مكة المكرمة (مكاوي) : موضوع قيم حول بداية ظهور الخرسانة بمكة المكرمة من اعداد المهندس عبد الستار غازي خص به مشكوراً موقع و منتديات قبلة الدنيا فجزاه الله عنا كل خير ... سيتم نشره ان شاء الله تعالى على 3 اجزاء نامل ان ينال على اعجابكم
إن المشهور أن أول مبنى في مكة المكرمة أُقيم بالخرسانة المسلحة : هي الدار الواقعة في "أجياد" والتي سُميتْ بـ "أوتيل مصر"، وتعود ملكيّتُها للوجيهين المعروفين "صدقة وسراج كعكي" ، ثم عُرفتْ "بفندق الكعكي" ، ولا تزال قائمةً حتى كتابة هذه السطور أمام "مبنى تبريد الحرم المكي الشريف" .
أيضاً يُعتقد أن طاقماً من الفنيين والمهندسين المصريين استُقدموا من مصر خصيصاً لبناء هذه المنشأة ، وبنظرة أولية لها يُلاحظ أن هذه المنشأة أدخلتْ إلى مكة المكرمة – وربما لأول مرة – نظام العمارة المعروف علمياً "بطراز البحر الأبيض المتوسط" , ويتميز بالنوافذ المستطيلة الشكل ، والممتدة عمودياً ، والموزّعة على طول الواجهة ، وتعلو المدخل الرئيسي سقيفة مستوية , توصل إلى المدخل الرئيس من جهتين بواسطة السلالم المعروفة بمصطلح "السلاملك" .
واختفت في هذا البناء كثير من مظاهر و صفات العمارة الحجازية التقليدية مثل : المدخل المنكسر ،والشبابيك التي توفر الخصوصية لساكني البناء ، والرواشين ، والفتحات التي تعلوها العقود ، وتدرج الفراغات العلوية ، وغيرها من السّمات مما لا يسمح المجال بالتوسع في بابه لغير المتخصص .
الجدير بالذكر أنني ومنذ لاحظت هذا المبنى أتذكرُ وجود نظام الصرف الصحي به بواسطة المواسير الزهر ، و لا أعلم إن كان قد تم أساسا عند بنائه استخدام القِصَاب ، ثم استُبدلتْ بالمواسير أم لا ؟!
ظهرت في هذا المبنى كذلك "البلكونات" التي تمّ التوسّع فيها بعد ذلك بشكل كبير كما في "قصر السقاف" ، و"قصر خزام" بجدة ، والمبنى الذي أقامه في جرول "الشيخ عبدالله السليمان" الوزير الأسبق .
إن الباحث بتاريخ تطور العمارة في مكة المكرمة سيلاحظ أنها في "العهد السعودي" قد تأثرت بشكل كبير بالعمارة في مصر , كان هذا التأثير طبيعياً ؛ لأن مصر هي أول بلد عربي وأقرب بلد إلى الحجاز ظهرت فيه علامات الحضارة الحديثة التي رفع مشعلها الإنجليز , ولم يكن التأثير مقتصراً على العمارة والبناء فقط بل امتدّ إلى مناحي الحياة كلها تقريباً مثل : الأنظمة الإدارية ، والأساليب الإعلامية ، والفنون : كالموسيقى ، والغناء .. إلخ .
إلا أن لأهل الحجاز – كلٌّ في صنعته و فنه – رغبة في الاحتفاظ بتقاليدهم وموروثاتهم الشعبية , ومحاولة تطويرها بعبقها التاريخي حتى تتماشى مع العصر ومستجداته ، ولعل في بيت الشاعر المكي – متنبي زمنه - "أحمد إبراهيم غزاوي" ما يعبر عن ذلك خير تعبير ، فاستمع إليه يلقي قصيدة عصماء بين يدي "الملك عبد العزيز" و "الملك فاروق" حين زار الأول مصر مخاطباً إياه :
وأخشى ما أخشاه من مصر ** أن تقاسمنا فيكَ الهوى فنَضيعُ
أعلن بعدها "الملك فاروق" نيته لزيارة مكة المكرمة , ولما كان كرم "الملك عبد العزيز" غير مسبوق و لا معهود , وهو الذي سبق أن زار "الملك فاروق" في مصر , أمر "الملك عبد العزيز" ببناء قصرٍ خاص يسكنه "الملك فاروق" حين قدومه مكة المكرمة ، على أن يكون هذا القصر من نفس الطراز الذي يسكنه ملك مصر و السودان حتى يتم له الشعور بأنه في بلده .
ثم استقدام طاقم خاص من مهندسي وفنيي مصر , وتم تشييد قصرٍ "بحي الزاهر" لسكن "الملك فاروق" وهو المبنى الذي يشغله حالياً "متحف مكة المكرمة" , وكان لكاتب هذه السطور شرف إعادة الروح والقيم الفنية لهذا القصر عند ترميمه عام 1422هـ بعد أن خرب وهُجر مدةً من الزمان .
تم تشييد القصر في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر ، وهي مدة حتى في زمننا هذا تعتبر قياسيّة .
المنزل الذي سكنه الملك فاروق حين قدم الى مكة
إلا أن الملك فاروق – لسبب أو لآخر – عندما قدم لزيارة مكة المكرمة حينها لم يسكن هذا القصر , بل سكن في مبنى يعرفه أهل مكة حينها باسم "بيت مريم بوقرية " ، وهو منزل لا يزال موجوداً حتى اليوم ، يرتفع على ربوة في "حي البيبان" بالقرب من مجمع "مدارس الفلاح" , وهو مبني من البناء المسلح على الطراز المعروف معمارياً "بطراز البحر الأبيض المتوسط" .
موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا..مكة المكرمة من اعداد المهندس عبدالستار غازي .
إن المشهور أن أول مبنى في مكة المكرمة أُقيم بالخرسانة المسلحة : هي الدار الواقعة في "أجياد" والتي سُميتْ بـ "أوتيل مصر"، وتعود ملكيّتُها للوجيهين المعروفين "صدقة وسراج كعكي" ، ثم عُرفتْ "بفندق الكعكي" ، ولا تزال قائمةً حتى كتابة هذه السطور أمام "مبنى تبريد الحرم المكي الشريف" .
أيضاً يُعتقد أن طاقماً من الفنيين والمهندسين المصريين استُقدموا من مصر خصيصاً لبناء هذه المنشأة ، وبنظرة أولية لها يُلاحظ أن هذه المنشأة أدخلتْ إلى مكة المكرمة – وربما لأول مرة – نظام العمارة المعروف علمياً "بطراز البحر الأبيض المتوسط" , ويتميز بالنوافذ المستطيلة الشكل ، والممتدة عمودياً ، والموزّعة على طول الواجهة ، وتعلو المدخل الرئيسي سقيفة مستوية , توصل إلى المدخل الرئيس من جهتين بواسطة السلالم المعروفة بمصطلح "السلاملك" .
واختفت في هذا البناء كثير من مظاهر و صفات العمارة الحجازية التقليدية مثل : المدخل المنكسر ،والشبابيك التي توفر الخصوصية لساكني البناء ، والرواشين ، والفتحات التي تعلوها العقود ، وتدرج الفراغات العلوية ، وغيرها من السّمات مما لا يسمح المجال بالتوسع في بابه لغير المتخصص .
الجدير بالذكر أنني ومنذ لاحظت هذا المبنى أتذكرُ وجود نظام الصرف الصحي به بواسطة المواسير الزهر ، و لا أعلم إن كان قد تم أساسا عند بنائه استخدام القِصَاب ، ثم استُبدلتْ بالمواسير أم لا ؟!
ظهرت في هذا المبنى كذلك "البلكونات" التي تمّ التوسّع فيها بعد ذلك بشكل كبير كما في "قصر السقاف" ، و"قصر خزام" بجدة ، والمبنى الذي أقامه في جرول "الشيخ عبدالله السليمان" الوزير الأسبق .
إن الباحث بتاريخ تطور العمارة في مكة المكرمة سيلاحظ أنها في "العهد السعودي" قد تأثرت بشكل كبير بالعمارة في مصر , كان هذا التأثير طبيعياً ؛ لأن مصر هي أول بلد عربي وأقرب بلد إلى الحجاز ظهرت فيه علامات الحضارة الحديثة التي رفع مشعلها الإنجليز , ولم يكن التأثير مقتصراً على العمارة والبناء فقط بل امتدّ إلى مناحي الحياة كلها تقريباً مثل : الأنظمة الإدارية ، والأساليب الإعلامية ، والفنون : كالموسيقى ، والغناء .. إلخ .
إلا أن لأهل الحجاز – كلٌّ في صنعته و فنه – رغبة في الاحتفاظ بتقاليدهم وموروثاتهم الشعبية , ومحاولة تطويرها بعبقها التاريخي حتى تتماشى مع العصر ومستجداته ، ولعل في بيت الشاعر المكي – متنبي زمنه - "أحمد إبراهيم غزاوي" ما يعبر عن ذلك خير تعبير ، فاستمع إليه يلقي قصيدة عصماء بين يدي "الملك عبد العزيز" و "الملك فاروق" حين زار الأول مصر مخاطباً إياه :
وأخشى ما أخشاه من مصر ** أن تقاسمنا فيكَ الهوى فنَضيعُ
أعلن بعدها "الملك فاروق" نيته لزيارة مكة المكرمة , ولما كان كرم "الملك عبد العزيز" غير مسبوق و لا معهود , وهو الذي سبق أن زار "الملك فاروق" في مصر , أمر "الملك عبد العزيز" ببناء قصرٍ خاص يسكنه "الملك فاروق" حين قدومه مكة المكرمة ، على أن يكون هذا القصر من نفس الطراز الذي يسكنه ملك مصر و السودان حتى يتم له الشعور بأنه في بلده .
ثم استقدام طاقم خاص من مهندسي وفنيي مصر , وتم تشييد قصرٍ "بحي الزاهر" لسكن "الملك فاروق" وهو المبنى الذي يشغله حالياً "متحف مكة المكرمة" , وكان لكاتب هذه السطور شرف إعادة الروح والقيم الفنية لهذا القصر عند ترميمه عام 1422هـ بعد أن خرب وهُجر مدةً من الزمان .
تم تشييد القصر في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر ، وهي مدة حتى في زمننا هذا تعتبر قياسيّة .
المنزل الذي سكنه الملك فاروق حين قدم الى مكة
إلا أن الملك فاروق – لسبب أو لآخر – عندما قدم لزيارة مكة المكرمة حينها لم يسكن هذا القصر , بل سكن في مبنى يعرفه أهل مكة حينها باسم "بيت مريم بوقرية " ، وهو منزل لا يزال موجوداً حتى اليوم ، يرتفع على ربوة في "حي البيبان" بالقرب من مجمع "مدارس الفلاح" , وهو مبني من البناء المسلح على الطراز المعروف معمارياً "بطراز البحر الأبيض المتوسط" .
موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا..مكة المكرمة من اعداد المهندس عبدالستار غازي .