• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • قصص الأنبياء: نبي الله يونس عليه السلام (14)

    الرياض - محمد بن سعد (درة) : نبي الله يونس، (ذو النون) يونس بن متى - البحر الأخضر، مازالت فترة حياته مجهولة، ومكان قبره مجهول، ووقت مكوثه بالحوت مجهول، أرسله الله إلى أهل (نينوى)، هذا وان القرآن لم يذكر مكان قوم يونس ولكنهم قرب البحر أو ربما قرب الموصل، أو ربما تقارض (قزوين) أصله البحر الأخضر.



    أرسل اللهُ يونسَ إلى قومه يعظهم ويذكرهم بالمحشر، ويأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده، ظل ينصح قومه فأبوا واستكبروا فهجرهم، ووعدهم بالعذاب خلال ثلاثة أيام , وخرج إلى البحر غاضبا لأنهم لم يؤمنوا، فقذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا، خافوا بعد ثلاث ليال على أنفسهم فآمنوا، صرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات.

    كان قوم يونس حول مائة ألف، وقد آمنوا أجمعين، فرفع الله عنهم العذاب بحوله ورحمته، لم يأتي الأمر الإلهي بترك نبي الله يونس لقومه.

    السفينة والحوت:
    خرج عليه السلام غضبا، قبل أن يأذن الله له، خرج في سفينة في البحر فلجت السفينة وثقلت، هاج البحر بالسفينة وارتفع عليها الموج، وكانوا على وشك الغرق لقلة تحملها لهم، و تشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، ومن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة، وقعت القرعة على يونس فعدلوا عن إلقائه، كرروا القرعة ثلاث مرات دون جدوى، فوقعت على يونس ثلاث فرمى بنفسه.

    بعث الله حوتاً عظيماً من البحر الأخضر فالتقم الحوتُ يونسَ، وأوحى الله إلى الحوتَ أن لا يأكل يونس، فطاف به البحر، حتى اعتقد يونس بأنه قد مات. فحرك أطرافه فوجدها تتحرك فقال: (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). فدعا ربه أن يخرجه من الظلمات، فاستجاب الله له وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون.

    يقول الله تعالى: "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (140) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (141) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (142) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (143) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (144) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (145) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ ( 146) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (147) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (148) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ" الصافات 149

    فأمر الله عز وجل الحوت أن يقذفه على اليابسة، هذا وان وقت بقاء يونس في بطن الحوت مجهول، قال بعض المفسرون من الضحى إلى لعشاء، وآخرون تفاوتت أقوالهم بين 3 أو 7 أيام (دنيوية).

    شجرة اليقطين: خرج نبي الله يونس عليه السلام من بطن الحوت سقيماً عارياً على الشاطئ وأنبت الله عليه شجرة يقطين (قرع) ورقها ناعم كثيف ظليل تكرهه الحشرات، يؤكل جميع ثمره من الطلع إلى الخزن، نياً ومطبوخاً وقشرا وبزرا ومقوي للدماغ. وبعد أن استكمل يونس عافيته، رده الله إلى قومه الذين تركهم غضبا.



    من أقوال النبي‏ ‏المصطفى صلى الله عليه وسلم: (‏لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من‏‏ يونس بن متى) او قوله: (من قال أنا خير من ‏‏ يونس بن متى ‏ ‏فقد كذب)

    تسمية العلماء: (ذنب يونس)
    هل ارتكب يونس ذنبا؟ وهل يذنب الأنبياء ؟ فالأنبياء معصومون إلا أن الله يستوجب العتاب، يقول العارفون بالله: حسنات الأبرار سيئات المقربين، وهذا عند النظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة، لو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس، لكان حسنة يثاب عليها للفرار بدينه من قوم مجرمين، لكن يونس (نبي) مبعوث إليهم ليس عليه إلا البلاغ، وخروجه في ميزان الأنبياء يستوجب تلقين الله له، إن الله يلقن نبيه يونس درسا في الدعوة إليه، ليدعو إلى الله فقط كنبي في حدود مهمته، ليس عليه تجاوزها ببصره أو قلبه، ثم الحزن لأن قومه لم يؤمنوا، لقد خرج يونس بغير إذن، فانظر ماذا وقع لقومه، لقد آمنوا به بعد خروجه، ولو بقي فيهم لأدرك ذلك، وعرفه واطمأن وذهب غضبه، كان متسرعا في رغبته أن يؤمن الناس، وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم، فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب والله يهدي من يشاء.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى)، ونسبه إلى أبيه، وذكر ليلة أسري

    وفي قول آخر عن ذنب يونس:
    نريد الآن أن ننظر فيما يسميه العلماء ذنب يونس. هل ارتكب يونس ذنبا بالمعنى الحقيقي للذنب؟ وهل يذنب الأنبياء. الجواب أن الأنبياء معصومون.. غير أن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب. المسألة نسبية إذن.

    يقول العارفون بالله: إن حسنات الأبرار سيئات المقربين.. وهذا صحيح. فلننظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة المعاندة. لو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس.. لكان ذلك منه حسنة يثاب عليها. فهو قد فر بدينه من قوم مجرمين.

    ولكن يونس نبي أرسله الله إليهم.. والمفروض أن يبلغ عن الله ولا يعبأ بنهاية التبليغ أو ينتظر نتائج الدعوة.. ليس عليه إلا البلاغ.

    خروجه من القرية إذن.. في ميزان الأنبياء.. أمر يستوجب تعليم الله تعالى له وعقابه.

    إن الله يلقن يونس درسا في الدعوة إليه، ليدعو النبي إلى الله فقط. هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها ببصره أو قلبه ثم يحزن لأن قومه لا يؤمنون.

    ولقد خرج يونس بغير إذن فانظر ماذا وقع لقومه. لقد آمنوا به بعد خروجه.. ولو أنه مكث فيهم لأدرك ذلك وعرفه واطمأن قلبه وذهب غضبه.. غير أنه كان متسرعا.. وليس تسرعه هذا سوى فيض في رغبته أن يؤمن الناس، وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم.. فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب. والله يهدي من يشاء.



    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : يونس عليه السلام كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا