الرياض - خلود خالد الدخيّل (واس) : شكل تطور مفهوم الطهي عالمياً أهمية في حياة الشعوب عبر العصور و برزت من خلالها ثقافاتهم فالطهي قصة بدأت فصولها قبل مئات آلاف السنين، وتسارعت بشكل مدهش في العصر الحديث، وتداخلت فيها احتياجات الإنسان الأساسية بالعلوم والاقتصاد والعمارة والمفاهيم الثقافية المختلفة.
وبما أن المملكة تمتلك تنوعاً ثقافياً وحضارياً وتنموياً فقد حقق المطبخ السعودي حضوراً في المعارض العالمية لا سيما أنه من أكثر المطابخ تنوعاً في دول الشرق الأوسط نظراً لاتساع الرقعة الجغرافية للمملكة وحسب ثراء وتنوع المنتجات البحرية والزراعية واختلاف العادات والتقاليد ،إلى جانب توافد المعتمرين والحجاج طوال العام وانتعاش قطاع السياحة وكونها ملتقى للحضارات الإنسانية عبر التاريخ.
ولأهمية هذا الجانب استُحداث "هيئة فنون الطهي" لتدفع بمستقبل الطهاة عالمياً فهي ضمن 11 هيئة جديدة تتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، ومسؤوليتها لتطوير القطاع ودعم وتشجيع الممارسين فيه وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة لضمان أعلى مستويات الجودة والفعالية.
وتعمل "هيئة فنون الطهي" على إبراز الطهاة الماهرين من مختلف مناطق المملكة الذين حققوا جوائز عالمية ونجاحات متميزة لتدوين إرث المطبخ السعودي ووصفات أطباقه ونشرها محليا ودوليا، وأيضاً يعيد إلى الأذهان أمهات الكتب في هذا المجال، إلى جانب تشجيع عمل الأبحاث والدراسات والتطوير في مجال فنون الطهي، وتصنيف المطاعم والأطباق والطهاة، ووضع الآليات والضوابط والاشتراطات المتعلقة بفنون الطهي.
ونضج المطبخ السعودي خلال السنوات القليلة الماضية بفضل نشاط العاملين فيه وظهرت معالمه في جوانب ثقافية واقتصادية، وعملت الهيئة على تقدم الدعم للطهاة عبر تأهيلهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة ليرتقوا في مهنتهم، واعتماد البرامج العلمية والتدريبية لتطوير الأداء وتشجيع الأفراد والمؤسسات لتطوير المنتج بالابتكار والجودة معاً، كما تدعم رواد الأعمال في هذا المجال من خلال احتضانهم وتزويدهم بالتسهيلات اللازمة لإطلاق مشاريعهم من خلال توفير مطابخ مشتركة وتشجيع التمويل والاستثمار في القطاع مما يعني زيادة فرص التوظيف للعاملين من طهاة ومساعدين وعاملين في مجال الأبحاث والدراسات وصناعة المحتوى في مجال الطهي.
وتسعى الهيئة لعمل تكاملي مع مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص بهدف الحصول على مخرجات تحقق أهدافها ورؤيتها في تطوير القطاع، من خلال عملها مع الجامعات وأعرق المعاهد وعدة جهات متخصصة بإعداد حزمة من البرامج التدريبية بالتعاون مع أعرق المدربين الأفذاذ، وأيضا من خلال برنامج منح الابتعاث الثقافي من فنون بصرية ومتاحف وتصميم وموسيقى ومسرح وصناعة أفلام مما سيحدث نقلة نوعية في الساحة الثقافية وأيضاً منها برنامج "فنون الطهي" الذي أطلقته الوزارة ديسمبر الماضي للمتخصصين والشغوفين بالمجال لتخريج جيل من الطهاة السعوديين والسعوديات المؤهلين.
