• ◘ الثقافية

  • قراءة في كتاب: الوراقة في منطقة نجد

    الرياض، مسعود المسردي (واس) أنجز الباحث د. الوليد بن عبد الرحمن آل فريان، كتاباً يؤرخ لمهنة الوراقة في بلادنا منذ القرن التاسع وحتى القرن الرابع عشر الهجري بعنوان: الوراقة في منطقة نجد.


    08 محرم 1446هـ 14 يوليو 2024م

    وجاء هذا العمل الصادر من دارة الملك عبد العزيز في 237 صفحة مقسمة على ثلاثة فصول عن معنى الوراقة وأقسامها وفضلها وعناية العلماء بها، ثم عن أدوات الوراقة من أوراق وأحبار وأقلام، مع إلماحة عن الوراقين منذ القرن التاسع وحتى القرن الرابع عشر الهجري، بالإضافة إلى إيراد نماذج مصورة لبعض المخطوطات المنسوخة من قبل الوراقين في نجد.



    واستهل الباحث كتابه بتعريف الوراقة، مبيناً المقصود بها الاشتغال بالنسخ في الورق وخاصة نسخ الكتب العلمية، سواء كانت تجارية أو تعليمية أو خيرية، مبيناً أن الوراقة في البلاد السعودية وفي منطقة نجد على وجه خاص تتمتع بتاريخ عريق ورصيد كبير يشهدان بما كانت عليه من رواج وازدهار، وما كان عليه أهلها من عناية واهتمام بالعلم والتعليم منذ عصور بعيدة، مما يدع الحاجة ماسة إلى بيان جهود علماء أهل هذه البلاد في نشر العلم وخدمته، ومعرفة أحوال "الوراقين"، والاستفادة من نتاجهم في تحقيق التراث الإسلامي، وإبطال مزاعم من يقول: إن هذه المنطقة لم تعرف العلم والتعليم إلا في عصور متأخرة.



    وأوضح أن جمعاً كبيراً من العلماء اشتغل "بالوراقة"، واتخذها مهنة وصناعة حتى عرف بالوراق؛ لكثرة ممارسته لهذا العمل من أجل نشر العلم، والمحافظة على الكتب من الاندثار، ونفي الأغاليط وتصرفات النساخ من غير ذوي الأمانة والديانة، ثم من أجل الاستغناء عن الوظائف والتعفف عن الوقوف بأبواب ذوي الأموال.



    وسرد الباحث اسم 25 وراقاً ممن وقف عليهم من "أهل نجد" منذ القرن التاسع حتى الحادي عشر الهجري، ذاكراً أنه لم يبق من كتبهم إلا القليل ومنهم: عبا لله بن شفيع، وحسن بن علي بن بسام الذي كتب كتباً كثيرة وكان فائق الخط، ومحمد بن فضل بن شمس، وعبد الله بن محمد بن غانم الذي نسخ "شرح منتهى الإيرادات للنجار"، وزامل بن موسى بن سلطان، ومحمد بن خلف ناسخ كتاب: "الشفاء" للقاضي عياض، ومحمد بن عبد الله بن سلطان الذي نسخ "مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي" وغيرهم.



    وجاء في الكتاب أن نشاط الوراقين في (نجد) اتّسع في القرن الثاني عشر الهجري؛ نظراً لازدياد عدد العلماء وكثرة المتعلمين ومنهم: فوزان بن محمد بن بريد الذي نسخ كتباً في الحساب، وعبد الرحمن بن شعيب الذي نسخ مخطوطة: "سيرة ابن هشام"، وحسن أبا حسين الذي ذكر عنه أنه نسخ كتباً كثيرة وكان خطه جميلاً ومتقناً، وأحمد القصير، وأحمد المنقور وقد وجدت كتباً كثيرة بخطه، وعجلان الحيدري، ومحمد بن حسن بن عفالق، وعبد الرحمن السحيمي كاتب المصاحف المشهور في بلدة "أشيقر"، ودخيل الله الأحسائي وهو ممن عرف بكثرة النسخ، ومن الكتب التي نسخها: "شرح الإقناع للبهوتي"، و"التصريح للأزهري"، و"العلو للذهبي"، وغيرها.



    وفي القرن الثالث عشر الهجري برز حميدان بن تركي، وإبراهيم اليوسف، ومحمد بن عبد الوهاب العالم المعروف الذي نسخ مخطوطة: "زاد المعاد لابن القيم"، و"صحيح البخاري"، وغيرها، ومحمد بن عبد الرحمن بن عفات ناسخ "ألفية ابن مالك"، ومرشد بن يحيى بن مانع، وأحمد بن سالم بن خضر، وعبد الله بن درويش، وعبد الله بن محمد بن عيسى من "أهل القويعية"، وكان خطه في غاية الحسن، ونسّاخون آخرون كثر حفل بذكرهم الكتاب.



    أما في القرن الرابع عشر الهجري فقد اتسعت (الوراقة) في "نجد" اتساعاً كبيراً؛ بسبب كثرة المتعلمين، ووفرة وسائل الكتابة، وتوجه البلاد نحو الوحدة والاستقرار، ولم يكن وصول الكتب المطبوعة من البلدان المجاورة في مستهل ذلك القرن حائلاً بين طلاب العلم والكتابة؛ إلا أن اكتمال وحدة البلاد، وكثرة المطابع في البلاد الإسلامية، وتوافر الكتب المطبوعة، ثم وصول آلات الطباعة بعد ذلك أدت كلها إلى اضمحلال (الوراقة اليدوية)، ومع ذلك فقد كان هناك وراقون يشتغلون "بالوراقة اليدوية"، وتجلت فيهم مهارة الكتابة، والصبر على النسخ، وإيثار العلم، والحرص على سلامة المنسوخ من الغلط والتحريف. ومن أولئك على سبيل المثال: حمد بن عتيق، وعبد الرحمن بن مقيم، وخلف بن هدهود، وعبد الله بن عائض الذي نسخ كتباً كثيرة وكان يتعيّش بالنسخ، ومحمد بن فنتوخ، ومحمد الصقعبي، وسليمان الدامغ الذي نسخ شرح مخطوطة: "البرهانية لابن سلوم"، وشكر بن حسين الذي نسخ العديد من المؤلفات منها: "المدهش لابن الجوزي"، وحمد بن فارس، وسعد بن حمد بن عتيق الذي أتم كتابة "تجريد التوحيد للمقريزي" سنة 1304هـ. وغيرهم.



    يذكر أن العديد من الأبحاث المحكّمة تطرقت إلى مهنة "الوراقة" في (نجد) ومنها: "الوراقة والوراقون في نجد" الذي أعده منصور الرشيد ونشر في (مجلة مكتبة الملك فهد) في مجلدها السادس عام 1421هـ، و"عبد الله بن إبراهيم الربيعي-أنموذجاً من نماذج التوثيق النجدي"، الذي أعده راشد بن سعد القحطاني، ونشر في العدد السادس من (مجلة الدرعية) عام 1420هـ.

    إعداد: مسعود المسردي


    تم تصويب (14) اخطاء، منها
    (عبدالله) إلى (عبد الله)


    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : قراءة في كتاب: الوراقة في منطقة نجد كتبت بواسطة نسرين صدقة سعيد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ الثقافية

  • عناقيد ثقافية

  • ☼ الثقافية

  • دار الإسلام

  • معاجم


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا