الرياض - سلوى الميمان (الفيصل) : منذ ظهور الرواية في تاريخ الأدب السعودي، أضحى هذا الجنس الأدبي يطرح الكثير من الإشكاليات: جنس رديء، بالكاد يمكن وصفه بالأدب، لم تثر الرواية اهتمامًا كبيرًا على عكس الشعر، «ديوان العرب». منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، تغير الوضع وأضحى المتتبعون للمشهد الأدبي يتساءلون حول هذه الروايات التي تظهر كل سنة، وتحظى باهتمام كبير من قبل الصحافة والنقاد وغيرهما من الفاعلين الاجتماعيين الذين ليست لهم علاقة مباشرة بعالم الأدب. يثير تزايد العناوين، على الرغم من الصعوبات المرتبطة بشبكات الطبع والنشر، الكثير من الخلافات فيما يتعلق بشرعية الكاتب كما هذا الجنس الأدبي. لا تزال كتابة الرواية مرتبطة بالعديد من التحديات التي يواجهها الكاتب بحثًا عن الاعتراف.
بداية من كتاب «الفراغ الروائي في الأدب السعودي» للكاتب الأردني نسيم الصمادي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وصولًا إلى «تسونامي الرواية» –عنوان مقال حول الإنتاج الروائي في العربية السعودية في صحيفة «الشرق الأوسط» في أكتوبر 2006م- اجتذبت الرواية على مدى العقدين الماضيين (1990-2010م) اهتمام المراقبين المحليين (النقاد، والأكاديميين، والصحفيين والمدونين) العرب والمستشرقين. في الواقع، ومما لا شك فيه أن غلبة الخيال الرومانسي منذ بداية التسعينيات أحد الموضوعات التي تأتي عليها الأقلام السعودية، ويثير «عصر الرواية» العديد من الأسئلة والنقاشات المرتبطة بالساحة الأدبية.
من السهل أن نتفق، بالنظر إلى الأرقام، على الزيادة الملحوظة في المؤلفات المنشورة خلال السنوات الأخيرة، وحول هذه «الطفرة»، وهو مصطلح يشير عادة إلى فترة النمو الاقتصادي التي أعقبت الثورة البترولية سنة 1973م، وحول هذا «التسونامي-الموجز، وهذا الانفجار في الأعمال المقروءة مثل «الكعك الساخن»، بحسب بعض تعبيرات الصحافة المحلية. تعد الصحافة، وأيضًا وسائل الإعلام السمعية البصرية، والندوات أو النقاشات التي تجمع الجهات المعنية كافة بالحقل الأدبي (الكتاب، والناشرين، والصحفيين والأكاديميين)، مسرحًا لإثارة مجموعة من المناقشات من كتاب الرواية. يبدو أن كتابة روايات الخيال قد أضحت استفزازًا في حد ذاتها: بالنسبة للروائي، تستمد الرواية قوتها الأساسية من حريتها المطلقة. بالنسبة للناقد –على نطاق واسع- يمكن لهذه الحرية أن تكون مجرد افتراء، ولا يجب القبول بها من دون وضع بعض الحواجز لاستكمال الطبيعة غير المحددة لهذا الجنس الأدبي. كلما كان الجنس الأدبي سائدًا، أكَّد الناقد على الحاجة إلى استبدال التمايز بين المسموح به وغير المسموح به بالتمايز بين الجيد والسيئ. ومن هنا، تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على النقاشات الرئيسة الناشئة حول الرواية السعودية المعاصرة بدءًا من الاعتراف بها كجنس أدبي.
الرواية جنس أدبي تواجهه مجموعة من التحديات
كلٌّ على دراية بالانتشار المتزايد والمفاجئ للأدب الروائي في المملكة العربية السعودية: 26 رواية في سنة 2005م، و50 رواية في سنة 2006م، وفقًا لدراسة أنجزها المتخصص السعودي في الببليوغرافيا خالد اليوسف. لقد دُمجت الرواية في المتن الأدبي المحلي بشكل خجول جدًّا: بدءًا من سنة 1930م مع «التوأمان» (1)، لعبد القدوس الأنصاري، أو بدءًا من سنة 1959م مع «ثمن التضحية» لحامد دمنهوري، بحسب المهتمين، وأنه لم يكن هناك أتباع كُثر لهذا الجنس الأدبي لفترة طويلة. في الحقيقة، وبالنسبة لجُلّ هذه الأعمال، يتعلق الأمر بأول رواية للروائيين الشباب الذين راوحت أعمارهم بين 20 و25 سنة، التي سرعان ما أثارت ضجة وجلبة كبيرة. وطرح السؤال: هل هذه الطفرة ظاهرة صحية؟ (2)
تركي الحمد
نظرًا لهذا البزوغ للرواية، اختلفت الآراء في المملكة العربية السعودية، فيرى بعض أن هذه الظاهرة ناتجة عن اهتمام بعض الناشرين العرب بـ«الفضائح»، الذي لا يتردد في نشر روايات من هذا النوع. في حين يعزو بعض آخر الأمر إلى حدس جيل من الكتاب استبقوا «أفق توقع» (3) الجمهور السعودي. وخير مثال على ذلك، الكاتب الشاب إبراهيم بادي (4)، مؤلف الرواية المثيرة للجدل «حب في السعودية» التي يناقش فيها بجرأة كبيرة موضوعات جنسانية. نشرت الرواية سنة 2007م عن «دار الآداب» ببيروت، يعتمد الروائي على تقنية السرد في الرواية، ويكرس الصفحات الأولى من روايته للرواية نفسها، في حين أنه هو نفسه الشخصية الرئيسة في الرواية. تكتب هذه الشخصية- الكاتب عن رجل وخمس نساء، ويكسر منذ البداية مختلف التابوهات الرئيسة، بطريقة فجة أحيانًا، وجريئة.
غازي القصيبي
الآن، لا مجال للشك في جرأتي. وصفت بدقة ما دار بين إيهاب وفاطمة. ربما أكون راويًا متعجرفًا، نرجسيًّا! لكن، ألن تحقق حياة وإيهاب مبيعات خيالية، وقياسية؟ ألن تحقق إقبالًا هائلًا على قراءتها ومعرفة تفاصيلها المجنونة؟ (5)
إن هذه الفكرة التي تدعمها الشخصية لا تزال واسعة الانتشار في المجتمع السعودي، وتضفي قيمة سلبية إلى هذا الجنس الأدبي الذي لطالما كان الاعتراف به محط جدل واسع. في الواقع، لم يُرحَّب بدخول جنس الرواية إلى التقليد السردي العربي من المعارضين للحداثة المستوردة من الغرب وأنصار التقليد الذين رأوا في كتابة الشعر أبهى أشكال التعبير العربي. يمكن أن نقرأ الكثير من شهادات كتاب الجيل الأول، الأسلاف، ما يثبت نظرة «تسامح» رجال الأدب مع جنس «الرواية». دعا محمد علي الأفغاني إلى كتابة الرواية، في إحدى مقالاته المنشورة سنة 1941م:
هاني نقشبندي
«ما يثير الدهشة، وهو أن العديد من أصدقائي الكتاب ورجالات الأدب يعتبرون الرواية مجرد بدعة ولا تستحق أن تقارن بالعلم، وبالفضيلة والأدب، ويجدون عيبًا وخزيًا في الاهتمام بها»(6).
بعد ما يقرب من سبعين سنة، نجد أن القاصَّة هديل الحضيف، التي تنشر نصوصها على موقعها على الإنترنت(7)، ترفض فكرة كتابة الرواية وتعدها مقولة «مشينة».
التابوهات الاجتماعية في قلب الرواية السعودية
لا يتعامل الروائي مع الصعوبات المتعلقة بطبع عمله ونشره فقط، بل إنه يعمل على جعل مواهبه في خدمة الرواية. بعد أن نشر روايته في الساحة الأدبية، طرح الوزير والشاعر غازي القصيبي، كاتب «شقة الحرية» التي صدرت عن منشورات رياض الريس سنة 1994م، وأُعيد نشرها في خمس طبعات وترجمت إلى الإنجليزية، السؤال حول هويته ككاتب (8). كان أيضًا تركي الحمد، مفكر وكاتب سياسي، يكافح كي يُعترَف به كروائي بعد نشره رواية «أطياف الأزقة المهجورة» سنة 1998م، عن دار الساقي للنشر (9): يمكننا أن نعزو نجاح المؤلف إلى الرأسمال الاجتماعي أو السياسي للكاتب في الحقل الأدبي، رغم افتقاره للرؤية الفنية (10). ولم يسلم تركي الحمد أيضًا من حكم الزندقة. إن الكاتب ليس بمنأى عن الاتهامات الأخلاقية، وحتى الأيديولوجية. حينما ظهرت الرواية الأولى للقصيبي التي تحكي عن سنوات الدراسة الخاصة بمجموعة من الشباب السعودي في مصر خلال عهد جمال عبد الناصر، ثم بعدها رواية «العصفورية» (11): اسم مستشفى للأمراض النفسية شهير في بيروت، اتُّهِمَ بالعلمانية والزندقة (12).
مما لا شك فيه أن قضية الحمد تعكس بشكل جلي لحظة أساسية من تاريخ الرواية السعودية المعاصرة. تقدم ثلاثيته وجهة نظر سوسيوسياسية للواقع؛ إذ إن الكاتب اختار شكل الرواية من أجل معالجة الموضوعات المسكوت عنها. لكن ما «اعتبر فضيحة»، هو أن حبكة الشخصيات الخيالية تجعل من السعودية موطن أحداثها الرئيسة وليس خارجها كما هي الحال مع باقي الروائيين السعوديين. يمكن لاغتراب الشخصيات، فقط، أن يجعل الكتابة ممكنة. بعيدًا من القوانين والأعراف الاجتماعية السعودية التي تعرض المشروع الواقعي الروائي للخطر، تزدهر الرواية في المجتمعات الأقل تحفظًا، حيث تقلّ أعداد التابوهات المرتبطة بالحياة.
من خلال تجرُّئِه على فضاء حيث عادة ما تُحجَب العيوب، جعل الحمد من مدينة الرياض «مدينة المتع» حيث «كل شيء ممكن» أو «كل شيء محرم، وكل شيء مباح». يعرض الروائي، ضمن نمط واقعي، تناقضات مجتمع مثله مثل باقي المجتمعات، كل ذلك مع اللعب على مقربة من حدود المتكلم. نجد رواية «بنات الرياض» (13)، أول رواية للكاتبة الشابة «رجاء الصانع» التي صدرت سنة 2005م، تذهب أبعد من ذلك، وتكشف عن أسرار العالم الأنثوي، وهو الأمر الذي يشكل تابوهًا، ويعدّ تحديًا في الآن نفسه. كيف أمكن لفتاة أن تقدم للعالم أخطاء مواطنات بلدها؟ إن هذا الأمر غير مقبول في مجتمع ليس من المألوف إظهار أخطائه، وحيث يُتَّهم من يريد أو تريد وضع الأصبع على الواقع بتشويه صورته.
فسوقأضحت الروايات الصادرة حديثًا أكثر جرأة، بالنظر إلى التابوهات التي تكشف عنها: جرأة أخلاقية، ومشاهد جريئة. يبدو أن «الفضح» حاضر بقوة. في إحدى هذه الروايات، ويتعلق الأمر برواية «اختلاس» لـ«هاني نقشبندي» (14)، التي حظر نشرها في بيروت كما في العديد من العواصم العربية الأخرى – قبل أن يصدر منها خمس طبعات عن دار الساقي- يتلقى صحفي سعودي، ورئيس تحرير مجلة نسائية، رسائل منتظمة وغريبة من قارئة سعودية، التي تأتمنه على أسرارها ومغامراتها مع سائقها. لكن الجنس ليس هو التابو الوحيد الذي جرى التجرؤ عليه ضمن هذا الأدب الذي يلعب على حدود المسموح. شهدت سنة 2000م نشر رواية الكاتب والصحفي محمود تراوري «ميمونة»، التي يناقش فيها الكاتب، من خلال قصة هجرة ميمونة وعائلتها من إفريقيا إلى الحجاز، قضية تهميش ذوي البشرة السوداء في المملكة العربية السعودية. بعد سنوات قليلة، وفي سنة 2006م، صدرت رواية «الآخرون» عن دار الساقي للنشر، لروائية سعودية شابة، «صبا الحرز»، تنحدر من القطيف، وهي مدينة في شرق المملكة. تعالج روايتها قضية أقلية مرفوضة من الآخرين. هناك بعض الموضوعات التي لا يمكن أن تعالجها سوى الكتابة الروائية: يعد الخيال حيلة لرصد الواقع الذي ترفض الخطابات الاجتماعية تمثيله.
في الواقع، عندما نتحدث عن حرية النشر العربي، نثير دومًا التابو الثلاثي: الجنس- الدين- السياسة. لكن هذه الحرية متغيرة تبعًا للدول. في السعودية تفرض رقابة صارمة على هذه الموضوعات الثلاثة، التي تتطلب إذن مسبق. ضمن الرقابة المؤسساتية، يمكن أن نضيف فكرة «الخصوصية» العربية، التي غالبًا ما تستخدم في الخطاب المحلي لحظر العديد من الموضوعات في النقاش العام.
بنات الرياض - - - رجاء الصانع
ضمن مجتمع يعرف تدنيًا كبيرًا في مستوى القراءة، يبدو أن حجم المبيعات التي تتجاوز عشرات الآلاف لا يصدق: 60 ألفًا بالنسبة لرواية «رجاء الصانع» خلال السنوات الأولى التي أعقبت صدورها، و10 آلاف خلال الفترة التي تلت صدور رواية «فسوق» لـ«عبده خال». يتعلق الأمر إذًا بوجه آخر للطفرات التي عرفتها الساحة الأدبية السعودية. ومن أجل الالتفاف على الرقابة التي تعارض «تعرية الحقيقة»، لجأ العديد من الكُتاب السعوديين إلى النشر في بعض الدول العربية، ولا سيما القطب الليبرالي (15). بحثًا عن هامش أكبر من الحرية أو الاعتراف في الحقل الأدبي الإقليمي، عمل هذا النمط من الالتفاف على سلطة الرقابة، بدءًا من تسعينيات القرن الماضي، على إدخال أنماط وممارسات جديدة في الكتابة، الأمر الذي أضحى يطرح الكثير من الأسئلة حول القطب الأكثر تحفظًا في هذا المجال، من خلال ربط هذا النوع من الكتابة بإستراتيجية خالصة مؤسسة على مصلحة المحظور (16).
مما لا شك فيه أن الثورة الرقمية قد كان لها وقع كبير على مجال الأدب. منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، انتشرت مواقع الصحافة الإلكترونية، والمدوَّنات، وقدمت للكتاب شبكة نشر وتوزيع أكثر كفاءة وسهولة. ونجد لهذا الأمر صدى كبيرًا في رواية «بنات الرياض»، التي تدور أحداثها في عالم الإنترنت والدردشة، وتستند على ما يبوح به مجموعة من شباب الرياض حول مغامراتهم عبر الإنترنت. في كل يوم جمعة، ترسل إحدى الشابات السعوديات لأصدقائها رسالة إلكترونية، وتصف بتفصيل دقيق حياتها العاطفية، وحياة صديقاتها الثلاثة. يجتمع الشباب لمتابعة مغامرات الشابة، بعضهم غاضب وبعضهم يريد أكثر من ذلك. يتمُّ إذًا تقيُّد الرواية بوصفها مدونةً سردية تُمكِّن القُرَّاء من متابعة هذه المغامرات (17). نسجل أيضًا أن رواية «سقف الكفاية»، لمحمد حسن علوان، التي نشرت عن دار الفارابي، قد كانت موجودة على الموقع الخاص بالكاتب، بالتزامن مع نشرها سنة 2002م، والأمر نفسه أيضًا بالنسبة لرواية «الأوبة» لوردة عبد المالك –وهو اسم مستعار- التي نشرت سنة 2007م عن دار الساقي، وسبق أن طرحت في بداية الأمر في مجموعة أدبية افتراضية «منتدى دار الندوة» (18)، حيت تابعها نحو 23 ألف زائر قبل كتابتها ونشرها ورقيًّا.
أصبح «الويب» الفضاء الأول في النشر والتوزيع: لا يجري نشر المؤلفات في«النوادي الأدبية» الافتراضية فقط، لكن بمجرد تحريرها بالطريقة التقليدية، يسهل الإنترنت جزئيًّا نشرها، وبخاصة حينما تنشر في الخارج ويكون من الصعب توافرها في المكتبات المحلية.
إن الإنترنت هو وسيلة جديدة لتجاوز الخطوط الحمراء التي تفرضها الرقابة والخطابات الاجتماعية السائدة، وأيضًا وسيلة فعَّالة للتعريف بالروائيين السعوديين في الخارج. من الواضح أنه مهَّد الطريق لإقامة الدورة 11 لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعكس تراجعًا طفيفًا فيما يخص ممارسة الرقابة.
بداية من كتاب «الفراغ الروائي في الأدب السعودي» للكاتب الأردني نسيم الصمادي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وصولًا إلى «تسونامي الرواية» –عنوان مقال حول الإنتاج الروائي في العربية السعودية في صحيفة «الشرق الأوسط» في أكتوبر 2006م- اجتذبت الرواية على مدى العقدين الماضيين (1990-2010م) اهتمام المراقبين المحليين (النقاد، والأكاديميين، والصحفيين والمدونين) العرب والمستشرقين. في الواقع، ومما لا شك فيه أن غلبة الخيال الرومانسي منذ بداية التسعينيات أحد الموضوعات التي تأتي عليها الأقلام السعودية، ويثير «عصر الرواية» العديد من الأسئلة والنقاشات المرتبطة بالساحة الأدبية.
من السهل أن نتفق، بالنظر إلى الأرقام، على الزيادة الملحوظة في المؤلفات المنشورة خلال السنوات الأخيرة، وحول هذه «الطفرة»، وهو مصطلح يشير عادة إلى فترة النمو الاقتصادي التي أعقبت الثورة البترولية سنة 1973م، وحول هذا «التسونامي-الموجز، وهذا الانفجار في الأعمال المقروءة مثل «الكعك الساخن»، بحسب بعض تعبيرات الصحافة المحلية. تعد الصحافة، وأيضًا وسائل الإعلام السمعية البصرية، والندوات أو النقاشات التي تجمع الجهات المعنية كافة بالحقل الأدبي (الكتاب، والناشرين، والصحفيين والأكاديميين)، مسرحًا لإثارة مجموعة من المناقشات من كتاب الرواية. يبدو أن كتابة روايات الخيال قد أضحت استفزازًا في حد ذاتها: بالنسبة للروائي، تستمد الرواية قوتها الأساسية من حريتها المطلقة. بالنسبة للناقد –على نطاق واسع- يمكن لهذه الحرية أن تكون مجرد افتراء، ولا يجب القبول بها من دون وضع بعض الحواجز لاستكمال الطبيعة غير المحددة لهذا الجنس الأدبي. كلما كان الجنس الأدبي سائدًا، أكَّد الناقد على الحاجة إلى استبدال التمايز بين المسموح به وغير المسموح به بالتمايز بين الجيد والسيئ. ومن هنا، تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على النقاشات الرئيسة الناشئة حول الرواية السعودية المعاصرة بدءًا من الاعتراف بها كجنس أدبي.
- -
الرواية جنس أدبي تواجهه مجموعة من التحديات
كلٌّ على دراية بالانتشار المتزايد والمفاجئ للأدب الروائي في المملكة العربية السعودية: 26 رواية في سنة 2005م، و50 رواية في سنة 2006م، وفقًا لدراسة أنجزها المتخصص السعودي في الببليوغرافيا خالد اليوسف. لقد دُمجت الرواية في المتن الأدبي المحلي بشكل خجول جدًّا: بدءًا من سنة 1930م مع «التوأمان» (1)، لعبد القدوس الأنصاري، أو بدءًا من سنة 1959م مع «ثمن التضحية» لحامد دمنهوري، بحسب المهتمين، وأنه لم يكن هناك أتباع كُثر لهذا الجنس الأدبي لفترة طويلة. في الحقيقة، وبالنسبة لجُلّ هذه الأعمال، يتعلق الأمر بأول رواية للروائيين الشباب الذين راوحت أعمارهم بين 20 و25 سنة، التي سرعان ما أثارت ضجة وجلبة كبيرة. وطرح السؤال: هل هذه الطفرة ظاهرة صحية؟ (2)
تركي الحمد
نظرًا لهذا البزوغ للرواية، اختلفت الآراء في المملكة العربية السعودية، فيرى بعض أن هذه الظاهرة ناتجة عن اهتمام بعض الناشرين العرب بـ«الفضائح»، الذي لا يتردد في نشر روايات من هذا النوع. في حين يعزو بعض آخر الأمر إلى حدس جيل من الكتاب استبقوا «أفق توقع» (3) الجمهور السعودي. وخير مثال على ذلك، الكاتب الشاب إبراهيم بادي (4)، مؤلف الرواية المثيرة للجدل «حب في السعودية» التي يناقش فيها بجرأة كبيرة موضوعات جنسانية. نشرت الرواية سنة 2007م عن «دار الآداب» ببيروت، يعتمد الروائي على تقنية السرد في الرواية، ويكرس الصفحات الأولى من روايته للرواية نفسها، في حين أنه هو نفسه الشخصية الرئيسة في الرواية. تكتب هذه الشخصية- الكاتب عن رجل وخمس نساء، ويكسر منذ البداية مختلف التابوهات الرئيسة، بطريقة فجة أحيانًا، وجريئة.
غازي القصيبي
الآن، لا مجال للشك في جرأتي. وصفت بدقة ما دار بين إيهاب وفاطمة. ربما أكون راويًا متعجرفًا، نرجسيًّا! لكن، ألن تحقق حياة وإيهاب مبيعات خيالية، وقياسية؟ ألن تحقق إقبالًا هائلًا على قراءتها ومعرفة تفاصيلها المجنونة؟ (5)
إن هذه الفكرة التي تدعمها الشخصية لا تزال واسعة الانتشار في المجتمع السعودي، وتضفي قيمة سلبية إلى هذا الجنس الأدبي الذي لطالما كان الاعتراف به محط جدل واسع. في الواقع، لم يُرحَّب بدخول جنس الرواية إلى التقليد السردي العربي من المعارضين للحداثة المستوردة من الغرب وأنصار التقليد الذين رأوا في كتابة الشعر أبهى أشكال التعبير العربي. يمكن أن نقرأ الكثير من شهادات كتاب الجيل الأول، الأسلاف، ما يثبت نظرة «تسامح» رجال الأدب مع جنس «الرواية». دعا محمد علي الأفغاني إلى كتابة الرواية، في إحدى مقالاته المنشورة سنة 1941م:
هاني نقشبندي
«ما يثير الدهشة، وهو أن العديد من أصدقائي الكتاب ورجالات الأدب يعتبرون الرواية مجرد بدعة ولا تستحق أن تقارن بالعلم، وبالفضيلة والأدب، ويجدون عيبًا وخزيًا في الاهتمام بها»(6).
بعد ما يقرب من سبعين سنة، نجد أن القاصَّة هديل الحضيف، التي تنشر نصوصها على موقعها على الإنترنت(7)، ترفض فكرة كتابة الرواية وتعدها مقولة «مشينة».
التابوهات الاجتماعية في قلب الرواية السعودية
لا يتعامل الروائي مع الصعوبات المتعلقة بطبع عمله ونشره فقط، بل إنه يعمل على جعل مواهبه في خدمة الرواية. بعد أن نشر روايته في الساحة الأدبية، طرح الوزير والشاعر غازي القصيبي، كاتب «شقة الحرية» التي صدرت عن منشورات رياض الريس سنة 1994م، وأُعيد نشرها في خمس طبعات وترجمت إلى الإنجليزية، السؤال حول هويته ككاتب (8). كان أيضًا تركي الحمد، مفكر وكاتب سياسي، يكافح كي يُعترَف به كروائي بعد نشره رواية «أطياف الأزقة المهجورة» سنة 1998م، عن دار الساقي للنشر (9): يمكننا أن نعزو نجاح المؤلف إلى الرأسمال الاجتماعي أو السياسي للكاتب في الحقل الأدبي، رغم افتقاره للرؤية الفنية (10). ولم يسلم تركي الحمد أيضًا من حكم الزندقة. إن الكاتب ليس بمنأى عن الاتهامات الأخلاقية، وحتى الأيديولوجية. حينما ظهرت الرواية الأولى للقصيبي التي تحكي عن سنوات الدراسة الخاصة بمجموعة من الشباب السعودي في مصر خلال عهد جمال عبد الناصر، ثم بعدها رواية «العصفورية» (11): اسم مستشفى للأمراض النفسية شهير في بيروت، اتُّهِمَ بالعلمانية والزندقة (12).
مما لا شك فيه أن قضية الحمد تعكس بشكل جلي لحظة أساسية من تاريخ الرواية السعودية المعاصرة. تقدم ثلاثيته وجهة نظر سوسيوسياسية للواقع؛ إذ إن الكاتب اختار شكل الرواية من أجل معالجة الموضوعات المسكوت عنها. لكن ما «اعتبر فضيحة»، هو أن حبكة الشخصيات الخيالية تجعل من السعودية موطن أحداثها الرئيسة وليس خارجها كما هي الحال مع باقي الروائيين السعوديين. يمكن لاغتراب الشخصيات، فقط، أن يجعل الكتابة ممكنة. بعيدًا من القوانين والأعراف الاجتماعية السعودية التي تعرض المشروع الواقعي الروائي للخطر، تزدهر الرواية في المجتمعات الأقل تحفظًا، حيث تقلّ أعداد التابوهات المرتبطة بالحياة.
من خلال تجرُّئِه على فضاء حيث عادة ما تُحجَب العيوب، جعل الحمد من مدينة الرياض «مدينة المتع» حيث «كل شيء ممكن» أو «كل شيء محرم، وكل شيء مباح». يعرض الروائي، ضمن نمط واقعي، تناقضات مجتمع مثله مثل باقي المجتمعات، كل ذلك مع اللعب على مقربة من حدود المتكلم. نجد رواية «بنات الرياض» (13)، أول رواية للكاتبة الشابة «رجاء الصانع» التي صدرت سنة 2005م، تذهب أبعد من ذلك، وتكشف عن أسرار العالم الأنثوي، وهو الأمر الذي يشكل تابوهًا، ويعدّ تحديًا في الآن نفسه. كيف أمكن لفتاة أن تقدم للعالم أخطاء مواطنات بلدها؟ إن هذا الأمر غير مقبول في مجتمع ليس من المألوف إظهار أخطائه، وحيث يُتَّهم من يريد أو تريد وضع الأصبع على الواقع بتشويه صورته.
فسوقأضحت الروايات الصادرة حديثًا أكثر جرأة، بالنظر إلى التابوهات التي تكشف عنها: جرأة أخلاقية، ومشاهد جريئة. يبدو أن «الفضح» حاضر بقوة. في إحدى هذه الروايات، ويتعلق الأمر برواية «اختلاس» لـ«هاني نقشبندي» (14)، التي حظر نشرها في بيروت كما في العديد من العواصم العربية الأخرى – قبل أن يصدر منها خمس طبعات عن دار الساقي- يتلقى صحفي سعودي، ورئيس تحرير مجلة نسائية، رسائل منتظمة وغريبة من قارئة سعودية، التي تأتمنه على أسرارها ومغامراتها مع سائقها. لكن الجنس ليس هو التابو الوحيد الذي جرى التجرؤ عليه ضمن هذا الأدب الذي يلعب على حدود المسموح. شهدت سنة 2000م نشر رواية الكاتب والصحفي محمود تراوري «ميمونة»، التي يناقش فيها الكاتب، من خلال قصة هجرة ميمونة وعائلتها من إفريقيا إلى الحجاز، قضية تهميش ذوي البشرة السوداء في المملكة العربية السعودية. بعد سنوات قليلة، وفي سنة 2006م، صدرت رواية «الآخرون» عن دار الساقي للنشر، لروائية سعودية شابة، «صبا الحرز»، تنحدر من القطيف، وهي مدينة في شرق المملكة. تعالج روايتها قضية أقلية مرفوضة من الآخرين. هناك بعض الموضوعات التي لا يمكن أن تعالجها سوى الكتابة الروائية: يعد الخيال حيلة لرصد الواقع الذي ترفض الخطابات الاجتماعية تمثيله.
في الواقع، عندما نتحدث عن حرية النشر العربي، نثير دومًا التابو الثلاثي: الجنس- الدين- السياسة. لكن هذه الحرية متغيرة تبعًا للدول. في السعودية تفرض رقابة صارمة على هذه الموضوعات الثلاثة، التي تتطلب إذن مسبق. ضمن الرقابة المؤسساتية، يمكن أن نضيف فكرة «الخصوصية» العربية، التي غالبًا ما تستخدم في الخطاب المحلي لحظر العديد من الموضوعات في النقاش العام.
بنات الرياض - - - رجاء الصانع
ضمن مجتمع يعرف تدنيًا كبيرًا في مستوى القراءة، يبدو أن حجم المبيعات التي تتجاوز عشرات الآلاف لا يصدق: 60 ألفًا بالنسبة لرواية «رجاء الصانع» خلال السنوات الأولى التي أعقبت صدورها، و10 آلاف خلال الفترة التي تلت صدور رواية «فسوق» لـ«عبده خال». يتعلق الأمر إذًا بوجه آخر للطفرات التي عرفتها الساحة الأدبية السعودية. ومن أجل الالتفاف على الرقابة التي تعارض «تعرية الحقيقة»، لجأ العديد من الكُتاب السعوديين إلى النشر في بعض الدول العربية، ولا سيما القطب الليبرالي (15). بحثًا عن هامش أكبر من الحرية أو الاعتراف في الحقل الأدبي الإقليمي، عمل هذا النمط من الالتفاف على سلطة الرقابة، بدءًا من تسعينيات القرن الماضي، على إدخال أنماط وممارسات جديدة في الكتابة، الأمر الذي أضحى يطرح الكثير من الأسئلة حول القطب الأكثر تحفظًا في هذا المجال، من خلال ربط هذا النوع من الكتابة بإستراتيجية خالصة مؤسسة على مصلحة المحظور (16).
مما لا شك فيه أن الثورة الرقمية قد كان لها وقع كبير على مجال الأدب. منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، انتشرت مواقع الصحافة الإلكترونية، والمدوَّنات، وقدمت للكتاب شبكة نشر وتوزيع أكثر كفاءة وسهولة. ونجد لهذا الأمر صدى كبيرًا في رواية «بنات الرياض»، التي تدور أحداثها في عالم الإنترنت والدردشة، وتستند على ما يبوح به مجموعة من شباب الرياض حول مغامراتهم عبر الإنترنت. في كل يوم جمعة، ترسل إحدى الشابات السعوديات لأصدقائها رسالة إلكترونية، وتصف بتفصيل دقيق حياتها العاطفية، وحياة صديقاتها الثلاثة. يجتمع الشباب لمتابعة مغامرات الشابة، بعضهم غاضب وبعضهم يريد أكثر من ذلك. يتمُّ إذًا تقيُّد الرواية بوصفها مدونةً سردية تُمكِّن القُرَّاء من متابعة هذه المغامرات (17). نسجل أيضًا أن رواية «سقف الكفاية»، لمحمد حسن علوان، التي نشرت عن دار الفارابي، قد كانت موجودة على الموقع الخاص بالكاتب، بالتزامن مع نشرها سنة 2002م، والأمر نفسه أيضًا بالنسبة لرواية «الأوبة» لوردة عبد المالك –وهو اسم مستعار- التي نشرت سنة 2007م عن دار الساقي، وسبق أن طرحت في بداية الأمر في مجموعة أدبية افتراضية «منتدى دار الندوة» (18)، حيت تابعها نحو 23 ألف زائر قبل كتابتها ونشرها ورقيًّا.
أصبح «الويب» الفضاء الأول في النشر والتوزيع: لا يجري نشر المؤلفات في«النوادي الأدبية» الافتراضية فقط، لكن بمجرد تحريرها بالطريقة التقليدية، يسهل الإنترنت جزئيًّا نشرها، وبخاصة حينما تنشر في الخارج ويكون من الصعب توافرها في المكتبات المحلية.
إن الإنترنت هو وسيلة جديدة لتجاوز الخطوط الحمراء التي تفرضها الرقابة والخطابات الاجتماعية السائدة، وأيضًا وسيلة فعَّالة للتعريف بالروائيين السعوديين في الخارج. من الواضح أنه مهَّد الطريق لإقامة الدورة 11 لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعكس تراجعًا طفيفًا فيما يخص ممارسة الرقابة.
بقلم: سلوى الميمان – ترجمة: خديجة حلفاوي
هوامش:
1) نشر هذا المقال في الأصل باللغة الفرنسية في:
Salwa Almaiman, «Le roman saoudien contemporain face à ses défis », Arabian Humanities [En ligne], 3 | 2014, mis en ligne le 25 novembre 2014, consulté le 08 janvier 2017. URL : http://cy.revues.org/2793 ; DOI : 10.4000/cy.2793
2) جريدة الشرق الأوسط، عدد 10193، أكتوبر 2006م.
3) يعد مفهوم «أفق توقع القارئ» (horizon d’attente du lecteur) أساس نظرية التلقي لدى «هانز روبرت جوس» (Hans Robert Jauss).
4) إبراهيم بادي، 20 سنة، صحفي في جريدة الحياة.
5) المرجع نفسه.
6) محمد علي الأفغاني، الرواية العربية وحاجتنا إليها، المنهل، العدد 5-6 جمادى الأولى/ مايو 1941م.
7) http://www.hdeel.org/blog
لم تعد هذه المدونة موجودة بعد وفاة الشابة السعودية سنة 2008م، عن عمر لم يناهز بعد 25 سنة.
8) لم يكن القصيبي دائمًا معترفًا به كروائي من قبل بعض الجهات الفاعلة في الساحة الأدبية (شرعي أم لا). والحقيقة أن وضعه السياسي قد مكنه من اللعب على القيد السياسي.
9) تتكون من ثلاثة أزمنة قوية لحياة الراوي، هشام العابر: سنوات دراسته الأخيرة بحي العدامة بالدمام، خلال سبعينيات القرن الماضي، والسنوات التي قضاها كطالب بالرياض في حي الشميسي، وأخيرًا سجنه بالكراديب بعد حل الحزب الشيوعي الذي كان قد انضم إليه.
10) جرى التشكيك في المهارات الفنية والأدبية للكاتب من العديد من الجهات الفاعلة في الساحة الأدبية، بما في ذلك النقاد، والذين تساءلوا عن مكانته في الحقل الأدبي.
11) غازي القصيبي، العصفورية، دار الساقي، بيروت، 1996م.
