القاهرة (DW) : مع تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات بكورونا في مصر، تتجه الأنظار إلى الحكومة لبلورة رؤية جديدة في مكافحة الوباء. الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين هم الجنود الحقيقيون على جبهة كورونا الأمامية. كيف حالهم؟
- طاقم طبي متخصص في فيروس كورونا المستجد في إحدى مستشفيات القاهرة
كما في دول كثيرة، يواصل فيروس كورونا تفشيه في مصر، بيد أن الوباء ينتشر هناك بوتيرة قياسية. حسب مركز معلومات فيروس كورونا التابع لجامعة جون هوبكنر الأمريكية الذي سجل حتى ساعة إعداد هذا التقرير 3144 إصابة و239 حالة وفاة. وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت أمس (الأحد 19 أبريل/ نيسان 2020) عن شفاء 732 مصاب.
أسبوع "فاصل"
الحكومات المصرية اتخذت إجراءات مشددة في منع التجمعات في عيد شم النسيم. حلول العيد اليوم الاثنين في عز تفشي كورونا فاقم من المخاوف من تحوله لجائحة خارجة عن السيطرة.
وقبل أيام، وصف الدكتور عبد اللطيف المر، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي، في اتصال هاتفي مع فضائيةten المصرية، الأسبوع الحالي بأنه "فاصل" وأن مصر ما تزال في عنق الزجاجة.
في الثامن من نيسان / أبريل الجاري، مددت الحكومة حظر التجول الجزئي في عموم البلاد لمدة أسبوعين. واليوم الاثنين ذكر تقرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أن مصر "تتجه لتوسيع صلاحيات الرئيس في حال إعلان الطوارئ الصحية" لمواجهة ما وصفته السلطات بـ "الواقع المستجد". المقترح جاء بناء على طلب من الحكومة وتم تعجيل انعقاد مجلس النواب ليوم غد الثلاثاء بعد أن كان مقرراً نهاية الشهر الجاري للنظر في الأمر.
وحسب الصحيفة تتيح التعديلات المقترحة للرئيس صلاحيات عدة، منها "تعطيل الدراسة". وكذلك تمنح التعديلات لصاحب سلطة الاختصاص "تأجيل سداد فواتير الكهرباء والغاز والماء" ومنح مساعدات مادية أو عينية للأفراد والأسر وإلزام القادمين للبلاد بالحجر الصحي.
"شهيدة" الفيروس والقرية
يبدو أن وفاة الطبيبة سونيا عبد العظيم عارف بالفيروس وما رافق دفنها من رفض أهالي قريتها، شبرا البهو في مركز أجا الواقع في محافظة الدقهلية، السماح بمواراتها الثرى في تراب القرية قبل تدخل الشرطة بالغاز المسيل للدموع وإتمام الدفن قد سلط الضوء على أوضاع الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين وغيرهم.
خرجت أصوات كثيرة تشجب محاولة أهل القرية منع الدفن، من بينها شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي مصر شوقي إبراهيم علام. وهاتف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي زوج الطبيبة معزياً. وأُطلق اسم الطبيبة على مدرسة ابتدائية في قريتها:
- اقل ما يجب؛ لكل من يستشهد من "جيش مصر الابيض - نشوي مصطفي
مبادرات معنوية وتضامنية إلا أن كل ما سبق لا يحجب تذمر وشكوى الكثير من الأطباء وغيرهم من أفراد الطواقم الطبية من قلة الأجور والتعويضات حتى في زمن ما قبل كورونا.
الطواقم الطبية تؤدي الثمن الباهض..
ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، د. جون جبور، ذكر قبل أسبوع أن 13 % من المصابين في البلاد هم من العاملين في القطاع الصحي. وفي تقرير لـ "بي بي سي" قبل أربعة أيام اشتكى أطباء من "نقص" الكمامات والمعقمات وغيرها من المستلزمات الوقائية في المشافي والمراكز الصحية. وقد دفعت حادثة المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة بالبعض لفتح النار على الحكومة منتقدين "سوء" أوضاع وظروف العاملين بالقطاع الصحي. ووفق أحداث التقارير فقد سُجلت إصابة حوالي عشرين طبيب وممرض.
وفي تقرير نشر قبل يومين لقناة العربية جاء فيه أن نقابة الأطباء المصرية وجهت خطاباً رسمياً لرئيس الوزراء تشتكي من "إهمال وتقاعس" إدارة مستشفى العجمي في الاسكندرية عن "اتخاذ" الإجراءات اللازمة لمنع الأطباء والطاقم الطبي من الإصابة بالفيروس، ما أدى لتفشي المرض بين أفراد الطواقم الطبية. ونقلت القناة عن نقابة الأطباء إعلانها السابق عن وفاة ثلاثة أطباء وإصابة 43 آخرين.
حسن شاكوش ومدحت صالح يغنيان لـ "الجيش"
على شبكات التواصل الاجتماعي انتشر بكثافة، بعد وفاة الطبيبة سونيا عارف، هاشتاغ "جيش مصر الأبيض"، كناية عن الطواقم الطبية. انشغال الناس بأخبار التفشي العالمي للوباء يبدو أنه أنساهم قليلاً أغنية حسن شاكوش، "بنت الجيران"، التي حققت أكثر من 100 مليون مشاهدة حتى منتصف شباط/ فبراير الماضي. وهناك من يرى أن الوباء أوقف الانتشار السريع والضخم لتلك الأغنية الشعبية. وخرجت أصوات تقول إن كورونا أعاد العلماء والأطباء إلى مكانهم الحقيقي في صدارة المجتمع واهتمام الناس، بدلاً من مطربي المهرجانات. شاكوش عاد للناس من بوابة كورونا من خلال أغنية "جيشنا الابيض":
وبعد حوالي أسبوع من انطلاقتها حققت الأغنية أكثر من أربع مليون مشاهدة على قناة يوتيوب حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
غير أن الطبيب المصري-الألماني، فتحي عزيز غطاس، أفاد لـ DW بأنه على تواصل مع أصدقاء له يعملون في مراكز كورونا في مصر. وحسب الطبيب المقيم في برلين منذ عقود فإن أصدقاء له من الأطباء قالوا له إن الطبيب العامل في مراكز كورونا "يتلقى أربعة أضعاف" مرتبه.
- طاقم طبي متخصص في فيروس كورونا المستجد في إحدى مستشفيات القاهرة
كما في دول كثيرة، يواصل فيروس كورونا تفشيه في مصر، بيد أن الوباء ينتشر هناك بوتيرة قياسية. حسب مركز معلومات فيروس كورونا التابع لجامعة جون هوبكنر الأمريكية الذي سجل حتى ساعة إعداد هذا التقرير 3144 إصابة و239 حالة وفاة. وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت أمس (الأحد 19 أبريل/ نيسان 2020) عن شفاء 732 مصاب.
أسبوع "فاصل"
الحكومات المصرية اتخذت إجراءات مشددة في منع التجمعات في عيد شم النسيم. حلول العيد اليوم الاثنين في عز تفشي كورونا فاقم من المخاوف من تحوله لجائحة خارجة عن السيطرة.
وقبل أيام، وصف الدكتور عبد اللطيف المر، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي، في اتصال هاتفي مع فضائيةten المصرية، الأسبوع الحالي بأنه "فاصل" وأن مصر ما تزال في عنق الزجاجة.
في الثامن من نيسان / أبريل الجاري، مددت الحكومة حظر التجول الجزئي في عموم البلاد لمدة أسبوعين. واليوم الاثنين ذكر تقرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أن مصر "تتجه لتوسيع صلاحيات الرئيس في حال إعلان الطوارئ الصحية" لمواجهة ما وصفته السلطات بـ "الواقع المستجد". المقترح جاء بناء على طلب من الحكومة وتم تعجيل انعقاد مجلس النواب ليوم غد الثلاثاء بعد أن كان مقرراً نهاية الشهر الجاري للنظر في الأمر.
وحسب الصحيفة تتيح التعديلات المقترحة للرئيس صلاحيات عدة، منها "تعطيل الدراسة". وكذلك تمنح التعديلات لصاحب سلطة الاختصاص "تأجيل سداد فواتير الكهرباء والغاز والماء" ومنح مساعدات مادية أو عينية للأفراد والأسر وإلزام القادمين للبلاد بالحجر الصحي.
"شهيدة" الفيروس والقرية
يبدو أن وفاة الطبيبة سونيا عبد العظيم عارف بالفيروس وما رافق دفنها من رفض أهالي قريتها، شبرا البهو في مركز أجا الواقع في محافظة الدقهلية، السماح بمواراتها الثرى في تراب القرية قبل تدخل الشرطة بالغاز المسيل للدموع وإتمام الدفن قد سلط الضوء على أوضاع الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين وغيرهم.
خرجت أصوات كثيرة تشجب محاولة أهل القرية منع الدفن، من بينها شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي مصر شوقي إبراهيم علام. وهاتف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي زوج الطبيبة معزياً. وأُطلق اسم الطبيبة على مدرسة ابتدائية في قريتها:
- اقل ما يجب؛ لكل من يستشهد من "جيش مصر الابيض - نشوي مصطفي
مبادرات معنوية وتضامنية إلا أن كل ما سبق لا يحجب تذمر وشكوى الكثير من الأطباء وغيرهم من أفراد الطواقم الطبية من قلة الأجور والتعويضات حتى في زمن ما قبل كورونا.
الطواقم الطبية تؤدي الثمن الباهض..
ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، د. جون جبور، ذكر قبل أسبوع أن 13 % من المصابين في البلاد هم من العاملين في القطاع الصحي. وفي تقرير لـ "بي بي سي" قبل أربعة أيام اشتكى أطباء من "نقص" الكمامات والمعقمات وغيرها من المستلزمات الوقائية في المشافي والمراكز الصحية. وقد دفعت حادثة المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة بالبعض لفتح النار على الحكومة منتقدين "سوء" أوضاع وظروف العاملين بالقطاع الصحي. ووفق أحداث التقارير فقد سُجلت إصابة حوالي عشرين طبيب وممرض.
وفي تقرير نشر قبل يومين لقناة العربية جاء فيه أن نقابة الأطباء المصرية وجهت خطاباً رسمياً لرئيس الوزراء تشتكي من "إهمال وتقاعس" إدارة مستشفى العجمي في الاسكندرية عن "اتخاذ" الإجراءات اللازمة لمنع الأطباء والطاقم الطبي من الإصابة بالفيروس، ما أدى لتفشي المرض بين أفراد الطواقم الطبية. ونقلت القناة عن نقابة الأطباء إعلانها السابق عن وفاة ثلاثة أطباء وإصابة 43 آخرين.
حسن شاكوش ومدحت صالح يغنيان لـ "الجيش"
على شبكات التواصل الاجتماعي انتشر بكثافة، بعد وفاة الطبيبة سونيا عارف، هاشتاغ "جيش مصر الأبيض"، كناية عن الطواقم الطبية. انشغال الناس بأخبار التفشي العالمي للوباء يبدو أنه أنساهم قليلاً أغنية حسن شاكوش، "بنت الجيران"، التي حققت أكثر من 100 مليون مشاهدة حتى منتصف شباط/ فبراير الماضي. وهناك من يرى أن الوباء أوقف الانتشار السريع والضخم لتلك الأغنية الشعبية. وخرجت أصوات تقول إن كورونا أعاد العلماء والأطباء إلى مكانهم الحقيقي في صدارة المجتمع واهتمام الناس، بدلاً من مطربي المهرجانات. شاكوش عاد للناس من بوابة كورونا من خلال أغنية "جيشنا الابيض":
وبعد حوالي أسبوع من انطلاقتها حققت الأغنية أكثر من أربع مليون مشاهدة على قناة يوتيوب حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
غير أن الطبيب المصري-الألماني، فتحي عزيز غطاس، أفاد لـ DW بأنه على تواصل مع أصدقاء له يعملون في مراكز كورونا في مصر. وحسب الطبيب المقيم في برلين منذ عقود فإن أصدقاء له من الأطباء قالوا له إن الطبيب العامل في مراكز كورونا "يتلقى أربعة أضعاف" مرتبه.
روابط توابع التقرير