الدار البيضاء - عبد الإله شبل (هسبريس) : من مختلف الأحياء يتوافدون، حيث تصير جنبات مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، قبل الإفطار، ممتلئة عن آخرها.الآلاف من المصلين يتقاطرون عليه، حتى من المدن المجاورة، سعيا لأداء صلاة التراويح به.
- تتسع قاعة الصلاة لـ25,000 مُصل إضافة إلى 80,000 مصل في الباحة- ويكيبيديا
يتحول مسجد الحسن الثاني طوال أيام شهر رمضان إلى "قبلة" لكل المصلين، نساء ورجالا وأطفالا، يحجون إليه من كل فج عميق، يهبون للصلاة فيه، في جو من الخشوع والتقرب إلى الله.
سباق من أجل التخشع
منذ الليلة الأولى من شهر الصيام، تصبح معلمة مسجد الحسن الثاني التي تعد واحدة من أكبر المساجد بالعالم، قبلة للمصلين الوافدين من مختلف ربوع جهة الدار البيضاء. لا هم لهؤلاء المصلين سوى التقرب إلى الله، من داخل هذه البناية الشاهقة، رغم الاكتظاظ والازدحام الذي تعرفه.
قبل أذان صلاة المغرب، تتحول الساحات المجاورة لمسجد الحسن الثاني وجهة للآلاف من المغاربة، وحتى من يحملون جنسيات أخرى. أسر هنا وأخرى هناك، يفترش أفرادها الأرض ويضعون ما تم إعداده للفطور، وكل همهم هو الحصول في ما بعد على مكان داخل المسجد أو خارجه لصلاة العشاء والتراويح.
يؤكد الشاب مصطفى أنه قدم من حي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء من أجل الصلاة بمسجد الحسن الثاني، على اعتبار أن هذا المكان وقربه من البحر، حيث يسمع المصلي تلاطم الأمواج مع بنايته، "يجعلنا نتخشع أكثر، ونتقرب إلى الله أكثر".
وأضاف مصطفى، في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "شساعة مسجد الحسن الثاني تجعل المصلين يتوافدون عليه، حيث يمكنهم الصلاة سواء بداخله أو في ساحاته، خاصة إذا كان الجو حارا".
أما عبد الرحيم، الذي بدوره فضل الصلاة بهذه المعلمة وترك مسجدا قريب من منزله بسباتة، فأشار إلى أن البعض تستهويه طريقة تشييد هذا الصرح العمراني، وكذا زخرفته وإبداعات الفن المعماري به، ناهيك عن الأصوات الشجية للأئمة، وعلى رأسهم عمر القزابري، التي تجعلهم أكثر خشوعا وتقربا من الله.
فرص عمل قرب المسجد
قبيل أذان صلاة المغرب، آلاف السيارات والدراجات النارية تتقاطر بجانب مسجد الحسن الثاني، فالرغبة في أداء صلاة العشاء والتراويح داخله، تدفع الأسر البيضاوية إلى مغادرة منازلها وتناول وجبة الإفطار بساحاته.
هذا التجمع من أجل الصلاة بالمسجد لا يوفر فقط، بحسب عدد من المواطنين، الفرصة للظفر بمكان في مقدمة الصفوف، بل الأكثر من ذلك يسهم في ربط علاقات أخوية بين الأسر ويزرع فيهم خصلة التسامح والتعارف.
وإذا كان المسجد يوفر لآلاف المصلين الراحة والطمأنينة والخشوع تقربا من الله تعالى في هذا الشهر الكريم، فإن جنباته والأزقة القريبة منه توفر لبعض الشباب فرصا للعمل؛ ذلك أن عدد حراس السيارات يتزايد لتلبية الطلب.
وبحسب ما أكده أحد حراس السيارات، في حديثه لجريدة هسبريس، فإنه "طوال أيام هذا الشهر، يصير المدخول مضاعفا ولله الحمد، فآلاف السيارات تتوافد على هذا المسجد؛ ما يجعلنا نحسن من مدخولنا".
وأضاف المتحدث نفسه أن الأمر لا يقتصر فقط على حراس السيارات، بل إن هذه الأيام تعد مناسبة للعديد من أصحاب العربات المجرورة من بائعي الفواكه والتمور وغيرها، الذين يعملون على ترويج وبيع منتوجاتهم بالقرب من المسجد.
استنفار السلطات
طوال هذه الأيام من شهر رمضان، تعمل مؤسسة مسجد الحسن الثاني على اتخاذ مجموعة من الترتيبات والتدابير والإجراءات، من أجل ضمان أداء الوافدين لصلاتهم في أحسن الأحوال.
هذا العدد الكبير من المقبلين على الصلاة بمسجد الحسن الثاني يستنفر مختلف السلطات، التي تضع رهن إشارة المؤسسة آلاف العناصر الأمنية وأفراد القوات المساعدة التي تقوم بتأمين المصلين.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فكما عاينت هسبريس، فإن سيارات الوقاية المدنية تكون مركونة بالقرب من المسجد، إلى جانب توفير وحدة طبية متنقلة تضم أطباء وممرضين، من أجل تقديم الإسعافات الأولية للمصلين، أو نقلهم إلى المستشفيات، خاصة أنه في بعض الأحيان تقع بعض حالات الإغماء.
غياب القزابري يثير الشكوك
بداية هذا الشهر الكريم، لاحظ المقبلون على الصلاة بمسجد الحسن الثاني أن الإمام الشهير عمر القزابري، الذي يجذب عشرات الآلاف من المصلين بصوته الشجي، غائب عن التراويح؛ الأمر الذي أثار عدة شكوك.
وتناسلت في بداية الأمر بعض الأخبار التي تشير إلى أن غياب القزابري عن المسجد يرجع بالأساس إلى صدور قرار بإعفائه من هذا المنصب؛ الشيء الذي جعل العديد من المصلين يتراجعون عن التوجه إلى المسجد لأداء الصلاة به.
وخرج المقرئ عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني، ليؤكد أن غيابه كان راجعا إلى مرض على مستوى الركبة تسبب له في تعب جعله غير قادر على الوقوف وأئمة الناس.
وأوضح القزابري، على صدر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الملك محمدا السادس اتصل به للاستفسار عن حالته الصحية وتفاصيل مرضه، وعن الطبيب الذي فحص ركبته.
وكتب إمام مسجد الحسن الثاني قائلا: "وأنا في غمرة آلامي التي سببها تعب ركبتي، يأتيني اتصال من لدن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يَطمئنُّ على حالي، ويسأل عن تفاصيل ألمي وعن الطبيب الذي فحص ركبتي".
- تتسع قاعة الصلاة لـ25,000 مُصل إضافة إلى 80,000 مصل في الباحة- ويكيبيديا
يتحول مسجد الحسن الثاني طوال أيام شهر رمضان إلى "قبلة" لكل المصلين، نساء ورجالا وأطفالا، يحجون إليه من كل فج عميق، يهبون للصلاة فيه، في جو من الخشوع والتقرب إلى الله.
سباق من أجل التخشع
منذ الليلة الأولى من شهر الصيام، تصبح معلمة مسجد الحسن الثاني التي تعد واحدة من أكبر المساجد بالعالم، قبلة للمصلين الوافدين من مختلف ربوع جهة الدار البيضاء. لا هم لهؤلاء المصلين سوى التقرب إلى الله، من داخل هذه البناية الشاهقة، رغم الاكتظاظ والازدحام الذي تعرفه.
قبل أذان صلاة المغرب، تتحول الساحات المجاورة لمسجد الحسن الثاني وجهة للآلاف من المغاربة، وحتى من يحملون جنسيات أخرى. أسر هنا وأخرى هناك، يفترش أفرادها الأرض ويضعون ما تم إعداده للفطور، وكل همهم هو الحصول في ما بعد على مكان داخل المسجد أو خارجه لصلاة العشاء والتراويح.
يؤكد الشاب مصطفى أنه قدم من حي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء من أجل الصلاة بمسجد الحسن الثاني، على اعتبار أن هذا المكان وقربه من البحر، حيث يسمع المصلي تلاطم الأمواج مع بنايته، "يجعلنا نتخشع أكثر، ونتقرب إلى الله أكثر".
وأضاف مصطفى، في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "شساعة مسجد الحسن الثاني تجعل المصلين يتوافدون عليه، حيث يمكنهم الصلاة سواء بداخله أو في ساحاته، خاصة إذا كان الجو حارا".
أما عبد الرحيم، الذي بدوره فضل الصلاة بهذه المعلمة وترك مسجدا قريب من منزله بسباتة، فأشار إلى أن البعض تستهويه طريقة تشييد هذا الصرح العمراني، وكذا زخرفته وإبداعات الفن المعماري به، ناهيك عن الأصوات الشجية للأئمة، وعلى رأسهم عمر القزابري، التي تجعلهم أكثر خشوعا وتقربا من الله.
فرص عمل قرب المسجد
قبيل أذان صلاة المغرب، آلاف السيارات والدراجات النارية تتقاطر بجانب مسجد الحسن الثاني، فالرغبة في أداء صلاة العشاء والتراويح داخله، تدفع الأسر البيضاوية إلى مغادرة منازلها وتناول وجبة الإفطار بساحاته.
هذا التجمع من أجل الصلاة بالمسجد لا يوفر فقط، بحسب عدد من المواطنين، الفرصة للظفر بمكان في مقدمة الصفوف، بل الأكثر من ذلك يسهم في ربط علاقات أخوية بين الأسر ويزرع فيهم خصلة التسامح والتعارف.
وإذا كان المسجد يوفر لآلاف المصلين الراحة والطمأنينة والخشوع تقربا من الله تعالى في هذا الشهر الكريم، فإن جنباته والأزقة القريبة منه توفر لبعض الشباب فرصا للعمل؛ ذلك أن عدد حراس السيارات يتزايد لتلبية الطلب.
وبحسب ما أكده أحد حراس السيارات، في حديثه لجريدة هسبريس، فإنه "طوال أيام هذا الشهر، يصير المدخول مضاعفا ولله الحمد، فآلاف السيارات تتوافد على هذا المسجد؛ ما يجعلنا نحسن من مدخولنا".
وأضاف المتحدث نفسه أن الأمر لا يقتصر فقط على حراس السيارات، بل إن هذه الأيام تعد مناسبة للعديد من أصحاب العربات المجرورة من بائعي الفواكه والتمور وغيرها، الذين يعملون على ترويج وبيع منتوجاتهم بالقرب من المسجد.
استنفار السلطات
طوال هذه الأيام من شهر رمضان، تعمل مؤسسة مسجد الحسن الثاني على اتخاذ مجموعة من الترتيبات والتدابير والإجراءات، من أجل ضمان أداء الوافدين لصلاتهم في أحسن الأحوال.
هذا العدد الكبير من المقبلين على الصلاة بمسجد الحسن الثاني يستنفر مختلف السلطات، التي تضع رهن إشارة المؤسسة آلاف العناصر الأمنية وأفراد القوات المساعدة التي تقوم بتأمين المصلين.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فكما عاينت هسبريس، فإن سيارات الوقاية المدنية تكون مركونة بالقرب من المسجد، إلى جانب توفير وحدة طبية متنقلة تضم أطباء وممرضين، من أجل تقديم الإسعافات الأولية للمصلين، أو نقلهم إلى المستشفيات، خاصة أنه في بعض الأحيان تقع بعض حالات الإغماء.
غياب القزابري يثير الشكوك
بداية هذا الشهر الكريم، لاحظ المقبلون على الصلاة بمسجد الحسن الثاني أن الإمام الشهير عمر القزابري، الذي يجذب عشرات الآلاف من المصلين بصوته الشجي، غائب عن التراويح؛ الأمر الذي أثار عدة شكوك.
وتناسلت في بداية الأمر بعض الأخبار التي تشير إلى أن غياب القزابري عن المسجد يرجع بالأساس إلى صدور قرار بإعفائه من هذا المنصب؛ الشيء الذي جعل العديد من المصلين يتراجعون عن التوجه إلى المسجد لأداء الصلاة به.
وخرج المقرئ عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني، ليؤكد أن غيابه كان راجعا إلى مرض على مستوى الركبة تسبب له في تعب جعله غير قادر على الوقوف وأئمة الناس.
وأوضح القزابري، على صدر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الملك محمدا السادس اتصل به للاستفسار عن حالته الصحية وتفاصيل مرضه، وعن الطبيب الذي فحص ركبته.
وكتب إمام مسجد الحسن الثاني قائلا: "وأنا في غمرة آلامي التي سببها تعب ركبتي، يأتيني اتصال من لدن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يَطمئنُّ على حالي، ويسأل عن تفاصيل ألمي وعن الطبيب الذي فحص ركبتي".