[RIGHT]سكاي نيوز : جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس الذي وافقت الاكوادور على منحه اللجوء السياسي بعد انتقاله إلى سفارتها في لندن إثر استنفاد كل وسائل المراجعات القضائية في بريطانيا لتفادي ترحيله إلى السويد، رجل يدعو إلى الشفافية الكاملة عبر موقعه لكنه شخص غامض وبارع في إحاطة نفسه بالسرية.
وكان قاض بريطاني قرر في فبراير 2011 أنه يمكن تسليم أسانج إلى السويد. ونقض الحكم ثم رفع إلى المحكمة العليا التي ثبتت القرار نفسه في 30 مايو الماضي.
وأسانج مؤسس ويكيليكس والناطق باسم الموقع المتخصص بتسريب الوثائق السرية، أسترالي في الأربعين من عمره، يجمع معلومات من العراق إلى كينيا مرورا بايسلندا والحرب في أفغانستان.
وخلال أشهر أصبح من أشهر الشخصيات في العالم.
وقال مؤسس ويكليكس لوكالة فرانس برس في ستوكهولم في أغسطس "نريد تحقيق ثلاثة أشياء: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وإنقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ".
وقد تحول رجلا يثير قلق البنتاغون لأنه يكشف أهم الأسرار.
وبنشره 77 ألف وثيقة عسكرية سرية حول أفغانستان في 23 يوليو أثار زوبعة إعلامية وسيلا من الانتقادات خصوصا من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي تتهمه بعدم المسؤولية وتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر.
وفي نهاية سبتمبر 2010، دافع عن نفسه قائلا إن "هدفنا ليس التشهير بأبرياء (...) بل العكس تماما".
وأصبح أسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الأميركية، صائد التجاوزات ورسول الشفافية.. لكنه يبقي هو نفسه لغزا يرفض - لأسباب عديدة منها وقائية - الكشف عن تاريخ ولادته بدقة.
وقال "نواجه منظمات لا تخضع لأية قوانين. نحن أمام وكالات استخبارات".
وبعد أيام من هذه المقابلة اتهم جوليان أسانج في قضية اغتصاب في السويد. لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن "قضية مفبركة".
ولد أسانج في 1971 - يرفض أن يذكر أي تفاصيل - في مانييتيك ايلاند شمال شرق أستراليا. وقد أمضى طفولته متنقلا مما أدى إلى دخوله 37 مدرسة، كما روى لوسائل إعلام استرالية.
أمضى سن المراهقة في ملبورن حين اكتشف موهبته في القرصنة المعلوماتية. وضبطته الشرطة لكنه تمكن من الإفلات باعترافه بذنبه ودفع غرامة وبالتعهد بتحسين سلوكه.
ويضيف "أصبحت بعد ذلك مستشارا أمنيا وأسست إحدى شركاتي الأولى للخدمات المعلوماتية في أستراليا. كنت مستشارا في التكنولوجيا وباحثا في الصحافة وشاركت في تأليف كتاب".
أسس موقع ويكيليس في 2006 مع "حوالي عشرة أشخاص آخرين جاؤوا من وسط حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والتكنولوجيا العالية"، على حد تعبيره.
وجاء نشر 250 ألف برقية سرية دبلوماسية أميركية اعتبارا من 28نوفمبر ليضاف إلى مئات الآلاف من الوثائق السرية الأميركية التي كشفها.
وفي 25 أكتوبر، أعلن أسانج تعليق نشر برقيات دبلوماسية أميركية للتركيز على جمع الأموال بعدما خسر 95 بالمئة من وارداته بسبب الحظر الذي فرضته شركات فيزا وماستركارد وغيرها.
ويزن هذا الرجل الممشوق القامة والمهذب وصاحب الابتسامة الساخرة، كل كلمة يتفوه بها ويتمهل قبل الإجابة ما يجعل خطابه واضحا شفافا وبليغا.
ويصعب معرفة أي شيء عن تنقلاته فهو يرفض القول من أين أتى وإلى أين يذهب، وينتقل من عاصمة إلى أخرى ويسكن لدى أنصار أو أصدقاء لأصدقاء.
ومنذ نشر وثائق سرية عن أفغانستان أحاط نفسه بسرية تامة.
ولا يتوقع أن تصل إليه يد السلطات البريطانية طالما لاذ بالسفارة الإكوادورية، ومن غير المعروف كيف سيتمكن من الخروج منها إلى الإكوادور، حيث حصل على اللجوء.