الرياض (واس) : تعود بدايات الرياضة في المملكة العربية السعودية إلى ما قبل 66 عامًا، حين أنشئت أول إدارة مسؤولة عن الرياضة في المملكة عام 1372هـ الموافق 1952م تابعة لوزارة الداخلية، لتشهد بعدها تحولات كبرى سواءً على المستوى الإداري المؤسساتي أو النقلة النوعية في الجهات ذات العلاقة بها من بنى تحتية، ومنجزات بشرية وصولًا إلى الحضور الوطني المتميز في المنافسات الخليجية، والعربية، والآسيوية، والدولية.
وحظيت الرياضة باهتمام الحكومة الرشيدة على مر عهود ملوك المملكة - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي أمر في يناير 2015م بدعم الأندية الرياضية بـ10 ملايين ريال لكل نادٍ من أندية الدوري الممتاز، وخمسة ملايين ريال لكل نادي من أندية الدرجة الأولى، ومليوني ريال لبقية الأندية المسجلة رسمياً.
وسجلت الرياضة السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود العديد من الإنجازات بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، من أبرزها تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم، والتميز في تنظيم عدد من البطولات العالمية بالمملكة في مختلف الرياضات، ونجاحها في مشاركات دولية، وقارية، وعربية.
ويحرص الملك المفدى على رعاية المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، دعمًا منه - أيده الله - لهذه الرياضة العريقة التي باتت محل اهتمام الشباب في العالم، وعدت محفلاً كرويًا عالميًا.
وكانت البطولة قد انطلقت عام 1957 واستمرت إلى عام 1990 ثم توقفت بسبب تغيير اسم الدوري الممتاز إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لأندية الدرجة الممتازة، وفي عام 2007 تقرّر تغيير اسم المسابقة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.
وتعد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أغلى كأس في قارة آسيا من حيث قيمة المكافأة المادية، ويشارك في البطولة 14 نادياً من الدوري السعودي للمحترفين، و16 نادياً من الدرجة الأولى ويتبقى مقعدان يتنافس عليهما 123 نادياً من بقية الدرجات المختلفة.
وتأكيدًا لاهتمام المملكة بتطوير الرياضة وتعزيز تعاونها الدولي، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ رعاه الله ـ في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض في 17 ديسمبر 2017م رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، واستعراض معه الملك المفدى أبرز برامج الاتحاد الدولي لتطوير لعبة كرة القدم، ومجالات التعاون المشترك بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والهيئة العامة للرياضة في المملكة.
ومنذ اطلاق "رؤية المملكة 2030" في 25 أبريل 2016م التي قدمها سمو ولي العهد، شهدت الرياضة السعودية قفزة نوعية في الشكل والمضمون، حيث يجري العمل على تطوير منظومتها كصناعة قائمة بذاتها، والاستثمار الأمثل للموارد والخبرات وبناء وتفعيل الشراكات لخلق بيئة رياضية جاذبة ومنتجة.
وأقرت الهيئة العامة للرياضة العديد من القرارات التي تسهم في تطوير الرياضة السعودية، منها السماح بمشاركة المواليد بالمسابقات السعودية، والسماح للعائلات بدخول الملاعب.
كما كان الملك سلمان بن عبد العزيز داعمًا قويًا لكل الإنجازات التي تتحقق في مختلف الرياضات سواء على مستوى الأندية أو على المستوى الفردي داخل المملكة أو خارجها،
ومن ذلك استقباله - أيده الله - عام 2006م - عندما كان أميرًا للرياض -، رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي للبولينج واللاعبين بدر وحسن عبد الله ال الشيخ بمناسبة حصول الأول على المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم الفردية للبولينج الـ 41 التي اقيمت في سلوفينيا، وحصول الآخر على ثلاث ميداليات فضية وميدالية برونزية في بطولة العرب للرجال التي اقيمت في الأردن.
وتعود أولى خطوات عناية حكومة المملكة بالرياضة في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حيث أدخلت وزارة المعارف آنذاك مادة التربية البدنية في برامج المدارس والمعاهد، واستقدمت المدرسين من الأقطار العربي الشقيقة وقامت بإعداد مدرسي هذه المادة بإيفادهم إلى الخارج أو بعقد دورات صيفية يتم بموجبها تأهيلهم.
وفي عام 1374 هـ ـ 1954م أنشئت إدارة جديدة هي "إدارة التربية الرياضية والاجتماعية " لتتولى مسؤولية النشاط الرياضي والاجتماعي في المدارس، ومن ثم أصبحت مادة التربية الرياضية مقررة في المدراس وأدخلت ضمن المناهج.
ومنذ عام 1375 هـ ـ 1955م تطور هذا النشاط ليشمل إقامة المباريات الرسمية التي تنظمها المناطق التعليمية في المملكة بين مدارسها في مختلف الألعاب مثل : كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة، وتنس الطاولة، فضلاً عن ألعاب القوى التي أدخلت لأول مرة في تاريخ النشاط الرياضي مثل : سباق الدراجات.
أما في عام 1380هـ - 1960م فقد أُسندت مهام رعاية الشباب إلى وزارة المعارف - وزارة التعليم حاليًا-، وتم إسناد مهام رعاية الشباب في القطاع الأهلي إلى إدارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1382 هـ 1962م، حتى صدر عام 1394هـ -1974م قرار مجلس الوزراء الذي بموجبه أصبحت رعاية الشباب جهازاً مستقلاً تحت مسمى (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) وترتبط بالرئاسة العامة اللجنة الدولية العربية السعودية التي تأسست عام 1384هـ - 1964م.
واعترفت بها اللجنة الأولمبية الدولية عام 1385هـ - 1965م، وأنشئ عام 1384هـ المعهد المتوسط للتربية الرياضية، بهدف إعداد معلمين يضطلعون بأعباء التربية الرياضية، كما أوفد عددًا ممن يتوافر لديهم الاستعداد من الشباب السعودي إلى مختلف المعاهد العليا للتربية الرياضية بالدول العربية والأوروبية .
ومن خلال اللجنة الأولمبية التي رسمت خارطة طريق الإنجازات الوطنية عبر برنامج (ذهب 2022) قفزت الرياضة السعودية قفزات متقدمة من حيث التنوع في الرياضات التي تشرف عليها وتشارك بها في مختلف البطولات، لا سيما مع ازدياد عملية تأسيس الأندية، أتبعها تأسيس الاتحاد الرياضي الذي يُعنى بالألعاب الأخرى غير كرة القدم.
ومع أول خطة خمسية للرئاسة العامة لرعاية الشباب - الهيئة العامة للرياضة حاليَا-، وصل عدد الأندية الرياضية المعترف بها في المملكة إلى 54 ناديًا، وتم تشكيل عشرة اتحادات رياضية، وثلاث مدن رياضية في الرياض وجدة والدمام، في حين وصل عدد الأندية اليوم إلى 170 ناديًا.
وكانت بدايات الدوري السعودي عام 1976م وتضم ثمانية أندية، وبعد عام ارتفع العدد إلى 10 أندية، حتى عام 1984م حيث تم إلغاء الهبوط ذلك الموسم، ليصل عدد الأندية إلى 12 ناديا، ولم يرتفع عدد الأندية في الدوري السعودي للمحترفين لمدة 26 عاماً إلى أن وصلنا إلى عام 2010م عندما تم إلغاء الهبوط ذلك الموسم.
واستمر العمل على التطوير نظام الدوري، فقد أعلن معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ عن رفع عدد الفرق السعودية في دوري المحترفين إلى 16 ناديًا خلال عام 2018 / 2019، وتغيير مسمى دوري الدرجة الأولى إلى دوري محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، وجرى اعتماد مشاركة 7 لاعبين أجانب في مسابقة الدوري وهو ما يزيد من المنافسة التي من المتوقع أن تكون في أعلى مستوياتها الموسم المقبل.
وشملت عملية التطوير: الاتحادات والمنتخبات والأندية، فحققت المملكة عبر عدد من الألعاب نتائج مبهرة في العالم، لاسيما في كرة القدم، وكرة اليد، وألعاب القوى، والفروسية التي كان لها حضورًا عالميًا لافتًا؛ سواء في بطولات العالم، أو في الأولمبياد، إلى جانب رياضات أخرى، كان لها حضورها في المشهدين الإقليمي، والقاري.
ففي كرة القدم حققت المملكة إنجازات غير مسبوقة، ولعل أبرزها حصول المنتخب الأول على بطولة أمم آسيا ثلاث مرات بعد وصوله للمباراة النهائية ست مرات، كما تأهل المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية خلال أعوام 1994م و1998م و2002م و2006م، ثم تأهل الآن إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018، كما تأهل المنتخب الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية مرتين، وحقق منتخب الشباب بطولة آسيا مرتين، وتأهل لكأس العالم.
وحقق منتخب الناشئين إنجازاً عالمياً بتتويجه بكأس العالم عام 1989م، ولم تقف الإنجازات عند ذلك وحسب، فهذا منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة يتوج بكأس العالم ثلاث مرات متتالية بقيادة المدرب الوطني الدكتور عبد العزيز الخالد أعوام 2006م في ألمانيا، و2010م في جنوب أفريقيا و2014 في البرازيل في إنجاز غير مسبوق، يؤكد حرص المملكة على هذه الفئة الغالية.
وحققت المملكة من خلال كرة اليد العديد من الإنجازات من أبرزها تأهل منتخب اليد الأول والشباب لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة، آخرها كأس العالم للشباب في الجزائر العام الحالي، فيما سيخوض المنتخب الأول مشاركته العالمية التاسعة في تاريخه في كأس العالم للكبار التي ستقام في ألمانيا والدنمارك مطلع عام 2019م، حيث كانت المشاركة الأولى في اليابان عام 1997 قبل 22 عاماً، وآخرها في فرنسا عام 2017م.
ومن الإنجازات الخليجية والعربية التي حققتها المملكة الحصول على المركز الثالث في دورة الألعاب الآسيوية بالصين عام 1990م، وبطولة العرب في القاهرة عام 1998م.
ونالت كرة السلة نصيبها من التميز السعودي بتحقيق العديد من البطولات الخليجية، إذ فاز المنتخب الأول بذهبية الألعاب العربية بالأردن، وسبق لأندية الهلال، وأحد، والاتحاد الفوز ببطولات خليجية وعربية، وفاز فريق الاتحاد ببطولة آسيا للأندية كأبرز إنجازات اللعبة خارجياً.
وفي الكرة الطائرة حققت المنتخبات والأندية السعودية العديد من البطولات ومن المنجزات، حيث نال الأخضر لقب بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في ألمانيا عام 2009م، وتوج باللقب العربي العسكري مرتين في لبنان و والميدالية البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في قطر عام 2006م، كما حقق المنتخب لقب البطولة الخليجية مرتين عامي 1997م و2005م، وحل ثانياً بالبطولة العربية التي أقيمت بالبحرين عام 2006 م.
وحققت ألعاب القوى إنجازات كبيرة للرياضة السعودية في مختلف المحافل العربية والآسيوية والإقليمية والدولية، وقدمت أبطالاً أصبح البعض منهم من صفوة اللاعبين في القارة والعالم، ومن أبرز ما حققته قوى الأخضر تحقيق هادي صوعان الميدالية الفضية في سباق 400 متر في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت بسيدني الأسترالية عام 2000 كأول ميدالية أولمبية للمملكة في تاريخ الألعاب، وأقوى إنجاز على الإطلاق أعقبت برونزية بطولة العالم الخامسة لألعاب القوى في السويد عام 1995م في سباق 3000 موانع، التي حققها سعد شداد.
وتعد الفروسية السعودية في واجهة الإنجازات العالمية الكبرى، لاسيما بعد تحقيق الفارس عبد الله الشربتلي عام 2010م الميدالية الفضية في بطولة العالم بمدينة ليكسينتجون بولاية كنتاكي الأمريكية، والبرونزية على مستوى الفرق في أولمبياد لندن 2012م، والذهب في منافسات قفز الحواجز بدورة الألعاب الآسيوية قوانزوا الصينية 2010م، والألعاب الآسيوية التي أقيمت في تركمانستان 2017م، علاوة على جملة من الإنجازات العالمية الأخرى في مسابقات جمال الخيل العالمية.
وتمضي الإنجازات السعودية إلى ألعاب أخرى فردية وجماعية على مختلف الصعد الإقليمية والقارية والعالمية كافة، وعلى مختلف الدرجات السنية، وهي مرشحة للزيادة أكثر في ظل تنامي الاهتمام بالاتحادات الرياضية التي بدأت تتعاظم عبر خطط نوعية وميزانيات أخذت في التزايد في سبيل إحداث قفزات عملاقة، تليق بقيمة، ومكانة المملكة.
وفيما يتعلق بالبدايات الأولى لانتشار الألعاب الرياضية في المملكة وتحديداً كرة القدم، فقد كان يوجد في المملكة ثلاثة ملاعب رئيسة لإقامة مباريات كرة القدم، وهي ملاعب : الصبان في جدة، والصائغ في الرياض، ويعقوب بالخبر، لتأتي الطفرة الاقتصادية لتتحول البلاد إلى شبكة من المنشآت الرياضة، إذ تم خلال ثلاثة عقود إنشاء أكثر من 70 منشأة، وبمواصفات عالية الجودة، وبمساحات كبيرة.
وعدت البداية الفعلية للألعاب في الفترة ما بين عامي 1970 و 1973 بإنشاء ثلاثة ملاعب رئيسة، وهي : ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، وملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، لتتحول بعد ذلك البلاد إلى ورشة عمل رياضية، لبناء العديد من المنشآت، وكانت القفزة العملاقة ببناء استاد الملك فهد الدولي بالرياض عام 1988م، الذي أعقبه قفزة هائلة بإنشاء مدينة الملك عبد الله الرياضية التي تحتضن استاد (الجوهرة المشعة) الذي يعد اليوم من أفضل الاستادات في منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع، إذ تم تصميمه على أعلى المواصفات التقنية، وأحدث التصاميم الحديث.
وإلى جانب الاستادات الرياضية، ومقرات الأندية، فقد اهتمت الدولة ببناء المدن الرياضية المجهزة أولمبياً، حيث تتواجد حالياً 13 مدينة رياضية، تنتشر على امتداد مناطق ومحافظات المملكة، وجرى إنشاء مدينتين ساحليتين ترفيهيتين في جدة، والخبر، أطلق عليهما مدينتا الملك فهد الساحليتين، كما أنشئت ساحات شعبية تتألف من ملاعب خارجية رياضية لكرة القدم والطائرة واليد والسلة وكرة المضرب، بالإضافة إلى الصالات المغطاة حيث تملك المملكة ثلاث صالات رئيسة في الرياض وجدة والدمام، تعد من أروع الصالات من ناحية البناء والتصميم والجودة.
ولأن صناعة القيادات والاهتمام بالكوادر العاملة جزء من بناء المواطن الرياضي، فقد أنشئ معهد إعداد القادة، المهتم بإعداد الكوادر الوطنية، في مجال الشباب والرياضة، كمعهد أكاديمي للاهتمام بالمدربين الرياضيين، والحكام في مختلف الألعاب، وإعداد القيادات السعودية، الإدارية، والفنية.
كما تم إنشاء مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي، الذي يعدُّ صرحاً طبياً رياضياً، ويهدف إنشاؤه لتقديم العناية والعلاج الطبي للاعبين الرياضيين بأرقى الوسائل، وأفضل الكوادر الطبية، وسيتم في القريب العاجل إعادة تأهيله، وجلب أفضل المختصين، والاستشاريين العالميين، للعمل فيه.
ولم تهدأ الحركة الرياضية النوعية التي تعيشها المملكة في الفترة الماضية، حيث واصلت الهيئة العامة للرياضة عملها المستمر والمتواصل، في تفعيل عدد من المبادرات والاتفاقيات التي وقعها معالي رئيس مجلس الإدارة تركي بن عبد المحسن آل الشيخ في الفترة الماضية، لنشر ثقافة الألعاب الرياضية المتنوعة والمختلفة، في سبيل صناعة رياضة جاذبة ومشوقة، تحفز المجتمع على ممارسة الرياضة بكافة أشكالها وأنواعها، وتزيد من اهتمام وحضور الجماهير لمتابعة كل الألعاب والمسابقات بمختلف المسميات، التي تعد امتداداً للحراك الكبير الذي تقوم به هيئة الرياضة في تفعيل تلك المبادرات المتنوعة والنوعية.
وإثر ذلك نجحت المملكة في استضافة بطولة "كأس الملك سلمان للشطرنج" بالعاصمة الرياض، كأول مرة تقام فيها بطولة من هذا النوع على مستوى العالم خلال الفترة من 24 وحتى 30 من شهر ديسمبر 2017، وخصص للبطولة التي شارك فيها نخبة من أفضل اللاعبين المصنفين الأوائل في العالم جوائز مالية بلغت مليوني دولار، لأول مرة في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي للشطرنج.
وفور انتهاء بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج، نظمت الهيئة العامة للرياضة ثاني البطولات المقامة في أراضي المملكة واستضافت الرياض "سباق الأبطال للسيارات"، الذي ضم نخبة من متسابقي السيارات العالميين، خلال يومي 2-3 فبراير 2018م في استاد الملك فهد الدولي بالرياض، إذ جاء هذا السباق العالمي إحدى ثمرات الاتفاقيات التي أبرمها آل الشيخ في لندن، مع رئيس شركة ROC رئيس السباق جونسون فريدريك.
وفي خضم تلك الأحداث الرياضية المتسارعة والمستمرة، والحراك الكبير داخل أروقة الهيئة العامة للرياضة، أقامت المملكة سباق "ماراثون الرياض الدولي"، في 24 فبراير 2018م، وخصص له جوائز تصل إلى مليوني ريال، إضافة إلى ثلاث سيارات هدايا عينية للفائزين، وذلك في إطار جهود القيادة الرشيدة الرامية إلى زيادة الوعي الرياضي في المجتمع، وتحفيزه على ممارسة هذه الرياضة المهمة، وبغرض نشر ثقافة "ممارسة الرياضة" بين أفراد المجتمع.
وواصلت الهيئة العامة للرياضة اهتمامها بالألعاب النوعية التي تحظى باهتمام شريحة كبيرة من الشباب، حيث أقيمت بطولة الرياضات الإلكترونية على كأس الهيئة العامة للرياضة وخصص لها جوائز مالية بلغت 150 ألف ريال، إضافة إلى 4 سيارات للفائزين بالمراكز الأربعة الأولى، ليتبعها تنظيم بطولة شعبية كبرى، وهي بطولة المملكة للبلوت بجوائز وصلت إلى مليون ريال.
وتم تنظيم المهرجان العالمي لرياضات المغامرة بمحافظة جدة، وأخيراً منافسات أعظم رويال رامبل (WWE) الحدث الذي شهده استاد الجوهرة بجدة بحضور أبرز وأشهر المصارعين العالميين ولقي متابعة إعلامية كبيرة على المستوى العالمي باعتباره الحدث الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط بعد الاتفاقية التي وقعها آل الشيخ مع الرئيس التنفيذي لـ WWE وتستمر لمدة عشرة سنوات.
وحظيت الرياضة باهتمام الحكومة الرشيدة على مر عهود ملوك المملكة - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي أمر في يناير 2015م بدعم الأندية الرياضية بـ10 ملايين ريال لكل نادٍ من أندية الدوري الممتاز، وخمسة ملايين ريال لكل نادي من أندية الدرجة الأولى، ومليوني ريال لبقية الأندية المسجلة رسمياً.
وسجلت الرياضة السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود العديد من الإنجازات بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، من أبرزها تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم، والتميز في تنظيم عدد من البطولات العالمية بالمملكة في مختلف الرياضات، ونجاحها في مشاركات دولية، وقارية، وعربية.
ويحرص الملك المفدى على رعاية المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، دعمًا منه - أيده الله - لهذه الرياضة العريقة التي باتت محل اهتمام الشباب في العالم، وعدت محفلاً كرويًا عالميًا.
وكانت البطولة قد انطلقت عام 1957 واستمرت إلى عام 1990 ثم توقفت بسبب تغيير اسم الدوري الممتاز إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لأندية الدرجة الممتازة، وفي عام 2007 تقرّر تغيير اسم المسابقة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.
وتعد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أغلى كأس في قارة آسيا من حيث قيمة المكافأة المادية، ويشارك في البطولة 14 نادياً من الدوري السعودي للمحترفين، و16 نادياً من الدرجة الأولى ويتبقى مقعدان يتنافس عليهما 123 نادياً من بقية الدرجات المختلفة.
وتأكيدًا لاهتمام المملكة بتطوير الرياضة وتعزيز تعاونها الدولي، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ رعاه الله ـ في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض في 17 ديسمبر 2017م رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، واستعراض معه الملك المفدى أبرز برامج الاتحاد الدولي لتطوير لعبة كرة القدم، ومجالات التعاون المشترك بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والهيئة العامة للرياضة في المملكة.
ومنذ اطلاق "رؤية المملكة 2030" في 25 أبريل 2016م التي قدمها سمو ولي العهد، شهدت الرياضة السعودية قفزة نوعية في الشكل والمضمون، حيث يجري العمل على تطوير منظومتها كصناعة قائمة بذاتها، والاستثمار الأمثل للموارد والخبرات وبناء وتفعيل الشراكات لخلق بيئة رياضية جاذبة ومنتجة.
وأقرت الهيئة العامة للرياضة العديد من القرارات التي تسهم في تطوير الرياضة السعودية، منها السماح بمشاركة المواليد بالمسابقات السعودية، والسماح للعائلات بدخول الملاعب.
كما كان الملك سلمان بن عبد العزيز داعمًا قويًا لكل الإنجازات التي تتحقق في مختلف الرياضات سواء على مستوى الأندية أو على المستوى الفردي داخل المملكة أو خارجها،
ومن ذلك استقباله - أيده الله - عام 2006م - عندما كان أميرًا للرياض -، رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي للبولينج واللاعبين بدر وحسن عبد الله ال الشيخ بمناسبة حصول الأول على المركز الثالث والميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم الفردية للبولينج الـ 41 التي اقيمت في سلوفينيا، وحصول الآخر على ثلاث ميداليات فضية وميدالية برونزية في بطولة العرب للرجال التي اقيمت في الأردن.
وتعود أولى خطوات عناية حكومة المملكة بالرياضة في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حيث أدخلت وزارة المعارف آنذاك مادة التربية البدنية في برامج المدارس والمعاهد، واستقدمت المدرسين من الأقطار العربي الشقيقة وقامت بإعداد مدرسي هذه المادة بإيفادهم إلى الخارج أو بعقد دورات صيفية يتم بموجبها تأهيلهم.
وفي عام 1374 هـ ـ 1954م أنشئت إدارة جديدة هي "إدارة التربية الرياضية والاجتماعية " لتتولى مسؤولية النشاط الرياضي والاجتماعي في المدارس، ومن ثم أصبحت مادة التربية الرياضية مقررة في المدراس وأدخلت ضمن المناهج.
ومنذ عام 1375 هـ ـ 1955م تطور هذا النشاط ليشمل إقامة المباريات الرسمية التي تنظمها المناطق التعليمية في المملكة بين مدارسها في مختلف الألعاب مثل : كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة، وتنس الطاولة، فضلاً عن ألعاب القوى التي أدخلت لأول مرة في تاريخ النشاط الرياضي مثل : سباق الدراجات.
أما في عام 1380هـ - 1960م فقد أُسندت مهام رعاية الشباب إلى وزارة المعارف - وزارة التعليم حاليًا-، وتم إسناد مهام رعاية الشباب في القطاع الأهلي إلى إدارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1382 هـ 1962م، حتى صدر عام 1394هـ -1974م قرار مجلس الوزراء الذي بموجبه أصبحت رعاية الشباب جهازاً مستقلاً تحت مسمى (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) وترتبط بالرئاسة العامة اللجنة الدولية العربية السعودية التي تأسست عام 1384هـ - 1964م.
واعترفت بها اللجنة الأولمبية الدولية عام 1385هـ - 1965م، وأنشئ عام 1384هـ المعهد المتوسط للتربية الرياضية، بهدف إعداد معلمين يضطلعون بأعباء التربية الرياضية، كما أوفد عددًا ممن يتوافر لديهم الاستعداد من الشباب السعودي إلى مختلف المعاهد العليا للتربية الرياضية بالدول العربية والأوروبية .
ومن خلال اللجنة الأولمبية التي رسمت خارطة طريق الإنجازات الوطنية عبر برنامج (ذهب 2022) قفزت الرياضة السعودية قفزات متقدمة من حيث التنوع في الرياضات التي تشرف عليها وتشارك بها في مختلف البطولات، لا سيما مع ازدياد عملية تأسيس الأندية، أتبعها تأسيس الاتحاد الرياضي الذي يُعنى بالألعاب الأخرى غير كرة القدم.
ومع أول خطة خمسية للرئاسة العامة لرعاية الشباب - الهيئة العامة للرياضة حاليَا-، وصل عدد الأندية الرياضية المعترف بها في المملكة إلى 54 ناديًا، وتم تشكيل عشرة اتحادات رياضية، وثلاث مدن رياضية في الرياض وجدة والدمام، في حين وصل عدد الأندية اليوم إلى 170 ناديًا.
وكانت بدايات الدوري السعودي عام 1976م وتضم ثمانية أندية، وبعد عام ارتفع العدد إلى 10 أندية، حتى عام 1984م حيث تم إلغاء الهبوط ذلك الموسم، ليصل عدد الأندية إلى 12 ناديا، ولم يرتفع عدد الأندية في الدوري السعودي للمحترفين لمدة 26 عاماً إلى أن وصلنا إلى عام 2010م عندما تم إلغاء الهبوط ذلك الموسم.
واستمر العمل على التطوير نظام الدوري، فقد أعلن معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ عن رفع عدد الفرق السعودية في دوري المحترفين إلى 16 ناديًا خلال عام 2018 / 2019، وتغيير مسمى دوري الدرجة الأولى إلى دوري محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى، وجرى اعتماد مشاركة 7 لاعبين أجانب في مسابقة الدوري وهو ما يزيد من المنافسة التي من المتوقع أن تكون في أعلى مستوياتها الموسم المقبل.
وشملت عملية التطوير: الاتحادات والمنتخبات والأندية، فحققت المملكة عبر عدد من الألعاب نتائج مبهرة في العالم، لاسيما في كرة القدم، وكرة اليد، وألعاب القوى، والفروسية التي كان لها حضورًا عالميًا لافتًا؛ سواء في بطولات العالم، أو في الأولمبياد، إلى جانب رياضات أخرى، كان لها حضورها في المشهدين الإقليمي، والقاري.
ففي كرة القدم حققت المملكة إنجازات غير مسبوقة، ولعل أبرزها حصول المنتخب الأول على بطولة أمم آسيا ثلاث مرات بعد وصوله للمباراة النهائية ست مرات، كما تأهل المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية خلال أعوام 1994م و1998م و2002م و2006م، ثم تأهل الآن إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018، كما تأهل المنتخب الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية مرتين، وحقق منتخب الشباب بطولة آسيا مرتين، وتأهل لكأس العالم.
وحقق منتخب الناشئين إنجازاً عالمياً بتتويجه بكأس العالم عام 1989م، ولم تقف الإنجازات عند ذلك وحسب، فهذا منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة يتوج بكأس العالم ثلاث مرات متتالية بقيادة المدرب الوطني الدكتور عبد العزيز الخالد أعوام 2006م في ألمانيا، و2010م في جنوب أفريقيا و2014 في البرازيل في إنجاز غير مسبوق، يؤكد حرص المملكة على هذه الفئة الغالية.
وحققت المملكة من خلال كرة اليد العديد من الإنجازات من أبرزها تأهل منتخب اليد الأول والشباب لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة، آخرها كأس العالم للشباب في الجزائر العام الحالي، فيما سيخوض المنتخب الأول مشاركته العالمية التاسعة في تاريخه في كأس العالم للكبار التي ستقام في ألمانيا والدنمارك مطلع عام 2019م، حيث كانت المشاركة الأولى في اليابان عام 1997 قبل 22 عاماً، وآخرها في فرنسا عام 2017م.
ومن الإنجازات الخليجية والعربية التي حققتها المملكة الحصول على المركز الثالث في دورة الألعاب الآسيوية بالصين عام 1990م، وبطولة العرب في القاهرة عام 1998م.
ونالت كرة السلة نصيبها من التميز السعودي بتحقيق العديد من البطولات الخليجية، إذ فاز المنتخب الأول بذهبية الألعاب العربية بالأردن، وسبق لأندية الهلال، وأحد، والاتحاد الفوز ببطولات خليجية وعربية، وفاز فريق الاتحاد ببطولة آسيا للأندية كأبرز إنجازات اللعبة خارجياً.
وفي الكرة الطائرة حققت المنتخبات والأندية السعودية العديد من البطولات ومن المنجزات، حيث نال الأخضر لقب بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في ألمانيا عام 2009م، وتوج باللقب العربي العسكري مرتين في لبنان و والميدالية البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في قطر عام 2006م، كما حقق المنتخب لقب البطولة الخليجية مرتين عامي 1997م و2005م، وحل ثانياً بالبطولة العربية التي أقيمت بالبحرين عام 2006 م.
وحققت ألعاب القوى إنجازات كبيرة للرياضة السعودية في مختلف المحافل العربية والآسيوية والإقليمية والدولية، وقدمت أبطالاً أصبح البعض منهم من صفوة اللاعبين في القارة والعالم، ومن أبرز ما حققته قوى الأخضر تحقيق هادي صوعان الميدالية الفضية في سباق 400 متر في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت بسيدني الأسترالية عام 2000 كأول ميدالية أولمبية للمملكة في تاريخ الألعاب، وأقوى إنجاز على الإطلاق أعقبت برونزية بطولة العالم الخامسة لألعاب القوى في السويد عام 1995م في سباق 3000 موانع، التي حققها سعد شداد.
وتعد الفروسية السعودية في واجهة الإنجازات العالمية الكبرى، لاسيما بعد تحقيق الفارس عبد الله الشربتلي عام 2010م الميدالية الفضية في بطولة العالم بمدينة ليكسينتجون بولاية كنتاكي الأمريكية، والبرونزية على مستوى الفرق في أولمبياد لندن 2012م، والذهب في منافسات قفز الحواجز بدورة الألعاب الآسيوية قوانزوا الصينية 2010م، والألعاب الآسيوية التي أقيمت في تركمانستان 2017م، علاوة على جملة من الإنجازات العالمية الأخرى في مسابقات جمال الخيل العالمية.
وتمضي الإنجازات السعودية إلى ألعاب أخرى فردية وجماعية على مختلف الصعد الإقليمية والقارية والعالمية كافة، وعلى مختلف الدرجات السنية، وهي مرشحة للزيادة أكثر في ظل تنامي الاهتمام بالاتحادات الرياضية التي بدأت تتعاظم عبر خطط نوعية وميزانيات أخذت في التزايد في سبيل إحداث قفزات عملاقة، تليق بقيمة، ومكانة المملكة.
وفيما يتعلق بالبدايات الأولى لانتشار الألعاب الرياضية في المملكة وتحديداً كرة القدم، فقد كان يوجد في المملكة ثلاثة ملاعب رئيسة لإقامة مباريات كرة القدم، وهي ملاعب : الصبان في جدة، والصائغ في الرياض، ويعقوب بالخبر، لتأتي الطفرة الاقتصادية لتتحول البلاد إلى شبكة من المنشآت الرياضة، إذ تم خلال ثلاثة عقود إنشاء أكثر من 70 منشأة، وبمواصفات عالية الجودة، وبمساحات كبيرة.
وعدت البداية الفعلية للألعاب في الفترة ما بين عامي 1970 و 1973 بإنشاء ثلاثة ملاعب رئيسة، وهي : ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، وملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، لتتحول بعد ذلك البلاد إلى ورشة عمل رياضية، لبناء العديد من المنشآت، وكانت القفزة العملاقة ببناء استاد الملك فهد الدولي بالرياض عام 1988م، الذي أعقبه قفزة هائلة بإنشاء مدينة الملك عبد الله الرياضية التي تحتضن استاد (الجوهرة المشعة) الذي يعد اليوم من أفضل الاستادات في منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع، إذ تم تصميمه على أعلى المواصفات التقنية، وأحدث التصاميم الحديث.
وإلى جانب الاستادات الرياضية، ومقرات الأندية، فقد اهتمت الدولة ببناء المدن الرياضية المجهزة أولمبياً، حيث تتواجد حالياً 13 مدينة رياضية، تنتشر على امتداد مناطق ومحافظات المملكة، وجرى إنشاء مدينتين ساحليتين ترفيهيتين في جدة، والخبر، أطلق عليهما مدينتا الملك فهد الساحليتين، كما أنشئت ساحات شعبية تتألف من ملاعب خارجية رياضية لكرة القدم والطائرة واليد والسلة وكرة المضرب، بالإضافة إلى الصالات المغطاة حيث تملك المملكة ثلاث صالات رئيسة في الرياض وجدة والدمام، تعد من أروع الصالات من ناحية البناء والتصميم والجودة.
ولأن صناعة القيادات والاهتمام بالكوادر العاملة جزء من بناء المواطن الرياضي، فقد أنشئ معهد إعداد القادة، المهتم بإعداد الكوادر الوطنية، في مجال الشباب والرياضة، كمعهد أكاديمي للاهتمام بالمدربين الرياضيين، والحكام في مختلف الألعاب، وإعداد القيادات السعودية، الإدارية، والفنية.
كما تم إنشاء مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي، الذي يعدُّ صرحاً طبياً رياضياً، ويهدف إنشاؤه لتقديم العناية والعلاج الطبي للاعبين الرياضيين بأرقى الوسائل، وأفضل الكوادر الطبية، وسيتم في القريب العاجل إعادة تأهيله، وجلب أفضل المختصين، والاستشاريين العالميين، للعمل فيه.
ولم تهدأ الحركة الرياضية النوعية التي تعيشها المملكة في الفترة الماضية، حيث واصلت الهيئة العامة للرياضة عملها المستمر والمتواصل، في تفعيل عدد من المبادرات والاتفاقيات التي وقعها معالي رئيس مجلس الإدارة تركي بن عبد المحسن آل الشيخ في الفترة الماضية، لنشر ثقافة الألعاب الرياضية المتنوعة والمختلفة، في سبيل صناعة رياضة جاذبة ومشوقة، تحفز المجتمع على ممارسة الرياضة بكافة أشكالها وأنواعها، وتزيد من اهتمام وحضور الجماهير لمتابعة كل الألعاب والمسابقات بمختلف المسميات، التي تعد امتداداً للحراك الكبير الذي تقوم به هيئة الرياضة في تفعيل تلك المبادرات المتنوعة والنوعية.
وإثر ذلك نجحت المملكة في استضافة بطولة "كأس الملك سلمان للشطرنج" بالعاصمة الرياض، كأول مرة تقام فيها بطولة من هذا النوع على مستوى العالم خلال الفترة من 24 وحتى 30 من شهر ديسمبر 2017، وخصص للبطولة التي شارك فيها نخبة من أفضل اللاعبين المصنفين الأوائل في العالم جوائز مالية بلغت مليوني دولار، لأول مرة في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي للشطرنج.
وفور انتهاء بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج، نظمت الهيئة العامة للرياضة ثاني البطولات المقامة في أراضي المملكة واستضافت الرياض "سباق الأبطال للسيارات"، الذي ضم نخبة من متسابقي السيارات العالميين، خلال يومي 2-3 فبراير 2018م في استاد الملك فهد الدولي بالرياض، إذ جاء هذا السباق العالمي إحدى ثمرات الاتفاقيات التي أبرمها آل الشيخ في لندن، مع رئيس شركة ROC رئيس السباق جونسون فريدريك.
وفي خضم تلك الأحداث الرياضية المتسارعة والمستمرة، والحراك الكبير داخل أروقة الهيئة العامة للرياضة، أقامت المملكة سباق "ماراثون الرياض الدولي"، في 24 فبراير 2018م، وخصص له جوائز تصل إلى مليوني ريال، إضافة إلى ثلاث سيارات هدايا عينية للفائزين، وذلك في إطار جهود القيادة الرشيدة الرامية إلى زيادة الوعي الرياضي في المجتمع، وتحفيزه على ممارسة هذه الرياضة المهمة، وبغرض نشر ثقافة "ممارسة الرياضة" بين أفراد المجتمع.
وواصلت الهيئة العامة للرياضة اهتمامها بالألعاب النوعية التي تحظى باهتمام شريحة كبيرة من الشباب، حيث أقيمت بطولة الرياضات الإلكترونية على كأس الهيئة العامة للرياضة وخصص لها جوائز مالية بلغت 150 ألف ريال، إضافة إلى 4 سيارات للفائزين بالمراكز الأربعة الأولى، ليتبعها تنظيم بطولة شعبية كبرى، وهي بطولة المملكة للبلوت بجوائز وصلت إلى مليون ريال.
وتم تنظيم المهرجان العالمي لرياضات المغامرة بمحافظة جدة، وأخيراً منافسات أعظم رويال رامبل (WWE) الحدث الذي شهده استاد الجوهرة بجدة بحضور أبرز وأشهر المصارعين العالميين ولقي متابعة إعلامية كبيرة على المستوى العالمي باعتباره الحدث الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط بعد الاتفاقية التي وقعها آل الشيخ مع الرئيس التنفيذي لـ WWE وتستمر لمدة عشرة سنوات.