عمان - تغريد السعايدة (الغد) : ما إنْ تشرق شمس الصباح حتى يستيقظ العامل على عربة “الكعك” محمود إلى الغرفة التي بجانب البيت الذي يسكنه ليقود تلك العربة بيديها إلى حيث تزاحم الأقدام، وطلب الرزق.
ومحمود وهو مصري الجنسية، لا يتوانى عن الجلوس لساعات طويلة حتى ينهي ما جهزه على عربة الكعك، فيتوجه باكراً إلى أقرب مخبز لديه، ليأخذ الكعك، بعد أن يكون قد جهز البيض عن طريق “الشواء” كذلك في المخبز ذاته، ثم يتوجه إلى المطعم لشراء الفلافل والحمص وعلب من الجبن، وكمية كبيرة من الزعتر و”عدة السلطة”.
كل هذه المكونات هي ما تحمله العربة لتصطف في إحدى الزوايا التي اعتاد عليها محمود وكذلك زبائنه، ليكون جاهزاً لتحضير الساندويش منذ السابعة صباحاً، وهو التوقيت الذي يأتي فيه الزبائن للشراء، بالإضافة إلى أن هذه الفترة هي وقت الذروة، كما يبين محمود، عدا عن أن الكثير من العمارات المحيطة به هي لشركات تجارية يقوم موظفوها بشراء الكعك منه.
هذا الطقس الصباحي، اعتاد عليه الناس منذ عشرات السنين، إذ إنّ عربة الكعك ترتبط بالذاكرة ولها الكثير من الذكريات والقصص مع العديد، فهي ليست بالجديدة على المجتمع، بل قديمة لكنها ما تزال حاضرة بكل تفاصيلها.
والشاب أحمد نديم الذي وقف بجانب العربة التي كانت على وشك الانتهاء من المكونات مع اقتراب ساعات الظهيرة، قال إنه جاء منذ الصباح وقد أخذ الكعك من مخبز والده في إحدى ضواحي عمان، بعد أن قام بشواء كمية البيض، ومن ثم أخذ باقي المكونات من المحلات التجارية القريبة.
وعلى الرغم من برودة الأجواء، إلا أن نديم يقف لساعات في المنطقة التي يأتيها يومياً، كون الكثير من الزبائن ينتظرونه وأصبح “الكعك” الشيء الذي يبدؤون به صباحاتهم، لذلك لا يتوانى عن المجيء صيفاً أو شتاءً، ويقوم بـ “ركن” العربة في إحدى كراجات السيارات القريبة من موقعه، كونه من الصعوبة أن يقوم بالتنقل بها من مكان لآخر.
يقول “هي إحدى مصادر الرزق الجميلة والدائمة”، وهو لا ينفك عن النوم مبكراً والاستيقاظ كذلك، حتى لا يتأخر عن الزبائن الذين يجدهم أحياناً يقفون بالقرب من موقع عربته في حال تأخر ولو لبضع دقائق، لذلك يعتقد أن العلاقة أصبحت يومية ولا يمكن أن يستغني عنها، خاصة أن الكثير من سائقي التاكسي يعتمدون عليه في توفير وجبة الإفطار لهم.
ويعتقد نديم أن الأسعار المعتدلة لساندويشات الكعك بالبيض او الجبنة او محشوة بالفلافل تعتبر مناسبة مقارنة مع غيرها فهي لا تتجاوز الدينار أحياناً، أو دينارا ونصف الدينار، بحسب طلب الزبون والكمية التي يستهلكها في الكعكة الواحدة، فمنهم من يطلب مثلا ثلاث إلى أربع بيضات في الكعكة الواحدة، لذلك تختلف في حال كانت الكمية أقل، إلا أنها تبقى في متناول يد الجميع.
وبالقرب من عربة نديم، وقف حارس العمارة سيد المصري ويحمل في يديه كيساً كبيراً ممتلئا بالكعك، ويقول إن مجموعة من سيدات العمارة التي يعمل بها، يقبلن يومياً على شراء تلك الكعكات، إذ يقمن بالطلب منه إحضار الكعكات، حتى أنه أصبح يعرف كل سيدة وما تختار، كونهن يقمن بالشراء بشكل يومي.
ويقول المصري أنه هو كذلك لا ينفك عن شراء الكعك من العربة، خاصة وأنه يعيش في بيت وحده ويجد في “الكعك” ومكوناته وجبة كافية لتكون إفطاراً له، خاصة وأنها متعددة المكونات ويمكن أن يختار بحسب ما يريد، وكما يقال “الفطور مسمار المعدة”، فهو الركيزة التي يعتمد عليها سيد في عمله يومياً.
ومن اللافت كذلك أن معظم البائعين الذين يعملون على العربات هم من غير مالكيها، بل إن لها أصحابها يقومون بتأجيرها أو تضمينها لآخرين، ومنهم عمال من جنسيات مختلفة، فعلى أحد الشوارع الرئيسية وقف خالد وهو سوري الجنسية، يحضر بطريقة سريعة الكعك بكافة مكوناته، وكان قد اعتاد على هذا العمل منذ كان في سورية من سنوات خلت، ووجد في الاردن ضالته في العمل بعد أن اضطرته الحرب إلى ترك بلاده.
ويقول خالد إن أحد الأشخاص الذين يملكون العربة طلب منه أن يعمل عليها، بعد أن كان العمل بها توقف منذ سنوات، إلا انه ومن خلال معرفته ببعض الأشخاص اقترحوا عليه العمل على العربة من خلال تضمينها، وبالفعل بدأ العمل منذ فترة قصيرة، ووجد فيها مصدر رزق جيد كون الإقبال عليها كبيرا من المواطنين، وخاصة في حال قام بعمله على اكمل وجه، وقام بعمل تغييرات في المكونات بحسب طلب الزبائن.
وحول عربة مصطفى أحمد، وقف عدد من الزبائن لشراء وجبتهم المفضلة من الكعك، واللافت أن بعضهم كان يقوم بتحضير “كعكته” بنفسه، ويضع المكونات التي يريدها، وهذا الشيء يجعل من الشباب يقبلون عليه لشراء وجبتهم الصباحية، كما يريدون، ويقوم أحمد بتحضير السلطة لتكون طازجة لعمل الكعك بـ “الفلافل” والذي يجد عليه طلبا كبيرا خاصة خلال فصل الشتاء، وحتى وضع الزعتر على الجبنة، وهو المذاق المميز للكعكة.
ويقول أحمد إنه يفتح المجال للزبائن لاختيار ما يريدون من المكونات، ووضعها في الكعكة حتى يستمتعوا بوجبتهم وحتى “يكسبهم كزبائن” على حد تعبيره، فهو في النهاية يرغب في بيع أكبر عدد ممكن من الكعك، الذي يصبح غير مناسب للاستهلاك بعد ساعات من إخراجه من الفرن.
وعلى الرغم من أن هذه العربة هي مصدر الرزق الوحيد للكثيرين، إلا أن هناك عدة عوائق قد تقف في طريق العاملين فيها، مثل الأجواء التي قد تمنعهم من الخروج من المنزل في بعض الأحيان، وكذلك الأجواء الحارة التي قد تجعل من الطلب على الساندويشات قليلا مقارنةً بفصل الشتاء، عدا عن القوانين التي قد تمنع البعض من الوقوف في الشارع للبيع، ويتم أحياناً مصادرتها، لذلك يطالب هؤلاء الأشخاص بالإبقاء على مصدر الرزق “الوحيد” للبعض.
ومحمود وهو مصري الجنسية، لا يتوانى عن الجلوس لساعات طويلة حتى ينهي ما جهزه على عربة الكعك، فيتوجه باكراً إلى أقرب مخبز لديه، ليأخذ الكعك، بعد أن يكون قد جهز البيض عن طريق “الشواء” كذلك في المخبز ذاته، ثم يتوجه إلى المطعم لشراء الفلافل والحمص وعلب من الجبن، وكمية كبيرة من الزعتر و”عدة السلطة”.
كل هذه المكونات هي ما تحمله العربة لتصطف في إحدى الزوايا التي اعتاد عليها محمود وكذلك زبائنه، ليكون جاهزاً لتحضير الساندويش منذ السابعة صباحاً، وهو التوقيت الذي يأتي فيه الزبائن للشراء، بالإضافة إلى أن هذه الفترة هي وقت الذروة، كما يبين محمود، عدا عن أن الكثير من العمارات المحيطة به هي لشركات تجارية يقوم موظفوها بشراء الكعك منه.
هذا الطقس الصباحي، اعتاد عليه الناس منذ عشرات السنين، إذ إنّ عربة الكعك ترتبط بالذاكرة ولها الكثير من الذكريات والقصص مع العديد، فهي ليست بالجديدة على المجتمع، بل قديمة لكنها ما تزال حاضرة بكل تفاصيلها.
والشاب أحمد نديم الذي وقف بجانب العربة التي كانت على وشك الانتهاء من المكونات مع اقتراب ساعات الظهيرة، قال إنه جاء منذ الصباح وقد أخذ الكعك من مخبز والده في إحدى ضواحي عمان، بعد أن قام بشواء كمية البيض، ومن ثم أخذ باقي المكونات من المحلات التجارية القريبة.
وعلى الرغم من برودة الأجواء، إلا أن نديم يقف لساعات في المنطقة التي يأتيها يومياً، كون الكثير من الزبائن ينتظرونه وأصبح “الكعك” الشيء الذي يبدؤون به صباحاتهم، لذلك لا يتوانى عن المجيء صيفاً أو شتاءً، ويقوم بـ “ركن” العربة في إحدى كراجات السيارات القريبة من موقعه، كونه من الصعوبة أن يقوم بالتنقل بها من مكان لآخر.
