تونس - ابتسام جمال (الشروق) : أثار ارتفاع أسعار الخضر امتعاض التونسيين الذين عجزوا عن شراء الكميات المعهودة لتحضير أطباق موائدهم... وهو ما يطرح تساؤلات حول ثقافة المواطن الغذائية التي تخوّل له تعويض الباهظ بآخر مناسب.
جولة بين صفوف التونسيين بينت امتعاضهم من الارتفاع الصاروخي في أسعار الخضر حيث بلغ سعر الفلفل أربعة دنانير و الطماطم دينارين. ليتجاوز ثمن صحن المقلي أو السلطة المشوية العشرة دنانير.
واعتبرت بعض السيدات ان لجوءهن لشراء الباهظ رغم معرفتهن بأنه ليس في فصله وأقل قيمة غذائية يعود إلى «شروط» الأبناء الذين يرفضون تناول «الجاري» والتقليدي، والمحمص والأطباق الأقل تكلفة ويأكلون حسب الشهوات والعين دون مراعاة الصحة والجيب.
غياب الثقافة
خلال حديث مع الدكتور في التغذية خميس النقاطي ومؤسس الجمعية التونسية لعلوم التغذية والرئيس السابق لها قال إن التونسي يتميز بغياب الثقافة الغذائية التي تجعله غير قادر على تعويض المواد الغذائية التي ترتفع أسعارها بأخرى ذات قيمة موازية من حيث الفائدة والقيمة الغذائية. كما أشار إلى غياب التربية الغذائية والثقافة والإعلام الغذائي الذي يجعل المستهلك يغير من أطباقه وينوعها دون استغناء عن الفائدة المرجوة من الغذاء.
وأضاف ان الخضر مثل الطماطم والفلفل التي تباع حاليا في غير موسمها وبأسعار مشطة، والخضر التي تباع عموما في غير موسمها يمكن أن يكون انتاجها غير طبيعي وأن تفقد قيمتها الغذائية بسبب التخزين وجزء من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ولا سيما الأطفال. وقال إن الصناعيين في البلدان المتقدمة يقومون بإضافة فيتامينات وحديد ومواد يستحقها الجسم في عدد من المواد المعلبة حتى لا تفقد قيمتها المرجوة.
المقاطعة
خلال حديث مع رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله اعتبر أن الثقافة الغذائية للتونسي «ناقصة» بل وغائبة في كثير من الأحيان. وقال إنه من خلال الدراسات وملاحظات أعضاء المنظمة المتطوعين فإن التونسي لا يمتلك ثقافة أهل الغرب المتشبعين بثقافة استهلاكية عالية تجعلهم يقاطعون ما هو باهظ ولا يشترون من الخضر والغلال إلا ما هو طازج وفي موسمه.
واعتبر أن مقاطعة الباهظ وما هو ليس في موسمه الفلاحي من خضر وغلال يمكن من ثلاث فوائد أولها الحفاظ على المقدرة الشرائية وثانيها فائدة صحية نظرا لما يغيب من فوائد وفيتامينات في المواد التي لا تنتج في فصلها وتباع وثالثها فائدة اقتصادية من خلال الحد من مضاربة التجار والوسطاء، مما يعطي للمقاطعة دورها.
وقال إن المقاطعة لا تعني مقاطعة المستهلكين ممن هم أصلا لا يتمكنون من شراء الخضر المشطةبسبب ضعف مقدرتهم الشرائية، بل تعني مقاطعة من يتمكنون من شراء هذه البضائع واستبدالها فمثلا يمكن شراء الدجاج عوضا عن الفلفل والطماطم واستبدال «الأطباق» بأخرى.
إن أسعار بعض المواد ستشهد انخفاضا خلال نهاية الاسبوع لا سيما مع مجهود المنظمة وكل الاطراف لتطويق ارتفاع الاسعار.
وتسعى المنظمة منذ سنة 2012 الى العمل على نشر الثقافة الاستهلاكية والاعلام كي يتمكن التونسي من الحفاظ على جيبه وصحته في آن واحد وطالبت المنظمة هذه الايام بمقاطعة الفلفل والطماطم.
أكــــــــلات بديلــــــة
قالت الدكتورة في التغذية ليلى علوان: «أستغرب كيف يتشبث التونسي بطبخ الشكشوكة والسلطة المشوية في الشتاء. فأجدادنا كانوا يعرفون طبخ الأطباق البديلة من جاري وغيره ويقع التصنيف حسب الفصول.»
واعتبرت الدكتورة ليلى أن الفصل ليس فصل فلفل وطماطم فهناك خضر أخرى مثل الجلبانة والقنارية والفول التي يمكن استهلاكها اليوم وهناك بدائل كان الأجداد يطبخونها في فصل الشتاء. فلكل موسم خضره وغلاله بعيدا عن اللهفة. والطماطم والفلفل من الخضر الصيفية والتي لا يمكن التشكي من غيابها شتاء.
وأكّدت الدكتورة أن التونسي لا يمتلك ثقافة غذائية واستهلاكية وقد يعود هذا إلى غياب حملات تحسيسية وعلمية في ميدان ترشيد الاستهلاك.
جولة بين صفوف التونسيين بينت امتعاضهم من الارتفاع الصاروخي في أسعار الخضر حيث بلغ سعر الفلفل أربعة دنانير و الطماطم دينارين. ليتجاوز ثمن صحن المقلي أو السلطة المشوية العشرة دنانير.
واعتبرت بعض السيدات ان لجوءهن لشراء الباهظ رغم معرفتهن بأنه ليس في فصله وأقل قيمة غذائية يعود إلى «شروط» الأبناء الذين يرفضون تناول «الجاري» والتقليدي، والمحمص والأطباق الأقل تكلفة ويأكلون حسب الشهوات والعين دون مراعاة الصحة والجيب.
غياب الثقافة
خلال حديث مع الدكتور في التغذية خميس النقاطي ومؤسس الجمعية التونسية لعلوم التغذية والرئيس السابق لها قال إن التونسي يتميز بغياب الثقافة الغذائية التي تجعله غير قادر على تعويض المواد الغذائية التي ترتفع أسعارها بأخرى ذات قيمة موازية من حيث الفائدة والقيمة الغذائية. كما أشار إلى غياب التربية الغذائية والثقافة والإعلام الغذائي الذي يجعل المستهلك يغير من أطباقه وينوعها دون استغناء عن الفائدة المرجوة من الغذاء.
وأضاف ان الخضر مثل الطماطم والفلفل التي تباع حاليا في غير موسمها وبأسعار مشطة، والخضر التي تباع عموما في غير موسمها يمكن أن يكون انتاجها غير طبيعي وأن تفقد قيمتها الغذائية بسبب التخزين وجزء من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ولا سيما الأطفال. وقال إن الصناعيين في البلدان المتقدمة يقومون بإضافة فيتامينات وحديد ومواد يستحقها الجسم في عدد من المواد المعلبة حتى لا تفقد قيمتها المرجوة.
المقاطعة
خلال حديث مع رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله اعتبر أن الثقافة الغذائية للتونسي «ناقصة» بل وغائبة في كثير من الأحيان. وقال إنه من خلال الدراسات وملاحظات أعضاء المنظمة المتطوعين فإن التونسي لا يمتلك ثقافة أهل الغرب المتشبعين بثقافة استهلاكية عالية تجعلهم يقاطعون ما هو باهظ ولا يشترون من الخضر والغلال إلا ما هو طازج وفي موسمه.
واعتبر أن مقاطعة الباهظ وما هو ليس في موسمه الفلاحي من خضر وغلال يمكن من ثلاث فوائد أولها الحفاظ على المقدرة الشرائية وثانيها فائدة صحية نظرا لما يغيب من فوائد وفيتامينات في المواد التي لا تنتج في فصلها وتباع وثالثها فائدة اقتصادية من خلال الحد من مضاربة التجار والوسطاء، مما يعطي للمقاطعة دورها.
وقال إن المقاطعة لا تعني مقاطعة المستهلكين ممن هم أصلا لا يتمكنون من شراء الخضر المشطةبسبب ضعف مقدرتهم الشرائية، بل تعني مقاطعة من يتمكنون من شراء هذه البضائع واستبدالها فمثلا يمكن شراء الدجاج عوضا عن الفلفل والطماطم واستبدال «الأطباق» بأخرى.
إن أسعار بعض المواد ستشهد انخفاضا خلال نهاية الاسبوع لا سيما مع مجهود المنظمة وكل الاطراف لتطويق ارتفاع الاسعار.
وتسعى المنظمة منذ سنة 2012 الى العمل على نشر الثقافة الاستهلاكية والاعلام كي يتمكن التونسي من الحفاظ على جيبه وصحته في آن واحد وطالبت المنظمة هذه الايام بمقاطعة الفلفل والطماطم.
أخصائية في التغذية
أكــــــــلات بديلــــــة
قالت الدكتورة في التغذية ليلى علوان: «أستغرب كيف يتشبث التونسي بطبخ الشكشوكة والسلطة المشوية في الشتاء. فأجدادنا كانوا يعرفون طبخ الأطباق البديلة من جاري وغيره ويقع التصنيف حسب الفصول.»
واعتبرت الدكتورة ليلى أن الفصل ليس فصل فلفل وطماطم فهناك خضر أخرى مثل الجلبانة والقنارية والفول التي يمكن استهلاكها اليوم وهناك بدائل كان الأجداد يطبخونها في فصل الشتاء. فلكل موسم خضره وغلاله بعيدا عن اللهفة. والطماطم والفلفل من الخضر الصيفية والتي لا يمكن التشكي من غيابها شتاء.
وأكّدت الدكتورة أن التونسي لا يمتلك ثقافة غذائية واستهلاكية وقد يعود هذا إلى غياب حملات تحسيسية وعلمية في ميدان ترشيد الاستهلاك.