الكويت - عبد العزيز صباح الفضلي (الرأي) : رت جنازة يهودي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم فوقف لها، فقيل: إنها جنازة يهودي؟ فقال: أليست نفساً... هكذا علّم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، الصحابةَ والأمةَ الإسلامية والعالمَ بأسره معنى احترام النفس البشرية.
هذه النفس البشرية التي أودع الله تعالى فيها الروح، وحرّم التعدي عليها أو التسبب في إزهاقها من دون وجه حق.
لذلك لا يجوز قتل المسلم، إلا وفق ما نص عليه الحديث: «الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة».
ولا يجوز قتل غير المسلم من غير المحاربين المقاتلين، لقوله عليه الصلاة والسلام: «من قتل معاهدا لم يَرِح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً».
هذا هو الإسلام الذي يحاول الغرب إلصاق تهمة الإرهاب فيه، والادعاء بأنه دين يقوم على القتل والتطرف!
وللأسف أن نجد من أبناء جلدتنا - ممن ينتسبون للإسلام ويتكلمون بلغة القرآن - ممن يردد هذه الشبهات ويحاول تثبيتها على المسلمين ليناصر بذلك أعداء الأمة!
ومن المزعج أن نجد بعضاً ممن ينتسبون للإسلام، هم من يشوه هذا الدِّين، ويعطي الفرصة لأعداء الإسلام، بأن يتخذوا من تصرفاته الهوجاء والغبية مبررا لوصف الإسلام بالتطرف والإرهاب.
ولعل من آخر هذه التصرفات الحمقاء، التفجيران اللذان وقعا في كنيستين بمصر قبل أيام وأوقعا العديد من القتلى والجرحى، وأعلن «داعش» مسؤوليته عنهما.
لقد استنكرت معظم الدول العربية والإسلامية هذين التفجيرين، كما استنكرته الجماعات الإسلامية المعتدلة، والهيئات العلمية والشرعية، لأنه لا يمثل الإسلام أو مبادئه و أخلاقه.
فالإسلام دين يدعو إلى التعايش وإلى ترك أهل الديانات على ما اختاروه من دين يتعبّدون الله فيه تحت قاعدة «لكم دينكم ولي دين» وتحت مبدأ «لا إكراه في الدين»، ويشجع على دعوتهم إلى الإسلام بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.
إن العالم الذي يريد أن يعيش حياة السلام، عليه أن يعزز مفهوم التعايش واحترام الحرية الشخصية للآخرين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الدول الغربية تحترم ديانة المسلمين وما اختاروه من عقيدة؟
للأسف أن بعض الدول بدأت بالتضييق على المسلمين في مساجدهم، وفي لباس المسلمات، وبدأت تنتشر الشعارات العنصرية، وأخذت الأحزاب اليمينية المتطرفة تتصدر نتائج الانتخابات.
كما بدا لافتا التصرفات العنصرية التي مارستها بعض الدول الغربية - كهولندا وألمانيا - ضد مسؤولين أتراك، والجالية التركية على أراضيها خلال الفترة الماضية.
لقد ذكّر الرئيس التركي أردوغان، الهولنديين بموقفهم المخزي من مذبحة سريبرينيتسا في البوسنة عام 1995 عندما تخلت القوات الهولندية التابعة للأمم المتحدة عن مسؤوليتها في حماية المدنيين في المدينة، وسمحت للقوات والميليشيا الصربية بدخولها من دون عناء، ما تسبب في قتل أكثر من 8 آلاف مسلم، وجعل الأمين العام للأمم المتحدة وقتها يصف تلك المجزرة بأنها «أسوأ جريمة» على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تتصرف القوات الهولندية ذلك التصرف إلا بدافع العنصرية والحقد الديني.
لذلك نقول إن المسؤولية مشتركة بين العرب والغرب في تعزيز مفهوم التعايش وعدم ترك الفرصة للمتعصبين في كلا المنطقتين بأن ينشروا أفكارهم أو يتمادوا في تصرفاتهم، إن كنا حقا ننشد العيش بسلام.
بقلم : عبد العزيز صباح الفضلي
هذه النفس البشرية التي أودع الله تعالى فيها الروح، وحرّم التعدي عليها أو التسبب في إزهاقها من دون وجه حق.
لذلك لا يجوز قتل المسلم، إلا وفق ما نص عليه الحديث: «الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة».
ولا يجوز قتل غير المسلم من غير المحاربين المقاتلين، لقوله عليه الصلاة والسلام: «من قتل معاهدا لم يَرِح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً».
هذا هو الإسلام الذي يحاول الغرب إلصاق تهمة الإرهاب فيه، والادعاء بأنه دين يقوم على القتل والتطرف!
وللأسف أن نجد من أبناء جلدتنا - ممن ينتسبون للإسلام ويتكلمون بلغة القرآن - ممن يردد هذه الشبهات ويحاول تثبيتها على المسلمين ليناصر بذلك أعداء الأمة!
ومن المزعج أن نجد بعضاً ممن ينتسبون للإسلام، هم من يشوه هذا الدِّين، ويعطي الفرصة لأعداء الإسلام، بأن يتخذوا من تصرفاته الهوجاء والغبية مبررا لوصف الإسلام بالتطرف والإرهاب.
ولعل من آخر هذه التصرفات الحمقاء، التفجيران اللذان وقعا في كنيستين بمصر قبل أيام وأوقعا العديد من القتلى والجرحى، وأعلن «داعش» مسؤوليته عنهما.
لقد استنكرت معظم الدول العربية والإسلامية هذين التفجيرين، كما استنكرته الجماعات الإسلامية المعتدلة، والهيئات العلمية والشرعية، لأنه لا يمثل الإسلام أو مبادئه و أخلاقه.
فالإسلام دين يدعو إلى التعايش وإلى ترك أهل الديانات على ما اختاروه من دين يتعبّدون الله فيه تحت قاعدة «لكم دينكم ولي دين» وتحت مبدأ «لا إكراه في الدين»، ويشجع على دعوتهم إلى الإسلام بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.
إن العالم الذي يريد أن يعيش حياة السلام، عليه أن يعزز مفهوم التعايش واحترام الحرية الشخصية للآخرين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الدول الغربية تحترم ديانة المسلمين وما اختاروه من عقيدة؟
للأسف أن بعض الدول بدأت بالتضييق على المسلمين في مساجدهم، وفي لباس المسلمات، وبدأت تنتشر الشعارات العنصرية، وأخذت الأحزاب اليمينية المتطرفة تتصدر نتائج الانتخابات.
كما بدا لافتا التصرفات العنصرية التي مارستها بعض الدول الغربية - كهولندا وألمانيا - ضد مسؤولين أتراك، والجالية التركية على أراضيها خلال الفترة الماضية.
لقد ذكّر الرئيس التركي أردوغان، الهولنديين بموقفهم المخزي من مذبحة سريبرينيتسا في البوسنة عام 1995 عندما تخلت القوات الهولندية التابعة للأمم المتحدة عن مسؤوليتها في حماية المدنيين في المدينة، وسمحت للقوات والميليشيا الصربية بدخولها من دون عناء، ما تسبب في قتل أكثر من 8 آلاف مسلم، وجعل الأمين العام للأمم المتحدة وقتها يصف تلك المجزرة بأنها «أسوأ جريمة» على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تتصرف القوات الهولندية ذلك التصرف إلا بدافع العنصرية والحقد الديني.
لذلك نقول إن المسؤولية مشتركة بين العرب والغرب في تعزيز مفهوم التعايش وعدم ترك الفرصة للمتعصبين في كلا المنطقتين بأن ينشروا أفكارهم أو يتمادوا في تصرفاتهم، إن كنا حقا ننشد العيش بسلام.
بقلم : عبد العزيز صباح الفضلي