• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • « آه يا نفوخي » والمراهق الصغير

    الرياض : عبدالرحمن الناصر : إبراهيم "بريه" مؤذٍ ودائماً ما يمل رجال الحي من فورته التي تأتي عواقبها وخيمة، إما" بشق في الرأس أو كدمة في الساق او انتفاخ في جبينه"، والدته لطيفه لا تأخذه معها لزيارة أهلها ودائماً ما تنهره وتخبر والده محمدا عن أفعاله.

    سواليف حارتنا



    لم تكن الأبواب مغلقة بل مشرعة على آخرها، بسبب تزاور أهل الحي مع بعض وتوزيع "الذواقة" في كل ظهيرة بينهم.

    فجأة و" بو بريه "ينام قيلولته المعتادة في"مصباح البيت"البارد، إلا وجارتهم ام سعد واقفة على رأسه، لم تلبس النقاب لان في ذلك الوقت كان غريباً على المجتمع حتى النساء كانت تضع قطعة من القماش"جلال" على رؤوسهن بوجوهن طيبة باسمة مابين الجيران، "يستقْعد"يجلس ابو ابراهيم يفرك عينيه:"مسيك بالخير..يا ام سعد، عسى مافيكم شي"

    أم سعد تجلس ممسكةً ابنتها الصغيرة:" والله يا ابو ابراهيم.. ما جيت الا داعية الهداية لابريه..تراه موذيٍ الجيران وشلخ عيالهم وقبله يطارد فوق جدرانهم، والحين "داحج" البنت لين بغى يقطع قلبها ومَصَعّها من تسحيبه".

    تاتي ام ابراهيم بالتمر" القدوع" والقهوة، تجلس لتكمل الحديث معهما:" ورا ما فصختي جلده بعصا ابو سعد- وزي ما ننتبه لعيالكم انتبهي لعيالنا واذا اخطوا عليس بهم".

    إبراهيم الطفل الشقي كبر وكبرت معه مشاكله، لا يهتم بأي عقاب يقع عليه، ينفذ ما بدى له، مع بداية التطور وتمديد اسلاك الكهرباء تحت الارض، استغل هذا المراهق الصغير تلك الحفر العميقة، واصبح يرمي الاحجار على العمال وهم في جوفها، حتى وقعت إحداها على رأس عامل مصري لتشج رأسه.

    يصرخ المصري:"آه يا نفوخي" يهرب بريه ويتبعه عمال الشركة، الا أن رجال الحي وشبابها اوقفوا العمال، يظهر راعي الدكان ممسكاً عصاه:" عسى ماشر وشفيكم ضالين فيذا "، يرد احدهم:"والله ياعم هو..الواد خبط الراجل بحجر على نفوخوه وهِرَب". راعي الدكان:"مايخالف ما يخالف..تعالوا اشربوا البارد ويكون خير".

    لم يكترث بريه بل" زاد الطين بله" عندما أتت شركة أخرى لترصف حفر الكهرباء، في الليل يذهب العمال تاركين معداتهم لرصف الإسفلت، الا ان بريه تعرف كيف يتم تشغيلها، وبعد صلاة المغرب ودخول رجال الحي في بيوتهم يذهب مع اصدقائه لتشغيل" الرصاصات" الصغيره واللعب بها، لم يكن يعرف انه سيرتكب كارثة في سيارة" شيفرولية" لجارهم عتيّق.

    بعد صلاة الفجر، ينتبه عتيّق لسيارته التي تهشمت من جراء الاصطدام، يشتكي الشركة بسبب اهمالهم، لكنه لا يعلم ان ابريه هو المتسبب في كل ذلك. ورغم مشاكله الكثيرة الا انه طالب مجتهد لا يأخذ شهادة بها" دائرة حمراء".

    بريه الآن يسمى الشيخ إبراهيم لديه من المال الكثير وشركة مقاولات كبرى وماضيه أصبح ذكريات وحاضره جيد.
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : « آه يا نفوخي » والمراهق الصغير كتبت بواسطة الدربيل مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا