دويتشه ﭭيله : سؤال مثير للجدل يطرحه الكاتب والشاعر المصري مؤمن المحمدي في عنوان كتاب جديد صدر له مؤخرا. البعض يعتبر السؤال "المريب" شكلا من أشكال النقد الديني المرغوب فيه، فيما يجد البعض الأخر في السؤال إساءة للإسلام والمسلمين
يتناول الكتاب عدة ظواهر موجودة في الوعي العام المصري الإسلامي، منها مثلاً تصديق المعجزات والاعتقاد أن الله مسؤول عن الظواهر البشرية وليس القوانين الطبيعية. بدا الكاتب راديكالياً، لأنه يتناول ظواهر في الإسلام بحد ذاته، وليس في فكر الحركات الإسلامية المتطرفة، وربما يكون هذا هو أكثر ما أثار الجدل لدى تناول الكتاب.
الكاتب الصحفي حمدي عبد الرحيم لا يرى أية مشكلة في الكتاب. و يقول للـDW، إنه بالعكس، فما كان يتوقعه هو أن يلاقي الكتاب اهتماما اكبر مما حظي به، ويتابع "لم أصطدم بما قاله الكاتب، فالاصطدام به يعني التفتيش في نوايا الكاتب، والكاتب كان دقيقاً جداً في اختيار ألفاظه، ليس لديّ أي اعتراض على الكتاب، فالأمة الإسلامية الآن، وأشدد على كلمة الآن، هي أمة متخلفة، وليس للدين أي شأن بالتقدم والتخلف. الكاتب هنا ليس ضد الدين، ولكنه ضد التخلف المنسوب للدين".
ولكن إذا كان للتخلف أسباب موضوعية فلماذا يتم تنسيبه للإسلام إذن؟ عن ذلك يقول الصحفي حمدي عبدالرحيم إن الكاتب كان يتحدث عما يعرف، هو لا يعرف المواطن الياباني ولكنه يعرف المواطن المصري المسلم، والمسلم بالتحديد وليس المسيحي مثلاً، لأن مظاهر التخلف الموجود في مصر يتم نسبتها إلى الإسلام. هناك حادثة تاريخية رواها الكواكبي حين دخل إحدى البواخر السلطانية أيام العثماني، فوجد شيوخا يقرؤون البخاري وسألهم عن السبب فقالوا إن هذا لكي تسير الباخرة، فقال لهم: "اعلموا أن البواخر تسير بالبواخر وليس بالبخاري".
الإسلام في رأي عبد الرحيم لم يأتي بنظرية لا للتقدم ولا للتخلف، وإنما بشريعة لو تمسكت بها تصبح مسلماً ولو لم تتمسك بها لن تصبح مسلما، وفقط، حسب قوله. ولكن برغم ذلك "فالمسلمون يعتقدون أن الإسلام سيأتي بالتقدم، بينما هم يعيشون في مجتمعات متخلفة".
الناقد والشاعر شعبان يوسف له آراء متحفظة على الكتاب. يقول لـDW إن "العنوان تعميمي بعض الشيء"، ويضيف "هناك كتاب لفخري لبيب اسمه "مسلم صالح ومسلم طالح". استطاع انتقاد بعض الظواهر المتعلقة بالفكر الإسلامي بدون التورط في التعميم. أما الكاتب هنا فعلى العكس، لديه تعميمات كثيرة بخصوص شخصية "المسلم". المسلم الطالح موجود في العالم كله، ولكن هناك أيضاً المسلم المعتدل. الكاتب لم يتناول إلا الظواهر الشاذة في تاريخ الإسلام وتعامل معها بخفة ظل حقيقية، ولكنني كنت أتمنى أن يتعامل بعمق أكثر". ويضيف المتحدث "يقول الكاتب إنه أراد كتابة كتاب "خفيف". و لكنني أعتقد أن قضايا مهمة من هذا النوع لا تحتمل التعامل بخفة في عالمنا الذي يشهده صراعا عنصريا محتدما ". و يتابع شعبان قائلا "في فصل من الكتاب يتحدث عن مقولة محمد عبده الذي رأى في الغرب إسلاماً بلا مسلمين، ويصف هذه المقولة بالأكذوبة، ولكنه غاب عنه أن الإمام محمد عبده كان يعتقد أن ما رآه في الغرب هو "جوهر" الإسلام، وليس الإسلام الحرفي". بيد أن شعبان يمدح الكاتب من جانب أخر ويقول " ولكن في المقابل، فالكاتب ألحق بكتابه فصلا عن تطور اللغة العربية، هذا الفصل جيد وعميق للغاية ومؤمن دارس متعمق لتطورات اللغة العربية. ألحق بهذا الفصل نصوصاً من الأدب الجاهلي غير المعروف، وكان هذا مفيداً بشكل تام برغم أنه نشره في أوائل القرن ولكن يظل نشره في هذا السياق ذو فائدة مضاعفة".
تهديدات بالقتل
كتب مؤمن المحمدي كتابه هذا على هيئة مقالات منفصلة ولكن بنية جمعه في كتاب، كما يشير إلى ذلك في حديثه مع DW. وتلقى عدة تهديدات بالقتل وإساءات شخصية على بريده الإلكتروني. كما أن محامياً أبلغه بأنه رفع دعوى ضده في نيابة عابدين. ولكن لم يصله أي شيء حتى الآن، وفق تصريحه، كما أن هناك من ينشرون غلاف الكتاب على الفيسبوك بتعليقات تصفه "بالكافر" وغيرها.
يجيب مؤمن على الاعتراضات الموجهة للكتاب قائلاً لـDW: "كنت أفكر في مواجهة المد الديني. هناك مشكلة في بنية التفكير الديني في مصر في هذه الفترة. الجانب الأكثر تخلفا من الدين هو المنتشر، وهو يزيد انتشاره مثل الفيروس أكثر من الاحتياج للتفكير العقلاني".
ولكن تزامن صدور الكتاب مع صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر فهل لذلك علاقة؟
لا علاقة للكتاب بصعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر
عن ذلك يقول الكاتب مؤمن المحمدي إن صعود الإخوان المسلمين ناتج طبيعي من نتائج الفكر الديني المنتشر. و لكنني كنت أفكر في فكرة الكتاب، وعنوانه، حتى قبل الثورة. و لكن ماذا يقول الكاتب بشأن النقد القائل إن الكتاب خفيف ولم يتعامل مع القضايا بعمق، وأن الكتاب يعمم الظواهر السلبية على كل المسلمين؟.
"أعتقد أن الكتاب خفيف، وهذا الاعتراض أنا متصالح معه، ولكن ما كنت أريده هو كتابة كتاب قادر على الوصول بلغة سهلة إلى عموم القراء. ربما كنت قد أعيد النظر في طريقة كتابة الكتاب لو كنت أكاديميا، ولكن في نهاية الأمر فهذا كتاب صحفي. أما الاعتراض الثاني فأرى العكس، أنني بالغت في حذري تجاه قضايا تخص تفكير المسلمين. كنت أريد أن أكون أكثر وضوحاً في انتقادي لبنية الفكر الديني الإسلامي".
يتناول الكتاب عدة ظواهر موجودة في الوعي العام المصري الإسلامي، منها مثلاً تصديق المعجزات والاعتقاد أن الله مسؤول عن الظواهر البشرية وليس القوانين الطبيعية. بدا الكاتب راديكالياً، لأنه يتناول ظواهر في الإسلام بحد ذاته، وليس في فكر الحركات الإسلامية المتطرفة، وربما يكون هذا هو أكثر ما أثار الجدل لدى تناول الكتاب.
الكاتب الصحفي حمدي عبد الرحيم لا يرى أية مشكلة في الكتاب. و يقول للـDW، إنه بالعكس، فما كان يتوقعه هو أن يلاقي الكتاب اهتماما اكبر مما حظي به، ويتابع "لم أصطدم بما قاله الكاتب، فالاصطدام به يعني التفتيش في نوايا الكاتب، والكاتب كان دقيقاً جداً في اختيار ألفاظه، ليس لديّ أي اعتراض على الكتاب، فالأمة الإسلامية الآن، وأشدد على كلمة الآن، هي أمة متخلفة، وليس للدين أي شأن بالتقدم والتخلف. الكاتب هنا ليس ضد الدين، ولكنه ضد التخلف المنسوب للدين".
ولكن إذا كان للتخلف أسباب موضوعية فلماذا يتم تنسيبه للإسلام إذن؟ عن ذلك يقول الصحفي حمدي عبدالرحيم إن الكاتب كان يتحدث عما يعرف، هو لا يعرف المواطن الياباني ولكنه يعرف المواطن المصري المسلم، والمسلم بالتحديد وليس المسيحي مثلاً، لأن مظاهر التخلف الموجود في مصر يتم نسبتها إلى الإسلام. هناك حادثة تاريخية رواها الكواكبي حين دخل إحدى البواخر السلطانية أيام العثماني، فوجد شيوخا يقرؤون البخاري وسألهم عن السبب فقالوا إن هذا لكي تسير الباخرة، فقال لهم: "اعلموا أن البواخر تسير بالبواخر وليس بالبخاري".
الإسلام في رأي عبد الرحيم لم يأتي بنظرية لا للتقدم ولا للتخلف، وإنما بشريعة لو تمسكت بها تصبح مسلماً ولو لم تتمسك بها لن تصبح مسلما، وفقط، حسب قوله. ولكن برغم ذلك "فالمسلمون يعتقدون أن الإسلام سيأتي بالتقدم، بينما هم يعيشون في مجتمعات متخلفة".
الكتاب يفتقد العمق
الكاتب والصحافي مؤمن المحمدي
الكاتب والصحافي مؤمن المحمدي
الناقد والشاعر شعبان يوسف له آراء متحفظة على الكتاب. يقول لـDW إن "العنوان تعميمي بعض الشيء"، ويضيف "هناك كتاب لفخري لبيب اسمه "مسلم صالح ومسلم طالح". استطاع انتقاد بعض الظواهر المتعلقة بالفكر الإسلامي بدون التورط في التعميم. أما الكاتب هنا فعلى العكس، لديه تعميمات كثيرة بخصوص شخصية "المسلم". المسلم الطالح موجود في العالم كله، ولكن هناك أيضاً المسلم المعتدل. الكاتب لم يتناول إلا الظواهر الشاذة في تاريخ الإسلام وتعامل معها بخفة ظل حقيقية، ولكنني كنت أتمنى أن يتعامل بعمق أكثر". ويضيف المتحدث "يقول الكاتب إنه أراد كتابة كتاب "خفيف". و لكنني أعتقد أن قضايا مهمة من هذا النوع لا تحتمل التعامل بخفة في عالمنا الذي يشهده صراعا عنصريا محتدما ". و يتابع شعبان قائلا "في فصل من الكتاب يتحدث عن مقولة محمد عبده الذي رأى في الغرب إسلاماً بلا مسلمين، ويصف هذه المقولة بالأكذوبة، ولكنه غاب عنه أن الإمام محمد عبده كان يعتقد أن ما رآه في الغرب هو "جوهر" الإسلام، وليس الإسلام الحرفي". بيد أن شعبان يمدح الكاتب من جانب أخر ويقول " ولكن في المقابل، فالكاتب ألحق بكتابه فصلا عن تطور اللغة العربية، هذا الفصل جيد وعميق للغاية ومؤمن دارس متعمق لتطورات اللغة العربية. ألحق بهذا الفصل نصوصاً من الأدب الجاهلي غير المعروف، وكان هذا مفيداً بشكل تام برغم أنه نشره في أوائل القرن ولكن يظل نشره في هذا السياق ذو فائدة مضاعفة".
تهديدات بالقتل
كتب مؤمن المحمدي كتابه هذا على هيئة مقالات منفصلة ولكن بنية جمعه في كتاب، كما يشير إلى ذلك في حديثه مع DW. وتلقى عدة تهديدات بالقتل وإساءات شخصية على بريده الإلكتروني. كما أن محامياً أبلغه بأنه رفع دعوى ضده في نيابة عابدين. ولكن لم يصله أي شيء حتى الآن، وفق تصريحه، كما أن هناك من ينشرون غلاف الكتاب على الفيسبوك بتعليقات تصفه "بالكافر" وغيرها.
يجيب مؤمن على الاعتراضات الموجهة للكتاب قائلاً لـDW: "كنت أفكر في مواجهة المد الديني. هناك مشكلة في بنية التفكير الديني في مصر في هذه الفترة. الجانب الأكثر تخلفا من الدين هو المنتشر، وهو يزيد انتشاره مثل الفيروس أكثر من الاحتياج للتفكير العقلاني".
ولكن تزامن صدور الكتاب مع صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر فهل لذلك علاقة؟
لا علاقة للكتاب بصعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر
عن ذلك يقول الكاتب مؤمن المحمدي إن صعود الإخوان المسلمين ناتج طبيعي من نتائج الفكر الديني المنتشر. و لكنني كنت أفكر في فكرة الكتاب، وعنوانه، حتى قبل الثورة. و لكن ماذا يقول الكاتب بشأن النقد القائل إن الكتاب خفيف ولم يتعامل مع القضايا بعمق، وأن الكتاب يعمم الظواهر السلبية على كل المسلمين؟.
"أعتقد أن الكتاب خفيف، وهذا الاعتراض أنا متصالح معه، ولكن ما كنت أريده هو كتابة كتاب قادر على الوصول بلغة سهلة إلى عموم القراء. ربما كنت قد أعيد النظر في طريقة كتابة الكتاب لو كنت أكاديميا، ولكن في نهاية الأمر فهذا كتاب صحفي. أما الاعتراض الثاني فأرى العكس، أنني بالغت في حذري تجاه قضايا تخص تفكير المسلمين. كنت أريد أن أكون أكثر وضوحاً في انتقادي لبنية الفكر الديني الإسلامي".