يلتقي بايرن ميونيخ وتشيلسي في نهائي لم يتوقعه أحد ، لكن فيما يحتفل الألمان والإنجليز ، يسعى عالم كرة القدم منذ أمس الخميس إلى فهم السبب الذي دعا برشلونة وريال مدريد لأن يدمرا نفسيهما في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتبدو مبررات ومحاولات التوضيح كثيرة ، لكن أولها يبدو مباراة "السوبر كلاسيكو" التي أقيمت السبت الماضي، فبينما "استرخى" بايرن وتشيلسي نهاية الأسبوع الماضي في بطولتي الدوري في بلديهما، كان الفريقان الأسبانيان ، الأكثر ضما للنجوم على مستوى العالم ، واللذان يدربهما المديران الفنيان الأشهر في العالم ، واللذان جذبا انظارالعالم لمتابعتهما وحدهما خلال العامين الماضيين ، يخوضان السبت مواجهة ثنائية على لقب الدوري ، تركتهما منهكين قبل مواجهتهما الأوروبية.
وكتبت صحيفة "ليكيب" أمس "خبراء الأرصاد يخطئون أكثر مما يظن الناس، أولئك الذين كانوا يتوقعون نهائي أحلام بين برشلونة وريال مدريد سيكون عليهم رؤية مواجهة بين فريقين أجنبيين"، مبدية رضاها عن تحول الضحيتين المنتظرتين إلى الفريقين اللذين سيتنازعان اللقب الأهم على مستوى الأندية في العالم.
وبينما تضم ألمانيا بطولة دوري من 18 فريقا فحسب ، وبطولة كأس تقام أدوارها من لقاء واحد ، كما هو الحال في إنجلترا ، يلعب برشلونة المتأهل إلى نهائي كأس ملك أسبانيا مباراة كل ثلاثة أيام منذ يناير الماضي، كما أن بايرن عرف أن لقب البوندسليجا في طريقه إلى دورتموند قبل أسبوعين فبدأ بإراحة بعض نجومه الأساسيين ، وتشيلسي هو سادس الدوري الإنجليزي ، لذا ركز على بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي والبطولة الأوروبية.
وقال فرانز بيكنباور لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بعد أن دخن وشرب نبيذا أحمر أسبانيا في فندق البعثة في مدريد احتفالا بالتأهل "على الأرجح ، يعاني الفريقان الآن من تأثير موسم طويل كان عليهما فيه أن يخوضا بطولة دوري مع 20 فريقا، كما شارك برشلونة في بطولة العالم للأندية أمام تشيلسي ، أعطى برشلونة إحساسا بأنه ليس في حالته البدنية ، منهك بعض الشيء تقريبا". واشتكى مورينيو عقب خروج فريقه الأربعاء ، في مباراة بدا فيها ريال مدريد دون طاقة أمام بايرن أكثر نشاطا ، "المنافس حصل على إجازة نهاية الأسبوع الماضي".
وسبق أن وجه مورينيو انتقادات أكثر من مرة للكرة الأسبانية لعدم اهتمامها بأنديتها قبل المباريات الأوروبية ، واقترح أن تقام مباريات الدوري يوم الجمعة من أجل الحصول على مزيد من الراحة ، لكن كل مطالبه ذهبت سدى، وهناك دليل آخر على أن الكرة الأسبانية ترهق نفسها بنفسها ، وهو أن مباراة نهائي كأس الملك ستقام في 25 مايو المقبل ، الأمر الذي سيضر باستعدادات المنتخب الأسباني لبطولة الأمم الأوروبية.
وتحدث إيكر كاسياس حارس ريال مدريد أكثر عن "إرهاق ذهني". وسواء كان السبب العقل أو الجسد ، ربما كان هذا الإرهاق هو ما يفسر الأخطاء التي ارتكبها من نقطة الجزاء ليو ميسي في مباراة برشلونة وتشيلسي أو كريستيانو رونالدو وكاكا في لقاء ريال مدريد وبايرن ميونيخ، كما أرسل سيرخيو راموس ضربته خارج المرمى ، وفي الجانب الألماني أخطأ توني كروس وفيليب لام.
ووصف يوب هاينكيس مدرب بايرن تأهل تشيلسي بأنه "مفاجأة"، مبررا عجز الفريق الكتالوني عن اختراق مرمى الحارس بيتر تشيك بقوله: "أعتقد أن برشلونة عانى من إرهاق كبير".
وكتبت صحيفة "الموندو" الأسبانية أمس تقول "الدور قبل النهائي يطيح بالكرة الأسبانية ، التي أضرت أيضا بنفسها".