تونس - المولدي العباسي (الشروق) : «مدينة الأربس أو لاريس تقع في وطاء من الأرض عليها سور تراب جيّد ووسطها أعين جارية لا تجف وهي عين رباح وعين زياد» ويقول البكري (ت. حوالي 487 هـ 1091م.) أنّ بينها وبين القيروان مسيرة 3 أيّام «وهي مدينة معمورة بها ربض كبير بأرضها يكوّن أطيب الزعفران».
وبين حاتم المناعي (مختص في التاريخ الوسيط) أنه وبالعودة إلى بعض المعطيات الأثرية نجد مسالك قديمة وبعض الحجارة الكبيرة المهندمة التي لا تزال منتشرة حول هذه العيون بجهة الأربس التي تقع اليوم على بعد 18 كلم من مدينة السرس، وإن تغيّرت حاليا تسميات هذه العيون إلا أنّ هذه الآثار تتطابق مع أوصاف الجغرافيين العرب خلال الحقبة الوسيطة. وصفها ابن الأثير «بباب إفريقيّة».
ووصفها الوزّان الفاسي» بزهرة أقاليم إفريقيا كلّها» ويعتقد الوزان الفاسي أنّ هذا الاسم « أوربس» هو تحريف لمعنى المدينة.
وفي الجهة الأخرى من التلّ الأعلى على الحدود الجزائرية نجد مدينة تيفاش: »ومن الأربس إلى تيفاش مرحلة، وهي مدينة أزليّة قديمة عليها سور تراب قديم» ويمتدّ مجال التلّ عموما من هذه المدينة وصولا إلى سهل مرماجنّة إلى باجة ويتّصف بحركيّة مجاليّة وحركة تعمير واستيطان لفروع عدة قبائل، حيث تميزت الخارطة القبلية بهذا المجال بالتعقيد وعدم الثبات لاقترانها بالتطوّرات الجغراسياسية وبالتّالي تقودنا دراسة الإسكان بهذا الموقع إلى التساؤل عن المكوّنات البشرية وتطوّر مشهد الإسكان والتّعمير خلال العهد الموحّدي- الحفصي.
والأربس مدينة قديمة، شيّد سورها في عهد جوستنيان وأكمل سنة 544م ولها عمق استراتيجي لوقوعها في ملتقى الطرقات الرابطة بين القيروان والحضنة وتونس وبلاد الزّاب.
وتركّزت بهذه المراكز الحاميات العسكرية والولاة، أمّا بقيّة المراكز الحضرية فهي أقل أهميّة وعبارة عن قلاع محاطة بالبدو. وقد سيطرت هوارة في بداية العهد الموحّدي- الحفصي بمختلف فروعها على التل الأعلى وسمّي قسم هام من هذا المجال ببلاد هوارة (وطن هوارة) وشيد نزل أبناء قيصرون حول ابّة والأربس وكانت رئاستهم لبني زعزاع.
أمّا في نهاية القرن الثّامن هجري فقد هيمنت على جهة التلّ الأعلى قبيلة الحنانشة ويمكن الإشارة في هذا الإطار إلى تقسيم إداري جديد يراعي تغيّر موازين القوى وتعيين مراد بن نصر بن أحمد وعبد الله بن صولة على المجال المجاور (تبسة).
وصفوة القول، مثّل العهد الحفصي على المستوى السياسي مرحلة انتقاليّة بين دولة أساسها العصبيّة الخلدونية إلى ارتباط الدّولة بشخص السّلطان الذي أصبحت له قدرة على فرض سيطرته على القبائل ومختلف الجهات الدّاخلية وتغيير الولاءات وقد شكّلت المحلّة دورا فاعلا باعتبارها جهازا إداريا متنقلا يجسّد السلطة المركزية .
وبين حاتم المناعي (مختص في التاريخ الوسيط) أنه وبالعودة إلى بعض المعطيات الأثرية نجد مسالك قديمة وبعض الحجارة الكبيرة المهندمة التي لا تزال منتشرة حول هذه العيون بجهة الأربس التي تقع اليوم على بعد 18 كلم من مدينة السرس، وإن تغيّرت حاليا تسميات هذه العيون إلا أنّ هذه الآثار تتطابق مع أوصاف الجغرافيين العرب خلال الحقبة الوسيطة. وصفها ابن الأثير «بباب إفريقيّة».
ووصفها الوزّان الفاسي» بزهرة أقاليم إفريقيا كلّها» ويعتقد الوزان الفاسي أنّ هذا الاسم « أوربس» هو تحريف لمعنى المدينة.
وفي الجهة الأخرى من التلّ الأعلى على الحدود الجزائرية نجد مدينة تيفاش: »ومن الأربس إلى تيفاش مرحلة، وهي مدينة أزليّة قديمة عليها سور تراب قديم» ويمتدّ مجال التلّ عموما من هذه المدينة وصولا إلى سهل مرماجنّة إلى باجة ويتّصف بحركيّة مجاليّة وحركة تعمير واستيطان لفروع عدة قبائل، حيث تميزت الخارطة القبلية بهذا المجال بالتعقيد وعدم الثبات لاقترانها بالتطوّرات الجغراسياسية وبالتّالي تقودنا دراسة الإسكان بهذا الموقع إلى التساؤل عن المكوّنات البشرية وتطوّر مشهد الإسكان والتّعمير خلال العهد الموحّدي- الحفصي.
والأربس مدينة قديمة، شيّد سورها في عهد جوستنيان وأكمل سنة 544م ولها عمق استراتيجي لوقوعها في ملتقى الطرقات الرابطة بين القيروان والحضنة وتونس وبلاد الزّاب.
وتركّزت بهذه المراكز الحاميات العسكرية والولاة، أمّا بقيّة المراكز الحضرية فهي أقل أهميّة وعبارة عن قلاع محاطة بالبدو. وقد سيطرت هوارة في بداية العهد الموحّدي- الحفصي بمختلف فروعها على التل الأعلى وسمّي قسم هام من هذا المجال ببلاد هوارة (وطن هوارة) وشيد نزل أبناء قيصرون حول ابّة والأربس وكانت رئاستهم لبني زعزاع.
أمّا في نهاية القرن الثّامن هجري فقد هيمنت على جهة التلّ الأعلى قبيلة الحنانشة ويمكن الإشارة في هذا الإطار إلى تقسيم إداري جديد يراعي تغيّر موازين القوى وتعيين مراد بن نصر بن أحمد وعبد الله بن صولة على المجال المجاور (تبسة).
وصفوة القول، مثّل العهد الحفصي على المستوى السياسي مرحلة انتقاليّة بين دولة أساسها العصبيّة الخلدونية إلى ارتباط الدّولة بشخص السّلطان الذي أصبحت له قدرة على فرض سيطرته على القبائل ومختلف الجهات الدّاخلية وتغيير الولاءات وقد شكّلت المحلّة دورا فاعلا باعتبارها جهازا إداريا متنقلا يجسّد السلطة المركزية .