يقول “هي إحدى مصادر الرزق الجميلة والدائمة”، وهو لا ينفك عن النوم مبكراً والاستيقاظ كذلك، حتى لا يتأخر عن الزبائن الذين يجدهم أحياناً يقفون بالقرب من موقع عربته في حال تأخر ولو لبضع دقائق، لذلك يعتقد أن العلاقة أصبحت يومية ولا يمكن أن يستغني عنها، خاصة أن الكثير من سائقي التاكسي يعتمدون عليه في توفير وجبة الإفطار لهم.
ويعتقد نديم أن الأسعار المعتدلة لساندويشات الكعك بالبيض او الجبنة او محشوة بالفلافل تعتبر مناسبة مقارنة مع غيرها فهي لا تتجاوز الدينار أحياناً، أو دينارا ونصف الدينار، بحسب طلب الزبون والكمية التي يستهلكها في الكعكة الواحدة، فمنهم من يطلب مثلا ثلاث إلى أربع بيضات في الكعكة الواحدة، لذلك تختلف في حال كانت الكمية أقل، إلا أنها تبقى في متناول يد الجميع.
وبالقرب من عربة نديم، وقف حارس العمارة سيد المصري ويحمل في يديه كيساً كبيراً ممتلئا بالكعك، ويقول إن مجموعة من سيدات العمارة التي يعمل بها، يقبلن يومياً على شراء تلك الكعكات، إذ يقمن بالطلب منه إحضار الكعكات، حتى أنه أصبح يعرف كل سيدة وما تختار، كونهن يقمن بالشراء بشكل يومي.
ويقول المصري أنه هو كذلك لا ينفك عن شراء الكعك من العربة، خاصة وأنه يعيش في بيت وحده ويجد في “الكعك” ومكوناته وجبة كافية لتكون إفطاراً له، خاصة وأنها متعددة المكونات ويمكن أن يختار بحسب ما يريد، وكما يقال “الفطور مسمار المعدة”، فهو الركيزة التي يعتمد عليها سيد في عمله يومياً.
ومن اللافت كذلك أن معظم البائعين الذين يعملون على العربات هم من غير مالكيها، بل إن لها أصحابها يقومون بتأجيرها أو تضمينها لآخرين، ومنهم عمال من جنسيات مختلفة، فعلى أحد الشوارع الرئيسية وقف خالد وهو سوري الجنسية، يحضر بطريقة سريعة الكعك بكافة مكوناته، وكان قد اعتاد على هذا العمل منذ كان في سورية من سنوات خلت، ووجد في الاردن ضالته في العمل بعد أن اضطرته الحرب إلى ترك بلاده.
ويقول خالد إن أحد الأشخاص الذين يملكون العربة طلب منه أن يعمل عليها، بعد أن كان العمل بها توقف منذ سنوات، إلا انه ومن خلال معرفته ببعض الأشخاص اقترحوا عليه العمل على العربة من خلال تضمينها، وبالفعل بدأ العمل منذ فترة قصيرة، ووجد فيها مصدر رزق جيد كون الإقبال عليها كبيرا من المواطنين، وخاصة في حال قام بعمله على اكمل وجه، وقام بعمل تغييرات في المكونات بحسب طلب الزبائن.
وحول عربة مصطفى أحمد، وقف عدد من الزبائن لشراء وجبتهم المفضلة من الكعك، واللافت أن بعضهم كان يقوم بتحضير “كعكته” بنفسه، ويضع المكونات التي يريدها، وهذا الشيء يجعل من الشباب يقبلون عليه لشراء وجبتهم الصباحية، كما يريدون، ويقوم أحمد بتحضير السلطة لتكون طازجة لعمل الكعك بـ “الفلافل” والذي يجد عليه طلبا كبيرا خاصة خلال فصل الشتاء، وحتى وضع الزعتر على الجبنة، وهو المذاق المميز للكعكة.
ويقول أحمد إنه يفتح المجال للزبائن لاختيار ما يريدون من المكونات، ووضعها في الكعكة حتى يستمتعوا بوجبتهم وحتى “يكسبهم كزبائن” على حد تعبيره، فهو في النهاية يرغب في بيع أكبر عدد ممكن من الكعك، الذي يصبح غير مناسب للاستهلاك بعد ساعات من إخراجه من الفرن.
وعلى الرغم من أن هذه العربة هي مصدر الرزق الوحيد للكثيرين، إلا أن هناك عدة عوائق قد تقف في طريق العاملين فيها، مثل الأجواء التي قد تمنعهم من الخروج من المنزل في بعض الأحيان، وكذلك الأجواء الحارة التي قد تجعل من الطلب على الساندويشات قليلا مقارنةً بفصل الشتاء، عدا عن القوانين التي قد تمنع البعض من الوقوف في الشارع للبيع، ويتم أحياناً مصادرتها، لذلك يطالب هؤلاء الأشخاص بالإبقاء على مصدر الرزق “الوحيد” للبعض.