• ▲ درة الإقتصادية

    قِسم الإقتصاد فوز 2030 عالمي
  • الهبطات العُمانية.. تقليد ما قبل العيد صامد في وجه "الحداثة"

    مسقط (الخليج أونلاين) : مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك وبدء عيد الفطر السعيد، يتقاطر الناس على المراكز التجارية للتسوق وشراء مستلزمات العيد، لكن العمانيين لهم وجهة أخرى غير المراكز الحديثة، وجهة يعرفونها منذ القدم، يجتمعون فيها قبل عدة أيام من بداية العيد للبيع والشراء تسمى "الهبطات"، ويتسوقون منها مستلزمات العيد.


    تباع فيها الملابس والمواشي والحلويات والبهارات وجميع مستلزمات العيد

    - "الهبطات".. موروث ثقافي واقتصادي
    "الهبطات"، هي عبارة عن موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالي، وهي إرث قديم بالسلطنة، عبارة عن سوق مفتوحة تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والمواطنين، وتقام في جو تقليدي متميز قبل العيد بأيام.

    وتبدأ فعاليات سوق الهبطات في جميع محافظات وولايات السلطنة قبل العيد بأيام، وتستمر إلى ما قبل العيد بيوم واحد، وبذلك يُسدل ستار الهبطات في السلطنة إلى الموسم القادم.

    ومع أن الأسواق العامة في سلطنة عمان تشهد ازدحاماً متزايداً مع اقتراب عيد الفطر، ويبدأ مربو الماشية بعرضها في تلك الأسواق، إلا أن هبطات العيد المتعارف عليها تبدأ اعتباراً من الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك ولعدة أيام متواصلة تستهلها ولايتا وادي بني خالد وإبراء بمحافظة شمال الشرقية وولاية بوشر بمحافظة مسقط وفي فنجاء التابعة لولاية بدبد بمحافظة الداخلية.



    وتتواصل الهبطات في العديد من المحافظات حتى التاسع والعشرين من رمضان، حيث تقام في ولاية وادي بني خالد أربع هبطات متواصلة، تبدأ في قرية الخالدية ثم هبطات عمق وسوق المصالحة والحويرية، وتستمر إلى السابع والعشرين من رمضان.

    وتستهل قرية الثابتي بولاية إبراء أولى هبطات الولاية الثلاث بمناسبة العيد، تليها هبطتا اليحمدي في 25 رمضان، ثم السفالة في 26 رمضان. ويوم الخامس والعشرين من رمضان تبدأ هبطة ولاية الحمراء وهبطة (نفعا) التابعة لولاية بدبد.

    وفي يوم السادس والعشرين من رمضان تقام الهبطات بولايات الرستاق وسمائل (سرور) وصور ووادي المعاول وبدية والخابورة والمنترب بولاية بدية، وتقام الهبطات في ولايات جعلان بني بوعلي والسويق وبهلاء وبركاء وجعلان بني بوحسن ونخل والسيب وقرية الواصل بولاية القابل، يوم السابع والعشرين من رمضان، وتقام الهبطات في ولايات الكامل والوافي والقابل يوم الثامن والعشرين من رمضان.

    وبالنسبة للتوقيت، فهي تبدأ من شروق الشمس إلى الحادية عشرة صباحاً، وتتجاوز أحياناً إلى الواحدة ظهراً، وهذا توقيت ثابت لأغلب الهبطات في السلطنة.

    وتعتبر هبطات العيد إرثاً حافظت عليه الأجيال المتعاقبة، ومن التقاليد العمانية العريقة التي يسبق إقامتها الاحتفاء بالعيد، وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية، ويحرص العمانيون على التوافد إليها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعداداً للعيد وللتزود باحتياجاتهم من متطلباته.

    يتنقل الكثير من العمانيين من هبطة إلى أخرى في الولايات القريبة؛ للبحث في أسواقها عن الأفضل، خاصة اللحوم الحية، أو الاستمتاع بالأجواء المصاحبة للهبطات مثل "المناداة"؛ وهي عملية بيع الأغنام والأبقار والإبل في المزاد العلني.

