حينما يتعملق الصغار
ويظنون أنهم قد ملكوا الدنى
واستغنوا عن حكمة القدامى
وتطاولوا ظانين انهم مادّوا رقابهم
أعلى ممن جعدت وجوههم حكمة الزمن
لا يبقى أحد بساحة المعركة سوى
بعض شخصيات من الوهم
منها عقلٌ اعتصم عن الفكر
وجسدٌ تنازل وأصبح قائم على الأمر
لا أحد كسر قواعد الزمن وأصبح بطلاً
كيف البطولة وقد باع الزمن
كيف الجسارة وقد خان الحِكم
كيف الحياة وقد كسر قانون الحياة
قيل لنا منذ الأزل
أن الحكيم بصيرتك
وسينفعك
بل ربما
نفع الحكيم قد يفوق قوتك
ولىَّ الزمان ذاك الذي قيل لنا
وأتى زمان قال فيه الأقوياء
فعمّ الصمت حنجرة الحكيم
سكوت
ولربما
لن تجده
فهنا قد يطول الوقت ويُعدم
ويموت
في الجوف آلاف الطعنات
نبتلع اللحظات خلف هجير الانتظار
وتلفحنا عواصف الأحزان
تقتلع جذور الأمل في النفس
وتموت في الذات براعم الأحلام
ونحن بين أمواج الدمع ولجة النزف نغرق
أكتب أيا الحكيم لا تصمت
لا يكسرك الحزن والأنين
وانزف ألمك على صفحات الأوهام
وفوق جبين الورق انزف دماً
تحت سور النسيان
يكسرون الاحلام بقسوة
ويرحلون عنك كالأيام كالعمر
وينبت في القلب جرح باتساع الفراغ خلفهم
ثم تأتي بهم الأيام إليك من جديد
فكيف تستقبل عودتهم
وماذا نقول لهم
قررت أن أقول لهم
أنى نسيتهم
وأدر لهم ظهر القلب وأمض في الطريق المعاكس لهم
فربما كان هناك
في الجهة الأخرى
تفاؤل بالأيام
إن الأيام لا تتكرر
وان المراحل لا تعاد
وإنني ذات يوم خلفتهم
تماما كما خلفوني في الوراء وان العمر
لا يعود إلى الوراء أبدا
قولت لهم
إنني قد لفظت آخر الأحلام بهم
حين لفظت قلوبهم
وإنني بكيت خلفهم كثيرا
حتى اقتنعت بموتهم
ما أشقانا من بشر عندما تركلنا الحياة
ونتجرع الألم من كأس الانتظار
وتتقاذفنا الأقدار لنرسم بمصيرنا قصة إنسان
ونسينا ما يحتويه قانون العدول
خلفت ورائي عالم الجمال والخيال والغنى
هربت إلى عالم فقير مستور
تخفيت برحيل عنهم خائفاً اللوم
وما تمضيه الصدور
ولو بسهام الغدر أصابت غرورهم
لحفرت بأناملي لك العبور
ما بالك أني هربت
من الواقع وتعايشت
بين مخالب الطيور
أجابتني دموع العين وآهات القلب
الموجوع
نهش الطيور ارحم من
جراءة البشر ومرضى الغرور
لا زالت آثار بصماتهم من جدران أعماقي
واقتلعت كل خناجرهم من ظهري
وأعدت ولادتي من جديد
وحرصت على تنقية
المساحات الملوثة منهم
وإن مساحتي النقية ما عادت تتسع لهم
فقلت لهم
إنني أغلقت كل محطات الانتظار خلفهم
فلم أعد أرتدي رداء الشوق
وتقف فوق محطات عودتهم
أترقب القادمين
وأدقق في وجوه المسافرين
وأبحث في الزحام عن ظلالهم
وعطرهم وأثرهم
عن صدفة تأتي بهم أعيني
في زمن لاهث يقبع خلف الأسوار
يصرخ بإيقاعه
ألقي بنظرة على ما حولي
أضيع خطواتي وسط الزحام
ابتسامات باهتة تلاحقني
أصداء همس يتبعني
أبحث عن مكان أستريح فيه
أجوب الشوارع أمسح الآهات
يترامى إلى مسمعي نغم حزين
يخدش إحساس الراحة
تخنقني العبرة وتتساقط الدموع بانهمار
عشت أحلم بالدفء
بحثت عن الربيع وأزهاره
فجاء الخريف وصفعني
وأسقط أوراقي بقسوة
كان حبها لي مزيجاً من العقل والجنون
حلقت بها إلى أبعد من حدود العقل
فرمت بي للقاع ووارى جثمان
وداعنا في ضريح الذكرى
مع إشراقة شمس كل يوم
يشرق داخلي أمل عودتها
ولى تاقت لحلاوة النعاس
عادت ومعها حبيبٌ جديدٌ اقتحمت
أصداف موج الحلم المبتور!
تحولت مشاعرها الساخنة بدرجة
الغليان إلى كتلة من زمهرير
تنتفض تحت الصفر
لف الجحيم إشراقتي الخضراء بأوراق الألم
عبد الله الأهدل
السفر عبر الزمن
ويظنون أنهم قد ملكوا الدنى
واستغنوا عن حكمة القدامى
وتطاولوا ظانين انهم مادّوا رقابهم
أعلى ممن جعدت وجوههم حكمة الزمن
لا يبقى أحد بساحة المعركة سوى
بعض شخصيات من الوهم
منها عقلٌ اعتصم عن الفكر
وجسدٌ تنازل وأصبح قائم على الأمر
لا أحد كسر قواعد الزمن وأصبح بطلاً
كيف البطولة وقد باع الزمن
كيف الجسارة وقد خان الحِكم
كيف الحياة وقد كسر قانون الحياة
قيل لنا منذ الأزل
أن الحكيم بصيرتك
وسينفعك
بل ربما
نفع الحكيم قد يفوق قوتك
ولىَّ الزمان ذاك الذي قيل لنا
وأتى زمان قال فيه الأقوياء
فعمّ الصمت حنجرة الحكيم
سكوت
ولربما
لن تجده
فهنا قد يطول الوقت ويُعدم
ويموت
في الجوف آلاف الطعنات
نبتلع اللحظات خلف هجير الانتظار
وتلفحنا عواصف الأحزان
تقتلع جذور الأمل في النفس
وتموت في الذات براعم الأحلام
ونحن بين أمواج الدمع ولجة النزف نغرق
أكتب أيا الحكيم لا تصمت
لا يكسرك الحزن والأنين
وانزف ألمك على صفحات الأوهام
وفوق جبين الورق انزف دماً
تحت سور النسيان
يكسرون الاحلام بقسوة
ويرحلون عنك كالأيام كالعمر
وينبت في القلب جرح باتساع الفراغ خلفهم
ثم تأتي بهم الأيام إليك من جديد
فكيف تستقبل عودتهم
وماذا نقول لهم
قررت أن أقول لهم
أنى نسيتهم
وأدر لهم ظهر القلب وأمض في الطريق المعاكس لهم
فربما كان هناك
في الجهة الأخرى
تفاؤل بالأيام
إن الأيام لا تتكرر
وان المراحل لا تعاد
وإنني ذات يوم خلفتهم
تماما كما خلفوني في الوراء وان العمر
لا يعود إلى الوراء أبدا
قولت لهم
إنني قد لفظت آخر الأحلام بهم
حين لفظت قلوبهم
وإنني بكيت خلفهم كثيرا
حتى اقتنعت بموتهم
ما أشقانا من بشر عندما تركلنا الحياة
ونتجرع الألم من كأس الانتظار
وتتقاذفنا الأقدار لنرسم بمصيرنا قصة إنسان
ونسينا ما يحتويه قانون العدول
خلفت ورائي عالم الجمال والخيال والغنى
هربت إلى عالم فقير مستور
تخفيت برحيل عنهم خائفاً اللوم
وما تمضيه الصدور
ولو بسهام الغدر أصابت غرورهم
لحفرت بأناملي لك العبور
ما بالك أني هربت
من الواقع وتعايشت
بين مخالب الطيور
أجابتني دموع العين وآهات القلب
الموجوع
نهش الطيور ارحم من
جراءة البشر ومرضى الغرور
لا زالت آثار بصماتهم من جدران أعماقي
واقتلعت كل خناجرهم من ظهري
وأعدت ولادتي من جديد
وحرصت على تنقية
المساحات الملوثة منهم
وإن مساحتي النقية ما عادت تتسع لهم
فقلت لهم
إنني أغلقت كل محطات الانتظار خلفهم
فلم أعد أرتدي رداء الشوق
وتقف فوق محطات عودتهم
أترقب القادمين
وأدقق في وجوه المسافرين
وأبحث في الزحام عن ظلالهم
وعطرهم وأثرهم
عن صدفة تأتي بهم أعيني
في زمن لاهث يقبع خلف الأسوار
يصرخ بإيقاعه
ألقي بنظرة على ما حولي
أضيع خطواتي وسط الزحام
ابتسامات باهتة تلاحقني
أصداء همس يتبعني
أبحث عن مكان أستريح فيه
أجوب الشوارع أمسح الآهات
يترامى إلى مسمعي نغم حزين
يخدش إحساس الراحة
تخنقني العبرة وتتساقط الدموع بانهمار
عشت أحلم بالدفء
بحثت عن الربيع وأزهاره
فجاء الخريف وصفعني
وأسقط أوراقي بقسوة
كان حبها لي مزيجاً من العقل والجنون
حلقت بها إلى أبعد من حدود العقل
فرمت بي للقاع ووارى جثمان
وداعنا في ضريح الذكرى
مع إشراقة شمس كل يوم
يشرق داخلي أمل عودتها
ولى تاقت لحلاوة النعاس
عادت ومعها حبيبٌ جديدٌ اقتحمت
أصداف موج الحلم المبتور!
تحولت مشاعرها الساخنة بدرجة
الغليان إلى كتلة من زمهرير
تنتفض تحت الصفر
لف الجحيم إشراقتي الخضراء بأوراق الألم
عبد الله الأهدل
السفر عبر الزمن