الريال ومورينيو وكريستيانو قهروا البارسا في عقر داره
لم تعد الانجازات والارقام القياسية والتتويج والفوز في ملعب المنافس قاصرة فقط على برشلونة وميسي وجوارديولا ، بل إن من حق ريال مدريد وكريستيانو ومورينيو أن يأخذوا حظهم ونصيبهم من النجاح الكروي والبريق الاعلامي والاعجاب الجماهيري في جميع أنحاء العالم ، في كلاسيكو العالم كما ظفر بذلك مرارا الكاتالونيون !
بالأمس اصطاد الفريق الملكي العديد من العصافير بحجرين أو بالأحرى بهدفين اثنين فاز بهما على البارسا في عقر داره بإستاد الكامب نو و في حضور ما يقرب من 100 ألف متفرج .
الفوز الثمين والنادر في السنوات الاخيرة للملكي في الكامب نو ، يؤكد فوزه بلقب الليجا قبل أربع اسابيع من انتهاء المسابقة ، وكان جوارديولا مدرب البارسا أول المهنئين لمورينيو في أرض الملعب بالفوز واللقب ، وبالأمس أيضا تحطم رقم قياسي للريال ، فقد سجلوا هدفين ورفعوا عدد أهدافهم في الدوري إلى 109 هدفاً ، وهذا رقم قياسي جديد لعدد الاهداف في الموسم للدوري الاسباني والرقم السابق موسم 89/90 للريال أيضا وكان 107 هدفاً ، وبالطبع يمكن للفريق الملكي تطوير وتعزيز الرقم خلال المباريات الاربع الباقين بما يجعله رقما أسطوريا صعب المنال !
** وبالأمس تألق كريستيانو رونالدو وأبدع وجرى وتحرك وأربك دفاعات البارسا مع اوزيل وبنزيمه ولم يفقد أعصابه ، فكان من أهم النجوم وسرق الاضواء من ميسي وسجل هدف الفوز المدريدي ليرفع عدد أهدافه في الدوري إلى 42 هدفاً وينفرد بلقب الهداف بفارق هدف واحد عن ميسي الذي كان بعيدا تماماً عن حالته وتألقه ونجوميته متأثراً بسوء مستوي زملائه فرديا وجماعياً.
وبالأمس خطا مورينيو المدير الفني للريال 99% من المشوار نحو الحصول لفريقه ولنفسه على الليجا الاسباني لأول مرة في تاريخه ،ليضم هذا اللقب لكأس اسبانيا، ليحطم رقما شخصيا لنفسه وربما على المستوى الاوروبي والعالمي بإحراز لقب الدوري والكأس المحلية في أربعة دول مختلفة مثلما سبق ان فاز بالدوري البرتغالي وكأس البرتغال مع بورتو، وبالدوري الانجليزي وكأس انجلترا مع تشيلسي ، وبالدوري الايطالي وكأس ايطاليا مع انتر ميلان، والأهم للمدرب الاستثنائي الذي سيطر على أعصابه في المباراة ، هو أنه أوقف سلسلة خسائره الشخصية أمام جوارديولا المدرب التاريخي للبارسا عبر 11 كلاسيكو في مختلف البطولات بينهما منذ نوفمبر 2010 ، انتهت خمسة منها بفوز جوارديولا وأربعة بالتعادل ومباراتين فقط بفوز مورينيو، وإن كان عزاؤه أن الفوزين كانا للتتويج ببطولتين، الاول كان في نهائي كأس الملك العام الماضي ، نال على أثره اللقب ، والثاني بالامس هو تتويج منطقي وواقعي بلقب الليجا، وأعتقد أن ما يفخر به مورينيو أمس أنه فاز على البارسا في عقر داره بالكامب نو لأول مرة ، وهو تنفيس عن غضبه وكبرياءه واسترداد لإعتباره ورد للدين عن ثلاثة انتصارات سابقة للبارسا بقيادة جوارديولا في سانتياجو برنابيو بالعاصمة مدريد.
** وقد عدت بالذاكرة لما كتبته قبل ستة اسابيع وبعد فقدان ريال مدريد أربع نقاط في أقل من اسبوع بعد تعادله مع ملقا ثم فياريال ،و قلت " أعتقد أن الريال بمنظومته قادر على التماسك وإستغلال قوة مقاعد احتياطييه ، وستبقى الكرة في ملعب البارسا ، ليقاوم التوتر ويحتفظ بقدرته على الاستمرار في الفوز وانتزاع النقاط الكاملة والمطاردة للضغط على الريال.. وربما سيكون سيناريو المطاردة والملاحقة ، البديل الأفضل الذي سيقدمه الناديان الافضل في العالم لعشاق الليجا في الاسابيع العشرة المتبقية والتي كان يمكن أن تصبح مفعمة بالملل والرتابة في حالة استمرار فارق النقاط العشرة .. ومرة أخرى أراني مقتنعاً بأن فرصة الريال هي الأفضل خاصة لو نجح في إستعادة رباطة الجأش" .. انتهى كلامي وهو ما حققه الريال بالفعل بإستعادة الهدوء ودخول حالة الصمت الإعلامي الرهيب التي أفادت الفريق بالفعل ومديره الفني ، فكان تركيزه في العمل والتكتيك أفضل من إثارة قضايا ومشاكل بتصريحات استفزازية.
** بالأمس نفض مورينيو عقدة الاستحواذ مع البارسا ، فتركه يستحوذ ، وكان فريقه الأكثر فاعلية في تقليل خطورة ميسي أهم لاعبي البارسا بشياكة وجماعية دون فاولات مؤذية وبطاقات ملونة ، ونفس الأمر مع أبرز معاوني ميسي وهما تشافي وانييستا .. وقلل لاعبو الريال من خطورة لاعبي وسط البارسا او مدافعيه المساندين للهجوم ، وأجهضوا معظم الاختراقات من العمق ، وهددوا مرمى الفريق الكاتالوني بهجماتهم المرتدة الخطيرة التي جاء منها هدفين وضاع مثلهما .
** لم أفهم تصريحات بيب جوارديولا المدير الفني للبارسا في المؤتمر الصحفي الذي أقامه ليلة أمس الاول قبل أقل من 24 ساعة من الكلاسيكو الاسباني، حينما قال أنه " يشعر بأن فريقه "توج فعليا" بلقب الدوري الإسباني، مبرراً الأمر بأن "جماهير البارسا فخورة بأداء لاعبيها بعد تحقيقهم 11 انتصارا متتاليا في البطولة ، ومهما كانت نتيجة المباراة أمام الريال، فهذا لن يضر صورتنا المشرفة، جماهيرنا تشعر بالفخر، ونحن راضون تماما عما حققناه هذا الموسم .. إذا لم نفز بالليجا، فلن نلوم أي شخص، فنحن نعتبر أنفسنا فزنا بالفعل".
وإحتاج الامر 24 ساعة لكي أفهم هذا التصريح المرتبك وغير الموفق والذي يعبر عن اهتزاز نفسي وروح انهزامية ، ماذا كان يقصد بيب ؟، وبماذا كان يشعر؟، وهو يفتقد الثقة والحماس وترتيب الافكار، ولهذا وقع في أسوأ الاخطاء الفنية التي ارتكبها في مسيرته مع البارسا والتي توجها من قبل ب13 لقبا محليا واوروبيا وعالميا في أقل من 4 مواسم فعلية مع الفريق.
** ورغم أن جوارديولا كان يدري بأهمية المباراة للريال ، فقد سهل من مهمة مورينيو ، بإقصاء عدد من أفضل لاعبيه عن التشكيلة الرئيسية مثل بيكيه عملاق الدفاع ، وسيدو كيتا مدافع الوسط ، وإبقاء اليكسس سانشيز للدفع به في منتصف الشوط الثاني ومعه بيدرو الفاقد للثقة وفابريجاس الذي كان نجم ارسنال الاول في انجلترا وبعد شهور من مشاركته مع البارسا تحول إلى شبح لاعب كبير، غامر جوارديولا بإختياراته من لاعبين صغار مثل كريستيان تيو والكانترا ، ومع إبتعاد الغائب الحاضر ابيدال في صراعه مع المرض ، وإبتعاد النجمين تشافي وانييستا عن المستوى الكبير ، والغيبة الطويلة للمصاب ديفيا فيا، فإن العبء الثقيل الذي نأي به ليونيل ميسي طويلاً وتحمله بشجاعة في مباريات عديدة، لم يكن من السهل أن يكرره بالأمس أمام الريال ، خاصة في ظل الطريقة الدفاعية الذكية لمحاصرته بأكثر من لاعب دون مخاشنة عنيفة ، مما حد من إبداعه الذي كان شريكاً أساسيا – رغم ذلك - في الهدف الوحيد لسانشيز ، وفي فرصة انفرادية لتشافي لم يوفق في استغلالها ، ورغم ذلك يبقى جوارديولا المدرب الافضل في تاريخ البارسا ، وإن كان مستقبله مع الفريق سيكون في خطر كبير خاصة إذا لم يتعافى سريعاً ، ويتمكن من إقصاء البلوز هذا الاسبوع في إياب الدور قبل النهائي لدوري الابطال، وربما يكون هذا المسار ، البديل الوحيد لرد إعتباره امام الريال المرشح أيضا لإقضاء بايرن ميونيخ من قبل نهائي دوري الابطال ، لنكون أمام نهائي تاريخي او نهائي الحلم والثأر في الاستاد الاولمبي باليانزا أرينا بمدينة ميونيخ يوم 19 مايو القادم .