    - الهبطات وفرحة العيد
    وتمثل هبطة العيد أول أفراح العمانيين بعيد الفطر المبارك، خاصة الأطفال الذين يحرصون على حضورها وهم يرتدون أجمل ما عندهم من الملابس العمانية، حيث تلبي تلك الهبطات احتياجات الأم والطفل معاً، وتوفر العديد من السلع والبضائع؛ من ألعاب وملابس جاهزة ومستلزمات تُستخدم للتعبير عن الفرحة بالعيد، إضافة إلى شراء الرجال والنساء احتياجاتهم من المواد الغذائية التي يتم بها إعداد العديد من الأكلات العمانية التقليدية ومستلزمات "الشواء".



    كما تمثل "الهبطات" فرصة كبيرة لشراء السلالات العمانية من الأغنام والأبقار، حيث تعد تلك الهبطات فرصة للمربين لبيع مواشيهم بأسعار جيدة، كما يحرص العديد من المواطنين على شراء صغار المواشي، المعروفة باسم "المواليد"؛ لاستخدامها في الوجبة العمانية التقليدية والمعروفة بـ"العرسية"، وهي وجبة تؤكل عادة قبل الذهاب إلى مصليات العيد، تتكون من الأرز واللحم، ويضاف إليها السمن البلدي.

    وتشهد "هبطات" العيد إقبالاً كبيراً بدءاً من ساعات الصباح الأولى، ويتوافد إليها الناس من مختلف القرى التابعة للولاية، بعضهم يرتدي الزي التقليدي العماني والخنجر والعصا، وأيضاً يأتي إليها الناس من الولايات القريبة، حيث تضم الهبطة سوقاً تكتظ بالأغنام والأبقار المحلية، وباعة يلبون احتياجات الأطفال للعيد من الألعاب والملابس، وآخرين للمأكولات العمانية والمواد التموينية التي تشكل أساساً للعديد من الأكلات العمانية التي يتم تجهيزها للاحتفاء بعيد الفطر.

    - تنوع السلع المعروضة
    من بين المشتريات التي يحرص العمانيون على شرائها من الهبطات، السمن البلدي العماني، و"عيدان المشاكيك" المصنوعة من جريد النخيل، و"خصفة الشواء" المصنوعة من سعف النخيل، إلى جانب الحطب، وشراء السكاكين والأدوات المستخدمة في ذبح وتقطيع لحوم العيد، وأوراق الموز التي تُستخدم في لف "لحم الشواء" قبل وضعها في "التنور"، إضافة إلى شراء الحلوى العمانية والعسل والتوابل والمكسرات.



    كما تشهد العديد من الهبطات بيع الأسلحة التقليدية الخفيفة التي يتزين بها الذكور بمختلف أعمارهم، مثل البنادق والخناجر والعصي، والأحزمة التقليدية، والسيوف، والملابس العمانية مثل "المصار والكميم".

    وتزدحم محلات بيع الحلوى العمانية بالمواطنين والمقيمين؛ لشراء أنواع الحلوى المختلفة منها قبل قدوم أول أيام العيد، وتعتبر الحلوى العمانية جزءاً مهماً وأساسياً من واجبات الضيافة العُمانية، خصوصاً في الأعياد والمناسبات؛ لما تمتاز به من جودة ومذاق شهي، ولمكوناتها التي يضاف إليها السمن البلدي والزعفران والهيل وماء الورد والمكسرات، وتحظى بشهرة واسعة داخل السلطنة وخارجها، ويختلف سعرها باختلاف مكوناتها.

    وإضافة إلى هبطات العيد التي تقام قبل أيام عيدي الفطر والأضحى، هناك أسواق تقليدية أو حديثة في العديد من الولايات، منها الأسبوعية المعروفة بأسواق "الأربعاء أو الخميس أو الاثنين"، وأخرى موجودة على مدار العام كسوق مطرح وسوق نزوى والسوق المركزية بمحافظة ظفار وسوق البريمي وسوق صحار.

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : الهبطات العُمانية.. تقليد ما قبل العيد صامد في وجه "الحداثة" كتبت بواسطة فاهد مخيني مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ ثقافة اتقان عصر جديد

  • ▲ لن ينجو أياً كان

  • جمعية الاقتصاد السعودية

  • مركز خدمة المطورين

  • طاقات

  • □ اقتصاد + اعمال


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا