مداد - إبراهيم بن علي الدغيري : بسم الله الرحمن الرحيم ,, لا تزال أسئلة التقدم والتخلف تلح على أذهان المهتمين بالشأن الاجتماعي العام، إذ ينشط هؤلاء دائما لإيجاد مفتاح شفرة النهوض للوصول – بعد ذلك- إلى حل ممكن يتجاوز أزمة الضعف، ودوار التخلف.
ومع الإيمان العميق بتشعبات شروط النهضة سواء تلك التي تتجه نحو الشرط الفكري أو الشرط البشري أو الشرط الزماني أو المكاني.. ؛ إلا أن هذا لا يمنع من التأكيد على بعض الشروط الجزئية النفسية المهمة التي تمنع من تصور وجود النهوض أصلا.
إن من أهم العوامل النفسية المانعة للتطور لدى مصلحي المجتمع هو افتقادهم للمرونة الكافية في التكيف النفسي السريع لمواكبة التطور المذهل للمجتمع، مما يؤدي بهم لأن يكونوا معايشين للنصوص اللفظية التاريخية القبلية، محجوبين عن الواقع العملي الآني.
ومن خلال الملاحظة يتبين أن فقدان هذا العامل أدى إلى نتائج غير مرضية حشر هؤلاء الإخوة المصلحين في زاوية حرجة من خارطة المجتمع، فما إن تأتي نازلة اجتماعية أو ثقافية... حتى تُعلَن - مباشرة- أحكام الرفض والتحذير والخوف والتوجس، حتى إذا ما استطال الوقت واتخذ الوافد الجديد مكانه الواسع من المجتمع يبدأ أولئك الرافضون برحلة التراجع أسرابا أسرابا متنازلين عن آرائهم السابقة ومسايرين للواقع لا لسبب إلا لأنهم افتقدوا الرؤية والمرونة الكافية لمعايشة الوافد الجديد حين ظهر بصيغته الأولى.
ولست أتحدث هنا عن أمر محرم صار حلالا وإنما الأمر يتعلق بنوازل محايدة تمت مصادرتها في البداية لأن النفس لا تميل إليها، أو أن السلف لم يستخدموها، أو لأنها غزو مبطن لا يعلم خفاياه إلا هم!!
إنه ليخالط المرء الأسى أن تستمر أوجه التشابه في الجمود بين المصلحين الاجتماعيين وبعض الحكام العرب، إذ كلهم يجمد على أفكاره ويصدر الأحكام، ثابتا على رؤاه لا يريم، مؤمنا بعدم المساومة والثبات على المبدأ!! حتى إذا ما دارت عجلة التطور.. وانطلقت المجتمعات في التقدم.. وتغيرت السياسات المحيطة.. انتبه فإذا هو وحيد في الساحة يصارع الفراغ.. فيحفِّز –حينئذ- جواده للحاق بالركب.. ولكن هيهات.
إن عدم المرونة، والجمود والتحجر، والتحفز للرد، والمبادرة نحو المصادرة، كلها مؤشرات فكرية توحي بأن الرافض للتطور يفكر في موقعه الآني، دون استخدام مسبار الفكر لاكتشاف ما ورائيات الواقع والتطلع نحو المستقبل.
أما حين نسمح للمرونة أن تكون دعامة التفكير الأساسية فإننا نستطيع أن نعيش الأزمنة منعتقين من المثبطات الحضارية، ومتحللين من عقدة النوم على ذراع الماضي وأمجاد القرون الأولى حين كانت راية الموحدين تفرد جناحيها على مجمل العالم القديم.
واستناداً إلى الرؤية التي تقول إن الأفعال الحركية الماثلة هي انعكاس للتصورات النظرية الكامنة ؛ فإنني أرى أن مفتاح الحل هو في تعزيز اللياقة العلمية لقراءة المستقبل، والتأسيس لغرس مفهوم المرونة الذهنية القابلة للتشكل حسب الحراك الزمني ومواضعات المجتمع، بعيدا عن التوجس المريب، والتشكك الحابس، والمصادرة قبل المبادرة، وبذلك نحتوي جزءاً من المشكلة ولا يقع بيننا وبين المجتمع ما وقع للشاعر الصمة القشيري مع زوجته من وحشة حين لم تسايره في تفكيره ورؤاه، فحل مشكلته معها بالبينونة الكبرى؛ فولى عنها وهو يقول:
كلي التمر..
حتى يُصرم النخل...
واضفري خطامك..
ما تدرين ما اليوم من أمس.
ومع الإيمان العميق بتشعبات شروط النهضة سواء تلك التي تتجه نحو الشرط الفكري أو الشرط البشري أو الشرط الزماني أو المكاني.. ؛ إلا أن هذا لا يمنع من التأكيد على بعض الشروط الجزئية النفسية المهمة التي تمنع من تصور وجود النهوض أصلا.
إن من أهم العوامل النفسية المانعة للتطور لدى مصلحي المجتمع هو افتقادهم للمرونة الكافية في التكيف النفسي السريع لمواكبة التطور المذهل للمجتمع، مما يؤدي بهم لأن يكونوا معايشين للنصوص اللفظية التاريخية القبلية، محجوبين عن الواقع العملي الآني.
ومن خلال الملاحظة يتبين أن فقدان هذا العامل أدى إلى نتائج غير مرضية حشر هؤلاء الإخوة المصلحين في زاوية حرجة من خارطة المجتمع، فما إن تأتي نازلة اجتماعية أو ثقافية... حتى تُعلَن - مباشرة- أحكام الرفض والتحذير والخوف والتوجس، حتى إذا ما استطال الوقت واتخذ الوافد الجديد مكانه الواسع من المجتمع يبدأ أولئك الرافضون برحلة التراجع أسرابا أسرابا متنازلين عن آرائهم السابقة ومسايرين للواقع لا لسبب إلا لأنهم افتقدوا الرؤية والمرونة الكافية لمعايشة الوافد الجديد حين ظهر بصيغته الأولى.
ولست أتحدث هنا عن أمر محرم صار حلالا وإنما الأمر يتعلق بنوازل محايدة تمت مصادرتها في البداية لأن النفس لا تميل إليها، أو أن السلف لم يستخدموها، أو لأنها غزو مبطن لا يعلم خفاياه إلا هم!!
إنه ليخالط المرء الأسى أن تستمر أوجه التشابه في الجمود بين المصلحين الاجتماعيين وبعض الحكام العرب، إذ كلهم يجمد على أفكاره ويصدر الأحكام، ثابتا على رؤاه لا يريم، مؤمنا بعدم المساومة والثبات على المبدأ!! حتى إذا ما دارت عجلة التطور.. وانطلقت المجتمعات في التقدم.. وتغيرت السياسات المحيطة.. انتبه فإذا هو وحيد في الساحة يصارع الفراغ.. فيحفِّز –حينئذ- جواده للحاق بالركب.. ولكن هيهات.
إن عدم المرونة، والجمود والتحجر، والتحفز للرد، والمبادرة نحو المصادرة، كلها مؤشرات فكرية توحي بأن الرافض للتطور يفكر في موقعه الآني، دون استخدام مسبار الفكر لاكتشاف ما ورائيات الواقع والتطلع نحو المستقبل.
أما حين نسمح للمرونة أن تكون دعامة التفكير الأساسية فإننا نستطيع أن نعيش الأزمنة منعتقين من المثبطات الحضارية، ومتحللين من عقدة النوم على ذراع الماضي وأمجاد القرون الأولى حين كانت راية الموحدين تفرد جناحيها على مجمل العالم القديم.
واستناداً إلى الرؤية التي تقول إن الأفعال الحركية الماثلة هي انعكاس للتصورات النظرية الكامنة ؛ فإنني أرى أن مفتاح الحل هو في تعزيز اللياقة العلمية لقراءة المستقبل، والتأسيس لغرس مفهوم المرونة الذهنية القابلة للتشكل حسب الحراك الزمني ومواضعات المجتمع، بعيدا عن التوجس المريب، والتشكك الحابس، والمصادرة قبل المبادرة، وبذلك نحتوي جزءاً من المشكلة ولا يقع بيننا وبين المجتمع ما وقع للشاعر الصمة القشيري مع زوجته من وحشة حين لم تسايره في تفكيره ورؤاه، فحل مشكلته معها بالبينونة الكبرى؛ فولى عنها وهو يقول:
كلي التمر..
حتى يُصرم النخل...
واضفري خطامك..
ما تدرين ما اليوم من أمس.