12) اتهم القصيبي بإفساد الذوق العام للشباب السعودي من خلال شعره وكتاباته الجريئة وانجذابه إلى الغرب.
13) رجاء الصانع، بنات الرياض، دار الساقي، بيروت، 2005م.
Al-Sanea Rajaa, Les filles de Riyad, traduit de l’arabe par Simon Corthay et Charlotte Woillez, Plon, 2007.
14) هاني نقشبندي، اختلاس، دار الساقي، بيروت، 2007م.
15) يعمد الكثير من الكتاب العرب إلى هذه الإستراتيجية من أجل نشر كتبهم في العواصم التي تضمن هامشًا من الحرية: القاهرة، وباريس سابقًا، وبيروت حاليًّا، وأيضًا لندن من خلال دار الساقي، وبرلين من خلال دار الجمل. لعبت هذه الإستراتيجية دورًا مهمًّا جدًّا في تطور التعبير الأدبي العربي نحو مزيد من الحرية.
16) يكشف عنوان، من بين أخرى كثيرة، الجدل الذي أثاره هذا النوع من الكتابة: «ظاهرة جديدة من الرواية السعودية: المنع، جواز سفر النجاح»، جريدة الشرق الأوسط، عدد 10726، 10 إبريل 2008م.
17) Seerehwenfadha7et@yahoogroups.com
18) يعد هذا المنتدى ملتقى لليبراليين السعوديين، الذي وصف من معارضيهم «بنادي كفار قريش»؛ أغلق منذ سنة 2005م.
1) نشر هذا المقال في الأصل باللغة الفرنسية في:
Salwa Almaiman, «Le roman saoudien contemporain face à ses défis », Arabian Humanities [En ligne], 3 | 2014, mis en ligne le 25 novembre 2014, consulté le 08 janvier 2017. URL : http://cy.revues.org/2793 ; DOI : 10.4000/cy.2793
2) جريدة الشرق الأوسط، عدد 10193، أكتوبر 2006م.
3) يعد مفهوم «أفق توقع القارئ» (horizon d’attente du lecteur) أساس نظرية التلقي لدى «هانز روبرت جوس» (Hans Robert Jauss).
4) إبراهيم بادي، 20 سنة، صحفي في جريدة الحياة.
5) المرجع نفسه.
6) محمد علي الأفغاني، الرواية العربية وحاجتنا إليها، المنهل، العدد 5-6 جمادى الأولى/ مايو 1941م.
7) http://www.hdeel.org/blog
لم تعد هذه المدونة موجودة بعد وفاة الشابة السعودية سنة 2008م، عن عمر لم يناهز بعد 25 سنة.
8) لم يكن القصيبي دائمًا معترفًا به كروائي من قبل بعض الجهات الفاعلة في الساحة الأدبية (شرعي أم لا). والحقيقة أن وضعه السياسي قد مكنه من اللعب على القيد السياسي.
9) تتكون من ثلاثة أزمنة قوية لحياة الراوي، هشام العابر: سنوات دراسته الأخيرة بحي العدامة بالدمام، خلال سبعينيات القرن الماضي، والسنوات التي قضاها كطالب بالرياض في حي الشميسي، وأخيرًا سجنه بالكراديب بعد حل الحزب الشيوعي الذي كان قد انضم إليه.
10) جرى التشكيك في المهارات الفنية والأدبية للكاتب من العديد من الجهات الفاعلة في الساحة الأدبية، بما في ذلك النقاد، والذين تساءلوا عن مكانته في الحقل الأدبي.
11) غازي القصيبي، العصفورية، دار الساقي، بيروت، 1996م.
12) اتهم القصيبي بإفساد الذوق العام للشباب السعودي من خلال شعره وكتاباته الجريئة وانجذابه إلى الغرب.
13) رجاء الصانع، بنات الرياض، دار الساقي، بيروت، 2005م.
Al-Sanea Rajaa, Les filles de Riyad, traduit de l’arabe par Simon Corthay et Charlotte Woillez, Plon, 2007.
14) هاني نقشبندي، اختلاس، دار الساقي، بيروت، 2007م.
15) يعمد الكثير من الكتاب العرب إلى هذه الإستراتيجية من أجل نشر كتبهم في العواصم التي تضمن هامشًا من الحرية: القاهرة، وباريس سابقًا، وبيروت حاليًّا، وأيضًا لندن من خلال دار الساقي، وبرلين من خلال دار الجمل. لعبت هذه الإستراتيجية دورًا مهمًّا جدًّا في تطور التعبير الأدبي العربي نحو مزيد من الحرية.
16) يكشف عنوان، من بين أخرى كثيرة، الجدل الذي أثاره هذا النوع من الكتابة: «ظاهرة جديدة من الرواية السعودية: المنع، جواز سفر النجاح»، جريدة الشرق الأوسط، عدد 10726، 10 إبريل 2008م.
17) Seerehwenfadha7et@yahoogroups.com
18) يعد هذا المنتدى ملتقى لليبراليين السعوديين، الذي وصف من معارضيهم «بنادي كفار قريش»؛ أغلق منذ سنة 2005م.