الإسماعيلية ــ مـى الخولى (الأهرام) : ليس هناك مواطن مصرى لا يعرف قيمة وأهمية «مانجو» الإسماعيلية.. هذا المحصول الإستراتيجى أصبح مهددا بالاختفاء بسبب مرض «العفن الهبابى» الذى أصاب أشجار المانجو، ويرى الفلاحون ان المبيد الذى تقدمه الجمعيات غير فعال، وان الموسم الحالى سيشهد نقصا بنسبة 70% من إنتاج الإسماعيلية، وهو ما يعنى أن سعر المانجو قد يصل إلى 80 جنيها فى الأسواق، لأن الإسماعيلية تنتج وحدها ما يقرب من 50% من إجمالى الإنتاج، فى حين أكدت وزارة الزراعة أنها قدمت للفلاح بالتعاون مع مراكز البحوث 100 ندوة توعوية. وأن 80% من الشجر المصاب عالجته الوزارة، ولكن بسبب التغيرات الجوية والرياح ينشط المرض ثانية.
http://www.ahram.org.eg/Media/News/2...846571-484.jpg
الفلاحون: مبيدات الجمعيات الزراعية مغشوشة
التقينا العربى مجاهد، نقيب الفلاحين بالإسماعيلية، وطرحنا عليه السؤال الأكثر أهمية الآن: ألا يوجد دواء لهذا الداء؟ وإذا كان هناك علاج، فلماذا حدث هذا الانتشار الكبير للحشرة؟
أجابنا نقيب الفلاحين بانه يوجد علاج لكنه مُكلِف، قائلا: قبل 3 سنوات، لم يكن يصيب المانجو مثل هذه الأمراض، لأن رش المبيدات كان إجباريا، تقوم به الدولة ممثلة فى الجهات المعنية دون طلب من الفلاح، وكان الفلاح يدفع فاتورة «الرش» بعد جنى المانجو وبيعها، لكن توقف ذلك.
ويستطرد النقيب ليقول: إن أخطر ما فى هذا المرض الذى أصاب أشجار المانجو، هو أنه مُعدٍ، بمعنى أنه إذا أصاب شجرة واحدة فى «جنينة» مساحتها 4 أفدنة على سبيل المثال، خلال 10 أيام، ستصبح «الجنينة» كلها مُصابة بالمرض، وأى أراض مزروعة بالمانجو جوار «الجنينة» المصابة، سوف يلحق بها المرض فى أيام قليلة بفعل الرياح، وهو ما سيؤثر بالنهاية على المحصول والإنتاجية، وخلال عامين من الآن قد لا نجد «المانجة الإسماعيلاوى» فى السوق، بسبب هذه الحشرة.
ويضيف العربى أن الحل هو دعم الجمعيات الزراعية، التى يصل عددها إلى 36 جمعية تعاون و36 جمعية مراقبة، وهى المنوطة بالإشراف على توزيع الأسمدة على الحيازات الزراعية فى زمامها، وتحقق أرباحا سنوية بالملايين، توزع على أعضاء مجالس إدارات هذه الجمعيات وفقا لقانون التعاونيات، متساءلا: لماذا لا تدعم الفلاح بجزء من هذه الأرباح الكبيرة، وتقوم بالتنسيق مع مراكز البحوث ومصانع الأسمدة المعروفة، لتوفر له أدوية مضمونة لأمراض النباتات، بدلا من أدوية «بير السلم» المغشوشة التى توجد فى الجمعيات، على أن يدفع الفلاح بعد بيع المحصول كما كانت تفعل الدولة سابقا؟
وأشار إلى أن ما يزيد من حجم المشكلة هو غياب الإرشاد الزراعى، حيث ان المهندسين الزراعيين الحاليين من كبار السن، ولم تعد لديهم القدرة على التحرك والمرور على الفلاحين كما كان يحدث قديما.
الحاج سامى أبو عبده - فلاح بأبوصوير - قال: نذهب إلى محال بيع المبيدات لشراء علاج للأشجار المصابة، ونكتشف أنه غير فعال، ونذهب ونجرب محلا غيره، تكون أشجار أكثر قد أصيبت، ولانزال نجرب حتى نصل إلى دواء فعال.
http://www.doraksa.com/vb/attachment...36315594&stc=1
قاطعناه: تعنى أنه لا يوجد رقيب على محال بيع المبيدات؟
فأجاب قائلا: هى القصة ذاتها، تعاد فى كل تفتيش على الأدوية، ما ان تشرع شرطة المسطحات فى النزول إلى الشارع للتفتيش على محال المبيدات، حتى ترى أبوابها تُغلق قبل بدء التفتيش، ثم تعاود محال المبيدات التجربة فينا من جديد، مضيفا: العلاج ليس فقط غاليا، ولكن غير فعال، وفى الوقت نفسه فإن تكلفة الفدان الواحد كانت تتراوح بين 40 و 50 ألف جنيه، ويباع محصوله بمبلغ يتراوح بين 70 و100 ألف جنيه، والآن تصل خسارة الفدان إلى 25 ألف جنيه.
فى مدينة أبو جريش، شاهدنا «جنينة» مانجو ناجية، لم يصبها العفن الهبابى،بدا صاحبها الحاج محمد فخورا وهو يحكى لنا كيف حدث ذلك.
سألناه: كم تكلف الفدان رشا؟ فقال: من 7 إلى 8 آلاف جنيه، لكن نجوت بها، ثم اصطحبنا الرجل إلى أرضه لنشاهد بذرة المانجو تتفتح، ثم قال لكن أحيانا نضطر لاستعمال مياه جوفية، وهو ما يلزمنا بشراء معالج ملوحة وهو غال أيضا.
وكان علينا أن نتوجه بالسؤال إلى د. سيد خليل، وكيل الوزارة بالإسماعيلية، ونسأله عن شكاوى الفلاحين، فقال إن العفن الهبابى ظهر العام الماضى، والوزارة قدمت للفلاح بالتعاون مع مراكز البحوث 100 ندوة توعوية فى الحقل للتعريف بالإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالحشرة وكيفية التعامل معها، كما قامت الوزارة بصرف الصابون البوتاسى والزيت المعدنى للفلاح، بالآجل وبشروط ميسرة، مؤكدا أن الفلاح الذى اتبع تعليمات الوزارة حصل على نتيجة جيدة، قائلا: إن 80% من الشجر المصاب عالجته الوزارة ولكن بسبب التغيرات الجوية والرياح، ينشط المرض ثانية.
هنا كنا نتواصل مع تامر على - أحد فلاحى الإسماعيلية - نقول له: الوزارة تؤكد أنها قدمت مقاوم للحشرة، فرد علينا تامر قائلا: الوزارة؟ «كل سنة وأنتم طيبون، الناس قلعت الشجر، والرش ما بيعملش حاجه، كنا زمان نرشها 3 مرات فى السنة، الآن بقى الرش كل 20 يوما وغير فعال، ما نعرفش إيه اللى حصل» .
عدنا إلى النقيب العربى مجاهد، الذى أكد مجددا أن الصابون غير فعال ولن يقاوم الحشرة، قائلا: هذا العام سيشهد نقصا بنسبة 70% من إنتاج الإسماعيلية، وهو ما يعنى أن سعر المانجو قد يصل إلى 80 جنيها فى الأسواق، لأن الإسماعيلية تنتج وحدها ما يقرب من 50% من إجمالى إنتاج مصر من المانجو، وتتشارك الشرقية والنوبارية مع محافظات أخرى فى النسبة الباقية، والشرقية أيضا ضربتها هذه الحشرة بإصابات بالغة، وزادت من حدتها أرض الشرقية الطينية.
http://www.ahram.org.eg/Media/News/2...846571-484.jpg
الفلاحون: مبيدات الجمعيات الزراعية مغشوشة
التقينا العربى مجاهد، نقيب الفلاحين بالإسماعيلية، وطرحنا عليه السؤال الأكثر أهمية الآن: ألا يوجد دواء لهذا الداء؟ وإذا كان هناك علاج، فلماذا حدث هذا الانتشار الكبير للحشرة؟
أجابنا نقيب الفلاحين بانه يوجد علاج لكنه مُكلِف، قائلا: قبل 3 سنوات، لم يكن يصيب المانجو مثل هذه الأمراض، لأن رش المبيدات كان إجباريا، تقوم به الدولة ممثلة فى الجهات المعنية دون طلب من الفلاح، وكان الفلاح يدفع فاتورة «الرش» بعد جنى المانجو وبيعها، لكن توقف ذلك.
ويستطرد النقيب ليقول: إن أخطر ما فى هذا المرض الذى أصاب أشجار المانجو، هو أنه مُعدٍ، بمعنى أنه إذا أصاب شجرة واحدة فى «جنينة» مساحتها 4 أفدنة على سبيل المثال، خلال 10 أيام، ستصبح «الجنينة» كلها مُصابة بالمرض، وأى أراض مزروعة بالمانجو جوار «الجنينة» المصابة، سوف يلحق بها المرض فى أيام قليلة بفعل الرياح، وهو ما سيؤثر بالنهاية على المحصول والإنتاجية، وخلال عامين من الآن قد لا نجد «المانجة الإسماعيلاوى» فى السوق، بسبب هذه الحشرة.
ويضيف العربى أن الحل هو دعم الجمعيات الزراعية، التى يصل عددها إلى 36 جمعية تعاون و36 جمعية مراقبة، وهى المنوطة بالإشراف على توزيع الأسمدة على الحيازات الزراعية فى زمامها، وتحقق أرباحا سنوية بالملايين، توزع على أعضاء مجالس إدارات هذه الجمعيات وفقا لقانون التعاونيات، متساءلا: لماذا لا تدعم الفلاح بجزء من هذه الأرباح الكبيرة، وتقوم بالتنسيق مع مراكز البحوث ومصانع الأسمدة المعروفة، لتوفر له أدوية مضمونة لأمراض النباتات، بدلا من أدوية «بير السلم» المغشوشة التى توجد فى الجمعيات، على أن يدفع الفلاح بعد بيع المحصول كما كانت تفعل الدولة سابقا؟
وأشار إلى أن ما يزيد من حجم المشكلة هو غياب الإرشاد الزراعى، حيث ان المهندسين الزراعيين الحاليين من كبار السن، ولم تعد لديهم القدرة على التحرك والمرور على الفلاحين كما كان يحدث قديما.
الحاج سامى أبو عبده - فلاح بأبوصوير - قال: نذهب إلى محال بيع المبيدات لشراء علاج للأشجار المصابة، ونكتشف أنه غير فعال، ونذهب ونجرب محلا غيره، تكون أشجار أكثر قد أصيبت، ولانزال نجرب حتى نصل إلى دواء فعال.
http://www.doraksa.com/vb/attachment...36315594&stc=1
قاطعناه: تعنى أنه لا يوجد رقيب على محال بيع المبيدات؟
فأجاب قائلا: هى القصة ذاتها، تعاد فى كل تفتيش على الأدوية، ما ان تشرع شرطة المسطحات فى النزول إلى الشارع للتفتيش على محال المبيدات، حتى ترى أبوابها تُغلق قبل بدء التفتيش، ثم تعاود محال المبيدات التجربة فينا من جديد، مضيفا: العلاج ليس فقط غاليا، ولكن غير فعال، وفى الوقت نفسه فإن تكلفة الفدان الواحد كانت تتراوح بين 40 و 50 ألف جنيه، ويباع محصوله بمبلغ يتراوح بين 70 و100 ألف جنيه، والآن تصل خسارة الفدان إلى 25 ألف جنيه.
فى مدينة أبو جريش، شاهدنا «جنينة» مانجو ناجية، لم يصبها العفن الهبابى،بدا صاحبها الحاج محمد فخورا وهو يحكى لنا كيف حدث ذلك.
سألناه: كم تكلف الفدان رشا؟ فقال: من 7 إلى 8 آلاف جنيه، لكن نجوت بها، ثم اصطحبنا الرجل إلى أرضه لنشاهد بذرة المانجو تتفتح، ثم قال لكن أحيانا نضطر لاستعمال مياه جوفية، وهو ما يلزمنا بشراء معالج ملوحة وهو غال أيضا.
وكان علينا أن نتوجه بالسؤال إلى د. سيد خليل، وكيل الوزارة بالإسماعيلية، ونسأله عن شكاوى الفلاحين، فقال إن العفن الهبابى ظهر العام الماضى، والوزارة قدمت للفلاح بالتعاون مع مراكز البحوث 100 ندوة توعوية فى الحقل للتعريف بالإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالحشرة وكيفية التعامل معها، كما قامت الوزارة بصرف الصابون البوتاسى والزيت المعدنى للفلاح، بالآجل وبشروط ميسرة، مؤكدا أن الفلاح الذى اتبع تعليمات الوزارة حصل على نتيجة جيدة، قائلا: إن 80% من الشجر المصاب عالجته الوزارة ولكن بسبب التغيرات الجوية والرياح، ينشط المرض ثانية.
هنا كنا نتواصل مع تامر على - أحد فلاحى الإسماعيلية - نقول له: الوزارة تؤكد أنها قدمت مقاوم للحشرة، فرد علينا تامر قائلا: الوزارة؟ «كل سنة وأنتم طيبون، الناس قلعت الشجر، والرش ما بيعملش حاجه، كنا زمان نرشها 3 مرات فى السنة، الآن بقى الرش كل 20 يوما وغير فعال، ما نعرفش إيه اللى حصل» .
عدنا إلى النقيب العربى مجاهد، الذى أكد مجددا أن الصابون غير فعال ولن يقاوم الحشرة، قائلا: هذا العام سيشهد نقصا بنسبة 70% من إنتاج الإسماعيلية، وهو ما يعنى أن سعر المانجو قد يصل إلى 80 جنيها فى الأسواق، لأن الإسماعيلية تنتج وحدها ما يقرب من 50% من إجمالى إنتاج مصر من المانجو، وتتشارك الشرقية والنوبارية مع محافظات أخرى فى النسبة الباقية، والشرقية أيضا ضربتها هذه الحشرة بإصابات بالغة، وزادت من حدتها أرض الشرقية الطينية.