أكدت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي ميادة بدر في تصريح لـ "واس" أن الهيئة لديها قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 محترف في فنون الطهي وتعمل على تطوير هذه القاعدة من خلال العمل مع المهنيين في هذا المجال، ومؤخرا قامت بعمل لقاءات بالعديد منهم من مناطق المملكة لبحث الاحتياجات والتحديات التي تواجههم، وسيكون هناك المزيد من هذه اللقاءات لتبادل الخبرات عبر المؤتمرات والمعارض والفعاليات التي ستقيمها الوزارة في الأيام القادمة وتجمع فيها أصحاب الاختصاص بمشاركة منظمات وهيئات دولية لها خبرتها، مما يطور القطاع ويتيح له فرص مستقبلية كبرى.
وقالت ميادة :" إن الهيئة أعلنت في حفل إطلاق رؤيتها مارس 2019 عن مبادرة "مهرجان الطهي الوطني" وهي احتفالية ستقام سنوياً للتعريف بالمطبخ السعودي وأطباقه المتنوعة، وسيكون ضمن فعاليات متنوعة تخدم القطاع بمختلف الجوانب، كما وأطلقت في 16 أبريل 2020م، أول مبادرة "إرث مطبخنا" لتوثيق وصفات الطهي السعودي عبر منتجات رقمية أو مطبوعة، تسهم في تكوين قاعدة بيانات لوصفات طهي سعودية، وإثراء المحتوى الثقافي للمطبخ المحلي، وتخدم قطاع الطهي في المستقبل، واكتشاف مواهب الطهاة المحليين، إلى جانب تعزيز روح التفاعل لدى المهتمين بطهي الوصفات التقليدية السعودية، وتحفيز الصغار منهم على تبادل الوصفات التقليدية مع الأجيال التي تسبقهم، التي شهدت مشاركة فاعلة من مختلف الشرائح، ووضعت شروطاً للمشاركة في المبادرة بأن تتميز الوصفة بالأصالة وتكون معظم مكوناتها من البيئة المحلية السعودية، كذلك يجب توضيح الجانب التاريخي للوصفة، وستتم طباعة الوصفات الفائزة في كتاب يضاف إلى مكتبة الطهي السعودي.
وكشفت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، أن الهيئة ستطلق حملة إعلامية دولية لترويج تراث الطهي السعودي على مستوى العالم بالإضافة إلى المشاركة في أهم فعاليات الطهي العالمية، كما ستنظم أسبوعاً للطعام السعودي بالشراكة مع السفارات بالخارج، من أجل أن يسهم قطاع الثقافة في النمو الاقتصادي، وستعمل على تشجيع تأسيس الشركات والمؤسسات المعنية بقطاع الطهي، كذلك إقامة شراكات بين قطاع الثقافة والقطاع الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية ما يسهم في فتح آفاق واسعة تخدم أهداف الوزارة، ولتعزز من دور هذا القطاع في دعم الثقافة وتوفر قنوات تواصل مع المجتمع عبر تعزيز الهوية السعودية من ثقافة مطبخها وزيادة الجرعات الثقافية محلياً وعالمياً، بالإضافة إلى سعي الهيئة بالشراكة مع القطاع الخاص إلى دراسة للحد من هدر الطعام.
وتعزيزاً لهذه المهارات أطلقت وزارة الثقافة مؤخراً أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة بهدف تأهيل جيل في مجالات الثقافة المختلفة من فنون بصرية ومتاحف وتصميم وموسيقى ومسرح وصناعة أفلام وفنون طهي مما سيحدث نقلة نوعية في الساحة الثقافية بعد صقلهم أكاديمياً وفي أعرق الجامعات العالمية وينعكس على ما يقدم للمجتمع من منتجات ثقافية تؤثر على نمط الحياة في المملكة عبر القوى الناعمة المتمثلة في الفنون.
وفي هذا الجانب لمعت كثير من أسماء الطهاة السعوديين والسعوديات من خلال عملهم في الفنادق والمطاعم المشهورة وظهورهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن هناك أسماء مميزة كانت لها مبادرات وحضوراً لافتاً، منهم مؤسس مبادرة "نادي الطهاة السعودي" شيف حلواني وخباز منوّر بن حسين بنون الذي يعد من الكفاءات السعودية المتميزة في فنون الطهي، وله تجربة كبيرة ممتدة لأكثر من 20 عامًا ويحفل مسيرته العلمية والأكاديمية بمحطات مهمة، وتدرّب خارج المملكة تحت إشراف طهاة معروفين دولياً إلى جانب إلمامه بأساليب القيادة الفندقية وحصوله على جوائز وميداليات.
وأكد الطاهي بنون أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في نشر مبادرته التطوعية بتأسيس "نادي الطهاة السعودي" لتكون مظلة تجمع الطهاة ليتبادلون أفكارهم وتجاربهم، واستطاع أن يؤسس النادي عام 2009م الذي يضم أكثر من 50 من الطهاة السعوديين والسعوديات المميزين من مختلف مناطق المملكة، موضحاً أن النادي منذ نشأته تولّى مسؤولية تنظيم قطاع الطهي وتطويره في المملكة، ودعم وتشجيع الممارسين فيه، إلى جانب تقديم النصائح والمعلومات التوعوية عن الأكلات الصحية والضارة من خلال العديد من ورش العمل والدورات التدريبية التي تثبت كفاءة الطاهي السعودي، ونشر ثقافة عمل الطهاة بمواصفات عالمية.
وعن توثيق حقوق الملكية الفكرية أبان بنون أن ابتكار الأطباق وتوثيقها من خلال التصوير أو طباعة كتاب أو تسجيل الفيديو ونشرها كفيلة بأن تثبت وتحفظ حق الطاهي في هذا الوقت ولكل طاهي بصمة مختلفة وجمهور تميّزه عن الآخر، لافتا إلى أن مشاركاته المحلية المتكررة عبر البرامج التليفزيونية أسهمت في إبرازه وحصوله على العديد من الجوائز منها الميدالية البرونزية عام ٢٠١٢ ضمن مسابقة "هوريكا" في الرياض وغيرها.
من جانبه أوضح الشيف محمد هزازي أنه بدأ في مجال الطهي منذ عام 1423هـ كشيف للمنتخب السعودي لكرة القدم ولنادي النصر، مؤكدا أن مرافقته للمنتخب في الكثير من بطولات كرة القدم المحلية والدولية ساعدت في زيادة خبرته وكسب مهارات جديدة في عالم فنون الطهي وكانت فرصة له لتبادل الخبرات عن مختلف الثقافات الطهوية.
ستعرضت الطاهية مريم عتيق الحاصلة على دبلوم سياحة وفندقة من الأكاديمية السعودية للسياحة والفندقة بجدة ولديها خبرة في مجال الطهي أكثر من 9 سنوات مشاركاتها بأنها أول سعودية وعربية حاصلة على ميدالية ذهبية وميدالية برونزية في مسابقة معرض "حلال اكسبو" بإسطنبول 2019م، وكذلك حصلت على ميدالية فضية في مسابقة معرض "فودكس" جدة 2019م، وميدالية ذهبية وميداليتين فضية وميداليتين برونزية من مسابقة مهرجان "أكل أول" بجدة 2016م، مؤكدة أن المرأة هي الأساس الحقيقي لإعداد الأطعمة خاصة الشعبية التي تشتهر بها المملكة ويعود ذلك إلى مدى كفاءتها.
من جانبها أوضحت الشيف سارة فهد الجهني أصغر شيف سعودية ونموذج شبابي طموح أنها مهتمة بالطبخ والإبداع بشكل عام وصناعة الأطباق بمكونات عضوية خالية من المواد الحافظة والزيوت المهدرجة، مبينة أن هواية الطبخ بدأت منذ صغرها بمشاركتها لوالدتها وتطورت بجمع كتب الطبخ ومتابعة البرامج لمختلف الدول حتى تشكّلت لديها فكرة أن مجال الطهي هو الأساس الذي سيحدد ملامح حياتها المستقبلية.
وبينت أنه يتطلب من صاحب العمل في مجال الطهي التدريب المكثّف، وحسن الإدارة، ومعرفة التعامل مع أنواع العملاء، وضبط الوقت، والمحاسبة، ومعرفة طرق التخزين الصحية، إلى جانب أن يكون لديه بصمة مختلفة مرضية لجميع الأذواق كون المجتمع السعودي متطلع على كل الثقافات.
وعن التدريب في مجال الطهي أوضحت الشيف طرفة الفوزان وهي حاصلة على شهادة تدريب معتمد دوليا في مجال الطبخ وإدارة الفنادق والمطاعم منذ عام 1434هـ ومارست التدريب في وزارة السياحة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وجمعية مودّة وجمعية ريادة الأعمال وغيرها واستفاد منها أكثر من 3000 متدربة، مستعرضة بداياتها في مجال الطبخ المحترف لأكثر من 20 سنة ولديها مشاركات في الكثير من المسابقات المحلية وحصلت على العديد من الميداليات الذهبية مثل مسابقة "هوريكا السعودية" ومسابقة "الطبق المبتكر".
وذكرت أنها أطلقت عدة مبادرات في الطهي منها مبادرة "سواعد سعودية" بهدف تدريب محترفات بالطهي لوصول الطبق السعودي للعالمية، كذلك مبادرة "فن إدارة بقايا الطعام قبل الطهي" للاستفادة من بقايا قشور الفواكه والخضروات وبذورها في صنع منتجات حيث ابتكرت حتى الآن 24 منتجاً.
وأشارت الفوزان إلى أن حب المهنة والتعلّم وخوض التجارب والمشاركات دفعها للحصول على أكثر من 50 دورة من معاهد دولية وتوجت بافتتاح مطبخها الخاص لإعداد موائد الحفلات والمناسبات ،مؤكدة أن هيئة فنون الطهي ستكون مظلة لانطلاق الطهاة السعوديين المبدعين للعالمية.
وبما أن المملكة تمتلك تنوعاً ثقافياً وحضارياً وتنموياً فقد حقق المطبخ السعودي حضوراً في المعارض العالمية لا سيما أنه من أكثر المطابخ تنوعاً في دول الشرق الأوسط نظراً لاتساع الرقعة الجغرافية للمملكة وحسب ثراء وتنوع المنتجات البحرية والزراعية واختلاف العادات والتقاليد ،إلى جانب توافد المعتمرين والحجاج طوال العام وانتعاش قطاع السياحة وكونها ملتقى للحضارات الإنسانية عبر التاريخ.
ولأهمية هذا الجانب استُحداث "هيئة فنون الطهي" لتدفع بمستقبل الطهاة عالمياً فهي ضمن 11 هيئة جديدة تتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، ومسؤوليتها لتطوير القطاع ودعم وتشجيع الممارسين فيه وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة لضمان أعلى مستويات الجودة والفعالية.
وتعمل "هيئة فنون الطهي" على إبراز الطهاة الماهرين من مختلف مناطق المملكة الذين حققوا جوائز عالمية ونجاحات متميزة لتدوين إرث المطبخ السعودي ووصفات أطباقه ونشرها محليا ودوليا، وأيضاً يعيد إلى الأذهان أمهات الكتب في هذا المجال، إلى جانب تشجيع عمل الأبحاث والدراسات والتطوير في مجال فنون الطهي، وتصنيف المطاعم والأطباق والطهاة، ووضع الآليات والضوابط والاشتراطات المتعلقة بفنون الطهي.
ونضج المطبخ السعودي خلال السنوات القليلة الماضية بفضل نشاط العاملين فيه وظهرت معالمه في جوانب ثقافية واقتصادية، وعملت الهيئة على تقدم الدعم للطهاة عبر تأهيلهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة ليرتقوا في مهنتهم، واعتماد البرامج العلمية والتدريبية لتطوير الأداء وتشجيع الأفراد والمؤسسات لتطوير المنتج بالابتكار والجودة معاً، كما تدعم رواد الأعمال في هذا المجال من خلال احتضانهم وتزويدهم بالتسهيلات اللازمة لإطلاق مشاريعهم من خلال توفير مطابخ مشتركة وتشجيع التمويل والاستثمار في القطاع مما يعني زيادة فرص التوظيف للعاملين من طهاة ومساعدين وعاملين في مجال الأبحاث والدراسات وصناعة المحتوى في مجال الطهي.
وتسعى الهيئة لعمل تكاملي مع مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص بهدف الحصول على مخرجات تحقق أهدافها ورؤيتها في تطوير القطاع، من خلال عملها مع الجامعات وأعرق المعاهد وعدة جهات متخصصة بإعداد حزمة من البرامج التدريبية بالتعاون مع أعرق المدربين الأفذاذ، وأيضا من خلال برنامج منح الابتعاث الثقافي من فنون بصرية ومتاحف وتصميم وموسيقى ومسرح وصناعة أفلام مما سيحدث نقلة نوعية في الساحة الثقافية وأيضاً منها برنامج "فنون الطهي" الذي أطلقته الوزارة ديسمبر الماضي للمتخصصين والشغوفين بالمجال لتخريج جيل من الطهاة السعوديين والسعوديات المؤهلين.
أكدت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي ميادة بدر في تصريح لـ "واس" أن الهيئة لديها قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 محترف في فنون الطهي وتعمل على تطوير هذه القاعدة من خلال العمل مع المهنيين في هذا المجال، ومؤخرا قامت بعمل لقاءات بالعديد منهم من مناطق المملكة لبحث الاحتياجات والتحديات التي تواجههم، وسيكون هناك المزيد من هذه اللقاءات لتبادل الخبرات عبر المؤتمرات والمعارض والفعاليات التي ستقيمها الوزارة في الأيام القادمة وتجمع فيها أصحاب الاختصاص بمشاركة منظمات وهيئات دولية لها خبرتها، مما يطور القطاع ويتيح له فرص مستقبلية كبرى.
وقالت ميادة :" إن الهيئة أعلنت في حفل إطلاق رؤيتها مارس 2019 عن مبادرة "مهرجان الطهي الوطني" وهي احتفالية ستقام سنوياً للتعريف بالمطبخ السعودي وأطباقه المتنوعة، وسيكون ضمن فعاليات متنوعة تخدم القطاع بمختلف الجوانب، كما وأطلقت في 16 أبريل 2020م، أول مبادرة "إرث مطبخنا" لتوثيق وصفات الطهي السعودي عبر منتجات رقمية أو مطبوعة، تسهم في تكوين قاعدة بيانات لوصفات طهي سعودية، وإثراء المحتوى الثقافي للمطبخ المحلي، وتخدم قطاع الطهي في المستقبل، واكتشاف مواهب الطهاة المحليين، إلى جانب تعزيز روح التفاعل لدى المهتمين بطهي الوصفات التقليدية السعودية، وتحفيز الصغار منهم على تبادل الوصفات التقليدية مع الأجيال التي تسبقهم، التي شهدت مشاركة فاعلة من مختلف الشرائح، ووضعت شروطاً للمشاركة في المبادرة بأن تتميز الوصفة بالأصالة وتكون معظم مكوناتها من البيئة المحلية السعودية، كذلك يجب توضيح الجانب التاريخي للوصفة، وستتم طباعة الوصفات الفائزة في كتاب يضاف إلى مكتبة الطهي السعودي.
وكشفت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، أن الهيئة ستطلق حملة إعلامية دولية لترويج تراث الطهي السعودي على مستوى العالم بالإضافة إلى المشاركة في أهم فعاليات الطهي العالمية، كما ستنظم أسبوعاً للطعام السعودي بالشراكة مع السفارات بالخارج، من أجل أن يسهم قطاع الثقافة في النمو الاقتصادي، وستعمل على تشجيع تأسيس الشركات والمؤسسات المعنية بقطاع الطهي، كذلك إقامة شراكات بين قطاع الثقافة والقطاع الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية ما يسهم في فتح آفاق واسعة تخدم أهداف الوزارة، ولتعزز من دور هذا القطاع في دعم الثقافة وتوفر قنوات تواصل مع المجتمع عبر تعزيز الهوية السعودية من ثقافة مطبخها وزيادة الجرعات الثقافية محلياً وعالمياً، بالإضافة إلى سعي الهيئة بالشراكة مع القطاع الخاص إلى دراسة للحد من هدر الطعام.
وتعزيزاً لهذه المهارات أطلقت وزارة الثقافة مؤخراً أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة بهدف تأهيل جيل في مجالات الثقافة المختلفة من فنون بصرية ومتاحف وتصميم وموسيقى ومسرح وصناعة أفلام وفنون طهي مما سيحدث نقلة نوعية في الساحة الثقافية بعد صقلهم أكاديمياً وفي أعرق الجامعات العالمية وينعكس على ما يقدم للمجتمع من منتجات ثقافية تؤثر على نمط الحياة في المملكة عبر القوى الناعمة المتمثلة في الفنون.
وفي هذا الجانب لمعت كثير من أسماء الطهاة السعوديين والسعوديات من خلال عملهم في الفنادق والمطاعم المشهورة وظهورهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن هناك أسماء مميزة كانت لها مبادرات وحضوراً لافتاً، منهم مؤسس مبادرة "نادي الطهاة السعودي" شيف حلواني وخباز منوّر بن حسين بنون الذي يعد من الكفاءات السعودية المتميزة في فنون الطهي، وله تجربة كبيرة ممتدة لأكثر من 20 عامًا ويحفل مسيرته العلمية والأكاديمية بمحطات مهمة، وتدرّب خارج المملكة تحت إشراف طهاة معروفين دولياً إلى جانب إلمامه بأساليب القيادة الفندقية وحصوله على جوائز وميداليات.
وأكد الطاهي بنون أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في نشر مبادرته التطوعية بتأسيس "نادي الطهاة السعودي" لتكون مظلة تجمع الطهاة ليتبادلون أفكارهم وتجاربهم، واستطاع أن يؤسس النادي عام 2009م الذي يضم أكثر من 50 من الطهاة السعوديين والسعوديات المميزين من مختلف مناطق المملكة، موضحاً أن النادي منذ نشأته تولّى مسؤولية تنظيم قطاع الطهي وتطويره في المملكة، ودعم وتشجيع الممارسين فيه، إلى جانب تقديم النصائح والمعلومات التوعوية عن الأكلات الصحية والضارة من خلال العديد من ورش العمل والدورات التدريبية التي تثبت كفاءة الطاهي السعودي، ونشر ثقافة عمل الطهاة بمواصفات عالمية.
وعن توثيق حقوق الملكية الفكرية أبان بنون أن ابتكار الأطباق وتوثيقها من خلال التصوير أو طباعة كتاب أو تسجيل الفيديو ونشرها كفيلة بأن تثبت وتحفظ حق الطاهي في هذا الوقت ولكل طاهي بصمة مختلفة وجمهور تميّزه عن الآخر، لافتا إلى أن مشاركاته المحلية المتكررة عبر البرامج التليفزيونية أسهمت في إبرازه وحصوله على العديد من الجوائز منها الميدالية البرونزية عام ٢٠١٢ ضمن مسابقة "هوريكا" في الرياض وغيرها.
من جانبه أوضح الشيف محمد هزازي أنه بدأ في مجال الطهي منذ عام 1423هـ كشيف للمنتخب السعودي لكرة القدم ولنادي النصر، مؤكدا أن مرافقته للمنتخب في الكثير من بطولات كرة القدم المحلية والدولية ساعدت في زيادة خبرته وكسب مهارات جديدة في عالم فنون الطهي وكانت فرصة له لتبادل الخبرات عن مختلف الثقافات الطهوية.
ستعرضت الطاهية مريم عتيق الحاصلة على دبلوم سياحة وفندقة من الأكاديمية السعودية للسياحة والفندقة بجدة ولديها خبرة في مجال الطهي أكثر من 9 سنوات مشاركاتها بأنها أول سعودية وعربية حاصلة على ميدالية ذهبية وميدالية برونزية في مسابقة معرض "حلال اكسبو" بإسطنبول 2019م، وكذلك حصلت على ميدالية فضية في مسابقة معرض "فودكس" جدة 2019م، وميدالية ذهبية وميداليتين فضية وميداليتين برونزية من مسابقة مهرجان "أكل أول" بجدة 2016م، مؤكدة أن المرأة هي الأساس الحقيقي لإعداد الأطعمة خاصة الشعبية التي تشتهر بها المملكة ويعود ذلك إلى مدى كفاءتها.
من جانبها أوضحت الشيف سارة فهد الجهني أصغر شيف سعودية ونموذج شبابي طموح أنها مهتمة بالطبخ والإبداع بشكل عام وصناعة الأطباق بمكونات عضوية خالية من المواد الحافظة والزيوت المهدرجة، مبينة أن هواية الطبخ بدأت منذ صغرها بمشاركتها لوالدتها وتطورت بجمع كتب الطبخ ومتابعة البرامج لمختلف الدول حتى تشكّلت لديها فكرة أن مجال الطهي هو الأساس الذي سيحدد ملامح حياتها المستقبلية.
وبينت أنه يتطلب من صاحب العمل في مجال الطهي التدريب المكثّف، وحسن الإدارة، ومعرفة التعامل مع أنواع العملاء، وضبط الوقت، والمحاسبة، ومعرفة طرق التخزين الصحية، إلى جانب أن يكون لديه بصمة مختلفة مرضية لجميع الأذواق كون المجتمع السعودي متطلع على كل الثقافات.
وعن التدريب في مجال الطهي أوضحت الشيف طرفة الفوزان وهي حاصلة على شهادة تدريب معتمد دوليا في مجال الطبخ وإدارة الفنادق والمطاعم منذ عام 1434هـ ومارست التدريب في وزارة السياحة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وجمعية مودّة وجمعية ريادة الأعمال وغيرها واستفاد منها أكثر من 3000 متدربة، مستعرضة بداياتها في مجال الطبخ المحترف لأكثر من 20 سنة ولديها مشاركات في الكثير من المسابقات المحلية وحصلت على العديد من الميداليات الذهبية مثل مسابقة "هوريكا السعودية" ومسابقة "الطبق المبتكر".
وذكرت أنها أطلقت عدة مبادرات في الطهي منها مبادرة "سواعد سعودية" بهدف تدريب محترفات بالطهي لوصول الطبق السعودي للعالمية، كذلك مبادرة "فن إدارة بقايا الطعام قبل الطهي" للاستفادة من بقايا قشور الفواكه والخضروات وبذورها في صنع منتجات حيث ابتكرت حتى الآن 24 منتجاً.
وأشارت الفوزان إلى أن حب المهنة والتعلّم وخوض التجارب والمشاركات دفعها للحصول على أكثر من 50 دورة من معاهد دولية وتوجت بافتتاح مطبخها الخاص لإعداد موائد الحفلات والمناسبات ،مؤكدة أن هيئة فنون الطهي ستكون مظلة لانطلاق الطهاة السعوديين المبدعين للعالمية.
تم تصويب (22) خطأ منها (المناسبات ،مؤكدة) والصواب (المناسبات، مؤكدة)