فلوريان نويهوف - عبد الرحمن عثمان (دويتشه ﭭيله) : تنتشر ظاهرة ختان الفتيات بشكل واسع بين أكراد العراق. وعادة ما تقوم النساء بهذه العادة المتوارثة والقاسية. فلوريان نويهوف زار المنطقة وكتب على جهود لتغيير هذا التفكير.
ينادى على النساء للحضور إلى المسجد في قرية تيرباسبيان القريبة من مدينة إربيل، عاصمة كردستان العراق، والمنادية في مكبرات الصوت هي الشابة رسول ذات الثلاثين عاماً، والتي تريد الحديث مع نساء القرية عن قضايا صحية.
لكن وما إن جلست النسوة حتى بدأت رسول بالحديث عن الختان، الذي يُمارس على كثير من نساء المنطقة، وتعداد مخاطره بما في ذلك خطر الإصابة بالالتهابات والعقم.
بين سن الرابعة والسابعة
الطفلة أريسو -13 عاما - ضحية من ضحايا الختان
"ليت أحداً أقنع أمي حين كنت طفلة صغيرة بعدم ختاني"، تقول رسول. تتباين الإحصائيات حول انتشار الختان بين النساء في المنطقة الكردية من %41 إلى 73%، ومعظمهن من النساء الكبيرات سناً.
لحسن الحظ تراجع اليوم خطر ختان البنات، كما تظهر ذلك أبحاث قامت بها منظمة "وادي" الألمانية للتنمية حيث تعمل رسول. وتظهر الدراسات تراجعا كبيرا في ممارسة الختان بمناطق كثيرة وهذا بفضل جهود أشخاص مثل رسول، التي زارت أكثر من 400 قرية خلال السنتين الماضيتين.
في طريقها إلى قرية تيرباسبيان التقت رسول بفتاتين عمرهما 12 و13 عاما مختونتان، فقالت لأهلهما: "لقد ارتكبتم جرماً"، وكان الجواب: "لا، هذه هي عاداتنا".
انتشار ختان البنات في المناطق الكردية يتركز في محافظتي إربيل والسليمانية، حسب اليونيسيف، حيث جرى ختان أكثر من نصف الفتيات بين سن 15 و 49 عاما. أما كركوك ذات الإثنيات المختلطة، فلا تتجاوز النسبة 20%. وعن سبب الاستمرار في ممارسة هذه العادة، يقول رجل من قرية أخرى لرسول: "إذا كانت المرأة غير مختونة، فإن كل حيوان تذبحه يكون حراماً"، مضيفاً أن كل طعام وشراب تلمسه فهو نجس.
رسول تتحدث مع رجال ونساء في القرية
لقد سمعت رسول مثل هذا القول كثيراً وتعرف الحجة الأقوى لمواجهة هذه المفاهيم: لم تكن أي من نساء الرسول أو بناته مختونة، وتضيف "الإسلام دين عظيم ولا يوجد فيه مثل هذه العادات".
القانون يعاقب على الختان
في عام 2011 أصدرت السلطات الكردية قراراً بتجريم ختان البنات، لكن أئمة المساجد مقتنعون بالختان، وعن ذلك قال أحد الرجال في الخمسين من عمره لرسول: نصف الأئمة مقتنعون بالختان، أقنعيهم ثم تعالي وأقنعينا".
النساء من جدات وأمهات هن اللواتي يقمن بالختان والقابلات اللواتي يشكل الختان مصدر دخل لهن، كما تقول رسول: "إقناع العجائز هو من أصعب الأمور". ولكي تقنعهن فإنها تلجأ إلى حيلة أخرى وتقول لهن: "معظم الرجال يريدون الزواج بزوجة أخرى لأن الزوجة الأولى ليس لديها رغبة جنسية، لذلك يريدون زوجة غير مختونة عربية أو سورية".
رسول (يمين الصورة) مع القابلة
رسول تتعامل بلطف مع النساء والقابلات، حتى لو اختلفت معهن في الرأي. إحداهن القابلة برداواد، التي قامت بختان حوالي 5000 طفلة، وما زالت تحتفظ بالشفرة حتى اليوم في بيتها. لكن رسول تقول عنها "إنها جزارة".
الدين ضد الختان
ورغم ذلك تتحدث رسول مع القابلة بلطف، فتسألها القابلة البالغة 67 عاما من العمر: "هل ارتكبت إثما بختان البنات؟" ، فتجيبها رسول: "لا، أنت لم تكوني تعلمين بذلك". فتقول برداواد: "لدي حفيدتان ولن أفعل هذا معهما".
رسول عانت طويلا من ختانها، وحين ترى معاناة غيرها من الفتيات، فإنها تعاني أيضا معهن وتقول: "في أيام كثيرة أبكي طيلة الطريق حتى أصل البيت".
ينادى على النساء للحضور إلى المسجد في قرية تيرباسبيان القريبة من مدينة إربيل، عاصمة كردستان العراق، والمنادية في مكبرات الصوت هي الشابة رسول ذات الثلاثين عاماً، والتي تريد الحديث مع نساء القرية عن قضايا صحية.
لكن وما إن جلست النسوة حتى بدأت رسول بالحديث عن الختان، الذي يُمارس على كثير من نساء المنطقة، وتعداد مخاطره بما في ذلك خطر الإصابة بالالتهابات والعقم.
بين سن الرابعة والسابعة
الطفلة أريسو -13 عاما - ضحية من ضحايا الختان
"ليت أحداً أقنع أمي حين كنت طفلة صغيرة بعدم ختاني"، تقول رسول. تتباين الإحصائيات حول انتشار الختان بين النساء في المنطقة الكردية من %41 إلى 73%، ومعظمهن من النساء الكبيرات سناً.
لحسن الحظ تراجع اليوم خطر ختان البنات، كما تظهر ذلك أبحاث قامت بها منظمة "وادي" الألمانية للتنمية حيث تعمل رسول. وتظهر الدراسات تراجعا كبيرا في ممارسة الختان بمناطق كثيرة وهذا بفضل جهود أشخاص مثل رسول، التي زارت أكثر من 400 قرية خلال السنتين الماضيتين.
في طريقها إلى قرية تيرباسبيان التقت رسول بفتاتين عمرهما 12 و13 عاما مختونتان، فقالت لأهلهما: "لقد ارتكبتم جرماً"، وكان الجواب: "لا، هذه هي عاداتنا".
انتشار ختان البنات في المناطق الكردية يتركز في محافظتي إربيل والسليمانية، حسب اليونيسيف، حيث جرى ختان أكثر من نصف الفتيات بين سن 15 و 49 عاما. أما كركوك ذات الإثنيات المختلطة، فلا تتجاوز النسبة 20%. وعن سبب الاستمرار في ممارسة هذه العادة، يقول رجل من قرية أخرى لرسول: "إذا كانت المرأة غير مختونة، فإن كل حيوان تذبحه يكون حراماً"، مضيفاً أن كل طعام وشراب تلمسه فهو نجس.
رسول تتحدث مع رجال ونساء في القرية
لقد سمعت رسول مثل هذا القول كثيراً وتعرف الحجة الأقوى لمواجهة هذه المفاهيم: لم تكن أي من نساء الرسول أو بناته مختونة، وتضيف "الإسلام دين عظيم ولا يوجد فيه مثل هذه العادات".
القانون يعاقب على الختان
في عام 2011 أصدرت السلطات الكردية قراراً بتجريم ختان البنات، لكن أئمة المساجد مقتنعون بالختان، وعن ذلك قال أحد الرجال في الخمسين من عمره لرسول: نصف الأئمة مقتنعون بالختان، أقنعيهم ثم تعالي وأقنعينا".
النساء من جدات وأمهات هن اللواتي يقمن بالختان والقابلات اللواتي يشكل الختان مصدر دخل لهن، كما تقول رسول: "إقناع العجائز هو من أصعب الأمور". ولكي تقنعهن فإنها تلجأ إلى حيلة أخرى وتقول لهن: "معظم الرجال يريدون الزواج بزوجة أخرى لأن الزوجة الأولى ليس لديها رغبة جنسية، لذلك يريدون زوجة غير مختونة عربية أو سورية".
رسول (يمين الصورة) مع القابلة
رسول تتعامل بلطف مع النساء والقابلات، حتى لو اختلفت معهن في الرأي. إحداهن القابلة برداواد، التي قامت بختان حوالي 5000 طفلة، وما زالت تحتفظ بالشفرة حتى اليوم في بيتها. لكن رسول تقول عنها "إنها جزارة".
الدين ضد الختان
ورغم ذلك تتحدث رسول مع القابلة بلطف، فتسألها القابلة البالغة 67 عاما من العمر: "هل ارتكبت إثما بختان البنات؟" ، فتجيبها رسول: "لا، أنت لم تكوني تعلمين بذلك". فتقول برداواد: "لدي حفيدتان ولن أفعل هذا معهما".
رسول عانت طويلا من ختانها، وحين ترى معاناة غيرها من الفتيات، فإنها تعاني أيضا معهن وتقول: "في أيام كثيرة أبكي طيلة الطريق حتى أصل البيت".