جوبا (الطريق) : لا تُخطئ أعين المارة عند سفح جبل كجور، الذي يحيط بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، المجموعات المتناثرة من النسوة اللائي وضعن أمامهن أكوام من الحجارة الصغيرة المعروضة للبيع بأسعار زهيدة، بعد ان اجبرتهن ظروف الحرب و الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تمر بها البلاد، لاختيار هذا العمل الشاق من اجل تربية ابنائهن واعالة اسرهن الصغيرة.
نساء لا تقرأ في وجوههن إلّا سيرة الحرب، ويبدو عليهن الهزال و الإرهاق الشديدين، يُيممن وجوههن شطر “جبل كجور” في ساعات الصباح الباكرة ويصعدنه بمعاولهن من اجل تكسير الحجارة قبل إعدادها للبيع عند اسفل الجبل، وقبالة الطريق العام.
تخبرنا ميري كيدن، ذات الخمس وثلاثين ربيعاً، انها اتجهت للعمل في تكسير الحجارة وبيعها بعد ان قٌتل زوجها الذي كان جنديا في صفوف الجيش الحكومي، خلال الحرب التي شهدتها البلاد في العام 2013م، إذ أنها لا تملك رأس المال اللازم لبدء اي نشاط تجاري آخر تعول به نفسها وصغارها، ففضلت مهنة تكسير الحجارة حتى تتمكن من اعالة طفليها الصغيرين الذين لا يزالان يدرسان في المرحلة الأساسية.
تحكي ميري لــ (الطريق)، وحزن بالغ يكسو وجهها: ”لقد فقدت زوجي في هذه الحرب اللعينة، ولم استطع الحصول على أي عمل يعينني على تربية الأطفال هنا في جوبا، فانا لم ادرس، و لايوجد شخص يستطيع مساعدتي مع ابنائي الصغار، لذلك اتجهت الى الجبل، اصحو باكرا لأعمل بتكسير القدر الكافي من الحجارة ومن ثم إعدادها للبيع، فالكوم الواحد يتم شرائه بـ1000 جنيه جنوب السودان – مايعادل 5 دولار امريكي- لكن في بعض الأحيان ابقي لفترة طويلة دون ان يشتري مني أي شخص، انه عمل شاق نعاني كثيرا في فصل الامطار من الامراض و المشاكل”.
أما فوني لاكو، وهي ام لسبعة أطفال، فتقول انها اضطرت للعمل في تكسير وبيع الحجارة لمساعدة زوجها الذي يعمل معلما بمرحلة الأساس، فراتبه الشهري لا يكفي لإعالتهم ، مشيرة الى ان الرواتب باتت تتاخر لأكثر من ستة اشهر منذ اندلاع الحرب الأخيرة بالبلاد، وزادت بالقول: ”نعم انه عمل صعب، لكنه افضل من لا شيء، فهو يوفر لي قوت اطفالي على الأقل، السوق لا بأس به، في بعض المرات تأتينا شركات البناء وتشتري كل نعرضه، لا شيء سيعوضنا عن هذا التعب سوى تربية ابنائنا وتوفير اللقمة، زوجي لا يستطيع توفير احتياجات الاسرة، راتبه ضعيف ويتأخر في كثير من الأحيان، عليه اخترت ان اقوم بمساعدته ايضاً، فالحياة تكاتف و الاسرة مسئولية مشتركة“.
- سيدة أرهقها التعب جراء العمل الشاق بتكسير حجارة الجبل (جوبا – الطريق)
وتشير لاكو في حديثها لـ(الطريق)، إلى ان السلطات الحكومية المحلية كانت تطالبهن بدفع ضريبة عن تلك الحجارة، لكنهن اخبرن السلطات بظروفهن فتم اعفائهن من تلك الضرائب.
من جهتها تقول، مونيكا الفريد، البالغة من العمر 32 سنة، بانها تقضي جل يومها في تكسير الحجارة لأن حصيلة بيعها في اليوم لا تكفي لاحتياجاتها المتراكمة.
راكمت مونيكا خبرة ثلاثة أعوام من العمل في هذا المكان، هدفها الوحيد: ضمان مواصلة أبنائها الأربعة سير دراستهم، بعد ان فقد زوجها الذي كان يعمل في وظيفة بسيطة مع احدى الشركات الأجنبية التي اضطرت لمغادرة البلاد بسبب القتال. وتزيد قائلة: ”انا ابذل قصارى جهدي لتوفير احتياجات ابنائي في المدارس، لكني لا استطيع توفير أي شيء، انه عمل شاق لكن بديل آخر سواه، يمكنني ان اعمل في الزراعة اذا استتبت الأوضاع الأمنية في قريتي البعيدة، لكن في الوقت الحالي افضل هذا العمل، فزوجي فقد وظيفته واصبح يعاقر الخمر تاركا لي مسئولية الأطفال و البيت”.
حكايات مماثلة، موغلة في الأسى، العامل المشترك بينها جميعاً هو الحرب، دفعت بحوالي ثلاثين امرأة الى سفح جبل كجور، للعمل في تكسير وبيع الحجارة لتوفير احتياجات الاسرة الضرورية، جميعهن اضطررن للجوء لهذا العمل الشاق بسبب الاقتتال الذي تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.
نساء لا تقرأ في وجوههن إلّا سيرة الحرب، ويبدو عليهن الهزال و الإرهاق الشديدين، يُيممن وجوههن شطر “جبل كجور” في ساعات الصباح الباكرة ويصعدنه بمعاولهن من اجل تكسير الحجارة قبل إعدادها للبيع عند اسفل الجبل، وقبالة الطريق العام.
تخبرنا ميري كيدن، ذات الخمس وثلاثين ربيعاً، انها اتجهت للعمل في تكسير الحجارة وبيعها بعد ان قٌتل زوجها الذي كان جنديا في صفوف الجيش الحكومي، خلال الحرب التي شهدتها البلاد في العام 2013م، إذ أنها لا تملك رأس المال اللازم لبدء اي نشاط تجاري آخر تعول به نفسها وصغارها، ففضلت مهنة تكسير الحجارة حتى تتمكن من اعالة طفليها الصغيرين الذين لا يزالان يدرسان في المرحلة الأساسية.
تحكي ميري لــ (الطريق)، وحزن بالغ يكسو وجهها: ”لقد فقدت زوجي في هذه الحرب اللعينة، ولم استطع الحصول على أي عمل يعينني على تربية الأطفال هنا في جوبا، فانا لم ادرس، و لايوجد شخص يستطيع مساعدتي مع ابنائي الصغار، لذلك اتجهت الى الجبل، اصحو باكرا لأعمل بتكسير القدر الكافي من الحجارة ومن ثم إعدادها للبيع، فالكوم الواحد يتم شرائه بـ1000 جنيه جنوب السودان – مايعادل 5 دولار امريكي- لكن في بعض الأحيان ابقي لفترة طويلة دون ان يشتري مني أي شخص، انه عمل شاق نعاني كثيرا في فصل الامطار من الامراض و المشاكل”.
أما فوني لاكو، وهي ام لسبعة أطفال، فتقول انها اضطرت للعمل في تكسير وبيع الحجارة لمساعدة زوجها الذي يعمل معلما بمرحلة الأساس، فراتبه الشهري لا يكفي لإعالتهم ، مشيرة الى ان الرواتب باتت تتاخر لأكثر من ستة اشهر منذ اندلاع الحرب الأخيرة بالبلاد، وزادت بالقول: ”نعم انه عمل صعب، لكنه افضل من لا شيء، فهو يوفر لي قوت اطفالي على الأقل، السوق لا بأس به، في بعض المرات تأتينا شركات البناء وتشتري كل نعرضه، لا شيء سيعوضنا عن هذا التعب سوى تربية ابنائنا وتوفير اللقمة، زوجي لا يستطيع توفير احتياجات الاسرة، راتبه ضعيف ويتأخر في كثير من الأحيان، عليه اخترت ان اقوم بمساعدته ايضاً، فالحياة تكاتف و الاسرة مسئولية مشتركة“.
- سيدة أرهقها التعب جراء العمل الشاق بتكسير حجارة الجبل (جوبا – الطريق)
وتشير لاكو في حديثها لـ(الطريق)، إلى ان السلطات الحكومية المحلية كانت تطالبهن بدفع ضريبة عن تلك الحجارة، لكنهن اخبرن السلطات بظروفهن فتم اعفائهن من تلك الضرائب.
من جهتها تقول، مونيكا الفريد، البالغة من العمر 32 سنة، بانها تقضي جل يومها في تكسير الحجارة لأن حصيلة بيعها في اليوم لا تكفي لاحتياجاتها المتراكمة.
راكمت مونيكا خبرة ثلاثة أعوام من العمل في هذا المكان، هدفها الوحيد: ضمان مواصلة أبنائها الأربعة سير دراستهم، بعد ان فقد زوجها الذي كان يعمل في وظيفة بسيطة مع احدى الشركات الأجنبية التي اضطرت لمغادرة البلاد بسبب القتال. وتزيد قائلة: ”انا ابذل قصارى جهدي لتوفير احتياجات ابنائي في المدارس، لكني لا استطيع توفير أي شيء، انه عمل شاق لكن بديل آخر سواه، يمكنني ان اعمل في الزراعة اذا استتبت الأوضاع الأمنية في قريتي البعيدة، لكن في الوقت الحالي افضل هذا العمل، فزوجي فقد وظيفته واصبح يعاقر الخمر تاركا لي مسئولية الأطفال و البيت”.
حكايات مماثلة، موغلة في الأسى، العامل المشترك بينها جميعاً هو الحرب، دفعت بحوالي ثلاثين امرأة الى سفح جبل كجور، للعمل في تكسير وبيع الحجارة لتوفير احتياجات الاسرة الضرورية، جميعهن اضطررن للجوء لهذا العمل الشاق بسبب الاقتتال الذي تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.
تم تصويب (73) خطأ لغوي وفواصل وهمزات