• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • مساجد جدة التاريخية تمزُج حضارات فن العِمارة الإسلامية

    جدة - ماجد المدني ( واس) : تمتاز محافظة جدة بطابعها الفني المعماري الذي تزدان به عِمارة أكثر من 2,300 مسجد وجامع، شُيدت بعَبِق من التاريخ الإسلامي العريق مستوحاة في بناءها حضارات تعود لفجر الإسلام، وعدة عقود مضت، لتبقى معالم أثرية في الوقت الحالي، حيث تتولى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الإشراف عليها وصيانتها ونظافتها لتبقى محافظة على رونقها وطرازها الإسلامي.



    وتجولت وكالة الأنباء السعودية "واس" في عدد من المساجد التي روعي في تصميمها امتزاج الفن الإسلامي العصري بالتاريخي القديم، والتعرف على طرق بنائها وطابعها المعماري والهندسي المتميز، منها مسجد الملك سعود، ومسجد التقوى، ومسجد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -، ومسجد الأمير ماجد بن عبد العزيز - رحمه الله -، وجامع الفرقان، وجامع اللامي، وجامع الشربتلي، وجامع الغزاوي، وجامع الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -.

    أما المساجد القديمة والأثرية بجدة فتتميز بعبق تاريخها وفنون معمارها الذي يحكي الطراز القديم المستوحى من تراث مباني جدة، التي من أهمها مسجد الشافعي أقدم المساجد في المملكة ، ويقع في حارة المظلوم ، حيث بُني في القرن الـ17 الميلادي، بأسلوب معماري رائع على شكل مربع، ووسطه جرى تصميمه ليكون مكشوفاً للحصول على تهوية جيدة فريدة، واستخدم في بنائه الطين البحري والحجر المنقبي، وتطعيم بناءه بالأخشاب، في حين شهد المسجد العديد من أعمال الترميمات كان آخرها قبل نحو 500 عام، أما في العصر الحديث وتحديداً خلال العام 2012م في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله -، جرى القيام بأعمال ترميم وصيانة كاملة للمسجد وما زالت تُقام فيه الصلاة حتى الآن.



    وفي ذات الحي بمنطقة جدة التاريخية يأتي مسجد عثمان بن عفان، أو كما يُطلق عليه مسجد الابنوس لوجود ساريتين فيه من خشب الابنوس، الذي يُعد من المساجد التاريخية والأثرية، وشيد بين القرنين التاسع والعاشر الهجريين، ويتميز بوجود مئذنة ضخمة، كذلك يقبع بحارة الشام في جدة مسجد الباشا، أحد أشهر المساجد، ويتميز ببناءٍ معماري قديم بمئذنة أضفت عليه معالم أثرية فريدة، و أعيد بناءه في العام 1978م، ولهذا سمي بمسجد الباشا، ومسجد المعمار الواقع بجدة التاريخية، وهو مسجد تاريخي قديم يمتد عمره إلى ما يربو عن الـ 340 عاما، ويجري ترميمه حاليًا على نفقة المكتب الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -.

    وتتنافس المساجد في عمارتها القديمة المُزيّنة بالنقوش ليَبُرز بذلك مسجد عكاش الذي تأسس في العام 1200هـ ، حيث بني على أرضية مرتفعة عن مستوى الشارع بخمسة أبواب تم صنعها من خشب الجوز القديم المميز بلونه البني المحروق، الذي يبقى كما هو على مر السنين، وله قِباب دائرية مرتفعة عن الأرض عليها نقوش وزخارف أشكال إسلامية رائعة، وتحيط به محلات تجارية، وقد تم إعادة ترميمه مرتين الأولى في العام 1864م والثانية خلال العام 1977م، وتقام به الصلوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.

    وفي هذا الصدد أكد مدير عام المساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة جدة الشيخ سعيد بن يحي المالكي مكانة تلك المساجد الإيمانية في نمط بنائها القديم، عاداً مسجد الملك سعود الذي يقع في وسط محافظة جدة من أكبر المساجد بالمحافظة بمساحة تُقدر بنحو 9,700 مترا مربعا، ويتسع لـ 5,000 مُصل، وبني من قِبل وزارة الحج والأوقاف في العام 1987م، لافتاً إلى أن المسجد حصل على جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية في العام 1989م.

    وأفاد أن هناك مسجد الرحمة الذي امتزج في بناءه الرائع ما بين العمارة الحديثة والقديمة والفن الإسلامي حيث بُني بأحدث التقنيات والمعدات وبأنظمة صوت وإضاءة متطورة، ويطلق عليه مسجد الأسماء الثلاثة المسجد العائم، حيث جاء كأول مسجد في العالم يتم بناؤه على سطح البحر، وتمنح إطلالته المباشرة على البحر الأحمر جواً لطيفا يبعث على الاسترخاء والهدوء، كون مياه البحر الأحمر تُحيط به من كل جهة عند المد وارتفاع منسوب المياه.



    وعدّ المالكي مسجد الرحمة أهم المعالم في جدة، مشيراً إلى أن المسجد يُحيط به 52 قبة خارجية إضافة إلى القبة الرئيسية الكبيرة ذات القواعد الثمانية التي تقع في المنتصف، و 23 مظلة خارجية، بتطريز من الخارج والداخل بآيات قرآنية مخطوطة بعدة خطوط مختلفة كالنسخ والرقعة والديواني، إلى جانب احتواء أطراف القبة الرئيسية على زجاج يسمح بمرور أشعة الشمس داخل المسجد عبر 56 نافذة حول القبة المصممة على الطراز الإسلامي، ومصلى نسائي خشبي مُعلق ومرتفع في المنتصف الأخير من المسجد، يتسع لـ 500 مصلية، بالإضافة إلى المرافق الخدمية للمسجد والمجهزة بالكامل.

    وأضاف أن من بين المساجد التي تمتاز بالابتكارية والمزج بين القديم والحديث، مسجد العناني الذي استوحي شكله من النجمة الثمانية الإسلامية المعروفة باسم نجمة بغداد، ويتميز من الداخل بغلبة اللونين الأبيض والأزرق عليه، والزخارف الملونة المصنوعة من الفسيفساء المغربية الزليج التي تغطي الجدران، مشيراً إلى أنه يتسع لـ 1,200 مصلٍ بمعالجة جيدة لفتحات تكييف الهواء ووحدات الإضاءة، وتوجد بسقفه قبة واحدة تغطي مساحة مربعة واسعة للصلاة بدون أي عمود داخلي، حيث استوحى هذا الشكل من الهيكل الداخلي للقبة التي تعلو محراب مسجد قرطبة الجامع بالأندلس، وكذا بإطلالته على كورنيش البحر الأحمر.

    وتتوزع بمحافظة جدة عدد من المساجد الأخرى ومنها مسجد الشعيبي في حي السلامة، والذي يُعد منارة علمية لتعليم القرآن الكريم طوال العام، ونشر الدين الإسلامي والدروس العلمية الشرعية، ومقصد طلبة العلم وإتقان تلاوة وحفظ كتاب الله لطالبي العلم من شتى الجنسيات والبلدان، فيما ينتشر في محيط المسجد الذي يتسع لأكثر من 4,000 مصلٍ عدد من المكتبات الإسلامية المتخصصة في بيع الكتب الإسلامية والصوتيات والتسجيلات الإسلامية والمصاحف، وإقامة الحلقات القرآنية به على مدار العام، إلى جانب وجود مسجد عائشة كعكي بطرازه المعماري المختلف البديع الذي صُممت قبته الكبيرة على كامل مساحة المسجد.





    إعداد : ماجد المدني / تصوير : تركي البوق





    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : مساجد جدة التاريخية تمزُج حضارات فن العِمارة الإسلامية كتبت بواسطة بلقيس عاصم مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا