عدن - محمد غباري / محمد مخشف (رويترز) - بدأت قوات تحالف تقوده السعودية يوم الأربعاء هجوما على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، في أكبر معركة في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات بهدف إخضاع الحوثيين مما يهدد بتفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واستهدفت طائرات وسفن التحالف تحصينات الحوثيين دعما لعمليات برية تنفذها قوات يمنية وأجنبية احتشدت جنوبي ميناء الحديدة في إطار عملية (النصر الذهبي).
ويمثل الهجوم أول مرة تحاول فيها قوات التحالف السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ انضمامها للحرب قبل ثلاث سنوات ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق المأهولة في البلاد.
وقال أحد السكان الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن الحوثيين نشروا مركبات عسكرية وقوات في وسط المدينة وقرب الميناء في حين حلقت طائرات التحالف في السماء وقصفت الساحل الجنوبي. وأضاف أن السكان يفرون من مخارج المدينة شمالا وغربا.
وقالت منظمة كير إنترناشونال، وهي واحدة من منظمات الإغاثة الدولية القليلة التي ما زالت تعمل في الحديدة، إن 30 ضربة جوية أصابت المدينة خلال نصف ساعة صباح يوم الأربعاء.
وقالت جولين فلدفايك مديرة المنظمة في اليمن ”بعض المدنيين محاصرون والبعض الآخر أجبر على الخروج من دياره. كنا نتصور أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءا لكننا كنا مخطئين للأسف“.
ونقل تلفزيون العربية المملوك لسعوديين عن شهود وصفهم لقصف ”مركز ومكثف“ قرب الميناء.
وتخشى الأمم المتحدة من أن يفاقم الهجوم بدرجة كبيرة الأوضاع السيئة للغاية بالفعل في اليمن أفقر دول المنطقة. ويعيش 600 ألف شخص في المدينة والمنطقة المحيطة بها ويستقبل الميناء الشحنات الأساسية من الغذاء والمساعدات لليمنيين ومنهم نحو 8.4 مليون يعيشون على حافة المجاعة.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن الموجودة في صنعاء ”بموجب القانون الإنساني الدولي يتعين على أطراف الصراع بذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات التي يحتاجونها. وفي الوقت الراهن لا شيء أهم من ذلك“.
وقال فيليبو جراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن هناك خطر أزمة وشيكة إذا بدأ اليمنيون في الفرار بأعداد كبيرة.
وقال عمال الميناء لرويترز إن خمس سفن راسية في ميناء الحديدة أفرغت حمولاتها لكن لن تصدر تصاريح دخول جديدة يوم الأربعاء بسبب القتال. ويقول التحالف إنه سيحاول الإبقاء على الميناء مفتوحا ويمكنه تخفيف الأزمة بعد السيطرة عليه برفع قيود فرضها على الواردات.
وساندت دول غربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا تحالف الدول العربية دبلوماسيا وتبيع له أسلحة بمليارات الدولارات سنويا لكنها تجنبت بدرجة كبيرة التدخل العلني المباشر في الصراع الدائر في اليمن. وقد تكون المعركة الكبيرة بمثابة اختبار لهذا الدعم خاصة إذا قتل العديد من المدنيين أو قطعت الإمدادات.
وبدأت العملية بعد انتهاء مهلة مدتها ثلاثة أيام حددتها الإمارات العضو في التحالف للحوثيين لمغادرة المدينة.
وقالت الحكومة المعترف بها دوليا في بيان منفصل نشرته وسائل الإعلام الرسمية اليمنية ”تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية“.
وأضاف البيان ”تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية“.
وحذر محمد علي الحوثي أحد زعماء الحوثيين التحالف المدعوم من الغرب من مهاجمة الميناء وقال على تويتر إن قواته استهدفت بارجة للتحالف. وسبق أن هدد بشن هجمات على ناقلات نفط في ممر الشحن الاستراتيجي بالبحر الأحمر.
وهدف التحالف هو حصار الحوثيين في صنعاء وقطع خطوط إمدادهم لإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقال مسؤول عسكري يمني مناهض للحوثيين إن التحالف جمع قوة قوامها 21 ألف جندي تشمل قوات إمارتية وسودانية بالإضافة إلى يمنيين من الانفصاليين الجنوبيين ووحدات محلية من السهل الساحلي للبحر الأحمر وكتيبة يقودها ابن أخي الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
* تفاقم الأزمة
كانت الأمم المتحدة تحاول إقناع الأطراف المعنية بالتوصل لاتفاق يساعد على تفادي تنفيذ الهجوم على الحديدة. وقالت ماري كلير فغالي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ”من المرجح أن يفاقم الهجوم وضعا إنسانيا كارثيا بالفعل في اليمن“.
وتدخل التحالف في اليمن لإعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أخرجه الحوثيون من صنعاء في عام 2014.
وترى الرياض وأبوظبي أن صعود الحوثيين يأتي تنفيذا لأهداف توسعية إيرانية. ويقول الحوثيون إن صعودهم للسلطة جاء نتيجة انتفاضة شعبية ضد الفساد وأنهم الآن يدافعون عن اليمن من غزو جيرانه.
ويقع اليمن في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر حيث أحد أهم الممرات التجارية في العالم لناقلات النفط التي تمر قرب شواطئ اليمن متوجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر قناة السويس.
واستهدفت طائرات وسفن التحالف تحصينات الحوثيين دعما لعمليات برية تنفذها قوات يمنية وأجنبية احتشدت جنوبي ميناء الحديدة في إطار عملية (النصر الذهبي).
ويمثل الهجوم أول مرة تحاول فيها قوات التحالف السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ انضمامها للحرب قبل ثلاث سنوات ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق المأهولة في البلاد.
وقال أحد السكان الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن الحوثيين نشروا مركبات عسكرية وقوات في وسط المدينة وقرب الميناء في حين حلقت طائرات التحالف في السماء وقصفت الساحل الجنوبي. وأضاف أن السكان يفرون من مخارج المدينة شمالا وغربا.
وقالت منظمة كير إنترناشونال، وهي واحدة من منظمات الإغاثة الدولية القليلة التي ما زالت تعمل في الحديدة، إن 30 ضربة جوية أصابت المدينة خلال نصف ساعة صباح يوم الأربعاء.
وقالت جولين فلدفايك مديرة المنظمة في اليمن ”بعض المدنيين محاصرون والبعض الآخر أجبر على الخروج من دياره. كنا نتصور أن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءا لكننا كنا مخطئين للأسف“.
ونقل تلفزيون العربية المملوك لسعوديين عن شهود وصفهم لقصف ”مركز ومكثف“ قرب الميناء.
وتخشى الأمم المتحدة من أن يفاقم الهجوم بدرجة كبيرة الأوضاع السيئة للغاية بالفعل في اليمن أفقر دول المنطقة. ويعيش 600 ألف شخص في المدينة والمنطقة المحيطة بها ويستقبل الميناء الشحنات الأساسية من الغذاء والمساعدات لليمنيين ومنهم نحو 8.4 مليون يعيشون على حافة المجاعة.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن الموجودة في صنعاء ”بموجب القانون الإنساني الدولي يتعين على أطراف الصراع بذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات التي يحتاجونها. وفي الوقت الراهن لا شيء أهم من ذلك“.
وقال فيليبو جراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن هناك خطر أزمة وشيكة إذا بدأ اليمنيون في الفرار بأعداد كبيرة.
وقال عمال الميناء لرويترز إن خمس سفن راسية في ميناء الحديدة أفرغت حمولاتها لكن لن تصدر تصاريح دخول جديدة يوم الأربعاء بسبب القتال. ويقول التحالف إنه سيحاول الإبقاء على الميناء مفتوحا ويمكنه تخفيف الأزمة بعد السيطرة عليه برفع قيود فرضها على الواردات.
وساندت دول غربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا تحالف الدول العربية دبلوماسيا وتبيع له أسلحة بمليارات الدولارات سنويا لكنها تجنبت بدرجة كبيرة التدخل العلني المباشر في الصراع الدائر في اليمن. وقد تكون المعركة الكبيرة بمثابة اختبار لهذا الدعم خاصة إذا قتل العديد من المدنيين أو قطعت الإمدادات.
وبدأت العملية بعد انتهاء مهلة مدتها ثلاثة أيام حددتها الإمارات العضو في التحالف للحوثيين لمغادرة المدينة.
وقالت الحكومة المعترف بها دوليا في بيان منفصل نشرته وسائل الإعلام الرسمية اليمنية ”تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية“.
وأضاف البيان ”تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية“.
وحذر محمد علي الحوثي أحد زعماء الحوثيين التحالف المدعوم من الغرب من مهاجمة الميناء وقال على تويتر إن قواته استهدفت بارجة للتحالف. وسبق أن هدد بشن هجمات على ناقلات نفط في ممر الشحن الاستراتيجي بالبحر الأحمر.
وهدف التحالف هو حصار الحوثيين في صنعاء وقطع خطوط إمدادهم لإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقال مسؤول عسكري يمني مناهض للحوثيين إن التحالف جمع قوة قوامها 21 ألف جندي تشمل قوات إمارتية وسودانية بالإضافة إلى يمنيين من الانفصاليين الجنوبيين ووحدات محلية من السهل الساحلي للبحر الأحمر وكتيبة يقودها ابن أخي الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
* تفاقم الأزمة
كانت الأمم المتحدة تحاول إقناع الأطراف المعنية بالتوصل لاتفاق يساعد على تفادي تنفيذ الهجوم على الحديدة. وقالت ماري كلير فغالي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ”من المرجح أن يفاقم الهجوم وضعا إنسانيا كارثيا بالفعل في اليمن“.
وتدخل التحالف في اليمن لإعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أخرجه الحوثيون من صنعاء في عام 2014.
وترى الرياض وأبوظبي أن صعود الحوثيين يأتي تنفيذا لأهداف توسعية إيرانية. ويقول الحوثيون إن صعودهم للسلطة جاء نتيجة انتفاضة شعبية ضد الفساد وأنهم الآن يدافعون عن اليمن من غزو جيرانه.
ويقع اليمن في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر حيث أحد أهم الممرات التجارية في العالم لناقلات النفط التي تمر قرب شواطئ اليمن متوجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر قناة السويس.