الجزائر (مهاجر نيوز) : استقبلت فنادق في جزر الكناري الإسبانية آلاف المهاجرين، الأمر الذي أدى إلى توتر في قطاع السياحة هناك، والذي تضرر بشدة جراء أزمة كورونا. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان وجود المهاجرين سيؤثر على عدد السياح.
دومينيك، شاب ألماني يبلغ من العمر (29) عاماً، كان يخطط مع زميله لقضاء عطلة في جزر الكناري الإسبانية لمدة أسبوع، ولم يعيرا انتباهاً للزيادة الأخيرة في تدفق المهاجرين الأفارقة إلى الأرخبيل الإسباني قبل أن يحجزوا بطاقة السفر والفندق.
ونظراً للقيود المتعلقة بجائحة كورونا في معظم الأماكن السياحية الأخرى، تعد جزر الكناري حالياً واحدة من الوجهات السياحية القليلة القابلة للزيارة – بالنسبة للأوروبيين الذين يبحثون عن ملاذ مشمس، غير أنها باتت ملاذاً للمهاجرين الأفارقة أيضا، الذين يحاولون الهروب من المصاعب الاقتصادية في بلادهم.
- لاجئون بصحبة الشرطة عند ساحل إحدى جزر الكناري. دويتشه فيله
والجدير بالذكر أن عدد المهاجرين الوافدين إلى أرخبيل جزر الكناري قد شهد ارتفاعاً كبيرا جدا هذا العام، حيث تجاوز الـ 20 ألف شخص من المغرب ودول غرب إفريقيا مثل السنغال، وه، ما يساوي أكثر من خمسة أضعاف عدد الوافدين بين عامي 2019 و 2018 .
توتر بشأن إقامة المهاجرين
في لقاء مع توم سمولدرز، نائب رئيس اتحاد السياحة المحلي، في يوم مشمس في ماسبالوماس، إحدى المدن السياحية الشهيرة في غران كناريا المعروفة بشاطئ بلايا دي إنغليس، حيث يمتلك سمولدرز، الهولندي الستيني النشيط فندقاً في موقع متميز، يقول لمهاجر نيوز، عندما استقبلت الفنادق والمرافق السياحية الأخرى المهاجرين لأول مرة في آب/ أغسطس، "بذل أصحاب الفنادق قصارى جهدهم لمساعدة ضيوفهم وإظهار التضامن".
وأكد سمولدرز دون تردد، أن إسكان المهاجرين ساعد بعض الفنادق على النجاة من أزمة فيروس كورونا. ففي حالة فندق ( Servatur Waikiki)، وهو فندق من الدرجة المتوسطة يضم خمسة أبراج من ثمانية طوابق، يجني حوالي 45 ألف يورو من استقبال ما يقارب ألف ضيف يومياً. إذ تسمح الإيرادات الجيدة التي تقدمها الحكومة لـ( Waikiki) والمنشآت السياحية الأخرى بالحفاظ على عمل بعض موظفيها على الأقل، كل ذلك مع إيواء المهاجرين بطريقة كريمة. في حين يشتكي آخرون من إقامة المهاجرين في الفنادق لتأثيره على أعمال السكان المحليين بشكل سلبي.
ومن الممكن مشاهدة المهاجرين من الشارع أمام فندق (Waikiki)، حيث يقفون على الشرفات، بعضهم بمفرده، والبعض الآخر ضمن مجموعات. وفي زاوية أخرى، يتدلى علم إسباني من إحدى الشرفات، فيما يقف حارس أمن خارج المدخل الرئيسي، بينما يدخل موظفو الفندق ويخرجون. ويصرخ مغربي باللغة العربية من الشارع متحدثا مع المجموعات على الشرفة باحثاً عن شقيقه، الذي وصل إلى غران كناريا في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر.
يجادل البعض بأن وجود المهاجرين في الفنادق، قد أساء للصورة السياحية لجزيرة غران كناريا وتسبب في ابتعاد بعض الناس عنها. ومع ذلك، يبدو أن معظم السياح الذين تحدثوا مع مهاجر نيوز لا يلاحظون وجود المهاجرين كثيراً أو أنهم لا يعرفون الكثير عن الوضع، أو لم يتعاملوا معهم.
أنقذوا السياحة
لكن بالنسبة إلى ينكا، سيدة أعمال هولندية تدير مطعماً إيطالياً في موغان على بعد 25 كيلومتراً تقريباً غرب ماسبالوماس، فإن مجرد احتمال أن يغيب السياح عن الأرخبيل يكفي للمطالبة بمنع إقامة المهاجرين في المرافق السياحية.
وقالت ينكا لمهاجر نيوز "من حقنا أن نهتم بمستقبلنا". وأضافت: "على الرغم من أننا لا نستطيع التأكد مما إذا كان عدد السياح قد انخفض بسبب المهاجرين أو لا، غير أن جود شك بسيط حول هذا الموضوع كفيل بأن يجعلنا نطالب بإيجاد حل جذري وإلا سنواجه أزمة العام القادم".
كان مهاجر نيوز قد التقى ينكا الهولندية من أصل صيني-إندونيسي، خلال "مظاهرة للدفاع عن السياحة" في مدينة سياحية بالقرب من موغان، حيث كان هناك حوالي ألف شخص - من بينهم موظفو فنادق وبستانيون وطهاة وندل وسائقو سيارات أجرة وحافلات وعاملون في مجال النظافة، وكذلك أصحاب مطاعم وحانات وفنادق - يرددون ويحملون لافتات كتب عليها "الفنادق ليست مراكز هجرة".. أنقذوا السياحة، "السياحة.. لا اشتراكية" ، "لا سياح.. لا مال" أو "أوقفوا الهجرة غير الشرعية".
وتعتبر المظاهرة، التي حضرها عدد كبير من المتظاهرين المعادين للأجانب واليمين المتطرف، وفقاً للأشخاص الذين تمت مقابلتهم، هي إحدى العلامات على أن وجود المهاجرين في جزر الكناري، وتحديداً في المنشآت السياحية، أصبح مثيراً للجدل بشكل متصاعد، ففي مسيرة احتجاجية أخرى بعد أسبوع ( 5 كانون الثاني/ ديسمبر 2020) في جزيرة لانزاروت، قال رئيس حزب (فوكس) اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، إن الهجرة غير النظامية إلى الأرخبيل "تدمر صورة جزر الكناري".
بيد أن ذلك لم يتسبب بالإزعاج لكل من أشرف ومصطفى، أثناء مراقبة مسيرة الاحتجاج من مقهى قريب، حيث لم يعرف الشابان المغربيان ماهية ما يجري. وبينما كان أشرف قد وصل إلى جزر الكناري مؤخراً، كان مصطفى، الذي يعمل في مطعم، قد وصل منذ عام 2006، ومن جهة أخرى يرى الشابان أن الوافدين الجدد لا يسببون المشاكل.
- المغربيان مصطفى وأشرف يجلسان في أحد مقاهي جزيرة غران كناريا غير مباليين بالاحتجاجات المناهضة للمهاجرين في الجزيرة
أعمال المطاعم تتراجع
في زيارة لمطعم ينكا الإيطالي، الذي تديره إلى جانب زوجها منذ 18 عاماً، قالت لمهاجر نيوز: "اليوم ، خدمنا حوالي 20 طاولة، أو حوالي 5 إلى 10في المائة مما نقوم به عادة في تشرين الثاني/ نوفمبر". وأضافت إلى أن معظم الأيام الأخرى في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر لم تكن مختلفة. وأوضحت أن الانخفاض الكبير في عدد السياح الوافدين إلى جزر الكناري قد أدى إلى ارتفاع معدل البطالة في الجزر الإسبانية، حيث يعمل ثلاثة فقط من كل أربعة من سكان الكناري حالياً.
ينكا صاحبة مطعم إيطالي في جزيرة غران كناريا تشتكي تراجع عدد السياح والزبائنبعد أسبوع من العطلة في غران كناريا، قال الألماني دومينيك وصديقه يان إنهما لم يلاحظا وجود المهاجرين في الجزيرة، وإنهما سيعودان إلى جزر الكناري في وقت قريب. أما بالنسبة لزمليهما الألماني كليمنس كوستر، الذي يقضي إجازته في غران كناريا بانتظام منذ عام 2002، لم تكن هذه العطلة مختلفة باستثناء وجود الصحفيين والقيود بسبب جائحو كورونا.
دومينيك، شاب ألماني يبلغ من العمر (29) عاماً، كان يخطط مع زميله لقضاء عطلة في جزر الكناري الإسبانية لمدة أسبوع، ولم يعيرا انتباهاً للزيادة الأخيرة في تدفق المهاجرين الأفارقة إلى الأرخبيل الإسباني قبل أن يحجزوا بطاقة السفر والفندق.
ونظراً للقيود المتعلقة بجائحة كورونا في معظم الأماكن السياحية الأخرى، تعد جزر الكناري حالياً واحدة من الوجهات السياحية القليلة القابلة للزيارة – بالنسبة للأوروبيين الذين يبحثون عن ملاذ مشمس، غير أنها باتت ملاذاً للمهاجرين الأفارقة أيضا، الذين يحاولون الهروب من المصاعب الاقتصادية في بلادهم.
- لاجئون بصحبة الشرطة عند ساحل إحدى جزر الكناري. دويتشه فيله
والجدير بالذكر أن عدد المهاجرين الوافدين إلى أرخبيل جزر الكناري قد شهد ارتفاعاً كبيرا جدا هذا العام، حيث تجاوز الـ 20 ألف شخص من المغرب ودول غرب إفريقيا مثل السنغال، وه، ما يساوي أكثر من خمسة أضعاف عدد الوافدين بين عامي 2019 و 2018 .
توتر بشأن إقامة المهاجرين
في لقاء مع توم سمولدرز، نائب رئيس اتحاد السياحة المحلي، في يوم مشمس في ماسبالوماس، إحدى المدن السياحية الشهيرة في غران كناريا المعروفة بشاطئ بلايا دي إنغليس، حيث يمتلك سمولدرز، الهولندي الستيني النشيط فندقاً في موقع متميز، يقول لمهاجر نيوز، عندما استقبلت الفنادق والمرافق السياحية الأخرى المهاجرين لأول مرة في آب/ أغسطس، "بذل أصحاب الفنادق قصارى جهدهم لمساعدة ضيوفهم وإظهار التضامن".
وأكد سمولدرز دون تردد، أن إسكان المهاجرين ساعد بعض الفنادق على النجاة من أزمة فيروس كورونا. ففي حالة فندق ( Servatur Waikiki)، وهو فندق من الدرجة المتوسطة يضم خمسة أبراج من ثمانية طوابق، يجني حوالي 45 ألف يورو من استقبال ما يقارب ألف ضيف يومياً. إذ تسمح الإيرادات الجيدة التي تقدمها الحكومة لـ( Waikiki) والمنشآت السياحية الأخرى بالحفاظ على عمل بعض موظفيها على الأقل، كل ذلك مع إيواء المهاجرين بطريقة كريمة. في حين يشتكي آخرون من إقامة المهاجرين في الفنادق لتأثيره على أعمال السكان المحليين بشكل سلبي.
ومن الممكن مشاهدة المهاجرين من الشارع أمام فندق (Waikiki)، حيث يقفون على الشرفات، بعضهم بمفرده، والبعض الآخر ضمن مجموعات. وفي زاوية أخرى، يتدلى علم إسباني من إحدى الشرفات، فيما يقف حارس أمن خارج المدخل الرئيسي، بينما يدخل موظفو الفندق ويخرجون. ويصرخ مغربي باللغة العربية من الشارع متحدثا مع المجموعات على الشرفة باحثاً عن شقيقه، الذي وصل إلى غران كناريا في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر.
يجادل البعض بأن وجود المهاجرين في الفنادق، قد أساء للصورة السياحية لجزيرة غران كناريا وتسبب في ابتعاد بعض الناس عنها. ومع ذلك، يبدو أن معظم السياح الذين تحدثوا مع مهاجر نيوز لا يلاحظون وجود المهاجرين كثيراً أو أنهم لا يعرفون الكثير عن الوضع، أو لم يتعاملوا معهم.
أنقذوا السياحة
لكن بالنسبة إلى ينكا، سيدة أعمال هولندية تدير مطعماً إيطالياً في موغان على بعد 25 كيلومتراً تقريباً غرب ماسبالوماس، فإن مجرد احتمال أن يغيب السياح عن الأرخبيل يكفي للمطالبة بمنع إقامة المهاجرين في المرافق السياحية.
وقالت ينكا لمهاجر نيوز "من حقنا أن نهتم بمستقبلنا". وأضافت: "على الرغم من أننا لا نستطيع التأكد مما إذا كان عدد السياح قد انخفض بسبب المهاجرين أو لا، غير أن جود شك بسيط حول هذا الموضوع كفيل بأن يجعلنا نطالب بإيجاد حل جذري وإلا سنواجه أزمة العام القادم".
كان مهاجر نيوز قد التقى ينكا الهولندية من أصل صيني-إندونيسي، خلال "مظاهرة للدفاع عن السياحة" في مدينة سياحية بالقرب من موغان، حيث كان هناك حوالي ألف شخص - من بينهم موظفو فنادق وبستانيون وطهاة وندل وسائقو سيارات أجرة وحافلات وعاملون في مجال النظافة، وكذلك أصحاب مطاعم وحانات وفنادق - يرددون ويحملون لافتات كتب عليها "الفنادق ليست مراكز هجرة".. أنقذوا السياحة، "السياحة.. لا اشتراكية" ، "لا سياح.. لا مال" أو "أوقفوا الهجرة غير الشرعية".
وتعتبر المظاهرة، التي حضرها عدد كبير من المتظاهرين المعادين للأجانب واليمين المتطرف، وفقاً للأشخاص الذين تمت مقابلتهم، هي إحدى العلامات على أن وجود المهاجرين في جزر الكناري، وتحديداً في المنشآت السياحية، أصبح مثيراً للجدل بشكل متصاعد، ففي مسيرة احتجاجية أخرى بعد أسبوع ( 5 كانون الثاني/ ديسمبر 2020) في جزيرة لانزاروت، قال رئيس حزب (فوكس) اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، إن الهجرة غير النظامية إلى الأرخبيل "تدمر صورة جزر الكناري".
بيد أن ذلك لم يتسبب بالإزعاج لكل من أشرف ومصطفى، أثناء مراقبة مسيرة الاحتجاج من مقهى قريب، حيث لم يعرف الشابان المغربيان ماهية ما يجري. وبينما كان أشرف قد وصل إلى جزر الكناري مؤخراً، كان مصطفى، الذي يعمل في مطعم، قد وصل منذ عام 2006، ومن جهة أخرى يرى الشابان أن الوافدين الجدد لا يسببون المشاكل.
- المغربيان مصطفى وأشرف يجلسان في أحد مقاهي جزيرة غران كناريا غير مباليين بالاحتجاجات المناهضة للمهاجرين في الجزيرة
أعمال المطاعم تتراجع
في زيارة لمطعم ينكا الإيطالي، الذي تديره إلى جانب زوجها منذ 18 عاماً، قالت لمهاجر نيوز: "اليوم ، خدمنا حوالي 20 طاولة، أو حوالي 5 إلى 10في المائة مما نقوم به عادة في تشرين الثاني/ نوفمبر". وأضافت إلى أن معظم الأيام الأخرى في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر لم تكن مختلفة. وأوضحت أن الانخفاض الكبير في عدد السياح الوافدين إلى جزر الكناري قد أدى إلى ارتفاع معدل البطالة في الجزر الإسبانية، حيث يعمل ثلاثة فقط من كل أربعة من سكان الكناري حالياً.
ينكا صاحبة مطعم إيطالي في جزيرة غران كناريا تشتكي تراجع عدد السياح والزبائنبعد أسبوع من العطلة في غران كناريا، قال الألماني دومينيك وصديقه يان إنهما لم يلاحظا وجود المهاجرين في الجزيرة، وإنهما سيعودان إلى جزر الكناري في وقت قريب. أما بالنسبة لزمليهما الألماني كليمنس كوستر، الذي يقضي إجازته في غران كناريا بانتظام منذ عام 2002، لم تكن هذه العطلة مختلفة باستثناء وجود الصحفيين والقيود بسبب جائحو كورونا.
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ارتفاع كبير في عدد الغرقى: أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
ارتفاع كبير في عدد الغرقى: أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .