الطائف، أحمد الوهبي (واس) يُشكل العمل التطوعي في الماضي والحاضر؛ مشهداً اجتماعيًا و واجبًا وتكافلاً مهمًا؛ فهو جبلّة وفطرة وطبيعة أبناء هذا الوطن قديمًا وحديثاً؛ حيث جَدَّ آبائنا وأجدادنا على مساعدة الآخرين سواءً كان الجار أو عابر السبيل أو المستغيث، وكانت تبرز هذه الفعائل بين أهالي الحاضرة، والضاحية، والهجرة، والقرية، والبادية؛ في كافة مناطق المملكة، سواءً في أوقات الأفراح أو الأتراح، وتظهر جليًا في مواسم الزراعة، وحفر الآبار العربية، و بناء بيوت الحجر أو الطين أو نصب الخيام، حيث يتم هذا الأمر تلقائيًا، بما تمليه عليهم طبيعة الحياة, وما تضمه من واجبات مجتمعية فيما بينهم.
- الطائف 03 رمضان 1444 هـ الموافق 25 مارس 2023
وعُرفت ملامح العمل التطوعي قديماً عند أباءنا وأجدادنا بما يسمى بالفزعة أو العونة (المساعدة) وهو تكافل مجتمعي متبادل في تعاملات أفراد هذه الضواحي والقرى دون انتظار أي مقابل مادي أو عيني، بهدف تحقيق المصلحة العامة أولاً، إذ كانت طبائعهم الكريمة و الفطرة الإنسانية التي يحمل
ونها، وأخلاقهم النبيلة الحميدة, لا تتوقف عن أي مساعدة أو مد يد العون لمجتمع القرية أو المجاورين لها وقت الشدائد أو حلول الأزمات، حيث كانوا من الرواد المتميزين في النشاط الاجتماعي.
وتنوعت الأعمال التطوعية قديمًا من خلال تقديم أفراد القرى فيما بينهم الخدمات المتعددة التي يحترفونها في الزراعة وبناء المنازل، وشيوخ العلم من كبار السن، الذين يقومون على تعليم الأبناء القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وبعضًا من علوم اللغة والفقه، حيث أبرز هذا التعاون المجتمعي الصورة الجميلة للوجه الإنساني الذي يفيض بالترابط ويدعم العلاقات الاجتماعية التي يتوارثها الأجيال، حتى أصبحت حديثًا منصة تنمية ثقافية من إحدى أهم أهداف رؤية المملكة 2030، للوصول إلى مليون متطوع في عام 2030، وتوفير بيئة مناسبة لتنمية العمل التطوعي، وتحفيز أكبر عدد من المتطوعين، و الإهتمام بهم، وفتح الآفاق أمامهم بحيث تكون مهامهم أقل جهدا وأكبر تأثيراً.
ولم تقتصر الأعمال التطوعية منذ أمد بعيد على الرجال فقط بل كان شائعًا بين النساء، فقد شاركت المرأة في الكثير من الأعمال التطوعية المجتمعية؛ بمساعدة الأهل والأقارب في المنشط والمكره، حيث كان العمل التطوعي بمثابة وسام يرتديه البعض ويفاخر في سرعة الاستجابة له بمد يد العون للشخص المحتاج، و دليل آخر على الصحة السليمة التي يتمتع بها الفرد من خلال نشاطه الحركي والبدني المستمر.
من جانبه روى لوكالة الأنباء السعودية "واس" المواطن شاكر محمد الثقفي الذي بلغ من العمر 70 عاماً، قصصًا عن الأعمال التطوعية والتكافل المجتمعي الذي توارثت ثقافته الأجيال؛ وما قام به مع آباءه وأجداده في تقديم المساعدة في الزراعة؛ وخدماتها المقدمة من حرث وحصاد وتقليم الأشجار، وسقاية بعضٍ من المزارع في غياب أصحابها، حيث يتذكر الثقفي معاونته في إعادة بناء إحدى عوارض وجدران مزرعة تقع في قريتهم بعد سقوط أمطار غزيرة، راويًا أنه اجتمع مع العديد من أفراد القرية وتم تقسيم المهام فيما بينهم على شكل مجموعات، مجموعة تقوم بجلب المياه، وأخرى تعمل على توفير مؤونة البناء، ومنهم مُعلم للبنّاء، حتى تمت إعادة بناءه في نهار يوم كامل، مؤكدًا أن التعاون فيما بيننا شمل أيضاً بناء البيوت، والقلاع والحصون، بجلب الأخشاب من الجبال، وحمل الحجارة ذات التشكيلات والألوان المتنوعة والأحجام الصخرية المختلفة، وعند الانتهاء من بناء أساساتها وتقوية جدرانها نقوم بجلب التراب والماء من الآبار في بطون الأودية؛ ونغطي بها المنازل حفاظًا عليها من عوامل الطبيعة مثل سقوط الأمطار أو التيارات الهوائية المصاحبة للشوائب.
وأضاف الثقفي أن هناك العديد من الأعمال التطوعية الجميلة والراسخة، مستذكرًا في صغر سنه؛ العمل التطوعي المميز الذي يقوم به آخرون كمناديب إلى القرى القريبة المجاورة والنائية، وأماكن تجمع الناس في الأسواق التاريخية، لتبليغهم الخبر بدخول شهر رمضان المبارك، حيث يتطوع العديد لرصد أخبار رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالوسائل التقليدية، وكانت ضمن الوسائل الوحيدة لإعلام الناس بدخول الشهر الفضيل هو الشخص المتطوع؛ الذي يجول القرى القريبة والمحيطة ممتطيًا راحلته؛ متطوعًا دون أي مقابل، حيث يأتي بالنبأ الصحيح، وتكون أخباره التي سعى إلى نقلها؛ محل خير وبشائر، تعم بها القرية بنفحات الفرح لاستقبال الشهر الفضيل.
وأشار إلى أنه عايش العديد من أعمال التعاون التي شارك بها والتي يراها أمام عينيه كالمساعدة في الزواجات بإعداد صيوان الفرح للرجال والنساء، واستقبال الوفود الحاضرة، وتجهيز مواقد الطبخ التي تحمل القدور الضخمة، ومد سفر الطعام، وكذلك مساعدة من يتعرض للدغ الزواحف السامة أو مهاجمته من قبل سباع البر، حيث يقومون بإنقاذه وتوصيله لمنزله ومتابعة حالته المرضية، وزيارته والسهر معه، والبحث عن الطبيب الشعبي المناسب الذي يخفف عن وطأته ومن الآمه، مشيرًا أنه اليوم -ولله الحمد- نعيش في نعيم ورخاء في ظل حكومتنا الرشيدة – حفظها الله- بكافة عوامل التطور، و الخدمات التنموية المعيشية المدعّمة بأحدث الأجهزة النوعية والكوادر البشرية المتعلمة، التي تقوم بخدمة الوطن بكل اخلاص وأمانة.
- الطائف 03 رمضان 1444 هـ الموافق 25 مارس 2023
وعُرفت ملامح العمل التطوعي قديماً عند أباءنا وأجدادنا بما يسمى بالفزعة أو العونة (المساعدة) وهو تكافل مجتمعي متبادل في تعاملات أفراد هذه الضواحي والقرى دون انتظار أي مقابل مادي أو عيني، بهدف تحقيق المصلحة العامة أولاً، إذ كانت طبائعهم الكريمة و الفطرة الإنسانية التي يحمل
ونها، وأخلاقهم النبيلة الحميدة, لا تتوقف عن أي مساعدة أو مد يد العون لمجتمع القرية أو المجاورين لها وقت الشدائد أو حلول الأزمات، حيث كانوا من الرواد المتميزين في النشاط الاجتماعي.
وتنوعت الأعمال التطوعية قديمًا من خلال تقديم أفراد القرى فيما بينهم الخدمات المتعددة التي يحترفونها في الزراعة وبناء المنازل، وشيوخ العلم من كبار السن، الذين يقومون على تعليم الأبناء القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وبعضًا من علوم اللغة والفقه، حيث أبرز هذا التعاون المجتمعي الصورة الجميلة للوجه الإنساني الذي يفيض بالترابط ويدعم العلاقات الاجتماعية التي يتوارثها الأجيال، حتى أصبحت حديثًا منصة تنمية ثقافية من إحدى أهم أهداف رؤية المملكة 2030، للوصول إلى مليون متطوع في عام 2030، وتوفير بيئة مناسبة لتنمية العمل التطوعي، وتحفيز أكبر عدد من المتطوعين، و الإهتمام بهم، وفتح الآفاق أمامهم بحيث تكون مهامهم أقل جهدا وأكبر تأثيراً.
ولم تقتصر الأعمال التطوعية منذ أمد بعيد على الرجال فقط بل كان شائعًا بين النساء، فقد شاركت المرأة في الكثير من الأعمال التطوعية المجتمعية؛ بمساعدة الأهل والأقارب في المنشط والمكره، حيث كان العمل التطوعي بمثابة وسام يرتديه البعض ويفاخر في سرعة الاستجابة له بمد يد العون للشخص المحتاج، و دليل آخر على الصحة السليمة التي يتمتع بها الفرد من خلال نشاطه الحركي والبدني المستمر.
من جانبه روى لوكالة الأنباء السعودية "واس" المواطن شاكر محمد الثقفي الذي بلغ من العمر 70 عاماً، قصصًا عن الأعمال التطوعية والتكافل المجتمعي الذي توارثت ثقافته الأجيال؛ وما قام به مع آباءه وأجداده في تقديم المساعدة في الزراعة؛ وخدماتها المقدمة من حرث وحصاد وتقليم الأشجار، وسقاية بعضٍ من المزارع في غياب أصحابها، حيث يتذكر الثقفي معاونته في إعادة بناء إحدى عوارض وجدران مزرعة تقع في قريتهم بعد سقوط أمطار غزيرة، راويًا أنه اجتمع مع العديد من أفراد القرية وتم تقسيم المهام فيما بينهم على شكل مجموعات، مجموعة تقوم بجلب المياه، وأخرى تعمل على توفير مؤونة البناء، ومنهم مُعلم للبنّاء، حتى تمت إعادة بناءه في نهار يوم كامل، مؤكدًا أن التعاون فيما بيننا شمل أيضاً بناء البيوت، والقلاع والحصون، بجلب الأخشاب من الجبال، وحمل الحجارة ذات التشكيلات والألوان المتنوعة والأحجام الصخرية المختلفة، وعند الانتهاء من بناء أساساتها وتقوية جدرانها نقوم بجلب التراب والماء من الآبار في بطون الأودية؛ ونغطي بها المنازل حفاظًا عليها من عوامل الطبيعة مثل سقوط الأمطار أو التيارات الهوائية المصاحبة للشوائب.
وأضاف الثقفي أن هناك العديد من الأعمال التطوعية الجميلة والراسخة، مستذكرًا في صغر سنه؛ العمل التطوعي المميز الذي يقوم به آخرون كمناديب إلى القرى القريبة المجاورة والنائية، وأماكن تجمع الناس في الأسواق التاريخية، لتبليغهم الخبر بدخول شهر رمضان المبارك، حيث يتطوع العديد لرصد أخبار رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالوسائل التقليدية، وكانت ضمن الوسائل الوحيدة لإعلام الناس بدخول الشهر الفضيل هو الشخص المتطوع؛ الذي يجول القرى القريبة والمحيطة ممتطيًا راحلته؛ متطوعًا دون أي مقابل، حيث يأتي بالنبأ الصحيح، وتكون أخباره التي سعى إلى نقلها؛ محل خير وبشائر، تعم بها القرية بنفحات الفرح لاستقبال الشهر الفضيل.
وأشار إلى أنه عايش العديد من أعمال التعاون التي شارك بها والتي يراها أمام عينيه كالمساعدة في الزواجات بإعداد صيوان الفرح للرجال والنساء، واستقبال الوفود الحاضرة، وتجهيز مواقد الطبخ التي تحمل القدور الضخمة، ومد سفر الطعام، وكذلك مساعدة من يتعرض للدغ الزواحف السامة أو مهاجمته من قبل سباع البر، حيث يقومون بإنقاذه وتوصيله لمنزله ومتابعة حالته المرضية، وزيارته والسهر معه، والبحث عن الطبيب الشعبي المناسب الذي يخفف عن وطأته ومن الآمه، مشيرًا أنه اليوم -ولله الحمد- نعيش في نعيم ورخاء في ظل حكومتنا الرشيدة – حفظها الله- بكافة عوامل التطور، و الخدمات التنموية المعيشية المدعّمة بأحدث الأجهزة النوعية والكوادر البشرية المتعلمة، التي تقوم بخدمة الوطن بكل اخلاص وأمانة.