردي اللون مثله تنعزل الصفتان الأحمر والأبيض مرة أخرى وتنتج نباتات حمراء وبيضاء..
وهكذا نعلم بأن لهذا النبات (حجر أساس) يقود إلى دراسة علم الوراثة الذي هو عبارة عن الطريقة التي تنتقل بها الصفات من جيل إلى جيل..
ونحن نرى أن جذور النبات عادة تنمو إلى أسفل، أي نحو (الظلام) بحثاً عن الماء، بينما تنمو السيقان صاعدةً إلى أعلى بحثاً عن (النور)، ويفعل النبات ذلك كي يصل إلى الماء والغذاء الموجودين في أسفل التربة، والحصول على ضوء الشمس يمنحه الطاقة، وإذا وضعت بذرة في أنبوبة ذات جو رطب بحيث يسقط الضوء عليها فإنك تشاهد جذورها متجهة إلى أسفل والساق إلى أعلى..
والملاحظة الجديرة بالاهتمام هنا هي أننا نجد أن سيقان أشجار(النخيل) لا يحدث فيها تغلظ ثانوي، وهي رغم أنها تزداد في الارتفاع وتنتج أوراقاً جديدة كل سنة فإن أوراقها القديمة إما أنها تذوي، أو تسقط كلية، حتى إن عدد الأوراق يبقى ثابتاً تقريباً، الأمر الذي يجنب الساق خطر الانضغاط، والضغط الذي يحدثه الساق أو الجذر أثناء نموه ضغط هائل، فورقة شجرة الموز قادرة على اختراق سقف بيت زجاجي، كما يمكن لجذور شجرة صنوبر أن تشق قطعة من الصلب سمكها 1 سم!!..
وتنمو الأوراق والبراعم والأزهار في نبات لطراز خاص، فتنمو الأوراق بحيث تحصل كل ورقة على بعض الضوء، وإذا جُرِح نبات فإن جروحه تلتئم، والنباتات بصفة عامة تختلف عن الحيوانات في أنها قادرة على تعويض الأجزاء التي تفقد منها!!..
وقد يعتمد نباتان مختلفان على بعضهما دون الإضرار بأيٍ منهما، وتُعرف مثل هذه العلاقة التي يفيد منها النباتان بـ (التكافل)، فـ (الأشنة) في الحقيقة عبارة عن نباتين أحدهما فطر ولآخر طحلب، فالفطر يجهز نوعاً واحداً من الغذاء ويجهز الطحلب نوعاً آخر مما يمكنهما من النجاح في الحياة معاً، وتعرف هذه الظاهرة بالتكافل، ويكون اتحادهما ببعضهما قوياً بحيث يبدوان كما لو كانـا نباتاً واحداً يمكنه أن يعيش حتى على الصخر العاري..
وهنالك قسم من النباتات التي تتغذى بطريقة شاذة جداً هي النباتات المعروفة باسم النباتات آكلة اللحوم، فهذه النباتات لا تتوافر لها كل المواد الخام التي تحتاج إليها في صنع الغذاء، فهي تقتنص الحشرات وتعتصر من أجسادها المواد الخام التي تحتاجها، وهي المواد النتروجينية!!..
أما عن (البرسيم) فانه يساعد في الاحتفاظ بخصوبة الأرض، إذ توجد على جذوره عقد صغيرة تحتوي على بكتيريا تأخذ النتروجين من الجو، ويمتص البرسيم النتروجين من هذه العقد، وعندما يحرث مع الأرض ثانية فإنه يعيد إليها النتروجين لتستفيد به النباتات الأخرى!!..
بل هنالك بعض النباتات التي تنتج (الحليب)، وأن من أحسن هذه الأنواع التي تنتج حليباً يحتوي على المطاط هي شجرة (مطاط بارا)، ولاستخراج الحليب من الشجرة يُقطع جزء رقيق من القلف في منطقة الجذع، ويجمع الحليب الذي يسيل من القطع، فالأحذية المطاطية واللادن مصنوعة من الحليب النباتي، كما توجد بعض المواد المفيدة في هذا القلف كسموم أو كعقاقير، فالكينين الذي يستخدم في علاج الملاريا يأتي من قلف شجرة (السنكونا).. كما أن نخيل (كارنوبا) الذي ينمو في شمال شرق البرازيل أوراقه مغطاة بطبقة شمعية، ينزع هذا الشمع من الأوراق المسنّة بالدق ويستخدم في صنع الورنيشات والأقلام وورق الكربون..
كما توجد أشجار نخيل جوز الهند في المناطق الاستوائية، ويوجد بداخل كل ثمرة سائل حليبي يمكن شربه، كذلك يمكن أكل لحم الثمرة أو عصره لاستخراج الزيت الذي يستخدم في صنع كثير من الأشياء كالصابون والمسلي النباتي، ويعرف الجزء الشعري من الثمرة بالليف الذي يمكن نسجه في هيئة حصير خشن.. كما ذكروا بأنه توجد في غرب إفريقيا شجرة صغيرة تدعى سنسيبالم ذات ثمار عجيبة، فعندما يأكلها الإنسان يصبح طعم كل شيء بعد ذلك حلواً، والسبب في ذلك هو وجود مادة في الثمرة تؤثر في الحلمات الذوقية باللسان، وحتى الليمونة يصبح طعمها حلواً، غير أن تأثير هذه الثمار يزول بعد فترة.. وقيل– أيضاً– بأن الأعشاب البحرية البدائية نشأت في العصر الديفوني (منذ 350– 400 مليون سنة) وفي هذه الأثناء كانت النباتات الأرضية الأولى ذات السيقان قد بدأت هي الأخرى في الظهور، ولم تكن قد تكونت لهذه النباتات أية أوراق أو جذور حقيقية، وقد بدأت أولى الحيوانات البرمائية في الظهور أثناء العصر الديفوني..
كما قيل بأن العصر الكربوني قد استمر وشغل الحقبة منذ 310 إلى 340، وفي أثناء هذه الحقبة كانت توجد نباتات شبه سرخسية ذات أوراق حقيقية، وفي نهاية هذه الحقبة أنتجت بعض هذه النباتات السراخس البذرية، أولى البذور، والبقايا الحفرية لنباتات العصر الكربوني هي التي كونت الفحم الذي نستخرجه من باطن الأرض إلى يومنا هذا..
هذا ويقدر عمر الأرض بحوالي 4500 مليون سنة، وقد أثبت علماء النباتات أن الطحالب والبكتريا قد وجدت منذ 200 مليون سنة على الأقل، وكانت هذه النباتات هي التي ساعدت في إيجاد الأوكسجين في الجو فمهدت الجو لظهور النباتات الأرضية والحيوانات التي تتنفس الهواء.. ومن هذه النباتات الأولى انقضت– كما ذكروا– حوالي 1600 مليون سنة قبل ظهور أولى النباتات الأرضية ذات السيقان، ومنذ ذلك التاريخ نشأت ومازالت تنشأ طرز نباتية متعددة مختلفة، وما زلنا في حاجة إلى معرفة الكثير عن النشأة المعقدة للنباتات عبر ملايين السنين التي وجدت فيها.. كما أضافوا بأنه وفي نهاية العصر الجليدي بدأت النباتات التي نجحت في البقاء في المناطق الدافئة في الانتشار في الأماكن العارية التي انحسر عنها الجليد، وفي أميركا الشمالية تحركت النباتات شمالاً بحذاء الحزام الجبلي الذي يتجه من الشمال إلى الجنوب، أما في أوربا فالجبال تمتد من الشرق إلى الغرب وتكوِّن حاجزاً لم تتمكن كثيرة من اجتيازه، لهذا السبب لم تتمكن نباتات كثيرة من العودة تاركة شمال أوربا وبه عدد يقل عما هو موجود في آسيا وأميركا..
ولعل هنالك سؤالاً ربما يتبادر إلى الذهن ألا وهو: كيف بدأت الفلاحة؟! يقال إن قبائل العصر الحجري الحديث هم أول من زرع الأرض من البشر، ومن المعلوم أن الناس لم تزرع الأرض في كل وقت، إذ أنهم كانوا في البداية يصطادون الحيوانات البرية ويجمعون النباتات البرية لغذائهم وكانوا مضطرين إلى التنقل كثيراً مما لم يتح لهم الفرصة لتكوين المهارات المختلفة..
وقد ظهر الفلاحون الأوائل في الشرق الأوسط في أيام العصر الحجري الحديث، وبدأوا يرعون الحيوانات ويزرعون المحاصيل، ولقد ساعدهم ذلك على الاستقرار في مكان واحد وأتاح لهم الفرصة لظهور مختلف المهارات، وقد أدى الاستقرار في الحياة والانتظام في الغذاء إلى زيادة في عدد السكان، حتى انتهى الأمر بالبعض إلى الهجرة إلى أراضي جديدة آخذين مهاراتهم معهم، واقتطعت الأشجار من مساحات كبيرة من أراضي الغابات، وزرعت المحاصيل، كما تعلم المزارعون ري الأراضي بحفر الآبار وشق الترع، وعندما كانت المحاصيل تفيض عن حاجتهم كانوا يبادلون بها أشياء لأخرى، ومن هنا نشأت التجارة وتطورت..
هذا ويبدو فعلاً أن نباتات الدنيا وحيواناتها تعيش معاً في توازنٍ دقيق معقد!!..)