دمشق - سانا : يعتبر فن الخط العربي أحد أبرز الفنون التي عرفتها المنطقة العربية وبخاصة بلاد الشام فقد برز عدد كبير من الفنانين العرب والسوريين أصبح الخط هاجسهم ومصدر إلهامهم فأبدعوا وأضافوا له أشكالاً وتصاميم جديدة ومبتكرة سجّلوا من خلالها محطات جديرة بالاهتمام والمتابعة.
وكان من أهم الخطاطين السوريين المخضرم محمود حماد الذي استفاد من جماليات ولياقة الحرف العربي في بناء إيقاعات اللوحة لديه معتمداً على انسجام تداخل بعض الحروف من غير دلالات وتراكبها على شكل عمارة رشيقة يزيد من حيوية حضورها تباين ظهورات اللون في مختلف مناطق اشتباك الحروف واستقرار نهوضها متعانقة وسط المشهد لتضيف إلى التكوين الذي يبدو حيوياً وقوياً في آن معاً.
وهناك تجربة الفنان منير الشعراني الذي يوصف بالمجود البارع للخط العربي حيث صاغ بإتقان ملفت تكوينات مدهشة لمجموعة من الكلمات تؤلف مع بعضها عمارة أنيقة لبيت من الشعر أو حكمة أو قول مأثور لينهض التكوين الحروفي من اشتهاء الأبيض لسواد الحبر معلناً ولادة اللوحة التي جمع فيها الشعراني بامتياز بين رشاقة وجمالية تجريد الحروف وبين دلالاتها متخذاً مبدأ /كل فن لا يفيد علماً لا يعول عليه/.
ولخطوط الفنان الشعراني نبرة تميز صوتها الإبداعي عبر رجع صدى موسيقا تراثية تتردد في اللوحة من خلال أنين القصب على سطح الورق أو الإيقاعات المحسوبة لتوضع الحروف بدقة ورهافة وحساسية شديدة موحيةً للمتلقي بالرهبة والشرود في مقاماتها الصوفية المستمدة من روحانيات الشرق وقدسية فضاءاته المنعكسة من تلك المربعات المسكونة بالعشق التي يضمنها لخطوطه.
ومن تجارب فناني الحروفيات العربية يعتبر الفنان السوري سامي برهان من الفنانين الذين شغلهم الحرف حتى أصبحت لوحاته بقدر ما تعبر عن الأصالة في انتمائها إلى العربية تبقى تمثل في الوقت نفسه لوحة ًحداثية ًمعاصرةً تحاكي الغرب من منظور لياقة وحيوية عناصرها وتباين احتمالات ظهورها في كل مرة بجمالية التأليف المتحرر من قواعد الخط الصارمة وبإبداع وانسجام ألوانها من جهة ثانية لتستقر بالنهاية كمنحوتة أو كلوحة سورية تحمل كل مقومات الحضور البهيّ في أي مكان أو زمان.
أما الفنان وليد الآغا فيشكل منذ عام 1985 واحداً من أبرز الفنانين السوريين المهتمين بالحروفية كمذهب أو اتجاه فني اشتغل عليه منذ بدايات تجربته التي تنحاز إلى الغرافيك كتقنية ففي لوحاته الأحدث قدم الفنان الآغا إضافة جديدة وجدية لبحثه عن المدهش في فضاءات الحرف وتجلياته تشكلياً وتقنياً مناغماً بين الأصالة كمرجع والمعاصرة والحداثة كصياغة ما ساعده على تقديم موضوعه بأشكال تعبير مختلفة كانت في مجملها لافتة للذائقة باختلاف مستوى تلقيها وثقافتها من حيث محتوى مفرداتها كمعنى ورجع صدى إيقاعها الغنائي الخطي.
وهناك مجموعة من الفنانين السوريين الذي حققوا حضوراً طيباً في هذا المجال الرحب والممتع من الفنون البصرية التشكيلية ومنهم الفنان محمد غنوم الذي وصف لوحته بأنه من خلالها يتحدث عن موسيقا الحروف عبر حركية جعلت من الحرف عنصراً متحركاً من سكونيته جاعلاً إياه ينهي التكوينات التي بني عليها تشكيل اللوحة.
وعن هذه التجربة يقول الفنان غنوم عندما نتحدث عن حرف النون مثلاً نحلل فلسفة تجعل من هذا الكون الذي انطلق من نقطة حددها الخالق هي نفس النقطة التي ستعود إليها فالكون الفسيح الواسع يبدأ من نقطة ثم يعود إليها لتكون البداية والمرجع وهذا هو الإيحاء الذي تتلخص به الحروف في عملي التشكيلي.
أما الفنان خالد الساعي فيجمع بين ميله باتجاه الأدب والشعر والفلسفة ومعرفته عميقة بالفن الحروفي وهذا ما يتوضح في أي من أعماله التي تكشف عن التكوين الأكاديمي الصارم والمتمكن من أدواته ومواده خدمة للوحة حروفية معاصرة تحمل كل مواصفات الحداثة.
كما تشكل تجربة الفنان أكسم طلاع الذي رأى/أن استخدام الحروف في الفنون التطبيقية والكتابة على الأواني والمنسوجات جزء بسيط من عالم كبير هو الخط العربي المفتوح على عالم روحاني وتربوي فعندما تكتب حكمة أو عبارة بخط جميل فإنك تقدم رسالتين الأولى بصرية تعبر عن شيء معين والثانية قراءة فيها حكمة/.
بدوره قال الفنان جمال بوستان في لوحاته الحروفية أنفذ أعمالي بتقنيات لونية مختلفة وبصيغة حروفية تتماهى فيها الأصول الكلاسيكية للخط العربي بالحداثة التشكيلية التجريدية حيث أجمع في معمار لوحتي بين رشاقة التشكيلات الحروفية والمساحات اللونية الشفيفة المطرزة بوحدات زخرفية هندسية تتوافق وتنسجم مع روح الحرف العربي وجمالياته التي تغرد سعيدة معبرة في فضاء التجريد.
وأضاف أفتخر بأني أبدع في جماليات الخط العربي الذي عبر عنه بيكاسو قائلا إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن التصوير وجدت الخط العربي قد سبقني إليها منذ أمد بعيد.
ورفد الخط العربي حركة الفن التشكيلي بآيات من الإبداع الجمالية بأشكال وصور جديدة مبتكرة سواء أكان استخدام الفنان التشكيلي للخط في الإطار الكلاسيكي الموزون أم كان هذا الاستخدام منصباً على البنية الحركية للحرف فكان من أبرز الفنانين الذين وظفوا الخط في أعمالهم التشكيلية الدكتور محمد غنوم والفنان ممدوح قشلان والفنان عيد يعقوبي في دمشق والفنان إياد ناصر من اللاذقية ومجموعة من خطاطي حلب.
كما فطن الفنان الشعبي السوري إلى جماليات الحرف العربي فوظفه في أعماله الفنية بعفوية وبساطة صارخة تشد الناظر إليها عن سائر أركان العمل الفني وعناصره وقد تميز بهذا اللون من العمل الفنان الشعبي الدمشقي أبو صبحي التيناوي الذي أصبحت أعماله في مكان الصدارة بمتاحف الفن الشعبي في العالم.
وتميز القرن العشرين بظهور المدرسة الدمشقية للخط العربي ففي مطلع القرن العشرين نبغ عدد من الخطاطين الرواد الذين كانوا موضع تقدير عربي وعالمي بما قدمت أيديهم وأفكارهم من كتابات خطوط أعادت ما كان للخط من تميز واحترام حيث جمعت عقد أولئك الرواد رابطة عرفت برابطة نهضة الخط العربي كان منهم كل من الفنانين مصطفى السباعي وممدوح الشريف وبدوي الديراني وسليم الحنفي وصبحي البيلاني وحسين البغجاتي ومحمد علي الحكيم وموسى الحلبي وحلمي حباب ورشدي الزيات ومعهم أبو خليل الزيناتي.
وضع هذا الجيل من الرواد قواعد للمدرسة الشامية في الخط العربي فاتسم خط التعليق الذي نما وازدهر في فارس واسطنبول منحى وألقاً وتميزاً على يد الخطاط الصوفي المبدع بدوي الديراني حتى لكأن هذا الخط قد انسلخ من جذوره الفارسية والعثمانية ليلبس ثوباً دمشقياً مطرزاً.
أما خط الثلث والكوفي فقد اكتسبت خطوطها على يد الخطاط ممدوح الشريف رصانة وكمالاً لم تعرفه مدارس الخط الأخرى كما أوجد الخطاط الدمشقي حسني البابا تراكيب بخط الثلث أعجزت أساطين الخط في اسطنبول وسواها من الحواضر الإسلامية.
لم تكن حلب غائبة عن حركة فنون الخط العربي فكان فيها من الخطاطين ما يجعلها أخت دمشق في الخط العربي وكان من روادها كل من إبراهيم الرفاعي والمولودي والصابوني وظهر خطاطون آخرون في حمص وحماة واللاذقية.
وكان من أهم الخطاطين السوريين المخضرم محمود حماد الذي استفاد من جماليات ولياقة الحرف العربي في بناء إيقاعات اللوحة لديه معتمداً على انسجام تداخل بعض الحروف من غير دلالات وتراكبها على شكل عمارة رشيقة يزيد من حيوية حضورها تباين ظهورات اللون في مختلف مناطق اشتباك الحروف واستقرار نهوضها متعانقة وسط المشهد لتضيف إلى التكوين الذي يبدو حيوياً وقوياً في آن معاً.
وهناك تجربة الفنان منير الشعراني الذي يوصف بالمجود البارع للخط العربي حيث صاغ بإتقان ملفت تكوينات مدهشة لمجموعة من الكلمات تؤلف مع بعضها عمارة أنيقة لبيت من الشعر أو حكمة أو قول مأثور لينهض التكوين الحروفي من اشتهاء الأبيض لسواد الحبر معلناً ولادة اللوحة التي جمع فيها الشعراني بامتياز بين رشاقة وجمالية تجريد الحروف وبين دلالاتها متخذاً مبدأ /كل فن لا يفيد علماً لا يعول عليه/.
ولخطوط الفنان الشعراني نبرة تميز صوتها الإبداعي عبر رجع صدى موسيقا تراثية تتردد في اللوحة من خلال أنين القصب على سطح الورق أو الإيقاعات المحسوبة لتوضع الحروف بدقة ورهافة وحساسية شديدة موحيةً للمتلقي بالرهبة والشرود في مقاماتها الصوفية المستمدة من روحانيات الشرق وقدسية فضاءاته المنعكسة من تلك المربعات المسكونة بالعشق التي يضمنها لخطوطه.
ومن تجارب فناني الحروفيات العربية يعتبر الفنان السوري سامي برهان من الفنانين الذين شغلهم الحرف حتى أصبحت لوحاته بقدر ما تعبر عن الأصالة في انتمائها إلى العربية تبقى تمثل في الوقت نفسه لوحة ًحداثية ًمعاصرةً تحاكي الغرب من منظور لياقة وحيوية عناصرها وتباين احتمالات ظهورها في كل مرة بجمالية التأليف المتحرر من قواعد الخط الصارمة وبإبداع وانسجام ألوانها من جهة ثانية لتستقر بالنهاية كمنحوتة أو كلوحة سورية تحمل كل مقومات الحضور البهيّ في أي مكان أو زمان.
أما الفنان وليد الآغا فيشكل منذ عام 1985 واحداً من أبرز الفنانين السوريين المهتمين بالحروفية كمذهب أو اتجاه فني اشتغل عليه منذ بدايات تجربته التي تنحاز إلى الغرافيك كتقنية ففي لوحاته الأحدث قدم الفنان الآغا إضافة جديدة وجدية لبحثه عن المدهش في فضاءات الحرف وتجلياته تشكلياً وتقنياً مناغماً بين الأصالة كمرجع والمعاصرة والحداثة كصياغة ما ساعده على تقديم موضوعه بأشكال تعبير مختلفة كانت في مجملها لافتة للذائقة باختلاف مستوى تلقيها وثقافتها من حيث محتوى مفرداتها كمعنى ورجع صدى إيقاعها الغنائي الخطي.
وهناك مجموعة من الفنانين السوريين الذي حققوا حضوراً طيباً في هذا المجال الرحب والممتع من الفنون البصرية التشكيلية ومنهم الفنان محمد غنوم الذي وصف لوحته بأنه من خلالها يتحدث عن موسيقا الحروف عبر حركية جعلت من الحرف عنصراً متحركاً من سكونيته جاعلاً إياه ينهي التكوينات التي بني عليها تشكيل اللوحة.
وعن هذه التجربة يقول الفنان غنوم عندما نتحدث عن حرف النون مثلاً نحلل فلسفة تجعل من هذا الكون الذي انطلق من نقطة حددها الخالق هي نفس النقطة التي ستعود إليها فالكون الفسيح الواسع يبدأ من نقطة ثم يعود إليها لتكون البداية والمرجع وهذا هو الإيحاء الذي تتلخص به الحروف في عملي التشكيلي.
أما الفنان خالد الساعي فيجمع بين ميله باتجاه الأدب والشعر والفلسفة ومعرفته عميقة بالفن الحروفي وهذا ما يتوضح في أي من أعماله التي تكشف عن التكوين الأكاديمي الصارم والمتمكن من أدواته ومواده خدمة للوحة حروفية معاصرة تحمل كل مواصفات الحداثة.
كما تشكل تجربة الفنان أكسم طلاع الذي رأى/أن استخدام الحروف في الفنون التطبيقية والكتابة على الأواني والمنسوجات جزء بسيط من عالم كبير هو الخط العربي المفتوح على عالم روحاني وتربوي فعندما تكتب حكمة أو عبارة بخط جميل فإنك تقدم رسالتين الأولى بصرية تعبر عن شيء معين والثانية قراءة فيها حكمة/.
بدوره قال الفنان جمال بوستان في لوحاته الحروفية أنفذ أعمالي بتقنيات لونية مختلفة وبصيغة حروفية تتماهى فيها الأصول الكلاسيكية للخط العربي بالحداثة التشكيلية التجريدية حيث أجمع في معمار لوحتي بين رشاقة التشكيلات الحروفية والمساحات اللونية الشفيفة المطرزة بوحدات زخرفية هندسية تتوافق وتنسجم مع روح الحرف العربي وجمالياته التي تغرد سعيدة معبرة في فضاء التجريد.
وأضاف أفتخر بأني أبدع في جماليات الخط العربي الذي عبر عنه بيكاسو قائلا إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن التصوير وجدت الخط العربي قد سبقني إليها منذ أمد بعيد.
ورفد الخط العربي حركة الفن التشكيلي بآيات من الإبداع الجمالية بأشكال وصور جديدة مبتكرة سواء أكان استخدام الفنان التشكيلي للخط في الإطار الكلاسيكي الموزون أم كان هذا الاستخدام منصباً على البنية الحركية للحرف فكان من أبرز الفنانين الذين وظفوا الخط في أعمالهم التشكيلية الدكتور محمد غنوم والفنان ممدوح قشلان والفنان عيد يعقوبي في دمشق والفنان إياد ناصر من اللاذقية ومجموعة من خطاطي حلب.
كما فطن الفنان الشعبي السوري إلى جماليات الحرف العربي فوظفه في أعماله الفنية بعفوية وبساطة صارخة تشد الناظر إليها عن سائر أركان العمل الفني وعناصره وقد تميز بهذا اللون من العمل الفنان الشعبي الدمشقي أبو صبحي التيناوي الذي أصبحت أعماله في مكان الصدارة بمتاحف الفن الشعبي في العالم.
وتميز القرن العشرين بظهور المدرسة الدمشقية للخط العربي ففي مطلع القرن العشرين نبغ عدد من الخطاطين الرواد الذين كانوا موضع تقدير عربي وعالمي بما قدمت أيديهم وأفكارهم من كتابات خطوط أعادت ما كان للخط من تميز واحترام حيث جمعت عقد أولئك الرواد رابطة عرفت برابطة نهضة الخط العربي كان منهم كل من الفنانين مصطفى السباعي وممدوح الشريف وبدوي الديراني وسليم الحنفي وصبحي البيلاني وحسين البغجاتي ومحمد علي الحكيم وموسى الحلبي وحلمي حباب ورشدي الزيات ومعهم أبو خليل الزيناتي.
وضع هذا الجيل من الرواد قواعد للمدرسة الشامية في الخط العربي فاتسم خط التعليق الذي نما وازدهر في فارس واسطنبول منحى وألقاً وتميزاً على يد الخطاط الصوفي المبدع بدوي الديراني حتى لكأن هذا الخط قد انسلخ من جذوره الفارسية والعثمانية ليلبس ثوباً دمشقياً مطرزاً.
أما خط الثلث والكوفي فقد اكتسبت خطوطها على يد الخطاط ممدوح الشريف رصانة وكمالاً لم تعرفه مدارس الخط الأخرى كما أوجد الخطاط الدمشقي حسني البابا تراكيب بخط الثلث أعجزت أساطين الخط في اسطنبول وسواها من الحواضر الإسلامية.
لم تكن حلب غائبة عن حركة فنون الخط العربي فكان فيها من الخطاطين ما يجعلها أخت دمشق في الخط العربي وكان من روادها كل من إبراهيم الرفاعي والمولودي والصابوني وظهر خطاطون آخرون في حمص وحماة واللاذقية.